حقيقة الصراع السياسي في ليبيا اليوم !؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)

الحوار المتمدن-العدد: 4028 - 2013 / 3 / 11 - 17:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لا شك أن هناك منافسات وصراعات سياسية تجري علنا ً وأخرى من وراء الكواليس في ليبيا اليوم وهذه الصراعات هي التي تشل حركة الإسراع في تكوين الدولة وتحقيق الأمن والإستقرار كأساس لتحقيق التنمية والإزدهار !.. وأغلب الليبيين وجماهير الشعب الليبي من المواطنيين العاديين - أي ما يزيد عن 5.5 مليون تقريبا ً !! - لا ناقة لهم ولا جمل ولا حتى "عنزة !" في هذه الصراعات السياسية المستمرة والتي تستهلك وقت وعمر وطاقة وأموال الليبيين بل وربما تستهلك أحلامهم وتطلعاتهم وأملهم في حياة أفضل من حياتهم السابقة في ظل طغيان نظام (القذافي) المخلوع!!.

وبعض هذه الصراعات يرجع إلى دوافع وأسباب فكرية إيديولوجية (الإسلاميين والعلمانيين من ليبراليين ويساريين) وبعضها الآخر أسبابه ودوافعه إجتماعية وجهوية !!... والبعض الآخر هو صراع سياسي وحزبي محض على الحكم والسلطة في إطار لعبة المراكز والكراسي والطموحات السلطوية الشخصية!!.

بعض هذه الصراعات هو إمتداد للصراع الخفي والتنافس المحموم المصحوب بشئ من العداء والكراهية الذي كان يسيطر على المعارضة الليبية في الخارج بين الفرقاء السياسيين المختلفين!!.. ذاك الصراع السياسي الممل و(الأهبل) الذي كان يشل حركة المعارضة الليبية في الخارج ويضعفها أمام نظام الطاغية ويبدد طاقتها على الخواء والأوهام!.. ذلك الصراع الأحمق والمدمر الذي لولا ثورة الشعب الليبي التي كانت ارتدادا ً لما جرى في تونس ومصر لظل ساري المفعول ليومنا هذا في الخارج !!!!!.

وبعض هذه الصراعات هو إمتداد لخلافات جهوية وإجتماعية قديمة تمتد حتى إلى ما قابل تكوين دولة ليبيا عام 1951 حيث كانت تلك المنافسات والصراعات ولا زالت تجري حول ملكية الأراضي والسلطة والثروة!.

وبعضها الآخر هو استنساخ (فوتوكوبي) لصراعات ومنافسات تجري في دول الجوار كما لو أن بعض الاتجاهات السياسية الليبية هي مجرد تابع لتلك الأطراف التي تتصارع في مصر وتونس !!.

هناك اليوم من يحاول - ولأغراض سياسية - تبسيط هذا الأمر أو استخدامه سياسيا ً لتقوية موقفه وشوكته وحجته - وذلك من خلال تصوير هذه الصراعات كما لو أنها تحدث بين (أزلام النظام السابق) و(الثوار) فقط !!.. ويحاول إقناعنا بأن هذا هو أساس هذا الصراع الجاري الحالي بالفعل!!!!.... بينما في الواقع أن هذا لو وجد فهو محدود جدا ً إذ أن الصراع السياسي في الواقع الفعلي هو إمتداد لتلك الصراعات القديمة التي ذكرتها ... هو صراع بين الفرقاء السياسيين القدامى والجدد حول الحكم والسلطة وقد تدخل في هذا الصراع التأثيرات الإيديولوجية والاجتماعية والجهوية إلا أن الدوافع السياسية والتعطش للسلطة والخوف من ضياع هذه الفرصة السانحة يبقى هو الدافع الأول والأساسي في هذا الصراع السياسي بين الفرقاء السياسيين الليبيين اليوم !؟... هذا الصراع الذي إنطلق قبل أوانه وأصبح حجر عثرة أمام إقامة الدولة وتحقيق الأمن والإستقرار حتى الآن!.... الأمن والإستقرار الذي هو أساس لازم لإقامة حياة ديموقراطية من جهة ومن جهة أخرى هو أساس لازم للتنمية البشرية والإقتصادية ولتحقيق الرفاهية والإزدهار !.

#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات