أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - الارتداد الي أسفل سافلين















المزيد.....


الارتداد الي أسفل سافلين


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4028 - 2013 / 3 / 11 - 20:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما كنت أقرأ ما قام به التتار والمغول في الشام، العراق والهند من جرائم يتفزز منها الشخص المعاصر الذى راكم عقدا اجتماعيا يستهجن الموصوف في كتب التاريخ عن الانحراف السلوكي الذى صاحبه اعتداءات جنسية جماعية علي الصبايا و الشبان(حتي لو لجأوا الي دور العبادة او المساجد) من الذين كانوا ضحايا حروب القرون الغابرة، أو تلك الاعمال الهمجية التي كانت سمة من سمات الانكشارية العثمانية .. كان ينتابني مشاعر متعارضة من التقزز والاحتقار لهؤلاء الوحوش الذين ما زالت ندوب قسوتهم تؤجج كره الهندى للباكستاني وتمنع الاوروبي من قبول المسلمين وتقف حجر عثرة أمام انضمام تركيا لاوروبا الموحدة وفي نفس الوقت الراحة لأنني أعيش بعيدا عن زمنهم بعدة قرون.
المتأمل لسلوك تيمور لنك، هولاكو التتارى، سليمان القانوني وتابعيهم من القساة البدائيين أو للعنف غير المبرر الهمجي ضد الاخر فهو(أى المتأمل) اذا كان مسلما مثلي سيبرئ حتما الدين من خطاياهم ثم يعزو شدة قسوتهم الي البيئة الضنينة التي عاشوا فيها وقسوة الجوع والاحتياج ونقص المياه علي الرعاة من البدو وما صاحبه من رغبة الاستيلاء علي ما بيد الشعوب الزراعية المستقرة حول المجارى المائية من خير .
لقد كان هذا هو الحافز الاول الذى أخرج العرب من شبه جزيرتهم يغزون شعوب الوديان ويستعمرونها إما عسكريا أو إستيطانيا و لقد كانت لغنائم العراق، الشام ومصر فعل السحر في تحريك جيوش ابن الخطاب تدفق علي المدينة امدادات من الفئ، الجزية وما يضع الغزاة ايديهم عليه من ثروات القوم المقهورين.
العربان المحصورين (هذا تعبير ابن الخطاب ) تدافعوا جماعات وفرادى زاحفين من القفار الي الظلال ، رقدوا هناك بين ابناء الشعوب المتحضرة الناعمة يحذون حذوهم فنجد أن بني أمية استنسخوا حياة أباطرة الروم بينما أقام بني عباس إيوان كسرى في بغداد وما صاحبه من عز وأبهة وسطوة وسيطرة فيخملون ويبلدون لا يستطيعون لزحف جوعي جبال القوقاز ردا، موجات متتالية من الهمج دمروا دمشق وبغداد وكلكتا ومدراس استمرت حتي طرقت جحافل العثمانيين أسوار فينا، انه قانون متكرر حدث في أوروبا كما حدث في امريكا فالبدوى الجلف يستمر علي قسوته حتي يستقر حول ضفاف الأنهار فيأنس ويستأنس ويعيش في رغد حتي يقضى عليه غزاة جدد من البدائيين ولا دخل للدين أو تعاليمه بهذه القسوة وهذا السلوك الهمجي.
الفقر وقلة الامكانيات جعلت من سكان الصحارى وحوشا ضارية ولكن ماذا يقول المتأمل المسلم علي سكان الوديان العامرة بالخيرات عندما ينحرفون بالقيم الانسانية و يمتهنون السرقة، النهب، البلطجة، التدمير والاستمتاع بتعذيب الغي، هنا لم يعد الجوع والاحتياج سببا .. والرد جاهز وفورى إنما هي آثام النماردة والفراعنة شديدى القسوة الذين يدعون الألوهية ويتحكمون في شعوبهم دون عدل أو رحمة ..ورغم تحفظي علي هذا النمط من التفكير الشائع بعد أن كشفت اللغتين الهيروغليفية والمسمارية عن أسرارهم الا أنني لا أستطيع تجاهل قناعة الغالبية العظمي من سكان المنطقة بأننا شعب لا يصلح معه الا الديكتاتور الحاكم المطلق الذى يأمر فيطاع والذى ينظم الحياة حتي لو وقعمنا ظلما علي الاغلبية فإن وجوده هو الضمان لعدم انتشار الفوضي والخروج عن القانون والاعراف. فالديكتاتورية مرض مزدوج التأثيريصيب المتسلط كما أنه يصيب أيضا المجني عليه ويجعل من كليهما وحشا كاسرا ينتظر فرصته لينطلق منفلتا دون تحكم في سلوكه، وكم من خلفاء وسلاطين وملوك عندما دان لهم حكم بلادهم أصابتهم لوثة السلطة بالجنون فقلبوا انشطة النهار لتزاول ليلا أو منعوا أكل الملوخية أو قتلوا كل طلعة شمس زوجة جديدة أو هاموا عشقا بغلام أو صبية بحيث سبب لهم عشقهم الدمار .. علي الجانب الاخر رأينا من تم تعذيبهم وجلدهم و تشريدهم يخرجون من السجون يقبلون أحذية البغاة ويدعون لهم في المساجد والشوارع في السر والعلانية .. هنا ايضا لا دخل للدين او تعاليمه بالقسوة المملوكية أو خضوع العبيد.
الصراع بين من يملك ويسيطر ومن لا يملك ويتعرض لمهانة الحاجة جعل المتأمل المسلم يشير إلى أن الامة أصيبت بنكبة إكتشاف البترول في أرض أكثر شعوبها تخلفا فانقلبت الموازيين ولم تعد الوديان بؤر جذب بل تحولت لتصبح طاردة لسكانها، يسعون حيث دولارات الجاز متوفرة ومعها تعليمات من أصابهم خبل الثراء المفاجيء والذين يتخيلون أن ملياراتهم ستجعل منهم السادة والحكماء الذين لا راد لارادتهم يدفعون للجوعي لينفذوا مخططاتهم العدوانية الشيطانية من قتل وإرهاب وتدمير وتفجير واغتصاب والاخر (المحتاج ) مستعد لبيع اى شيء حتي حياته فيفجر نفسه بين الودعاء من المسالمين.
بعد هزيمة القومية العربية وتسليمها القيادة للوهابية من اخوان وسلفيين ومتأسلمين تسللت العادات البدوية والأفكار البدائية المتصلة بتكفير الاخر واحتقار دور المرأة واضطهاد المخالفين دينيا ومقاومة الحكام لاسقاطهم واتخذت خطوات متدرجة في التأثير بدأت بالاغتيالات وضرب السياحة وترويع الآمنين ثم تجريس السيدات ودفعهن للبس أغطية الرأس المتنوعة وانتهت بمهاجمة الكنائس والأديرة ومحلات الاقباط وسرقة محتوياتها أو تهجيرهم من مساكنهم .. تعاليم منحطي التفكير من الدعاة التي سمحت (للمجاهدين ) وعصاباتهم ان تمارس الجنس مع السوريات .. ظلت تتفاقم حتي وصلني أمس علي الفيسبوك الرسالة التالية :-
((صبية بعمر الزهور من حدائق الوطن عمرها تسعة عشر ربيعاً ... جميلة ، موسيقية تدرس في الكونسرفاتوار في روما... كانت في زيارة لدى أهلها في حمص.
نزلت من البيت ، قاموا باختطافها قطيع من ثيران الربيع العربي الأخونجي لانها سورية تلبس الصليب.
تناوبوا على اغتصابها اسابيعاً ثلاثة وحين ظنوا أنها ماتت، رموها عند مكب النفايات ((ورود سوريا وربيعها الحقيقي يُنتهك ويُغتصب ويُرمى في مكب النفايات )) !!!!
دخلت في الكوما... تم اسعافها، استئصال الرحم، تهتك شديد بالمهبل والعضلة الشرجية...
تم تسفيرها الى المانيا لمتابعة العلاج، بعد ثلاثة أشهر استيقظت من الكوما... لا تنطق بأي حرف، لا تتفاعل مع احد ،لكن اذا فتح احدهم الباب فجأة، تصاب بنوبة عصبية تبدأ بخلع ملابسها وتأخذ وضعية المضاجعة.))
منذ أن قرأت هذه الرسالة وانا لا أنام فهي سواء كانت وقائع حقيقية او مدسوسة من حزب البعث السورى جرح عميق في المشاعر .. لا اتصور أن حفيدتي المسلمة التي تعيش في النمسا بين أصحاب أديان مختلفة يمكن أن يمس شعرة واحدة من رأسها لانها مخالفة للأغلبية دينيا .. ان الاعتداء علي الصبايا ومضايقتهن وعمل كشوف عذرية عليهن وتلويث مسامعهن بكل ما هو منحط ليس من الدين ولا دخل لتعاليمه بسلوك المتوحشين والبلهاء من مرتزقة تدفع لهم قطر من دخل بترول كان من المفترض ان يتحول الي نعمة.
المتأمل المسلم بعد أن فجع في سلوك الاسلامجية من كذب ومخادعة وعدم التزام بالوعد وحنث في اليمين والتربص بالمخالفين وحرق مقرات جريدة الوطن والوفد وتدمير نادى الشرطة واتحاد الكرة وسحل الشباب أمام الاتحادية وتدبير تزوير الانتخابات والاستفتاءات وخروج دستور مهلهل قد يصل بتحولنا الي مليشيات متعارضة ومتضاربة .. لم يستطع أن يجادل فسلوك المسلم المعاصر أصبح من الفجاجة والبدائية بحيث لا يمكن الدفاع عنه وهنا .. قال لقد وصلنا الي أسفل سافلين بسبب نقص التعليم وانتشار الامية والجهل، فالمسلم القوى خير وأحب الي الله من المسلم الضعيف و القوة اليوم في امتلاك العلم والتكنولوجيا و ازدهار مراكز البحث والتجربة و سيادة الروح العصرية .. كما يحدث في تركيا و جنوب شرق اسيا .. ولكن للاسف فان العلم والعلماء لدى جمهرة المسلمين هي العلوم الشرعية والتبحر في دراسة كتب السلف الصالح والاقتداء بهم وكل ما يخالف ذلك بدعة وضلالة ونار جهنم تنتظر المبدعين.
والحق الذى اخاف ان أصرح به والا اعتبرت من الكفار الزناديق الذين يجب توقيع الحد عليهم وقطع رقبتهم بسيف السياف كما حدث لابن المقفع الذى قطعت أطرافه وفصلت رأسه أو الحلاج المتصوف الذى قطعت يداه ورجلاه أو ابن حنبل الذى سجن وعوقب أو الكندى الذى جرد من ملابسه وهو في الستين وجلد أو الرازى الذى ضرب رأسه بكتبه حتي فقد بصره أو ابن رشد الذى حرقت كتبه وطرد من بلده أو فرج فودة الذى أغتيل .. اننا نستخدم العلم مكان الايمان والايمان مكان العلم والسياسة ورغم علمي بأن التقدم له اسبابه والتخلف لا يأتي من فراغ فانني لا أستطيع أن أصرح بأن الاسلام ليس حلا بل هو سبب المشكلة بتفسيرات رجال الجاز له والبعد بنا عن طريق المعاصرة والمساهمة في التقدم البشرى لنقبع في اسفل السافلين.



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتفال بواسطة اللا إحتفال .
- ماعت، كارما ومفهوم العدالة.
- تهافت القداسة أم استقالة البابا
- التوحد والزهايمر في القمة الاسلامية.
- تلويث الميدان بسلوكيات الاخوان
- د.جمال حمدان وشخصية مصر
- نكبة،نكسة ،وكسة وهزيمة
- كلمات القدرة ولغة الضاد
- ايش تعمل الماشطة في الوش العكر
- هل سنزرع الأفيون في 2013
- وضاع كفاح قرنين..يا مصر.
- تأملات في مفهموم الجمال
- محمد حسين يونس - كاتب وروائي مصري - في حوار مفتوح مع القارئا ...
- يا شباب إسلامهم غيرإسلامنا
- قوانين سيدى مرسي علية السلام .
- هذه الخرابة تسمي مصر
- بشرالقاع يتحدون العالم
- الاستراتيجية الامريكية بلاء لبلادنا
- تغير المفاهيم السائدة للاخلاق
- الإنزلاق الي أسفل سافلين.


المزيد.....




- مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-. ...
- إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
- صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق ...
- الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف ...
- سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
- ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي ...
- مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا ...
- أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
- كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - الارتداد الي أسفل سافلين