أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - ممثلو الصوتِ الواحد كيف يتحاورون؟














المزيد.....

ممثلو الصوتِ الواحد كيف يتحاورون؟


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4025 - 2013 / 3 / 8 - 08:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيف يستطيع المتماثلون اجتماعياً أن يتحاوروا؟!
ممثلو الرأسماليات الشرقية المختلفون المتماثلون كيف يمكن أن يفهموا قضية الديمقراطية وأن يدركوا الواقعَ المتحركَ المضطرب غير الديمقراطي التحديثي حتى الآن في المنطقة؟
تحدث الصراعاتُ بين ممثلي الطوائف المحافظة، مع تغييب مناهج البحث فيجري فصل البناء التحتي عن البناء الفوقي، وفصل القضايا السياسية عن جذورها، وعزل تكويناتها التي تشكلت في هذه الرأسماليات الحكومية، وبفصل الوطن عن التاريخ، وبفصل التيارات عن تواريخها، وبفصل البلد عن المنطقة، وبفصل المنطقة عن العالم الديمقراطي الحديث.
جعلتهم تجارب الرأسماليات الحكومية البيروقراطية أصحاب ثقافة سياسية جزئية، غير قادرين على الارتفاع نحو سمات الديمقراطية العصرية، وكلٌ يقارب أجزاء من طائفته وجماعته ومصالحه.
مشكلاتُ العالم العربي الإسلامي مشكلةُ بُنى ما قبل رأسمالية حرة. ممثلو الدولة والتيارات مرتبطون بدول رأسمالية حكومية سابقة وراهنة على مقاربات متعددة من أزمة الرأسمالية الحكومية الشرقية لكنهم جميعاً تحت تأثيرها، غير قادرين على إعادة النظر في رؤاهم المرتبطة بدول وتاريخ وعلاقات سياسية متشابكة داخلية وخارجية. لهذا لا يستطيعون أن يكونوا ممثلي طبقات بل ممثلي طوائف أو أجزاء من طوائف.
الطائفتان المختلفتان وطنياً نتاجَ تمزق عربي إيراني، سني شيعي، تحديثي قاصرٌ وعسكري مغامر متدخل، لكنها متفقة على النظرة الجزئية واللاعلمانية والإدارات البيروقراطية والليبرالية المحدودة، ووضع الديني قبل الاقتصادي، ووضع المذهبي قبل الوطني.
بُنى ما قبل الرأسمالية تجعلُ الطوائفَ ملتهبة المشاعر والاختلافات تجعل التوحيد مستحيلاً، فلا يصل المتحاورون إلى سياسات وإدارة مشتركة متفاعلة بين السياسيين، وأن يأخذ كلُ طرف سياسي نصيبه فتعرقل المحاورُ الطائفيةُ المناطقيةُ عملياتَ العمل المشترك، مثلما يجري في لبنان والعراق، والبحرين ليست بمنأى عن ذلك.
لن يحدث الحوارُ العميق إلا حين يزول تناقض العرب والإيرانيين، السنة والشيعة، ما قبل الرأسمالية والعصر الحديث، ويحدث إنصهارٌ تتم فيه تجاوز السياسات الناشئة عن إلهاب وتفجير الطوائف، وهذه تحتاج لسنوات، خاصة مع التقدم الضروروي للبُنى الرأسمالية الديمقراطية الحرة في هذه الدول.
ما يبدو رهيباً وهائلاً هو تخلف اقتصادي اجتماعي سياسي عربي إسلامي لن يُردم إلا مع تطور وتماثل للأنظمة حين تُقارب الديمقراطية العلمانية، وهذا لا يحدث الآن، بل ينتظر تطورات سياسية واقتصادية كبيرة.
ولهذا حين يكون المتحاورون في معسكرات مختلفة مناطقية يصعب وصولهم لسياسة وطنية مشتركة.
ولهذا فإن المتحاورين متماثلون، أي هم الصوت الواحد المتعدد الألوان، يوزعون السمات التقليدية بينهم ولا يقاربون الديمقراطية الحديثة ولا يخرجون من قواقعهم.
تتوزع سماتُ ما قبل الرأسمالية الحرة عليهم، فيركزون على الأجزاء والمماحكات لا على جوهر الديمقراطية، فيظهرون بصفة ممثلي الطوائف.
الصوتُ الواحد لا يستطيع أن يحاور إلا نفسه، ليس ثمة عامل وبرجوازي هنا، ولا طبقات حديثة مختلفة، يغدو صراعها مفيداً ومثرياً للواقع، لكن حين تتصارع المحرق وسترة ماذا يستفيد الوطن؟
الرأسمالي الحكومي غير قادر على جعل الرأسمالية الحكومية من اختصاص البرلمان والتيارات المنبثقة عن الطبقات، ولكن حين يتصارع الشيعي والسني على فتات الدخول إلى ماذا يؤدي هذا الصراع الشائن؟
والرأسمالي غير الحكومي الذي يريد أن يسيطر على الرأسمالية الحكومية لفائدة طائفته (المحرومة) لا يعني سوى أن يتحكم في القطاع العام لمصلحة جماعته، وهذا ما نريد تجاوزه حسب الهدف النضالي الديمقراطي المشترك.
لم تستطع الحكوماتُ السياسية الجديدة التي تريد تغيير منطقة المشرق العربي أن تقدم البديل الديمقراطي الذي يقنع الشعوب الأخرى بجديتها في الديمقراطية والأخوة العربية الإسلامية.
من يريد أن يقدم سياسةً من داخل طائفتهِ عليه أن يتحكم في طائفته كلها ويجعلها تقدم سياسة ديمقراطية على مستوى المنطقة!
كيف يستطيع أن يقدم أقصى المطالب في دولة وأقل الأوضاع الإنسانية في دولة أخرى تهيمن عليها الطائفة؟
إذن كل طائفة قاصرة عن التقدم ببرنامج ديمقراطي، فلننتظر تطور الطوائف ودخولها العصر الديمقراطي العلماني وحين ذاك ينضج الحوار.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعي الديني والإقطاعُ المناطقي
- الرأسمالياتُ الحكوميةُ والربيعُ الدامي
- المسلمون في مفترقِ طرقٍ
- تسلقُ البرجوازية الصغيرةِ الديني
- بلزاك: الرواية والثورة(6-6)
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (5 - 6)
- الحريقُ الطائفي ينتشر
- طفوليةُ الكلمةِ الحارقة
- اليمن والخليج بين المبادرةِ والمغامرةِ
- بين ضفتي الخليج
- الديمقراطيةُ البرجوازيةُ العماليةُ
- الحزبُ الديني ورأسُ المالِ الوطني
- التجربتان العراقية والإيرانية: تبادلُ أدوارٍ
- المَلكيةُ والجمهوريةُ وتناقضاتُ الوضعِ العربي
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (4 -4)
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (3 - 4)
- الفاشيةُ الإيرانيةُ وذيولُها
- هل يمكنُ إصلاحُ رأسمالية الدولة؟!
- شكري بلعيد.. اغتيالٌ يكشفُ أزمة (2-2)
- شكري بلعيد اغتيالٌ يكشفُ أزمة (1-2)


المزيد.....




- شاهد ما قاله السيناتور بوب مينينديز بعد صدور حكم الإدانة بال ...
- مقتل أكثر من 60 شخصا وإصابة المئات في قطاع غزة، والجيش الإسر ...
- روبرتا ميتسولا تفوز بولاية ثانية على رأس البرلمان الأوروبي ...
- المسؤولون الإسرائيليون يبلغون واشنطن بأن -نجاة الضيف من محاو ...
- ألمانيا تفرض غرامة مالية باهظة ضد من يسيء لـ-المتحولين جنسيا ...
- -واللا-: حماس لديها قدرات صاروخية بعيدة المدى يمكن أن تطال ا ...
- مؤسس -الحلم الجورجي- يتوقع موعدا قريبا لانتهاء الصراع في أوك ...
- استدعاء وزير الأمن الداخلي الأمريكي إلى الكونغرس على خلفية م ...
- أهم أعراض التهاب الزائدة الدودية عند الأطفال
- الكونغو .. 70 قتيلا في هجوم مسلح غربي البلاد بينهم 9 جنود ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - ممثلو الصوتِ الواحد كيف يتحاورون؟