أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - الانتخابات من الديمقراطية ام الديمقراطية من الانتخابات..؟














المزيد.....


الانتخابات من الديمقراطية ام الديمقراطية من الانتخابات..؟


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 4022 - 2013 / 3 / 5 - 00:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دعونا ندوش رؤوسكم بهذه المسألة الجدلية لعلنا نتمكن من تفكيك هذا التماهي المسلم به تاريخياً، كون المنظومة الديمقراطية عادة ما تعلن بيانها الاول عن قدومها وانتصارها بممارسة {الانتخابات } . فهل حصل في تاريخ السياسة ان تم تبادل الادوار بين الديمقراطية والانتخابات.؟، اي بمعنى، هل الانتخابات صنعت يوماً ديمقراطية متميزة ؟، نعم .. الا انها لولا صواب وعقلانية ممارستها فلم يضمن تطور الحياة الديمقراطية. وقد حصل ذلك بعدد من البلدان المتحضرة، حينما احسنت ممارستها، وكانت نتائجها لصالح القوى الديمقراطية، وعلى سبيل المثال وليس الحصر. اتت بـ "سلفادور الندي" في شيلي، و"ولسن مانديلا" في جنوب افريقيا، وفي اسبانيا عند انتصار"الجمهوريين"، عام 1936 وغيرها.
ان العملية الانتخابية عندما تأتي نتائجها بديمقراطيين، حينها تظهر حقول ديمقراطية مزدهرة جديدة، لانه لا ديمقراطية من دون ديمقراطيين، وبالتالي يكون مستقبل الانتخابات اللاحقة بلا قيود او تلاعب، ولن تُلبد مناخاتها بالعُسف والاقصاء و التجاوزات، وسوف يُصان التبادل السلمي للسلطة من اية تدابير غادرة تحاك في الشوارع الخلفية، و مثل هذه الصورة الجميلة لابد ان تنبعث اساساً من قوى انتخابية واعية، بعيدة عن القيود الدينية او القومية او الفئوية، التي لا معيار لها في اختيار المرشح غير ذي الولاء الضيّق المطلق. والحقيقة لا بد ان تقال بان كافة الاوساط السياسية بما فيها القوى الديمقراطية، لا تبتعد عن معيار الولاء، ولكنها تعتمد مضموناً مختلفاً تماماً، بمعنى ان الولاء اولاً الى من يؤمن بكافة سياقات المنضومة الديمقراطية، وبلا ريب هم من الكفاءات الوطنية المدنية التي تشكل هياكل الحياة الديمقراطية .
ان نتائج الانتخابات عادة ما تكون هي التي تمنح من يحصل على اغلبيتها زمام سلطة القرار. وهذه قاعدة متبعة ومعترف بها، ولكن في مرحلة التحول من نظام دكتاتوري الى حياة ديمقراطية، حينذاك تنتصب امام قوى الحراك السياسي استثناءات مرحلية لابد من ادراك اهميتها. فبسبب انعتاق فئات اجتماعية عديدة، وبالاخص الهامشية منها،والتي كانت لا حول لها، تتحول الى قوى انتخابية متوفرة ولكنها غير محصنة، وبالتالي تكون عرضة الى الاستدراج، والى الاستغفال في حالات معينة، من قبل دوائر سياسية عديدة، وتحديداً تلك التي تمتلك ما يسمى بالاسلحة الناعمة " الاعلام والمال " المتدفق عبر الحدود في الاغلب. وعند ذلك تتشكل الاغلبية البرلمانية ليس على اسس التمثيل الحقيقي لمصالح تلك الفئات الاجتماعية، التي يكون همها الاول و قبل كل شيء تلمس طريق يُحسن اوضاعها الاقتصادية باية صورة، نتيجة كون تردي الحياتي والاجتماعي الذي تعيشه والمتلازم مع الاضطهاد السياسي.
والاستثناءات المشار اليها آنفاً تفرضها ضرورة الحذر من العودة الى الهيمنة على سلطة القرار من طرف واحد خلال مرحلة التحول المضطربة، بمعنى ان لا يتم لي عنق الديمقراطية بذريعة " الاغلبية البرلمانية " لكونها غير معبرة في هذه المرحلة عن جوهر الارادة المدركة والحقيقية للجماهير، هذا من جانب، كما انها لن تتمكن من حشد الامكانات والارادات المطلوبة، من جانب اخر، والتي من دونها يصعب تحيقيق مهام مرحلة التحول الديمقراطي، التي اول واخطر ما تواجهه هي دسائس واحابيل قوى الردة، وتخريب فلول الانظمة الدكتاتورية المنهارة. وان ذلك ما يلقي على عاتق من يحصل على مرتبة الاغلبية، التي تفرزها الانتخابات مسؤولية الشعور بحق الاخر الذي شاركه باسقاط النظام الدكتاتوري، وشاركه بالحصول على الديمقراطية التي اتاحت له ان يكون بموقع القرار، ان يشارك ايضاً بالقرار، واعادة البناء في مرحلة التحول على اقل تقدير.
وبعدالة الانتخابات ومشاركة كافة الاطراف التي ناضلت وضحت في سبيل الاتيان بالديمقراطية، ستزدهر الحياة وستكون الديمقراطية الجديدة الواعدة قد تمخضت عن الانتخابات النزيهة وذات النتائج العادلة، وهنا يصبح هذا الترابط الجدلي عن تشابك وتزامن الوجود بين الديمقراطية والانتخابات، بالرغم من ان الاخيرة هي مفرة من مفردات الديمقراطية، الا انها تأثر تأثيراً حاسماً في مستقبل الديمقراطية، سواء كان ذلك سلباً او ايجاباً، والتاريخ خير شاهد على ذلك.



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكام العراق ... اخرجو منها لانكم في حضيضها
- لا تستوحشوا طريق التغيير لقلة سالكيه
- التغيير ... يؤخذ غلابا
- تجليات مصالح طبقية في الغاء مفردات التمونية
- المؤتمر الوطني ... امسى بغيبوبة ام تُقرأ عليه صلاة الغائب..؟
- هل سيكون الرئيس مام جلال - دليلاً للحائرين..؟ -
- جدلية العلاقة بين المواطنة كحقوق والوطنية كواجبات
- ورقة الاصلاح .. وعود مبهمة وترقب سلبي
- الربيع العربي ... ثمار معطوبة وشعوب مغلوبة
- سطو مسلح بالتصويت لسرقة اصوات الناخبين
- ثلاثية تركيبة الحكم في العراق وثنائية الازمة
- شرارة دكتاتورية تطلق على بيدر الثقافة الديمقراطية !!
- ما اشبه فضيحة اليوم بجريمة البارحة
- رمية حجر في بركة المشهد العراقي الراكدة
- هروب من قاعة المؤتمر الوطني الى غرفة اللقاء..!
- المؤتمر الوطني للحوار... وسيلة ام هدف ؟
- الشعب العراقي يريد حلاً وليس ترقيعاً
- ثمار الربيع العربي وهبوب رياح الخلافة الاسلامية
- تقليعة الاقاليم ... استعرض قوة ام استهلاك محلي ؟؟
- ازمة علم في متن ازمة حكم


المزيد.....




- لا تقللوا من شأنهم أبدا.. ماذا نعلم عن جنود كوريا الشمالية ف ...
- أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك مجددًا.. ما القصة؟
- روسيا تعتقل شخصا بقضية اغتيال جنرالها المسؤول عن الحماية الإ ...
- تحديد مواقعها وعدد الضحايا.. مدير المنظمة السورية للطوارئ يك ...
- -العقيد- و100 يوم من الإبادة الجماعية!
- محامي بدرية طلبة يعلق على مزاعم تورطها في قتل زوجها
- زيلينسكي: ليس لدينا لا القوة ولا القدرة على استرجاع دونباس و ...
- في اليوم العالمي للغة العربية.. ما علاقة لغة الضاد بالذكاء ا ...
- النرويجي غير بيدرسون.. المبعوث الأممي إلى سوريا
- الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يتخلف عن المثول أمام القضاء


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - الانتخابات من الديمقراطية ام الديمقراطية من الانتخابات..؟