تريا بدوي
الحوار المتمدن-العدد: 4025 - 2013 / 3 / 8 - 00:29
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
دأب العالم على الإحتفال سنويا بما يسمونه عيد المرأة يوم 8 مارس، مع كل التحفظ عن هذا العيد.
كيف يحتفل العالم بامرأة اغتصبت عمدا في ساحات التحرير، في ظل ثورات الخريف العربي ؟ كيف يحتفل العالم بامرأة أفتى فيها علماء الضلال والعار بأن تنكح لإرضاء شذوذ وهابي في أراضي سوريا ؟ كيف يحتفل العالم بامرأة سلبت حريتها في سجون بني صهيون ؟ وكيف يحتفل العالم بامرأة مطالبة بحقوقها أنهكت عصا "السيمي" كاهلها في شوارع الرباط ؟ ومُثِّلت بامرأة واحدة في ظل حكومة ملتحية تبجحت بالكثير فيما يتعلق بالمرأة ؟ أما نساء البوادي وجبال الأطلس والريف فحدث ولا حرج ! نساء قهرهن ليس فقط البرد والجوع ولكن أيضا الأمية والعطالة!
بأي لون سيكون 8 مارس؟ وجيوشا من نسائنا يحترفن الدعارة، وطنيا وفي دول الخليج على الخصوص، نساء يحترفن "السْعايَة" في القرن 21 .أكيد هذا العيد ليس لكفاءاتنا النسائية، ليس لربات بيوتنا وليس لعاهراتنا، ومن يتحدث عن التطور الملموس، أدعوه للنزول إلى مدننا المهمشة بالخصوص وشوارعها و أحيائها ليرى أن الوضع تفاقم خصوصا مع الأزمة الاقتصادية بالمغرب و التي لاحت بوادرها في الأفق.
هل نحتاج إلى يوم في السنة، يأخذ أبعادا سياسية متضاربة حتى ضاعت المرأة وضاعت إنسانيتها ؟ أم أننا نحتاج لممارسة هذا الإحتفال كل يوم إيمانا منا بأن المرأة هي الأساس واللبنة الأم للبناء الحياتي ككل دون أدنى خلفية صراع مع شريكها ورفيق دربها الرجل. فهما يكملان بعضهما البعض بكل تأكيد .
الإسلام كما يعلم "هذا العالم" كفلَ للمرأة كرامتها وحقوقها وواجباتها، فالمرأة تماثل الرجل في أمور وتفارقه في أخرى ،ولم تأت آية في القرآن تحثُّ على عمل صالح أو غيره، إلا وقد شطر الإسلام في ذلك بينها وبين الرجل.
نحتاج إلى عمل جبار وحقيقي ،نحن أمام عقلية تحتاج إلى تغيير و إلى غسيل حتى نستطيع بناء الأسس و القاعدة الصلبة للدولة الديموقراطية المدنية الحديثة التي تعتمد مبادئ العدل وترعى الحقوق، وتنطلق من قيم أخلاقية في الحكم والسيادة.
#تريا_بدوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟