أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - أجمل ضاحية في الشجرة














المزيد.....

أجمل ضاحية في الشجرة


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4026 - 2013 / 3 / 9 - 21:02
المحور: الادب والفن
    


أيّام متحوّلة ..
رَنونا الى زمننا في صراعه مع ما يتداعى تحت الأنقاض
المنخفضة للنجوم ، وجدَّدنا الدقَّات على الثمرة الحبلى بموتنا
الوشيك . ليل العالم وعرٌ ولا يطير فيه اليعسوب ، ومجاذيف
فزعنا سخية في تحطميها للأمل . أيّامٌ متحوّلة في المرآة
المعتمة للشجرة المنهوكة . صعودنا بترنح الى الصخرة التي
أخفى تحتها الفقيد وصيته ، يُصعّب علينا تفادي المرور بما
تركه من شرّ وضغائن . حضور محتوم لا يسمح لنا بالمشاركة
في ادراج عقاقير الصيف بكفن ما يتحطَّم في توخيه للحذر .
البرق الغامض لنحلة الساعة الطنَّانة التي ننأى بأنفسنا عن إفزاع
الميت فيها ، يجرّدنا من النزاهة في مصاهرتنا للأشياء التي تنخر
الكينونة ، وظلال سأمنا التي لا تتعاقب فيها الشُعل المتبرمة
للشهب ، ننفثُ فيها تعهداتنا ونفوّض موتنا ، إسنادنا تحت
الأخاديد اللهّابة للفزع . كلّ انسان يغطّي نفسه بروث مستقبله
الهيّن ، وينطمر معانقاً خاتم مصيره .







إسبالنا حلية الذهب ..





نودّع الغرقى الى أرض مستقبلهم المعشبة ، في الفجر
وندفن ذخائرهم في الضفاف التي غاصوا قربها .
احساساتنا ونحتُ نتحرّى في الحجارة المريرة للطبيعة
عن الوهة ما ، تسترخي كظيمة ولا نفثات لها . تعبنا من
الإشارة المعهودة للأسلحة التي تصلصل في تنفّساتنا ،
وصمودنا في تلقّينا للغفرانات التي نشك فيها ، لا يمنحنا
السلوان . إرث غامض من جداجد السنوات اللمّاعة ،
يُضيّق علينا رغباتنا ويفزعنا بمرارة ثماره المدلاة على
أعناقنا ، والدود يتباهى في تمدّده تحت القناديل الإلهية
للكواكب . إسبالنا حلية الذهب على معصم الميت ، فعل
تنقضّ فيه الهاوية على الأريج الشاحب للشمس ، وكلّ
هبوب لعيد من فقدناهم في قيلولة الزمان ، يستلب منّا
الصواري التي ادخرّناها ، وينسينا سهرنا في القيظ . عويل
لا ينتهي ، نفك فيه أغلالنا ونذهب حزانى الى البرّية ،
تنقلب معنا العصافير واللحظة العتيقة .







طائر الساعة العجلان ..






لفحتنا أمطار حاصدة ونحنُ ندفن الأب عند البيلسانة
الضريرة في المقبرة . رايته المتجمَّدة التي رفعناها على
سنبلة الزمن ، رَمَت شُعل فارغة في هوّة العالم ، وباب
اللحظة التي خمَّنا فيها عبوره المفازة ، رجَّحت كفَّته
الأقواس التي أطلقها نحيب النساء . نعناع ندي مغروس
في خصلات شعره ، يطفو فوقه المرح الليلي لنحل
الآبار ، ونحنُ يغبطنا احساس غامض بالتمهَّل في افراغنا
لكلمته الهاذية . جرار كثيرة ملأى بالغضب ، تركها لنا
الفقيد في ظمأ نومه ، نفرد لها أجمل ضاحية في الشجرة ،
ونتنازل لها عن حقَّنا في الاضطجاع تحت وصيته المؤبدة .
المشيّعون الذين تخلّفوا عنّا بين ممالح الطريق الى النهاية ،
اصطدموا بمرايا كبيرة ، يطلق فيها الأب الميت عواصف
سباب ضدّهم . تراجعوا في نعوشهم ، وفلت منهم طائر
الساعة العجلان . أغصان خلاّبة غطّينا فيها النهار وجلسنا
نتسلّى قبالة المركب المليء بالنذور ، لكن إنكارنا لسكن
الفقيد في المحارات ، فضح أسرارنا التي غنيناها بالمعاول .
يلاعب كل امرء لحظته المحجوبة في حسبانه لموته ، ويلوّح
قبل الشيب ، بشراع حياته الذي يفرغه الصيف .








9 / 3 / 2013



#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حُلي فتياتنا المنداة بعبير الحبّ
- بيان اعتذار الى الشعب العراقي والى الشعراء العراقيين
- سهرنا بين الوخزات الطويلة للبرد
- أكثرنا استعجالاً للموت
- كراديس مَن ماتوا بحميمية
- السير تحت ندى السنبلة
- الفوران الصامت لإثمار السنبلة
- الحجارة المتعزّية في الزمن
- ندى ثقيل للتاريخ
- نوافذ السنة
- التوق الى الخلود
- الجحيم الذي نسمّيه الأمل
- أنسبُ مرض في الزمن
- اخوتنا الالزامية للوردة
- مجد المهجورين على الشواطىء المرتعدة
- الطرق الكاملة لحياتنا
- العوالم السفلى للوجود
- في تسلّقنا الغصن الأسود للصيف
- الحاضر في لهبه واشاراته
- الأوغاد الذين يشرّعون لنا القوانين


المزيد.....




- رحيل الممثل والمخرج الأمريكي الشهير ميل نوفاك
- -كانت واحة خضراء-.. كشف أثري عن واقع السعودية قبل 8 ملايين س ...
- الدهاء الأنثوي يحرك الدراما السورية.. حيل ومكائد تؤجج الحكاي ...
- ياسمين عبدالعزيز تعود للسينما بفيلم -زوجة رجل مش مهم- مع أكر ...
- قصص سينمائية حقيقية.. كيف تتطاير أجساد أهالي غزة بصواريخ الا ...
- خطوات تثبيت تردد قناة cn بالعربية الجديد على نايل سات 2025 “ ...
- عروض الأفلام الخاصة مهرجان للأزياء والترف، وليس للتقييم
- رحيل الفنان جواد محسن صاحب -قطار العمر-
- رحيل الفنانة الأردنية رناد ثلجي عن 36 عاما بعد صراع مع السرط ...
- -دحول الصمان-.. هيئة التراث السعودية تعلن عن اكتشاف عالي الأ ...


المزيد.....

- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - أجمل ضاحية في الشجرة