أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - الحوار السياسي














المزيد.....

الحوار السياسي


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 4022 - 2013 / 3 / 5 - 00:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل سنتين تقريباً، أي في يوم الخامس عشر من شهر مارس، اندلعت انتفاضة الشباب في سوريا، مطالبة بالحرية والعدالة والكرامة، بهدوء وسلمية، وبكيفية مُفعمة بالدهشة والغبطة. أما العبارة التي راح الناس يطلقونها، فكانت واضحة: لقد سقط الخوف! وكانت هذه العبارة رسالة ثمينة إلى النظام السوري، الذي- للأسف- لم يلتقطها في حينه ولم يفهمها بعقل سياسي وطني متواضع، وإذا رغبنا في قراءة ردِّ الفعل هذا، خصوصاً فيما فعله مسؤولان اثنان بمدينة درعا كانا هما اللذان اندلعت الأحداث في عهدهما هناك (محافظ المدينة وأمين فرع الحزب الحاكم)، دون مساءلتهما من القضاء، حتى الآن كما نعلم، نقول، إذا رغبنا في قراءة ذلك بأبسط لغة إعلامية سياسية، فإننا نقف مذهولين أمام النتيجة التالية: لم يوجد في حيازة النظام أية إجابة عليه، سوى إبقاء الأمور على ما انتهت إليه. إن هذه النتيجة تُظهر شُحَّ خياراته في الأوضاع المختلفة، التي يمر بها أو يُدفَع إليها أو يختارها داخلاً وخارجاً.

مع تلك الوضعية من شُح الخيارات، وجد النظام السوري نفسه، كما قد نقول، «مُستَفرَداً به»، والحق، إن هذه النتيجة المأساوية التي استفردت بالنظام المذكور، لم تكن مفاجئة ربما إلا له هو نفسه، قد راح -تحت تأثير رموز الدولة الأمنية الكُثُر والمتكاثرين بتسارع- يجد نفسه وجهاً لوجه أمام قرار السلاح، بدءاً بفشكة الرصاص وانتهاءً بصاروخ سكود. ومن خصوصيات هذا القرار أنه يتعاظم باضطراد مع تعاظم النتائج المأساوية في البلاد، خصوصاً وتحديداً في مجال البنية التحتية (زراعة وصناعة وتعليماً...إلخ)، كما في مجال تمزُّق النسيج المجتمعي الوطني فيما يتعلق بالطائفية والإثنية والمذهبية والعرقية ... إلخ. وحين نتابع مسار ذلك الموقف الحاد، فإننا سنكون وجهاً لوجه أمام نتائج عظمى، في خطرها على سوريا جغرافياً وسياسياً وتكوينياً وثقافياً وتاريخياً. أما أهم هذه النتائج فلعلها تتمثل في ترك السلاح والمسْلك العسكري يتحولان إلى المدخليْن أو إلى المدخل إلى الحل الناجز.

ويهمنا الآن، وبعد أن ضبطنا البدايات والنهايات، حتى حينه، التي مرّت بها أحداث سوريا، أن نلاحظ أن النظام السوري، قد راح يضيّق على نفسه الخناق، حين أفصح عن نفسه بما يصبح «الكلام الأخير»، وهو التالي: ليس أمامه (أي النظام) إلا واحد من اثنين قاطعين ، هما إما النصر الكلّي المؤزّر، وإما السقوط الحتمي. ولما كان هذا النظام قد انطلق من أنه هو الحقيقة التاريخية الوحيدة، ذاتها لسوريا، التي لا ينازعها أحد، ولا يجوز أن ينازعها أحد، فقد كان على «الأطراف الأخرى» أن «تفهم وتنفذ»! ومن شأن هذا أن يقود، إذا قمنا بتدقيقات واستنباطات كافية، إلى الأطروحة الأخيرة في المصائر التاريخية، التي تنتظر الأحداث الدموية التي يوظف فيها النظام كل الطاقة والإمكانات، فإنه سيتضح بالضرورة ما أعلنّا عنه تحت «الكلام الأخير» في سوريا الراهنة، وهو: إن ما يقبل به النظام، إنما هو ذلك الذي لا يقلّ عن كل الأشياء!

فلقد كان البدء بتفكيك الدولة الأمنية في سياق إنجاز ثلاث خطوات، مطلباً حاسماً قدمتُه في اللقاء الاستشاري في دمشق وفي بداية الأحداث. أما هذه الثلاث فهي إيقاف الصراع المسلح الذي لجأ إليه النظام، في حين كان الناس يخرجون إلى الشوارع، لينادوا: سِلمية حرية. وتأتي الخطوة الثانية وتقوم على إطلاق سجناء ثلاث فئات، سجناء الرأي، والسجناء السياسيين وسجناء الضمير (وقد حددناهم في مقالة سابقة بأنهم من تضامنوا أخلاقياً مع القتلى والجرحى). أما الخطوة الثالثة الأخيرة، فتتمثل في محاكمة مَن أمر باستخدام السلاح ومنْ روّج له ومن استخدمه، محاكمة تضبطها مراقبة حقوقية دولية، هل تحقق شيء من ذلك، وأين نحن من هذا كله؟!



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نكسة «نصرالله»
- قانون الاستبداد الرباعي!
- استراتيجية «الزمن التاريخي»
- عار اغتصاب النساء
- الثورة لا تتوقف عند السلطة السياسية
- العدالة العقلانية فوق الثأرية
- نقد أدونيس للثورة السورية
- النفق السوري المظلم
- الفكر السياسي و-الثورة-
- -الثورة السورية- والفكر السياسي
- هل المقاومة في صراع مع الثورة؟
- الثورة السورية في عيون المُناهضين
- سوريا بين الأقليات والأكثرية
- حين ينحط جنس الإنسان
- الحرية... وفضح المستور!
- الربيع العربي-... اختبار معقد
- سوريا: الدولة والمجتمع المدني
- المجتمع الدولي وشريعة الغاب
- -الإخوان- بين القداسة والسياسة
- الحكمة ومصير الوطن


المزيد.....




- ماكرون يطرد 12 موظفا في الدبلوماسية ويستدعي سفير بلاده في ال ...
- ابنتا بوعلام صنصال تطالبان ماكرون السعي لإطلاق سراح والدهما ...
- الجميع -هدف مشروع-.. محللة توضح أهمية الفاشر لـ-الدعم السريع ...
- إسرائيل: لن تدخل أية مساعدات قريبا إلى غزة للضغط على حماس
- عباس إلى دمشق الجمعة المقبل للقاء نظيره الشرع
- الداخلية التركية تعلن القبض على 89 إرهابيا يشتبه بهم بالانتم ...
- إسرائيل تفرج عن 10 أسرى فلسطينيين من قطاع غزة
- الحكومة اللبنانية تطلق مشروع إعادة تأهيل طريق المطار
- شاهد.. -سرايا القدس- تعرض مشاهد من قصف استهدف الجيش الإسرائي ...
- بكين تمدّ جسورًا مع جنوب شرق آسيا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - الحوار السياسي