أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد خضر الزبيدي - سلاما أيها الراحل في يومك الاربعين














المزيد.....

سلاما أيها الراحل في يومك الاربعين


محمد خضر الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4028 - 2013 / 3 / 11 - 20:10
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    



ثقيلة خطاها ....موحش نهارها .....موجع ليلها
هذه الاربعون بليلها ونهارها نائية مسافاتها متعارض توافقها يا من رحلت بصمت الأنقياء وقد تركت خلفك فراغاً تضيق به كل المسافات الطويلة وأبقيتني في صمت يحار به الذهول وكأن رحيلك ليس له سابقة او لم يستضيفه من سبقك ونحن من ذلك متيقنون لم تخدعنا الرؤيا ولم يخذلنا اليقين.
ولكن هي المفاجأة وقد تقطعت بيننا حبال التواصل وأرخينا العنان لراحلة الزمن ان تهنأ بمطايا الارتحال
أعدك انني سأحاول جاداً وصادقاً ان أعاود الحديث إليك مرات عديدة وان كنت لا أعدك بما ستكون عليه النتيجة وعليك انت ايها الباحثة ان تصل الى برد اليقين فأنت اليوم اقرب إلى مصدرها واقدر مني على فك رموزها وأغلالها وان ظلت تثقل عليّ كاهليّ المتعبين وكأنها تعمل جاهدة أن تثقلِ خطاي لتبعدني عن موعد الارتحال وكأنها تدرك انني ما زلت أحمل الكثير من الأعباء التي لم يستطع عجزي ان يوفيها حقها
البارحة تذاكرت والأولاد مهارة جدتهم. هندومة الريناوي في سلق العديد من البيض وتلوينه بمختلف الاصباغ والالوان وان الاب خميس كثيراً ما كان يبارك لها جهدها وقدرتها على جلب السعادة لأطفال الرينة وكيف ان عقيلتكم. ياسمين قد احتجت وافادت بان جدتها كانت اكثر إتقانا لهذه الفنون ولكعك العيد كذلك مما ذهب بزوجتي تنتصر لجدتها. وكانت لحظات فرح وسرور يا أبا هند وقد اكملها الاطفال هند ونور ثم هالة وخضر وعكرمة وهم يملأون الحارة في ركن الدين صراخاً وضجيجاً وهم يتراكضون على سطح البيت المتفرد ببساطته وجماله حتى أن هند أخذت تساومني على أن نتبادل البيوت لفرط إعجابها بهذا البيت العتيق
كانت ساعات حلوة يا أبا هند اتذكر وأنت تغيظ صغيرنا عكرمة بالمناداة عليه يا أبا جهل وهو ينكر عليك ذلك وتهمس لي آه يا عم مؤمن من ظهر مؤمن
آه يا أبا هند كانت لحظات سريعة لا ندري كيف اختطفناها من رحلتنا الشاقة والمتعبة ولكن بالله عليك ألم تكن غاية في الحلاوة
وتمر الايام مسرعة يا ابا هند وتكون الانتفاضة اي ساعة الخروج على خيار القيادة بتوجهها إلى الارض المحتلة ضمن اكذوبة مدريد والدولة الفلسطينية المزعومة وكان عليّ ان أمر بك شبه يومي
لاعرض عليك حصاد ذلك اليوم لإعادة بناء التنظيم الفتحوي الحديدي القادر على القيام بمهمته الكبرى تحرير فلسطين هذا التنظيم المتقن في الشكل والمضمون لأنه حسب قناعتنا لا ثورة بدون تنظيم ثوري ورؤيا فكرية تخدم الهدف
آتيك ليلاً وانا متهالك جوعاً وكلني طمع ان اجد لدى الدكتور الياس المزيد من شرائح اللحم والشحم والانواع المتعددة من الفواكه الدمشقية ولكم اصبت بالخيبة وأنا افتح برادكم ولا اجد به الا قصعة من الشوربا العارية من أية محسنات وقليلا من الخبز وأحيانا أجد قليلا من الفاكهة وهذا ما يثير غضبي يا ابا هند لانني اخبرتك اكثر من مرة بانني رجل يفضل أكل اللحوم باردة او ساخنة ولكن هيهات لك ان تجدها عند الياس الا صدفة
رويت لك قصتي مع المناضل أبو القناني إذ التقيته صدفة في احد شوارع بيروت وقد ترجل عن سيارته المرسيدس وأصر الا أن يصحبني الى بيته فاستجبت له فقد عشنا كجيران في غور تل الاربعين وكان والداه غاية في الطيبة وعسر الحال اذ كان والده يعمل مرابعيا عند احد امراء عشيرة الغزاوية والمرابعي هو الشخص الذي يقوم بزراعة الارض المتفق عليها الى ان يتم الحصاد ليتقاسم الناتج مع صاحب الارض وله ربع الناتج فقط ولذلك فهو في فقر مدقع الى ما شاء الله
المهم كان بيت ابو القناني. اي جناحه الخاص به في الفنر هاوس ولديه ثلاجة حسنة فاندفع اليها عامدا واراني ما بها من المياه الغازية وزجاجات الويسكي والبراندي والنبيذ وما يلازم ذلك من اللحوم والمكسرات على انواعها وأخذ يرتجف بانفعال شديد. إسمع انت ناوي تبهدلني لان هذا لا يرضيك ولكن انت تعرف رحلتي من اولها الى اخرها ولكن هذا ما وفرته لي قيادتك المحترمة حتى أفسدوا الكبير قبل الصغير. فأرجو ان تعفيني من كل جملك الثقيلة والمرة
شاهدي يا أبا هند هو ان اشير مسرعا للفارق بين المدرستين والعقليتين وإننا ما زلنا على قناعة تامة انك لن تستطيع ان تجمع بين الثورة والرفاه وهذا الخلط العجيب أصبح سمة الثورة وبداية الإنحراف في اهدافها ومسلكها
كثيرا ما تحدثنا في هذه الامور التي لا تتفق ونزعة قياداتنا لا السابقة ولا اللاحقة ولهذا نحن نحصد ما زرعته ايدينا
يا ابا هند كثيرة هي أحاديثنا ولن تتسع لها هذه الأمسية ولكننا عهدا سنعود اليها مرة أخرى فهي خبزنا اليومي الذي لا نعيش بدونه. وإلى لقاء قريب



#محمد_خضر_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هذا العبث الصبياني... يا قادة الربيع
- تحية الى جدعون الانسان
- اية جريمة سوداء على ارض مصر
- د الياس شوفاني يرحل مستعجلا
- نحن والمستقبل المجهول
- الوحدة الوطنية الفلسطينية عروس طال انتظارها
- لا املك لكم الا الاعتذار
- العراق وطريق الخلاص الوحيد
- الربيع العربي وموقف المثقفين العرب
- هل شلت الارادة العربية
- السوريون لا يريدون كثيرا من العرب
- الاسد والفرصة الاخيرة
- بريطانيا والعار الدائم
- هل يحق لفقراء العرب ان يتسولوا على ابواب صندوق النقد الدولي
- غضبتك جاءت متاخرة. ايهاالشيخ الملتحي
- فلم سيئ يشعل الحرائق, وحرق مئات الاطفال لا يشعل شمعة واحدة
- آفاق مستقبلية
- سلطة خلقت عاجزة .. فعلام الانتظار..!!؟؟
- مخيم الزعتري عقوبة ام كرم زائد..!!!
- العرب وايران المسافة بين زعمائنا وزعمائهم


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد خضر الزبيدي - سلاما أيها الراحل في يومك الاربعين