أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم حسن - العراقيون الحقيقيون














المزيد.....

العراقيون الحقيقيون


إبراهيم حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4023 - 2013 / 3 / 6 - 14:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في خضم الصراعات والتجاذبات السياسية البائسة، يتمايل العراقيون يميناً ويساراً خوفاً على انفسهم من اشتعال حربٍ طائفيةٍ مرّة اخرى. وليس بعيداً على العراقيين أن يتذكروا السنوات القليلة الماضية التي كان القتل فيها على الهوية ... على الاسم ... على المذهب ... على اللقب ...ولكن ماذا جنى العراقيون منها ؟ غير الخراب وسفك الدم والحرمان والرعب والمآسي ...ثمة مسألة مُهمة جداً ينبغي الالتفات إليها وهي إن سياسيّ اليوم " لا يستحون " من انفسهم ولا من العراقيين ولا من الله . فكثيرٌ منهم يحمل اجندته الخارجية لتنفيذها فوق رؤوس العراقيين، والغريب إن العراقيين يقفون اليوم مكتوفي الايدي .. عن اي جهة يدافعون ؟ و اي جهة يحاربونها ؟ فقضية تمييز السياسي العراقي الاصيل من السياسي الطائفي المتورّط اصبحت قضية صعبة، واخشى ان يضيع العراقيون في هذه الدوّامة التي يتشاءم منها اغلب العراقيين. فالطائفية على الابواب " وهذا ما لا اتمناه "، يقف خلفها سياسيون وجهات واحزاب تدفع ملايين الدولارات لاعادة العراق الى مرحلة لم يخرج منها الا بقتل الانفس. يقول سبحانه وتعالى (الفتنة أكبر من القتل ) سورة البقرة217 ، وفي نفس السورة يقول جل جلاله ( الفتنة اشد من القتل ) آيه 191. تأكيداً على ان الفتنة امرٌ مرفوض شرعاً فضلاً عن رفضه قانونياً، لانها امرٌ بغيض يتنافى مع كل القيم التي تحملها الاديان السماوية والوضعية فضلا عن المبادئ الانسانية النبيلة التي تشترك فيها اغلب المجتمعات الانسانية.

لقد مرّ المجتمع الاسلامي بفتن كثيرة كان اوّلها هي الفتنة الكبرى ( مقتل الخليفة الراشدي عثمان بن عفان ) تلتها فتن كثيرة عصفت بالدولة الاسلامية. ولم يكن العراق بمعزل عن تلك الفتن، حيث كان يتأثر ويؤثر في الفتن التي حصدت آلاف الارواح على مّر التأريخ. اليوم وبعد الفتنة الطائفية التي اشعلها الغرباء بأيدي عراقيين في عام 2006 في العراق، حدّث تحوّلاً ديموغرافياً في مناطق العراق، لتصبح مناطق متجانسة طائفياً بعدما كانت مناطق متنوعة يعيش اهلها بسلام وتسامح واخوّة. هذا التجانس الطائفي هو تمهيد لمشروع تقسيم العراق الى اقاليم تأخذ عنواناً طائفياً " الاقليم السني في الوسط – الاقليم الشيعي في الجنوب. فضلا عن اقليم كردستان في الشمال. واليوم بدأت تنكشف اللعبة بتورّط جهات سياسية داخلية وقوى خارجية في مشروع تقسيم العراق.
ان العراقيين الحقيقين، يجب أن يعوا حجم الازمة التي مر ويمرّ بها العراق، وعليهم ان يتحمّلوا مسؤوليتهم كلٌ من موقعهِ. وان يتخلى العراقيون عن مبدأ ( آني شعليّه )، وأن يساهم كل مواطن بفكرهِ او فعلهِ او وظيفته او عمله في توحيد صفوف العراقيين وبناء العراق الجديد. العراقيون الحقيقيون هم اولئك الذين لا ينتظرون من آلاخرين كلمة شكر، ولا رداً للجميل. العراقيون الحقيقون هم اولئك العراقيين الذين عاشوا مئات السنين ضمن رقعة جغرافيّة واحدة، ساد بينهم الوئام والالفة والمحبة. وتصاهروا وتعايشوا ضمن منظومة وعي بسيطة جداً تقوم على النوايا الحسنة والطيبة والتسامح والاخوّة. العراقيون الحقيقيون هم اولئك الذين لا يفضّلون طائفتهم او مذهبهم على حساب عراقيتهم. العراقيون الحقيقون هم اولئك الذين ينتمون للعراق لا لغيره، حبهم للعراق. انتماءهم للعراق. تضحياتهم من اجل العراق. العراقيون الحقيقيون هم اولئك الذين يفكّرون في آلاخر قبل ان يفكروا بأنفسهم. العراقيون الحقيقيون هم اولئك الذين يساعدون آلاخر ويقتربون منه بغض النظر عن كل الاعتبارات الضيقة، هم اولئك الاحرار الذين لا يسمحون للغرباء ان يتدخّلوا في شؤونهم الداخليّة. العراقيون الحقيقيون يؤمنون بالحوار ويتفاهمون بالحوار ويتصالحون بالحوار،و ينبذون كل اشكال العنف والدموية والتعصب.

العراقيون الحقيقيون هم اولئك الذين يعرفون حجم المؤامرة التي تُحاك ضدهم، وبالتالي فإنهم يتصدون لها بكل الوسائل السلمية المتاحة بأيديهم. العراقيون الحقيقيون لا تختزلهم هوية اثنية او عرقية او طائفية. وانما تجمعهم خيمة العراق الواحدة التي كانوا يعيشيون تحتها منذ آلاف السنين. العراقيون الحقيقيون يؤمنون بالتنوع الاثني والطائفي غير ان هوية العراق والولاء إليه هي من اولياتهم ومبادئهم النبيلة ....



#إبراهيم_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الإنسان هو أفضل المخلوقات ؟
- آلهتي
- الدين أفيون الشعوب .... هل كانَ ماركس مُحقاً ؟
- فكرة المخلّص في الثقافة الاسلامية
- الاحلام : الرمز والمعنى - 1
- الإنسان الكوني - المعنى والمفهوم
- البحث عن الحقيقة - الوهم المطلق
- ما حقيقة الإعلام المغُرض ؟
- لا جديد في الحكومة العراقية الجديدة !!!
- أزمة الفكر البشري - رؤية سوسيولوجية نقدية-
- آلام بائسة !!
- حنانُ ألام : حاجة نفسيّة لما بعد الطفولة -المجتمع العربي إنم ...
- أزمة الفكر
- إسهامات الأستاذة مارجريت ميد في الإنثروبولوجيا النفسية
- سيمفونية الصمت
- أسطورة العراق الجديد
- من سيقذفُ أوُباما بحذاءهِ ؟
- ثرثرة رجلٌ يائس !
- التنمية البشرية.....مجرد وعود !!
- ما هي ألانثروبولوجيا ؟


المزيد.....




- بوادر أزمة سياسية وقانونية تداهم -إخوان- الأردن بعد -خلية ال ...
- ولي العهد البريطاني يخطط لسحب لقب -صاحب وصاحبة السمو الملكي- ...
- استقرار حالة الرئيس الإيطالي بعد خضوعه لزراعة جهاز لتنظيم ضر ...
- الأردن.. إحالة قضايا استهدفت الأمن الوطني إلى المحكمة
- الرئيس الإيراني يقبل استقالة ظريف
- إيران ترفض التفاوض على حقها في تخصيب اليورانيوم
- وزير الدفاع الإسرائيلي: الجيش سيسمح بدخول المساعدات الإنساني ...
- إسرائيل تجدد رفضها السماح بدخول المساعدات إلى غزة -للضغط على ...
- قوات كييف هاجمت بنى الطاقة الروسية 6 مرات في آخر يومين من ات ...
- -أكسيوس-: فريق ترامب الأمني منقسم حول الملف النووي الإيراني ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم حسن - العراقيون الحقيقيون