أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - إغتيال الوطن














المزيد.....

إغتيال الوطن


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 4027 - 2013 / 3 / 10 - 21:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما تعلو أصوات الإسلاميين والمقصود بهم بالطبع أعضاء الجماعات الإسلامية وأعضاء الجماعة المحظورة أى جماعة الإخوان المسلمين، فى الوقت الذى تنخفض فيه أصوات بقية السياسيين أو يتم التعتيم على أعمالهم ودورهم فى المجتمع السياسى المصرى، هل تكون المعادلة السياسية صحيحة والناتج عنها هل سيكون على صواب أم خطأ؟ هل الناتج العام سيكون فى صالح المواطن المصرى المسلم أم فى صالح تلك الجماعات الإسلامية شكلاً وسياسة عملاً وفعلاً؟ الأستنكارات والإدانات لفتاوى وخطب وأعمال رجال الإسلام السياسى وأتباعهم فى القنوات الفضائية الإسلامية تأتى على أستحياء من المواطنين الشجعاء، لأن الجميع يدين بالإسلام فالغالبية يعيشون حياتهم الطبيعية المتوائمة مع العصر والبشر المحيطون بهم، لكن الأقلية التى تعيش فى عالم الإسلام السياسى الحالمين بالحكم والخلافة وقتل من لا يدين بدينهم أو عزلهم من المناصب الحيوية وإظهار كراهية المسلم لهم، هى بديهيات الحكم الإسلامى الإخوانى الذى أمسك بكعكة كبيرة وغير قادر على الإمساك بها جيداً لعدم توقعه الفوز بها فى يوم من الأيام رغم أنها كانت حلمهم الذى لم يفارق مخيلتهم الدينية.

هذه الحالة غير المنطقية التى خلقتها الأحزاب والجماعات الدينية الإسلامية السياسية، تعبر عن إنفلات أمنى وعدم القدرة على قصر مصادر القرارات على مصدر واحد وهو الرئاسة المصرية، بل تعددت الجماعات التى تعطى لأصحابها الحق فى إصدار قرارات وهيئات لإدارة المجتمع وتطبيق ما يقولون عنه شريعة الإسلام، يقابل ذلك سماح من أجهزة الدولة لهم بتلك الممارسات رغم أنها ضد سيادة الدولة وسيادة القانون على الشعب كله، والتى ينظر إليها الجميع على أنها أمتيازات خاصة فوق القانون مما يجعلها تهدد شرعية وسيادة الدولة على أبناء المجتمع ككل، تلك الأخطاء والممارسات الساذجة والقاتلة فى نفس الوقت التى يعتقد مرسى أن جميع هيئات الدولة سترضخ لقراراته التى توضح إلى أى مدى وصلت سذاجة الحاكم المراهق فى إدارة الدولة المصرية أكبر دولة فى المنطقة، وهذه الأفعال الطفولية تجيب على سؤال الجميع لماذا فقد مرسى للشرعية والمصداقية وأعتباره رئيساً مثل خيال المآتة؟

عصيان مدنى مظاهرات وأعتصامات فى كل مكان من أفراد الشرطة وقادتها والعديد من قطاعات الأمن المركزى شهدت أحتجاجات واسعة للمطالبة بإبعاد ضباط وأفراد ومجندي الأمن المركزي عن الصراعات والخلافات السياسية، وعدم الزج بهم في مواجهة المتظاهرين والتأكيد على أن دورهم يقتصر على حفظ أمن وأمان المواطن المصري وتأمين المنشآت العامة والحيوية في البلاد إلى جانب مطالبتهم برحيل وزير الداخلية وهو ما أتفقت فيه مع رجال الشرطة الذين يحتجون على أخونة الشرطة ويطالبون بإقالة وزير الداخلية، والملاحظ أن تلك المطالب يتفق معها الشعب المصرى الذى يرفع مطالبه تلك فى مظاهراته المختلفة والمعارضة لنظام سياسى ينهار، لكن حكام النظام لا يشعرون بالإنهيار لأنهم لايشعرون بالفقر أو نقص فى الدواء أو الغذاء، لأنهم لا يشعرون بمشاكل البطالة وإبن الدكتور مرسى خير مثال، لذلك لا يهمهم خراب مالطة أو مصر لأنهم يعيشون فى قصورهم منتظرين الطوفان الذى يذهب بمعارضيهم إلى الجحيم وبعدها يأملون فى النجاة واللحاق بسفينة نوح الورقية التى ينتظرون ظهورها الإعجازى، هذه الصورة القاتمة للحالة المصرية لا تقول أن ثورة قامت فيها بل تعيش الجماهير المصرية منذ الأنتخابات الرئاسية وحتى الآن مجرد فيلم سينمائى بطولة وتمثيل وإخراج إخوانى يلخص مدة حكمهم الإخوانى فى القول الحكيم: طظ فيكم يا شعب مصر!!!!

شراسة العنف فى مواجهة المتظاهرين هو مسلسل لن ينتهى من مخيلة رجال الإخوان الذين لن يتركوا الحكم بسهولة، لأنهم يفضلون موت الشعب المصرى على موت أحلامهم بالأمبراطورية العالمية، إن الأفكار والتوجهات العقائدية للجماعات الإسلامية التى صرحوا بها أخيراً فى النزول إلى الشارع وتشكيل ميليشيات بحجة حماية الأمن العام، هى أكبر أكذوبة تستخدمها تلك الجماعات لممارسة العنف وتركيع الشعب الرافض والمعارض لأفكارهم الإرهابية التى سالت بسببها الدماء فى التسعينات، لكن يبدو أنهم لا يعترفون بأنهم يعيشون فى دولة لها قوانين ينبغى أحترامها من جميع أفراد الشعب، وعلى نظام مرسى أن يفرض القانون بالقوة على هؤلاء الذين يريدون تشكيل دولة داخل الدولة، وإن ما يصدر عن الإخوان والجماعات الإسلامية تحت شعار حماية المنشئات العامة هى شعارات وهمية الغرض منها إشعال نار الفتنة والعنف والغضب أكثر مما هى مستعرة فى المجتمع المصرى، وسماح النظام الحاكم لتلك الميليشيات والجماعات معناه تخريج نوع جديد من البلطجية التى تستغل الدين فى ممارساتها الإرهابية للسيطرة على أفراد المجتمع وإخضاعهم لإحكام جاهلية وهابية، وتوسيع رقعة التقاتل والتحارب بين أفراد المجتمع المصرى.

كفى عنفاً وأغتيالاً للوطن المصرى والتى حضارته عمرها آلاف السنوات والتى وجدت قبل أن توجد وتولد أحلام رجال الإسلام السياسى التى تريد تدمير أو تأجير حضارتنا المصرية حتى يحل الظلام والتخلف على أرض مصر!!



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلطان المقدس فى التحرش الجنسى
- قاتلوا جنود الله
- بشائر وبركات مرسى
- الإنسان هو الحل
- ثورة العصيان المدنى
- تصفية نشطاء الثورة
- الشعب يريد إسقاط النظام
- سقوط مرسى أمام الثوار
- صمت الأغلبية
- الإعجاز الإخوانى
- قناصة بلطجية مجهولون
- بركان الغضب وحالة الطوارئ
- هل للثورة ذكرى؟
- التزوير المقدس
- المدينة الفاضلة والأديان السماوية
- لا للدستور التكفيرى
- مأساوية أنتحار النظام
- تأسيسية دستور الكوارث
- مغامرات سياسية دكتاتورية
- متى تسقط دكتاتورية الطظ المرسية؟


المزيد.....




- تجربة طعام فريدة في قلب هافانا: نادل آلي يقدّم الطعام للزبائ ...
- 6 فقط من أصل 30: لماذا ترفض دول الناتو إرسال قوات إلى أوكران ...
- الدفاع التركية: تدمير 121 كم من الأنفاق شمال سوريا
- صحيفة: خطاب بايدن في الفعاليات بـ 300 ألف دولار
- وكالة الطيران الأممية ترفض طلب كوريا الشمالية التحقيق في تسل ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن
- مجلس الأمن يدين هجمات الدعم السريع بالفاشر ويدعو لفك الحصار ...
- المحكمة العليا الروسية تزيل تصنيف “طالبان” كـ-جماعة إرهابية- ...
- ما ردود الفعل في إسرائيل على رفض “حماس” مقترح وقف إطلاق النا ...
- الخارجية الأمريكية توضح لـCNN مصير سفينة قمح متجهة إلى اليمن ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - إغتيال الوطن