أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الوعي الديني والإقطاعُ المناطقي














المزيد.....

الوعي الديني والإقطاعُ المناطقي


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4024 - 2013 / 3 / 7 - 08:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع تهدمِ أجزاءٍ من رأسماليات الدول الشمولية تصاعدت الزعاماتُ المناطقية والطائفية والقومية العشائرية في جهاتٍ كثيرة.
كانت البُنى الرأسمالية الحكومية الشمولية توحي بالاستقرار والصلابة، فيما كانت القيعان والدواخل مهترئة، فسيادةُ الأحياء الحكومية والسياسية والاقتصادية الباذخة مترافقة مع أجهزة عسكرية وأمنية هائلة.
كانت العواصم المتمركزة المتصلبة في طبقاتها وقوتها وأجهزتها التي رشت الكثيرَ من الفئات تبدو الاستقرار الدائم وأنها النظام المطلق.
لكن الانهيارات كانت محيرة حيث انقلبت الصور انقلاباً شديداً، وحلت الفوضى بدلاً من الاستقرار، وتصدعتْ دول، بسبب أنه لم تكن ثمة تحضيرات للثورات، ولم تتشكل طبقاتٌ وسطى وعمالية متقدمة ترث الأنظمة السابقة، وكانت الثروات تتوزع على نخب وبأشكال ذاتية سياسية.
فمن رأسمالياتِ الدول المتمركزة على ذواتها في المُلكية العامة والجماعة السياسية والاتباع كانت الشعوب في جزر الفقر متروكة للجماعات الدينية والقومية المتعصبة والإرهابيين.
وقد بدا واضحاً الظاهرات المشتركة من الاتحاد السوفيتي ورومانيا وحتى ليبيا وسوريا والعراق ومصر وتونس الخ.
فهذه منظومةٌ مشتركة، فهي مركزيةٌ شديدة ثم انفلات، عاصمةٌ كليةٌ ثم تفجرلا المدن والمناطق بسياداتها الملغاة طوال عقود، ثم انطلاق الحريات الفوضوية للجماعات الأصغر كالقبائل والمدن البعيدة وقوى الصحراء.
ومن العملات الراسخة المدعومة بدم العمال ذوي الأجور الرمزية إلى العملات الورقية التي لا تساوي شيئاً، بعد هروب القواعد الذهبية من السلخانة الحكومية الرأسمالية على هيئات سبائك مهربة وتحويلات سريعة.
وفي جهود المثقفين والجماهير لفهم العملية التاريخية المضطربة من رأسماليات الدول للرأسمالية المفتوحة على الفوضى، نجد منتجي الدجل الفكري السياسي المتنوع في محاولاتهم الدائبة لإخفاء اللصوص وتمييع الموقف، حيث تقوم الجماعات المستفيدة من الأنظمة السابقة بمدح الاستقرار السابق ودور القبضة العسكرية في حكم الأمان السعيد، ودور الإيديولوجية العملاقة التي أُخترقتْ من قبل العملاء والخونة الذين ظهروا على أشكال السحرة والعفاريت فلولاهم لكانت الشعوب ترتع في جنان الأجورِ المتبخرة وأحياءِ الفقر والإدمان.
فيما تقوم أشكالُ الوعي ما قبل الرأسمالية بمدح أدوارِ أديانها ومذاهبها التي كانت مظلات الأمان التي ابتعد عنها أولئك الكفرة، وعيّشتهم على مدى قرون في حمى الخرافة السعيدة.
وقد وجد قطاعُ الطرق وقادة المناطق الرعوية وإداريو المدن الإقليمية البيروقراطية الزراعية والسياحية والرعاية الدينية الذين حصلوا على رشاوى من قبل الطغم السابقة المذمومة، في الفوضى وانفلاتِ السيطرة الحكومية فرصةً لتثبيت نفوذهم فزادوا من الاضطرابات والمؤامرات لتبقى سلطاتهم، ومرةً لخدمة الثورة ومرةً لخنق الثورة.
العودةُ المجددة للإقطاع العشائري والحكومي الإقليمي وسيطرة المدن الدينية تمت لأسبابِ رأسمالياتٍ حكومية شمولية محطمةٍ لقوى الانتاج الديمقراطية العمالية والبرجوازية الصناعية، ولثقافتها العقلانية، حيث أبقت وحمت العلاقات ما قبل الرأسمالية وزعماء العشائر والطوائف وجعلت لهم مكانات عالية، مثلما يَحدثُ من قبل الدول الغربية بتصعيدِ هؤلاء واستثمارهم سياسياً واقتصادياً، مع وجودِ جماهير خام مُغيّبةِ الوعي الحديث، مُحطَّمةِ الظروف الاقتصادية والثقافية المزدهرة، يمكن استخدامها لشتى المؤامرات والعمليات السياسية.
إن هدم أو تغيير رأسمالية الدولة الشمولية بدون تحضير اقتصادي سياسي ديمقراطي طويل يترك الجمهور نهباً للفوضويين والمغامرين السياسيين من شتى الأشكال، وهم كلهم نتاجُ الإيديولوجيات المطلقةِ التي تتصورُ نفوسَها نهايات التاريخ البشري.
لهذا يغدو واجب الجماعات التحديثية الديمقراطية العلمانية خلق التحالف الاجتماعي بين الطبقة العاملة والبرجوازية والقوى المثقفة، وتحويل الفوضى الى مسارات توحيدية مغيرة لمشكلات مرحلة الرأسمالية في كل بلد، عبر إنهاض أشكال الانتاج وتوجيه فوائضها لخططِ إعادةِ بناء عادلة على المستوى الوطني، بدلاً من دويلات الفصائل وحكم العشائر وقطاع الطرق.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرأسمالياتُ الحكوميةُ والربيعُ الدامي
- المسلمون في مفترقِ طرقٍ
- تسلقُ البرجوازية الصغيرةِ الديني
- بلزاك: الرواية والثورة(6-6)
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (5 - 6)
- الحريقُ الطائفي ينتشر
- طفوليةُ الكلمةِ الحارقة
- اليمن والخليج بين المبادرةِ والمغامرةِ
- بين ضفتي الخليج
- الديمقراطيةُ البرجوازيةُ العماليةُ
- الحزبُ الديني ورأسُ المالِ الوطني
- التجربتان العراقية والإيرانية: تبادلُ أدوارٍ
- المَلكيةُ والجمهوريةُ وتناقضاتُ الوضعِ العربي
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (4 -4)
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (3 - 4)
- الفاشيةُ الإيرانيةُ وذيولُها
- هل يمكنُ إصلاحُ رأسمالية الدولة؟!
- شكري بلعيد.. اغتيالٌ يكشفُ أزمة (2-2)
- شكري بلعيد اغتيالٌ يكشفُ أزمة (1-2)
- تركي الحمد والقراءةُ التقليديةُ


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الوعي الديني والإقطاعُ المناطقي