|
حول مساهمة -حزب الأصالة والمعاصرة- في إنجاز مهام التحرر الوطني!!!؟؟
مراد مختار
الحوار المتمدن-العدد: 4027 - 2013 / 3 / 10 - 08:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كانت القناعة والطبع الشيوعي العنيد ونشيد المجموعة الأولى "لنا يا رفاق لقاء غدا" الذي كتبت أحرفه في دهاليز وأقبية النظام المخزني الرجعي، دافعا أملى علي ضرورة حمل السلاح "القلم" وتوجيهه نحو أدمغة الرفاق قبل الأعداء، بغية فتح جبهة قديمة جديدة، وهي جبهة الاصطفافات السياسية؟؟؟!. لا غرابة في أن يتحول الأصدقاء إلى أعداء، ولا غرابة في أن يتحول (الأحمر) إلى بنفسجي، ولا في أن يصبح الأمامي ورائيا. ما دمنا شيوعيين، ننظر إلى الأشياء والظواهر السياسية ونتفاعل معها في سياقات تحولاتها، معتمدين في ذلك نظرية علمية "الماركسية" لطالما شكلت الفاصل بين الثوري والتحريفي والاصلاحي.. لكن يبقى الغريب هو صمت المعنيين والمستهدفين بهذا التحول، صمت إذا أخضعناه لمنطق التراكمات الكمية والقفزات النوعية صار اصطفافا إلى جانب المخزن ومشاركة في الجريمة. إن المقصود هنا هي عملية التحول التي طالت مجموعة من (القناعات) التي انتميت وإياها لفصيل الطلبة القاعديين "الكراس" من حيث هي ظاهرة مستجدة في حقل الصراع السياسي والإيديولوجي لجيلنا، أما المعني بالموضوع هنا فهم رفاقي ورفيقاتي في فصيل الطلبة القاعديين "الكراس" من حيث الآثار والانعكاسات السلبية التي تطال هذا التيار المناضل جراء هذه التحولات.
مبررات التموقع الجديد القديم:
برر هؤلاء، التغيير الجذري الذي حققوه من "مقولات ثورية جدا لطالما تزايدوا بها عن المناضلين في عديد من المحافل" إلى مقولات " التنمية المحلية والمبادرة والإرادة الملكيتين" بكون المشروع اليساري عموما واليساري الجذري على وجه الخصوص أكل عليه الدهر وشرب و أن التشبث بطموح الديمقراطية المرهونة بفكرة التحرر الوطني هو كالتشبث بالسراب، وعللوا كل هذا بالتشوير على قافلة الشهداء والمعتقلين التي قدمها هذا اليسار "والتي تؤرق مضجعهم" على طول تاريخه النضالي في المغرب دون أن تتحقق بذلك اية نتائج ذات قيمة إيجابية حسب ادعائهم، وأن طرق عمل هذا اليسار هي طرق بالية وغير مواكبة للتطورات الحاصلة . وبالمقابل جاء حزب التغييرات الجذرية قائد الإصلاحات المحلية مخلص الجماهير " من أبناء الريف خصوصا" من نير الاستعمارين الإسباني والمخزني، يشغل الشباب و(يولد حتى النساء). حامل لفكر تنويري حداثي مواطن يؤسس لديمقراطية حقيقية دون أن يعتمد فكرة التحرر الوطني. إنها العناوين العريضة للتبريرات التي تلقنها المدرسة العمرية عن مؤسسها إلياس العمري الخبير المخزني في الإجهاض، إجهاض الحركات المناضلة "حركة تماسينت، وبني بوعياش، ومساهماته النوعية في معالجة ملف اكديم إيزيك.." عن طريق شراء السلع الرخيصة والاستخبار عن المناضلين الشرفاء واغتيالهم.
في دحض المبررات:
أيها الفقراء " فقراء المبدأ و القناعة والكرامة والفهم السليم وغيره من سمات الشيوعيين " إن تعاليكم وعجرفة ذاتيتكم وانتهازيتكم جعلتكم لم ولن تعرفوا يوما مفهوم ومعنى اليسار الجذري ولا جدوى استراتيجية النضال الديمقراطي الجذري. إن ربط الديمقراطية في تحققها بالتحرر الوطني هو خيار سياسي يعبد له الطريق من قبل مناضلين شرفاء تواضعوا في تأطيرهم للجماهير" صانعة التغيير"، اعتمدوا لذلك تحليلات للبنية الاجتماعية و التناقضات التي تخترقها من ناحية الفكر، وعن امتداد تاريخي تصل جذوره إلى جيش التحرير والمقاومة المسلحة بالريف من ناحية شرعية وحتمية الوجود في الحاضر والانتصار في المستقبل. لذلك فلا تقرير الخمسينية الذي شكل الأساس الفكري لحزبكم يعد بديلا فكريا لتحقق الديمقراطية في البلد، ولا امتداد أصولكم لوزارة الداخلية "الهمة المؤسس" يعد تشريفا سياسيا لأحد. وفي جانب النتائج، يبقى التباين حاصلا بين ثنائية "نتائجكم ونتائجنا" على قياس "ديمقراطيتكم وديمقراطيتنا"، فديمقراطيتنا مرهونة بالتحرر الوطني وديمقراطيتكم مرهونة بالخضوع للنظام المخزني، ونتائجنا تقاس بهامش الحريات والحقوق العامة المكتسبة لصالح أبناء وبنات الشعب، أما نتائجكم فتتمثل في تحقيق المآرب الشخصية وتغذية وحش الانتهازية الذي يسكنكم على حساب القوت اليومي لكداح هذا الوطن. ونفس الشيء يمكن قوله عن الياتنا التي تستجيب بالضرورة لخيار النضال السياسي المباشر بجانب الطبقة العاملة وعموم الكادحين، رافضين في ذلك الانتماء لمؤسسات مخزنية مكرسة للفساد والاستبداد، مشكلين إذا النقيض للأحزاب المخزنية "ضمنها البام" التي تعتمد اليات محكومة بهاجس تكريس السياسات اللاشعبية واللاديمقراطية التي ينهجها المخزن.
ظاهرة الانجراف السياسي:
إن الخطورة في هذا الأمر تكمن في التسرب الحاصل على مستوى كتلة من المناضلين التي أصبحت تفقد انسجامها جراء محدودية الأفق السياسي والتنظيمي من جهة وضعف التحصين الإيديولوجي المواكب للتحولات الحاصلة في النضال الجماهيري العام من جهة ثانية. هذه الوضعية شكلت أرضية خصبة ومجال لتنامي الطفيليات المسترزقة على التاريخ النضالي لمنطقة الريف التي أبت الخضوع لمنطق المخزن وحالة الاستبداد التي يكرسها، كما تقدم ذات الوضعية فرصا لهؤلاء الطفيليين كي ينقضوا على جزء من الإرث الكفاحي لمنظمة إلى الأمام التي لازالت استمراريتها لحد الآن تؤرق مضجع المخزن وطابوره الخامس.
ضرورات الإصطفاف:
إن رأس الضرورات الملقاة على عاتق المعنيين في الدرجة الأولى من هذه الوضعية الشاذة، هي العودة إلى الوضع "الفكري والسياسي والتنظيمي" الطبيعي، بما يفرضه من: تفاعل إيجابي مع مختلف المبادرات النضالية الوحدوية على مستوى الحركة الطلابية أساسا فيما يخدم وحدتها واسترجاع منظمتها. مواكبة الإعلام المناضل والتحلق حوله ورفع الحصار عليه والتفاعل مع القضايا الراهنية المطروحة نظريا وعمليا، كمدخل أساسي لتجاوز أزمة الأفق التنظيمي والسياسي. إن هذه الأمور أساسا هي بمثابة السبيل نحو تثبيت التموقع وتحصين الذات وتجديد الانخراط في المشروع العام لليسار الجذري ببلدنا وفي مقدمته النهج الديمقراطي، علما أن القطيعة الأولى التي كانت على حساب الخط الصحيح لعب فيها هؤلاء الذين نحن بصدد مناقشتهم دورا مهما من حيث الارتباكات التي أوقعوا فيها كتلة المناضلين، ولنا في مواجهة 2007 والوضعية الفرارية التي عقبتها، و حيثيات استصدار الموقف من مبادرة 23 مارس وغيرها دليل ساطع يستوجب إعادة النظر في الثقافة التي تم إقحامها وتسيدها عنوة في جسم الكتلة المناضلة.
وعليه صارت ضرورة "القطيعة اليوم مع مختلف الأفكار التي تم تسريبها للجسم المناضل في السنوات الأخيرة، وكافة الأحقاد والانتقادات الفاقدة لأسس نظرية ومادية، وتنظيف الذات من العناصر المكرسة لذات الوضعية والتسرب القائمين من الداخل عن طريق فك التناقضات، والانفتاح بالمقابل على القوة السياسية اليسارية الجذرية الساعية إلى تقوية معادلة النضال الجماهيري العام عبر مختلف الجبهات المفتوحة وفي مقدمتها الجبهة النقابية بقيادة التوجه الديمقراطي" واقعا يفرض نفسه بإلحاح، وكخيار وحيد، ضد التسرب الحاصل.
#مراد_مختار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك
...
-
مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
-
بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن
...
-
ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
-
بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
-
لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
-
المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة
...
-
بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
-
مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن
...
-
إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|