ممدوح رزق
الحوار المتمدن-العدد: 4023 - 2013 / 3 / 6 - 14:13
المحور:
الادب والفن
لو مات أخوك الأكبر فجأة منذ سنوات طويلة جدا، ووقفت بشرفته في صباح اليوم التالي ورأيتها؛ كنت ستعتبرها عزاءا منطقيا تعمدت الحياة ـ كما يليق بساحرة حكيمة تنظم الأقدار والمصائر من مخبأها في سماوات الحكايات القديمة ـ إرساله إليك فورا ليطمئنك، ولتذكّرك بأنها رغم كل شيء ـ كما يؤكد العارفون بها ـ أقوى من الموت.. بشكل أو بآخر ستكون ممتنا جدا.
لو مات أخوك الأكبر فجأة منذ سنوات طويلة فقط، ووقفت بشرفته في صباح اليوم التالي ورأيتها؛ كنت ستعتبرها ابتسامة ساخرة طبيعية ينبغي أن تتسع في لحظة كهذه أمام عيون العاجزين عن التصديق مثلك؛ لتعطيك دليلا إضافيا أقوى على مدى حماقة الدنيا .. ستجدها فرصة ثمينة لزهو خفي بجدارتك بتلك الرسائل التي لا يبعث بها العالم إلا للذين يحملون آلامك، ويمزقهم الانشغال بقسوة الحياة وظلمها.. يالها من كلمات سخيفة يجب تكراراها إلى ما لا نهاية كي يظل الأكثر بشاعة في القتل محاولة وصفه.
حينما يموت أخوك الأكبر فجأة أمس، وتقف بشرفته في صباح اليوم ـ حيث يجهزونه للدفن داخل حجرة مجاورة ـ وترى جارته العجوز وهي تسقى النباتات بيدها المرتعشة؛ فإنك لن تتمنى شيئا سوى أن تموت تلك العجوز الآن.
#ممدوح_رزق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟