|
يقولون للمسيحيين عودوا لوطنكم..ولكنكم مهمشين فيه
عبدالاحد قلّو
الحوار المتمدن-العدد: 4025 - 2013 / 3 / 8 - 08:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يقولون للمسيحيين عودوا لوطنكم..ولكنكم مهمشين فيه
لقد واكب معظمنا احداث تنصيب غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو لقيادة الكنيسة الكاثوليكية للكلدان في العراق والعالم اجمع. والتي جرت مراسميها في بغداد ليوم الابعاء الماضي بتاريخ 6 /3 /2013م، وقد كان حدثا رائعا مهيبا بتواجد البطاركة الاشقاء والمطارين الكلدان بحلّتهم الرسمية الزاهية والكهنة والراهبات والرهبان. وصاحب الحضور ايضا بعض مسؤولي الدولة ومنهم رئيس الوزراء العراقي ورئيس البرلمان العراقي وممثل رئيس الجمهورية وشخصيات اخرى عديدة وجمهور غفير من المؤمنين . وبعد اجراءات التنصيب والتهاني فقد ابتدأ غبطة سيادة مار ساكو كلمته بالمناسبة، منوها عن ابناء كنيسته الملازمين لصفة الخوف مستغربا من هذا الموقف والذي اضطرهم للرحيل وترك البلاد والمتبقي منهم وان كان يتجاوز النصف مليون كلداني فهو لازال في حالة الخوف والذعر من قادم الايام لما تشهده الساحة من توترات طائفية وعلى مستوى الكتل الكبيرة. وقد ركز سيادته على وعده بتنفيذ رسالته والتضحية من اجلها في سبيل العيش المشترك مع باقي الطوائف المسيحية ومع الغالبية من الاسلام واليزيدية والصابئة والعرب والكرد والتركمان وبقية شرائح شعبنا العراقي لتجاوز المحن سوية، وللعيش بسلام وامان.
دعوة رئيس الوزراء لمسيحيي العراق بالعودة !
وكما قلنا فقد كان من الحضور المشرّف، سيادة دولة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والذي ألقى كلمته بهذه المناسبة مشيدا بكلمة غبطة البطريرك واعتبرها كورقة عمل للأخذ بها. وقد نوه سيادته على ضرورة بقاء المسيحيين في بلدهم العراق وليس ذلك فقط وانما دعا المهجرين والمهاجرين منهم العودة الى مناطقهم والى بلدهم العراق للتكاتف والعمل مع اخوتهم من الاديان والطوائف الاخرى للعمل سوية ولما لهم من تاريخ زاهر في بناء حضارة وادي الرافدين وبأنهم السكان الاصليين في هذا البلد. ولكن يا سيدي كيف تريدنا ان نعود ولا توجد ضمانات للعودة وللعيش المشترك مع باقي اطياف الشعب العراقي. نحن المسيحيين بصورة عامة نحب الحياة ونريد ان نعيشها وعلى هذه الارض وحسب مفهومنا المسيحي والتي نعتبرها جزءا من ملكوتنا السماوي وليس بملكوت زمني وقتي. وذلك بناءا على ما قاله سيدنا المسيح له المجد لأمرأة أتت بولديها الاثنين وقالت له بعد ان اِلتقوا به، يا رابي، اجعل احدهم ان يكون عن يمينك والاخر عن شمالك، فأجابها السيد المسيح بأن ملكي ليس من هذا العالم ياسيدة. اي ان مجيىء السيد المسيح ليس بأن يصبح ملكا دنيويا وعنده من الوزراء عن يمينه وشماله وانما مملكته سماوية والتي تتحقق عند الالتقاء بالله للتمتع بمشاهدته والتي تمثل قمة السعادة.
كيف تفهم المسيحية بالرغم من تعدد مذاهبها؟
وعليه فأن اجدادنا القدامى الذين اعتنقوا الديانة المسيحية الأوائل، عرفوا ماهية المسيحية بالعقل والادراك، نعم فقد اختلفوا في فهم شخص السيد المسيح والذي قيل عنه بأنه ابن الله وهو الله وأحد الاقانيم الثلاثة لحالات ظهور الله الواحد الأحد. ونؤمن ايضا بأن السيد المسيح له طبيعتين جسدية وروحية واِحداهما متداخلة بالاخرى وكل لها كيانها وخصوصيتها. وهنالك من قال عنه بان الطبيعتين منفصلتين عن بعضهما البعض وبأن الله في اقنومين وليس ثلاثة وان الروح القدس من الله الاب وليس من المحبة الناشئة من الاب والابن وبأن مريم العذراء هي ام الله لأن الجنين في بطنها كان الله (الاقنوم الثاني) وآخرون قالوا بأنها ام المسيح كجسد مولود منها وهكذا هي المسيحية التي توسع من التفكير عقليا، والتي تعتبر بالحالة الصحية ليسأل المؤمن ويستنتج ويجتهد وليؤمن بعمق بأن الديانة المسيحية فيها من الاسرار التي يقتضيها وجود هذا الكون. والتي تجعل المنتمين اليها ضالعين في علوم شتّى ومنها الفلسفة وعلم اللاهوت الذي يخص الدين المسيحي بالذات، وعلوم الفلك والنجوم وغيرها. وهذه الاختلافات في فهم سيدنا المسيح فقد قالها عن نفسه بأنه سيكون عثرة في فهمه من قبل المؤمنين. والتي سميت بالصعوبات العقلية التي يجب ان يدركها المرء عندما يريد ان يكون مسيحيا حقا. ومن هذه الصعوبات العقلية نتجت في المسيحية حالات الاختلاف والتي منها كانت المذاهب والطوائف المتعددة وبالنتيجة فهي حالة سليمة وان تعددت الطرقوالوسائل. وبعدها تأجج الصراع الى اختلافنا في التسميات وعلى نطاق مسيحيي وطننا العراق وكل يدعي بأنتمائه للقوميات التي ضاعت جذورها علينا تاريخيا، وهنالك من يحاول استغلال ميزته المسيحية لتثبيت نزعته القومية وفرضها على الاخرين .
ولكن الأختلاف في الاسلام غير ذلك !
ولكن الامور تختلف عند المسلمين وذلك لأن اسباب الخلاف بين المذاهب المسلمة كان بالدرجة الاساسية على الخلافة بعد موت نبي الاسلام، والتي تجلت للذي يستحقها ان كان من اهل البيت ام من خارجه. وتفاقمت الازمات على خلافة نبي الاسلام والتي كانت دنيوية يتسابق عليها الخلفاء لا بل يستميتون للحصول عليها لما تمتعهم من مزايا ارضية كبقائه خليفة لحد مماته او مقتله بالرغم من الهفوات والجهل المصاحبان لها بسبب توريثها. ولا زال هذا المفهوم راسخا في البلدان التي تحكمها الغالبية المسلمة بالرغم من شعارات الديمقراطية التي حلت بدلا من الدكتاتوريات السابقة الا ان الموروث الديني بالتسلط لا يزال يطغي على الفئات الحاكمة من المسلمين في ايامنا هذه.
ما الذي يشجعنا للعودة الى ارض الوطن؟
وبالعودة الى كلمة السيد رئيس الوزراء الذي دعى بها لعودة مسيحيي العراق لبلدهم ، ولكنه لا يعرف كم هو قلقنا حاليا على اهالينا واقربائنا المتبقين فيه، وذلك للمأساة التي يعيشونها في ظل الانظمة التي تتمسك بالدستور المستند على مفاهيم الدين الواحد والذي فيه احكام لا تتوافق ومع حقوق الانسان ايضا. وبمعنى فأن الاعلان عن ان الدين الاسلامي هو الدين الرسمي للبلاد وبأن بنود واحكام الدستور يجب ان تستمد من شريعته لكونه المصدر الرئيسي للتشريع، ولا يمكن لأي قرار ان يتعارض او يناقض هذه الشريعة. فبمعنى ذلك بأن اصحاب الاديان الاخرى سيكونون ذات شأن ثانوي في بلادهم وبذلك سيكونون خائفين على مصيرهم لأن لهم تنشأة دينية تختلف عن شريعة الدين الرسمية للبلاد. ومن هنا يأتي الخوف يا اصحاب السيادة والجلالة لمسيحيي العراق والديانات الاخرى. وبمعنى ذلك، سوف لا تكون هنلك مساواة مابين اطياف الشعب العراقي واصحاب الشريعة المتسيّدون وستستحدث درجة ثانية وثالثة وعاشرة لمن تخالف مبادئه الدينية والانسانية للشريعة ذات المصدر الرئيسي للتشريع. وليس بالبعيد ان نذكّر سيادة دولة الرئيس للغزو الذي اقترفه مكتبك على الاندية والنشاطات المسيحية في ليلة وضحاها والحضور تفاجأ بسطوتهم مبرحينهم ضربا محطمين اثاثاثهم فاتحين قاصاتهم عنوة ولم تقصّر اياديهم لكل من لاحتهم بالعصي والشتائم. وكل ما اقترفه هذا القوم هو تمتعهم بالخلوة في هذا المكان لنسيان همومهم. ولكن ذلك يعارض وأحكام الشريعة والتي لا تتوافق وحريتهم الشخصية وحسب ظنهم. وعليهم ان يعيشوا حياة الازدواجية والكيل بمكيالين. وتريدنا ان نعود والهموم تأكلنا يا دولة الرئيس.
التهميش طال أعلى مرجعية دينية كلدانية في العراق
وكيف تريدنا ان نعود يا دولة الرئيس وسيادتك قد همّشت أعلى رمز لنا في كنيستنا العراق، غبطة البطريرك السابق الكاردينال مار عمانوئيل الثالث دلي الطيب الذكر، والذي يمثل رئيسا لأكبر قومية مسيحية في العراق والعالم والتي يتجاوز تعدادها الى اكثر من مليون ونصف المليون كلداني ذات اصول عراقية صرفة والتي لا زلنا ثالث قومية رسميا في العراق وحسب اخر احصاء رسمي في البلاد. ولكن بشخطة قلم جعلتم التركمان ثالث قومية وحسب المزاج ودون برهان يذكر. وكان طلب سيادة بطريركنا المبجل لمقابلة سيادتكم للنظر في خروقات من بعض المحسوبين علينا من قبل بعض العلمانيين والذين استغلوا المهمات الدينية التي ليست من واجباتهم ومنها رئاسة الوقف المسيحي الذي كان بطلها النائب المخضرم والدائمي في مجلس النواب الموقر السيد يونادم كنا والذي استغل هذا الوقف لتحقيق غاياته النفعية ولحاشيته الذين استحوذوا بعدها على امكانيات ومناقصات الوقف وبطريقة واخرى. وكل هذا ولم تدع غبطة مولانا الكاردينال الى لقائه وسماع ما يجول في خاطره، فأن لم تكن مرجعيتنا بمكانة عندكم، والتي لا تختلف البتة عن مرجعيات ديانتكم. وتصور لو حصل ذلك الموقف مع مرجعيتكم !!.ولكن ذلك تعتبره طبيعيا لمرجعيتنا الدينية للكلدان، وعليه تصوّر كيف سيكون موقف ابناء هذه القومية من ضمان للعيش بسلام ووئام وانتم غضيّتم النظر حتى عن مقابلته وليس فقط في مطاليبه يا سيادة دولة الرئيس والذي كان من الاسباب التي دعت الكلدان للهجرة خارج ارض الوطن.
وهل من مقارنة في العيش مع دول المهجر؟
اننا نعيش في بلدان المهجر ولنا كرامتنا وانتمائنا لهذه البلدان وذلك لكون حقوقنا مصانة ولكن علينا الالتزام بواجباتنا، والمشكلة في هذ البلدان ايضا، فأن اصحاب بلد المهجر هم الذين يخافون من عندنا(فالحالة معكوسة) بالرغم من محاولتنا اظهار لهم بأننا مسالمين ونحب الحياة ونرغب بالعمل والمشاركة بالمواطنة الصالحة ولكن ذلك ليس بالكافي عند معرفتهم بأن اصولنا شرق أوسطية وعراقيين بالذات. فهنا تكمن المصيبة ايضا، وبعكس حالنا فأنه في بلدنا نخاف من ظلم الاكثرية المستمدة قوانينها من الشريعة والتي تتناقض وحقوق الانسان التي تدعو الى التساوي للجميع مهما اختلفت ديانتهم وقوميتهم وجنسهم. ولكننا لا نريد لا هذا ولا ذاك، وجلّ ما نحتاجه ان نعيش في امان وسلام اِسوة بباقي المواطنين ان كان ذلك في وطننا او في بلدان المهجر.
وكيف هي الحقوق في بلاد المهجر بالمقارنة مع بلدنا؟
في هذه البلدان المتقدمة وحسب الحقوق، فان الطفل له الأولية في العناية والمحافظة على حقوقه وتأتي بعده المرأة التي تتمتع بالحرية المطلقة في الزواج والطلاق والمتعة والعمل والورث بالتساوي مع اي فرد في العائلة وليس كما يحلو للرجل بأن يكبتها في منزله كقطعة اثاث وكما هو الحال في بلداننا الشرق اوسطية حيث الرجل يتزوج ويطلق وتتعدد زوجاته وله من الورث النصيب الاكبر، وحتى قيل بأن احد اصحاب الجاه، من كثرة تعدد زيجاته فقد وصل الامر به بأن لا يميّز بين اولاده واحفاده ناسيا حتى اسمائهم. وزوجاته الصغار عمرا لا يكبتنّ شعورهم الجنسي عن الآخرين في حاشيته وقيس على ذلك. وبالعودة للحقوق فبعد المرأة تأتي الكلاب والقطط الأليفة وبعدها تاتي حقوق الرجل وبكل ممنونية. وعليه فهنالك مسافات وحدود لا يمكن التجاوز عليها والمطبقة على شرائح الشعب كلها وبمن فيهم مسؤولي الحكومة ومنهم الوزراء ورئيس الوزارة وكل له حقوق وواجبات وبالتساوي في بلدان المهجر المتقدمة، فأين انتم من هذا ياسيادة دولة الرئيس؟
ولكن شعورنا لا ينتقص من حبنا لبلدنا !
ومع ذلك فأن شعورنا بأننا ابناء وطننا العراق فليس له مثيل، حيث نواكب احداثه يوما بيوم فرحين مع شعبنا العراقي بأفراحه ان كانت بالمناسبات الفنية والرياضية والاحداث الانسانية والاجتماعية والسياسية التي تدعو الى التوافق مابين مكوناته جميعا. ونحزن لسماعنا للأخبار السيئة التي تتعلق بوطننا من قتل وتفجير ودمار ومآسي لا حصر لها والمستمرة والذي يكون شعبنا العراقي وبمختلف اطيافه في الغالب ضحية تلك الاخفاقات التي يكيلها المسؤولين فيما بينهم وعلى اختلاف ايديولوجيات الكتل الكبيرة الحاكمة. ومع ذلك فاننا نعلّم ابنائنا باننا عراقيين كلدان اصحاب الحضارة والتاريخ وجذورنا ممتدة في هذا البلد لأكثر من سبعة الاف سنة خلت، ونحاول ان يعقدوا الامال على ان يأتي ذلك اليوم الذي يستطيعون فيه زيارة بلدهم وتفقد الاهالي والاقارب والجيران ومدننا العراقية وعلى امل ان يعود الامان والسلام، فالعراق بلدنا وقبل اي شيء اخر. آملين بالتوفيق لغبطة البطريرك الجزيل الذي نستميحكم بمقابلته لسماع ما يحتاجه ابنائه الكلدان الغيارى بسبب الغبن والتهميش اللذان يعيشانه في وطنهم ومن الله التوفيق. وشكرا
عبدالاحد قلو
#عبدالاحد_قلّو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل يمكن مقاضاة اقليم كردستان بموجب هذا القرار
المزيد.....
-
كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب
...
-
شاهد ما رصدته طائرة عندما حلقت فوق بركان أيسلندا لحظة ثورانه
...
-
الأردن: إطلاق نار على دورية أمنية في منطقة الرابية والأمن يع
...
-
حولته لحفرة عملاقة.. شاهد ما حدث لمبنى في وسط بيروت قصفته مق
...
-
بعد 23 عاما.. الولايات المتحدة تعيد زمردة -ملعونة- إلى البرا
...
-
وسط احتجاجات عنيفة في مسقط رأسه.. رقص جاستين ترودو خلال حفل
...
-
الأمن الأردني: تصفية مسلح أطلق النار على رجال الأمن بمنطقة ا
...
-
وصول طائرة شحن روسية إلى ميانمار تحمل 33 طنا من المساعدات
-
مقتل مسلح وإصابة ثلاثة رجال أمن بعد إطلاق نار على دورية أمني
...
-
تأثير الشخير على سلوك المراهقين
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|