أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - باب الشرجي .. باب الشرجي














المزيد.....

باب الشرجي .. باب الشرجي


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4023 - 2013 / 3 / 6 - 22:55
المحور: كتابات ساخرة
    


منطقة الباب الشرقي كانت مركز بغداد التجاري والترفيهي و لفترة طويلة , شأنها شأن مراكز المدن الكبيرة فيها شوارع خلفية تحولت مع الزمن الى ملجأ للمشردين والصعاليك ممن فشلوا في حياتهم حتى غرقوا في الأدمان والأجرام واليأس يحاولون البقاء على قيد الحياة في أدنى مراتبها بتحصيل أي مبلغ يشترون به زوادتهم (لفّة فلافل وأستكان شاي وباكيت سكائر وأهمها بطل عرق زحلاوي أو العربانتين , لا بيت ولا سبيت) ينامون في حديقة الأمة و جيوبهم خالية حتى من الفلس و تتطلب مصلحتهم أن يساعدوا بعضهم في الأرتزاق والكسب ولكل شيء ثمن أبتداءا" من سيكاره و أنتهاءا" بعلج أبو السهم
وهكذا تحولت الباب الشرقي الى سوق للحرامية و ساحة لممارسة مهنة الأحتيال والسرقة و النصب , يسميها العراقيين (التقفيص )
أتذكر مجموعة منهم كانوا يبيعون الملابس , يعرضون الثمين للزبون بسعر زهيد يغري المشتري و يفرح بفوزه بالبضاعة ( يضعونها في علاكّه سوداء) ولايعلم العبد لله أنهم أستبدلوها على غفلة منه بمجموعة من الخرق التي لا تنفع لتنظيف الأحذية والمسح , وي الغالب يفضّل الضحايا الصمت كي لا تهتز صورتهم أمام الناس
كذلك جرت في نفس المكان قصة الرجل الذي عاد الى زوجته فرحا" حاملا" تلفزيون ملّون (كان سعره 350 ألف ويعادل راتب موظف لمدة خمسة آلاف شهر في بداية التسعينات ) فرغم شطارته وفحصه للجهاز أصيب بخيبة و أحراج أمام عائلته فالتلفاز لم يعمل و أخذه لأقرب مصلّح , وكانت الطامة الكبرى حين وجدوا بداخله ( بلوكه من الحجم الكبير ) ..
أغرب مافي الباب الشرقي حكاية الساعات , فهي جدليّة تعيد نفسها بتوافقية يومية , يأتي أحد (القفّاصه ومعه زملائه من المتخفّين ) ويخلع ساعته ويبدأ بالمناداة ليتجمع المارّة وينطلق المزاد بصوت صاحب الساعه المباعه :
منو أبو العشرة ؟
منو أبو العشرين ؟
يصيح واحد من أصدقائه المتواطئين : خمسين
يطفر واحد كمش : تسعين
وتبدأ طقوس أضفاء الشرعية المستمدة من المزادات الغربية :
على أونه .. على دوا .. على سي ...
وآخر شي يصيح : نصيبك شايف الخير ..
ويفرح المشتري كما فرح قبله صاحبنا أبو التلفزيون ليصدم حين يكتشف أن الساعه راسكوب (مكينتها تقليد مال جهال وماتسوى فلس )
ويرجع يتوّسل بصاحب المزاد كي يرجعها , يغضب و يصيح و (يتهنتر) , وفي النهاية يقبل أعادتها مقابل عشرة دنانير !!
ليعود لفتح مزاد جديد بنفس الساعة الوفيّة التي لاتفارق صاحبها وتعود مع مبلغ يومي جديد

تلك هي قصّة الراسكوب , التي أنتشرت في كثير من المناطق مع تغير البضاعة الآن ولكن بالأحتفاظ بنفس الأسلوب
في أحد المناطق الآن يبيع أحد كبار القفّاصه ساعات (راسكوب ) بسعر 300 ألف دينار فكم سيكسب ياترى بعد أن تصدم الناس و تفاجيء بها وتعاد .. سيكون مصيرهم الشماعيّة أو التويثة بسلمان باك

ومسيت العافيّة على الشركه الأفريقية .. كانت أجهزتها أصلية و التلفزيونات صحيح غاليه لكن تبقى عمر طويل ومابيها تقفيص .



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حجّي مجيد وشكري بلعيد و بانوراما الكواتم والثريد
- كلاكيت من الفرن
- عايف أمه وأبوه ولاحكَ مرت أبوه
- ثقافة كظ أخوك لا يتيه وزراعة النخيل
- شكري بلعيد كوكبنا الجديد
- الحسد موروث واقعي مابين القدريّة و التبرير للفشل
- خراويت على جدران الصبّات
- الأطباء في العراق ملائكة الثراء على حساب الحياة – بمناسبة ال ...
- شهادات ومشاهد من العهد الأزلاميّ الثاني
- الرابعة عصرا- في بغداد حسب توقيت الفوضى
- الرسائل الستراتيجية وأصالة الشخصية العراقية
- زيتوني فاتح .. زيتوني غامق مع جرغد مقلّم - مشاهد من الشارع ا ...
- حنتو البريسم ومباديء الأعلام
- علوة حجي خضر
- نمر ونمرود ورحلة الخلاص من جزيرة سانت هيلانه
- تساؤلات مشروعة معها رسالة .. التوبه ومراح ننتخب
- الملّة عبود الكرخي أستذكار مع مرتبة الشرف في ذكراه
- دردمه بغدادية على لسان أبو الدكّان
- الأحتباس الأنساني مابين مهرجان المفخخات و ندرة القطرات
- شعب وين ... برلمان وين


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - باب الشرجي .. باب الشرجي