أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - جميل حنا - المرأة السورية من زنوبيا إلى يارا















المزيد.....

المرأة السورية من زنوبيا إلى يارا


جميل حنا

الحوار المتمدن-العدد: 4023 - 2013 / 3 / 6 - 20:10
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


المرأة حاضرة في الكون منذ الآزل وما أكتمل الكون إلا بوجودها.إذا هي الركن الأساسي والعمود الفقري في الكيان البشري.بدونها لا وجود للأسرة والمجتمع,وأي إنتقاص من مكانتها هو إنتقاص لأهمية الأسرة وبالتالي لكافة أركان المجتمع بما فيهم مجتمع الرجال.إن منح المرأة مكانة دونية هو المساس بمكانتها الطبيعية التي حصلت عليها عبر صيرورة تكوين المجتمعات البشرية على سطح الكرة الأرضية.وهذه النظرة السلبية تكون مناقضة ومنافية للقيم الإنسانية السائدة في الكون وللشرائع السماوية.
كفاح المرأة من أجل الحرية والمساواة بدأ يظهر بشكل واضح منذ قرنين.ومع مرور الزمن وخاصة في النصف الثاني من القرن العشرين شهد العالم تحولا كبيرا في مجال حقوق المرأة.وقد أستطاعت المرأة بفضل التضحيات الجسيمة التي قدمتها على مر العهود أن تحصل على الكثير من الحقوق والمكاسب ومساواتها بالرجل في الكثير من المجتمعات العالمية.إلا أن أجزاء أخرى كثيرة من العالم وفي مناطق جغرافية مختلفة وفي ظل ثقافات وعقائد دينية مازالت المرأة ترزح في ظل العبودية وتعاني من الإضطهاد الجسدي والنفسي والإستغلال في مختلف المجالات.ولذلك نجد بأن مئات الملايين من النساء في العالم يقفن أمام تحديات رهيبة للتخلص من نير الظلم والإنتقال إلى الحياة الحرة التي تمنح المرأة كرامتها وقيمتها الإنسانية.ونضال المرأة مستمرفي بقاع مختلفة من العالم من خلال المنظمات النسائية ومؤسسات حقوق الإنسان والأنخراط في الأحزاب السياسية والمؤسسات المدنية العالمية والمحلية من اجل تحقيق مطالبها في المساواة والحرية وإنهاء العنف الذي يمارس عليهن بمختلف الاشكال. وتشارك المرأة بشكل فعال في الحراك الجماهيري إلى جانب الرجال من أجل الحرية والكرامة, وضد الاستبداد وأنظمة الطغيان التي تهين الكرامة الإنسانية.
الملكة زنوبيا, بات زباي (بنت زباي),قبل ألف وسبعمائة عام جسدت هذه المرأة السورية إرادة الإنسان الحر ورفضت كل أنواع الظلم والتبعية.هذه المرأة العظيمة أصبحت أحدى الرموز التاريخية الهامة التي كرست حياتها من أجل حرية مملكتها والتحرر والدفاع عن الاستقلال وخوض المعارك الكثيرة ضد مختلف القوى الخارجية سواء كانت من الشرق أو الغرب.وقدمت المثل الرائع في حياتها ولم تتنازل عن الحق حتى بعد وقوعها في آسر الإمبراطورأورليانوس.المرأة السورية اليوم تسلك ذات الطريق تتمسك بحقها وتدافع بكل جرأة عن مطالبها. تواجه الظلم تتحدى الطغاة تقدم ملحمة في الصمود والفداء في مواجهة أعتى أنواع الاضطهاد والقتل والتعذيب وهدر الكرامة, والإغتصاب التي تمارسه القطعان الهمجية من الشبيحة والقوى الأمنية.هذه الأدواة القذرة في يد الطاغية بشارالتي تستخدم من أجل الحفاظ على سلطته القمعية والاستمرار في السلطنة اللاشرعية.النساء في سوريا منذ إندلاع الثورة وما زالت حتى الآن على مدى ما يقارب العامين مواطنة شجاعة وشريكة حقيقية للرجل في ثورة الشعب السوري.لقد استشهد منهن الآلاف بسبب قصف البلدات والمدن والأحياء المدنية بالصواريخ وبالطائرات وبالبراميل المتفجرات وبكل أنواع الأسلحة.وكذلك قدمن أعمال بطوليه في وجه الجلادين في أقبية التعذيب وأستشهدن بسبب تمسكهن بحقهن المشروع في الحياة الحرة والكريمة.المرأة السورية تسطر ملحمة بطولية بجرأتها الفائقة فهي الصحفية والكاتبة والمدونة والمعلمة والطبيبة والممرضة والمهندسة والعاملة والفلاحة التي تصنع إنتصارات يومية بتحديها سلطة الاستبداد.زنوبيا ويارا وطل وهديل وزينب وسهير وريما وماري وفاطمة ومريم... وكل النساء السوريات اللاواتي يتحدين سلطة الطغيان هم نجوم ساطعة وضمير الثورة والثوار. وهن تقدمن كل ما تملكهن من مقدرات مادية ومعنوية ومشاركة فعلية من أجل تحقيق أهداف ثورة الشعب السوري وإسقاط نظام الاستبداد. وجلب كل من تلطخت أيديهم بدماء الشعب السوري إلى المحاكم. من أجل تقديم الحساب على الجرائم التي أقترفت وما زالت تقترف حتى هذه الحظة بحق أبناء سوريا.وقد قتل حتى الآن أكثر من سبعين ألف إنسان ومن بينهم الآلاف من النساء وكذلك مثلهم من الأطفال و تدمر البنية التحتية, وملايين المشردين في داخل الوطن وخارجه.
صرخة حرائر سوريا من أجل الحرية والكرامة والعدالة والمساواة لا ينفصل عن صرخة زنوبيا بوجه الظلم الذي مارسته الإمبراطورية الرومانية على الشعب السوري.وأن خسرت زنوبيا المعركة ضد أورليانوس ولكن أنتصرت المبادىء والقيم التي حاربت من أجلها مبادىء الحرية والأستقلال والكرامة وقد تحقق إنتصار الهوية السورية في بلاد الشام.ورحل الإمبراطور والإمبراطورية الرومانية وبقي الشعب السوري و النساء السوريات. واليوم يحاربن طاغية جديدة من نوع جديد ولكنه سيرحل كما رحل من قبله كل الذين كانوا على شاكلته.لأن النصر دائما وأبدا هو للشعوب. مهما طال الظلم والعبودية والقتل والتدمير ستنتصر مبادىء الحرية والاستقلال والكرامة والعدل والمساواة.
المرأة السورية رسخت تقاليد التضحية والفداء من أجل حرية الوطن في كل الأزمان. وساهمت بقدر المستطاع في المشاركة الفعلية إلى جانب الرجل ضد كل الغزاة الذين أحتلوا سوريا منذ القدم مرورا بالاحتلال العثماني والأستعمار الفرنسي.مما تتعرض له المرأة السورية لا مثيل له في التاريخ الحديث للبلد حيث تتعرض إلى أبشع المظالم التي يعجز اللسان عن وصفها. تهان وتسحق كرامتها الإنسانية ويعتدى عليها من قبل المجرمين وتغتصب بكل الأساليب الهمجية المنافية لسلوكية البشر العاديين تقتل وتعذب في السجون لكنها لا تستسلم للقتلة المجرمين.كل قطرة دم أمرأة سورية سقت به أرض الوطن وكل طفل قتل بسبب القصف البربري هي بريق أمل لمستقبل أفضل وتضحية من أجل إنهاء عهد الظلام.والمرأة السورية صامدة تتحدى كل الصعاب ولكنها تستغيث وتصرخ في وجه العالم وخاصة مجتمع النساء في العالم بدون إستثناء أن تخرج من صمتها المخزي لتمد يد المساعدة لأختها المنكوبة تحت دمارالحرب التي أعلنها نظام الاستبداد ضدها وضد كل أبناء الشعب والوطن.صرخة من أجل تحريك الضمير العالمي وحث مؤسسات المجتمع الدولي والرأي العام العالمي من أجل التضامن والتكاتكف معها وإنهاء هذه الحرب القذرة في سوريا.



#جميل_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة ضحية الأنظمة السياسية الإستبدادية
- منظومة الأخلاق العالمية في حيثيات الوضع السوري
- يسوع الطفل الحزين
- سوريا بين الحقيقة والخيال
- مذابح الشعب السوري,بشار وقسم أبيقراط
- مجازر إبادة المسيحيين في بلاد مابين النهرين -الدم المسفوك- ا ...
- سوريا والوجه القبيح للعالم
- مجازر النظام السوري - جمعة أطفال الحولة-
- تحديات أمام الثورة السورية !
- - الدم المسفوك- مجازر إبادة المسيحيين في بلاد مابين النهرين
- هل سيتوقف النظام السوري عن إرتكاب المجازر؟
- آكيتو ثورة الربيع البابلي الآشوري وثورات الربيع العربي
- عام على ثورة الشعب السوري ضد الطغيان
- المعارضات السورية والالتزام بالمبادىء الإنسانية
- الثورة الشعبية السورية وتحول الأنظمة في البلدان العربية
- حقوق الشعب الآشوري في بلاد مابين النهرين في الذكرى الثالثة و ...
- المعارضات السورية أمام مفترق الطرق
- الأحزاب الآشورية في صلب المعارضة السورية
- قانون أحزاب أم إسقاط النظام في سوريا!؟
- رؤية المعارضة السورية حول إسقاط النظام !


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - جميل حنا - المرأة السورية من زنوبيا إلى يارا