منصور سناطي
الحوار المتمدن-العدد: 4031 - 2013 / 3 / 14 - 08:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يبدو أن هناك صفقة سرية بين روسيا وأميركا حول الوضع في سوريا ، سيما بعد تولي جون كيري منصب وزير الخارجية خلفا لهيلاري كلنتون ، وجدير بالذكر
أن كيري له صداقة خاصة مع الرئيس السوري ، وإلمام أكثر بكيفية تفكيره ، فهو العاشق حتى العظم بالكرسي والسلطة كما كان حال أبيه حافظ الأسد ، ولما كانت
المعارضة منقسمة ، وليس لها برنامجاً سياسياً واضحاً ، ودخول المظمات الإرهابية بين صفوفها ومنها القاعدة ، فليس من المعقول أن تقف أميركا في صف القاعدة
لتقويض حكم الأسد الذي حمى حدود أسرائيل لأربعة عقود ، رغمّ أخطاء الأسد بتحالفه مع إيران وحزب الله ومنظمة حماس ، فالوضع بهذا التعقيد ، ودخول روسيا
على الخط الساخن ، فهي لا تريد أن تفقد حليفها الستراتيجي الوحيد المتبقي في الشرق الأوسط بشار الأسد ، ونكاية بروسيا ومبدأ تقسيم وتبادل المصالح بين الدولتين
الكبيرتين ، كما أن التأثير الإسرائيلي على كلتيهما بات واضحاً ، حيث سقوط الأسد ومجيء حكم إسلامي سيكون مهدداً لإستقرارها ، ولهذا السبب غيرت أميركا نبرتها
ودعت على لسان وزير خارجيتها إلى المفاوضات المباشرة بين المعارضة والنظام السوري ، وهذا يعني بصريح العبارة أن هناك إتفاقاً سرياً يجري بين العملاقين
الذي سينعكس على الوضع السوري ، وعلى عموم الشرق الآوسط بشكل عام ، سيما وأن هناك تبدلا في النبرة الآمريكية حول البرنامج النووي الإيراني ، وتراخياً
في مجموعة (5+1) الأوروبية فيما يخص العقوبات ، وليس من المستبعد أن تكون روسيا بقيادة فلاديمير بوتين ، قد حصلت على قطعة من الكعكة فيما يخص الملفين
السوري والإيراني ، والأيام القادمة ستكشف المستور من خلال المحصلات على الآرض ، ولكن ما هي بنود الإتفاقات خلف الكواليس ؟ هل هي مسألة الدرع الصاروخي ، أم أسعار النفط والغاز ، أم صفقات السلاح التقليدي والنووي ، كل هذا وارد حسب المصالح المشتركة بين القطبين الروسي والأمريكي ، ودخول الصين
في اللعبة مؤخراً ، للنمو المتسارع في إقتصادها وسلاحها ولا تريد إنفراد الدولتين بمصير العالم ، وتقول لهما : لا تنسوا التنين الصيني ؟
#منصور_سناطي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟