أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - لقاء سياسي














المزيد.....

لقاء سياسي


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 4023 - 2013 / 3 / 6 - 13:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في الاسبوع الماضي ابتدأَ مقدم أحد البرامج السياسية على قناة الحرة /عراق برنامجه بتوجيه السؤال الآتي :هل ذهبتم الى هناك ؟ أي الى مكان المتظاهرين . وجه مقدم البرنامج السياسي هذا السؤال الى ضيوفه من قيادات [ أحزاب خارج الحكم ] كما سمّاها . استفزني السؤال الذي يمكن ان يوجه الى أغراب وليس الى عراقيين ، وازداد استغرابي حين لم يحتج احد من قياديي الاحزاب على السؤال .. اتوقف عند هذا السؤال ولا اتجاوزه الى الاسئلة الاخرى ، ولا الى ما ورد على السنة القياديين من اجابات . ذلك لأن مَن لا يحتج على سؤال يسلب منه عراقيته ، لا اظنه بقادر على ان يجعل اجابته شافية تحمل التشخيص والعلاج في آن واحد . فهؤلاء القياديين حين أجابوا على السؤال بالايجاب : أي انهم شكلوا وفوداً لزيارة المتظاهرين { لحوارهم ولاكتشاف ما تنطوي عليه شعاراتهم من مضامين } اعترفوا علناً بانهم قد ذهبوا في رحلة استكشاف لمنطقة كانت مجهولة بالنسبة اليهم . ولولا صيحة المتظاهرين العالية التي جاءت من ذلك المكان لما ذهبوا الى هناك . وها هم في هذا البرنامج السياسي يقدمون شهاداتهم عما سمعوه وعما شاهدوه ، ويقيسون ذلك على ما لديهم من رؤية ومن مثال سياسي سابق . فكما شكلت الحكومة لجنة حكماء ، شكلت الاحزاب { خارج السلطة } لجان حكمائها لزيارة هذا الصقع الجغرافي الجديد وكتابة التقارير لموفديهم عن حالة هؤلاء المتظاهرين . هذا يعني انه لا توجد لدى هذه الاحزاب تشكيلات حزبية هناك . ما تعريف الحزب وكيف يحوز على هذا اللقب وهو يفتقد لشبكة تنظيمات في ثلاث محافظات ؟ هل يكفي وجود قيادة واعلام مركزي في بغداد وحدها لينال ــ تجمع ما ــ اسم حزب ؟ كيف تقيّم هذه التجمعات نشاطها السياسي والثقافي وتخرج باستنتاجات على انها { حزب وطني } ، وشبكتها التنظيمية تتوقف عند حدود المحافظات الغربية ولا تتعداها ؟ هل يثلم ذلك من شرعية ما تدعيه على انها أحزاب ؟ وهل يصح ان تتسلم شيئاً من المال العام وكل شئ يشير الى انها لم تبلغ بعد شأو تعريف الحزب ؟ .. يمثل الحزب تياراً فكرياً لا قيمة لمقولاته السياسية ان لم تتحول ــ من خلال النشاط العملي ــ الى ثقافة عامة تؤمن بها الملايين ، اذ يمكن العثور على معاني الديمقراطية والليبرالية ..الخ في عشرات الكتب التي تتحدث عنها .. أفهم السياسة على انها النشاط البشري الذي يتداخل فيه العملي بالنظري ولا قيمة لأي تنظير في الحقل السياسي ان لم يكن تتويجاً للتجربة العملية . فمنذ البدء ارتبط هذا الحقل الفكري بدراسة ما خلفه اليونانيون وراءهم من دساتير دول المدن اليونانية ، ورغم ان الممارسة البشرية تجاوزت ثنائية الاحرار ــ العبيد التي كُتبت في ضوء منها دساتير المدن اليونانية من حيث الحقوق المبنية على اساس نظرة الاحرار { وليس العبيد } الى الكون والى دور الانسان في الحياة التي دارت من حولها دراسات ارسطو السياسية ، الاّ ان أهمية منهج البحث السياسي الذي افتتحه تنبع من كونه يركز على الدنيوي من أفعال البشر بتحليله لتشريعاتهم التي استلهموها في تنظيم علاقاتهم الداخلية { علاقتهم بالسلطة من جانب وبعبيدهم من جانب آخر } وفي علاقاتهم الخارجية { أو بما كانوا يسمونهم البرابرة } . وفي عصر النهضة جاءت الاطروحات النظرية لكتاب الامير لمكيافلي تتويجاً لدراسته افعال البشر السابقة في دويلات المدن الايطالية . وبهذا المعنى فأنني لا اتفق مع مقدم البرنامج في توصيفه لضيوفه بانهم يمثلون [ احزاب ] خارج السلطة ، لان هذه [ الاحزاب ] تفتقد لشرط وجودها المتمثل بالنشاط العملي وبالانتشار وفقاً لمقولات سياسية نابعة من التجربة المعيوشة وغير سابقة عليها . والى الوقت الذي يتوقف فيه ساسة العراق عن استيراد نظريات سياسية جاهزة من الماضي ، او باستيرادها كما نستورد كل شئ في الاوان الذي نعيش من الخارج ، تظل ما سمّاه مقدم البرنامج : [ أحزاب خارج السلطة ] جزءً من الازمة العامة [ اي لا تتمكن من ان تلعب دور المعارضة السياسية ] وهي مسؤولة مثل احزاب الحكومة عن هذا التردي الفكري والسياسي والثقافي الذي سمح لقوى متطرفة ان تزحف بشعاراتها الطائفية وتتقدم صفوف المتظاهرين ...



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ذهبتم الى هناك ؟
- مشاهدات بغدادية 4 قناة حوار التونسية وبيع البقدونس
- النائب الذي كسر مألوف البرلمان العراقي
- حول مقال : الكرد مع الدولة
- مشاهدات بغدادية 3 سعدي يوسف والمنفى
- بانتظار قرار الحكومة الكبير
- مجرد رأي
- مشاهدات بغدادية 1 وأخيراً غرقت بغداد
- دم في ساحة المظاهرات
- مشاهدات بغدادية 2 لماذا تحول العراق الى مسخرة ؟
- وزراء العراقية
- قضاء الرفاعي
- أنا الطائفي الوحيد
- بين المالكي والاعرجي
- ما مدى واقعية افكار الاستاذ محمد عبد الجبار الشبوط عن الدولة ...
- عن الطائفية ...من وحي مقالة الاستاذ جواد الشكرجي
- رمزية ودلالة المواجهة في طوزخورماتو
- عالم آخر ممكن
- { تلفت القلب }
- الدولة الكردية والشرعية


المزيد.....




- العثور على قط منقرض محفوظ بصقيع روسيا منذ 35 ألف عام.. كيف ب ...
- ماذا دار خلال اجتماع ترامب وأمين عام حلف -الناتو- في فلوريدا ...
- الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ ...
- صواريخ حزب الله تقلق إسرائيل.. -ألماس- الإيرانية المستنسخة م ...
- كيف احتلّت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، ولماذا انسحبت بعد نح ...
- باكستان ـ عشرات القتلى في أحداث عنف قبلي طائفي بين الشيعة وا ...
- شرطة لندن تفجّر جسما مشبوها عند محطة للقطارات
- أوستين يؤكد لنظيره الإسرائيلي التزام واشنطن بالتوصل لحل دبلو ...
- زاخاروفا: -بريطانيا بؤرة للعفن المعادي لروسيا-
- مصر.. الكشف عن معبد بطلمي جديد جنوبي البلاد


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - لقاء سياسي