أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزو محمد عبد القادر ناجي - عناصر وأبعاد الاستراتيجية الثورية















المزيد.....



عناصر وأبعاد الاستراتيجية الثورية


عزو محمد عبد القادر ناجي

الحوار المتمدن-العدد: 4020 - 2013 / 3 / 3 - 20:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عناصر وأبعاد
الاستراتيجية الثورية
الإستراتيجية : هي الأفكار والخطط والتدعيم الذي تستخدمه الجيوش والحركات الثورية لتحقيق الانتصار ، حتى تبقى قادرة على الاستمرار بفعل ارتفاع مستوى أدئها على مدى فترة زمنية معينة ، ويشمل ذلك إضافة إلى دوائر العلميات الميدانية، دوائر أخرى الروح المعنوية والدعم الشعبي والديني والعقائدي ، حيث تسعى هذه الجيوش أو الحركات إلى جذب نفس الجنود والانصار أو المساهمين الداعمين

ويعرفها آخرون بأنها : امتلاك هذه الحركات الثورية أو الجيوش لقدرات خاصة ومعرفة ومهارة وتكنولوجيا وموارد أخرى ، بحيث تستطيع من خلال ذلك من تمييز نفسها عن خصمها ، وخلق تحدي حقيقي له تجعلها فريدة ومتميزة ، ولا يمكن للآخرون نسخ تجربتها بسهولة مثل القدرة القتالية العالية ، أو التصميم النوعي المبتكر للخطط والعمليات النوعية بأقل التكاليف وغرس ممارسات ثقافية تسهل الإستجابة السريعة للتغيير
وتمثل الإدارة الإستراتيجية أعلى مستويات النشاط القيادي داخل جبهة المعارضة السورية حيث تهدف إلى تزويد الجبهة للتوجه العام الذي يحدد حركتها ، وهو وجه لا يمكن عزله عن الموارد المتاحة للجبهة والظروف التي تعمل فيها وجملة الأهداف العليا التي تسعى إلى تحقيقها وهي إسقاط النظام الإرهابي .
أما الإستراتيجية العسكرية اسم جماعي يطلق على عملية التخطيط لخوض الحروب. تشتق كلمة إستراتيجيه من الكلمة اليونانية ستراتيجوس (باليوناني وكانت الإستراتجية تعتبر "فن القائد". وتتناول الاستراتيجية العسكرية تخطيط وتنفيذ الحملات، تحركات وتصرف القوات، وخداع العدو.
والاستراتيجية العسكرية "هي فن توزيع مختلف الوسائط العسكرية والاستراتيجية واستخدامها لتحقيق هدف السياسة" إذ أن الاستراتيجية لا تعتمد على حركات الجيوش فحسب ولكنها تعتمد على نتائج هذه الحركات أيضاً، والاستراتيجية المعاصرة، في جوهرها، علاقة بين الوسائط والأغراض، وهي تكييف للوسائل المتاحة والموارد والإمكانات البشرية والمادية والمعنوية (الروحية)، واستخدامها لبلوغ الأهداف المرسومة. وهي بذلك علاقة بين الحاضر والمستقبل لأنها تحدد المناهج والأدوات على ضوء رؤية مستقبلية للأغراض ونظرة فلسفية للتطور وهي تتضمن بالضرورة ترجيح تصور على تصور وبديل على آخر. بناءً على تلك الرؤية المستقبلية.
و في تحديد مفهوم الاستراتيجية وتعاريفها المتعددة:
وقد يوصف قرار سياسي أو اقتصادي هام بأنه "استراتيجي" كما يطلق وصف "استراتيجي" على بعض أنظمة الأسلحة التي تؤثر تأثيراً حاسماً على معبر الحرب. كالأسلحة الاستراتيجية التي شملتها معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية Artس وقد تطلق هذه الصفة أيضاً على بعض المواد التي تؤثر على السياسة الاقتصادية أو السياسة العسكرية لدولة ما كالبترول مثلاً. وأخيراً قد يوصف نمط من التفكير أو الدراسات المتخصصة بأنه "تفكير استراتيجي" أو "الدراسات الاستراتيجية".
وللاستراتيجية تعريفات كثيرة يرتبط معناها ومبناها بالظروف الزمانية والمكانية التي قيلت فيها وبالأحداث التي انبثقت عنها، وبالأشخاص الذين صاغوها وبالمدارس الفكرية التي ولدت فيها ويمكن التمييز حتى نهاية عام 1991م بين مدرستين كبيرتين لتعريف الاستراتيجية، الأولى هي المدرسة الغربية (الأوروبية الأمريكية)، والثانية هي المدرسة الشرقية (الاتحاد السوفييتي والدول الشرقية). والتي انهارت مع بداية عقد التسعينات من هذا القرن.
ومن تعاريف المدرسة الغربية لاصطلاح الاستراتيجية مثلاً: الاستراتيجية (هي فن استخدام المعارك كوسيلة للوصول إلى هدف الحرب) أي أن الاستراتيجية تضع مخطط الحرب وتحدد التطور المتوقع لمختلف المعارك التي تتألف منها الحرب، وكذلك الاستراتيجية (هي علم وفن توزيع واستخدام مختلف الوسائل العسكرية لتحقيق أهداف حددتها السياسة The Politic عن طريق القوة أو التهديد بها). أو الاستراتيجية (وهي علم وفن استخدام جميع موارد أمة ما أو موارد تحالف أمم، لتحقيق أغراض الحرب) وكذلك الاستراتيجية (وهي فن استخدام القوة للوصول إلى أهداف حددتها السياسة) إنها فن حوار القوى وحوار الإرادات التي تستخدم القوى لحل خلافاتها.
كانت المدرسة الشرقية (سابقاً) ترى أن الاستراتيجية (هي نظام المعارف العلمية عن قوانين الحرب كصراع مسلح من أجل مصالح طبقية محددة. وهي تبحث على أساس دراسة خبرة الحرب والموقفين السياسي والعسكري والإمكانات الاقتصادية والمعنوية للبلاد ونوع وسائل الصراع الحديثة ووجهة نظر العدو المحتمل في شروط وطبيعة الحرب المقبلة، وطرق إعدادها وخوضها، وفي بناء القوات المسلحة وأسس استخدامها الاستراتيجي، وكذلك في أسس التأمين المادي والفني (اللوجستي) لها، ومن ثم قيادة الحرب والقوات المسلحة). إن ميدان ذلك كله هو ميدان النشاط العملي للقيادة العسكرية السياسية العليا، والقيادة العامة وهيئات الأركان العليا، والذي يتصل بفن تحضير البلاد والقوات المسلحة للحرب، وفن قيادة الصراع المسلح في ظروف تاريخية معينة.
وعلى الرغم من تعدد التعريفات الآنفة الذكر واختلاف وجهات النظر فيها، يمكن القول: إن خيطاً ناظماً يجمع بين هذه التعريفات السابقة، قوامه أن الاستراتيجية فن وعلم، وهي تعالج الوضع الكلي الشامل للصراع الذي يستخدم فيه القوى والقدرات والإرادات المختلفة بشكل مباشر أو غير مباشر من أجل تحقيق هدف السياسة.
وتضع خطط هذا الاستخدام وتوفر له الوسائل اللازمة. والاستراتيجية في نظر معظم من كتب فيها أو مارسها تخطيطاً وتنفيذاً هي علم وفن، فهي علم لأنها تبنى على نظريات العلوم الاجتماعية والرياضية والعسكرية، وهي فن لأن ممارستها تختلف من إنسان إلى آخر، سواء كان ذلك الذي يمارسها سياسياً أو عسكرياً.
وأخيراً يمكن التمييز بين ثلاثة أنواع أو مستويات من الاستراتيجية:
@ المستوى الوطني، أو المستوى الشامل وقد تعددت تسميات الاستراتيجية في هذا المستوى بين الدول فهي استراتيجية عليا أو كبرى أو كلية وشاملة، أو عامة.
@ المستوى التخصصي: وفيه تختص الاستراتيجية بمجال معين كالاستراتيجية العسكرية Military Strategy، والاستراتيجية السياسية Political Strategy، والاستراتيجية الاقتصادية Economic Strategy، وهكذا.
@ المستوى الفرعي: وفيه تهتم الاستراتيجية بنوع من مجال معين، فتكون للتصنيع استراتيجية وللتجارة الخارجية أخرى، وهكذا.
يمكن أن تضاف إلى هذه المستويات الثلاث السالفة الذكر، استراتيجية ذات مستوى أعلى خاصة بالوطن العربي هي:
@ الاستراتيجية القومية: لتكون محصلة الاستراتيجيات الوطنية للأقطار العربية، وهي الاستراتيجية التي تعني باستخدام كل قوى الأمة العربية، وفي ظروف الحرب والسلم، لتحقيق الأهداف القومية وحماية مصالح الوطن العربي، ومهمتها توجيه الاستراتيجيات القطرية الداخلية والخارجية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والدبلوماسية والإعلامية والعسكرية، والتنسيق بينها من أجل تأمين الأمن القومي National Security للأمة العربية والوطن العربي من المحيط إلى الخليج.
2 مضمون الاستراتيجية العسكرية ومكانها في علم وفن الحرب
إن الاستراتيجية العسكرية Military Strategy، في المفهوم الحديث، هي نظريات وتطبيقات الإعداد للحرب وخوضها بمجملها، وبعض مراحلها وحملاتها، وعمليات الجبهات (مجموعات الجيوش) ومجموعة الجبهات، المنفذة بالجهود المشتركة لجميع أنواع القوات المسلحة بغية تحقيق الغايات السياسية للحرب أو غايات استراتيجية أضخم منها، بحيث أصبح لا يفهم من الاستراتيجية العسكرية كنظرية ذات منهج متكامل متناسق في الوقت الحاضر التطبيق العملي فحسب، وإنما يفهم منها أيضاً نظرية الإعداد للحرب The war وخوضها.
يُفهم من محتوى مضمون الاستراتيجية العسكرية، مجموعة من المشاكل التي تعترض الاستراتيجية العسكرية ذاتها. وإن محتوى هذا المضمون الذي نتحدث عنه يتعلق بالمهمات والمشاكل التي تحلها الاستراتيجية العسكرية، وبالقوى والوسائط التي تضعها السياسة (أي الدولة) تحت تصرفها من أجل تحقيق غايات وأهداف سياسية معينة. وينتمي إلى المشاكل والمهمات التي تشكل بمجموعها محتوى الاستراتيجية العسكرية في الوقت الحاضر ما يلي:
@ قانونية الصراع المسلح، والاستراتيجية المتبعة، وحساباتها، واستخدامها في النشاط العملي للقيادة السياسية والعسكرية، شروط الحرب المقبلة وطبيعتها، إعداد البلاد والقوات المسلحة للحرب، أنواع القوات المسلحة واستخدامها الاستراتيجي، أساليب خوض الصراع المسلح، التأمين المادي والفني للصراع المسلح، طرائق قيادة القوات المسلحة في الحرب، وجهات النظر الاستراتيجية، للأعداء المحتملين، مبادئ الدفاع المدني، حيث لا يعتبر محتوى الاستراتيجية العسكرية ثابتاً كمفهومها نفسه بل يتبدل بحسب التصورات المتبناة، بالنسبة للوقت الراهن عن ماهية الاستراتيجية، والمهمات التي تضعها سياسة الدولة، وإمكاناتها المادية والروحية أمام الاستراتيجية.
تعتمد الاستراتيجية العسكرية في حل هذه المشاكل وانجاز تلك المهمات الآنفة الذكر، على معرفة قوانين الحرب المعتبرة تاريخياً والمقررة علمياً وموضوعياً والتي تقرر بأن العلاقة بين سير الحرب ونهايتها والعوامل المادية الفنية (اللوجستية)، المعنوية السياسية (الروحية)، ذا مفعول متساوي الدرجة في أية حرب، وبالنسبة لأي جانب من الطرفين المتحاربين. ولهذا السبب يتوجب على القيادة السياسية والعسكرية العليا للبلاد (أو لدولة ما)، عند إعدادها البلاد للحرب أن تدخل في اعتبارها أن الحرب عبارة عن امتحان شامل للقوى المادية والمعنوية والروحية لكل أمة.
وعندما نتحدث عن محتوى الاستراتيجية العسكرية يجب أن نضع في اعتبارنا أيضاً أن حل جميع مشاكل الاستراتيجية العسكرية له ناحيتان: ناحية نظرية، وناحية عملية. وعلى الرغم من أن هاتين الناحيتين على ارتباط جدلي متبادل فيما بينهما إلا أن هناك فرقاً بينهما سنراه لاحقاً.
• الجانب النظري للاستراتيجية العسكرية
تهتم نظريات الاستراتيجيات العسكرية باعتبارها مادية علمية ببحث العلاقات الشاملة والارتباط المتبادل لظاهرة الحرب، وعلى ضوء نتائج هذه البحوث تصوغ النظريات الاستراتيجية العسكرية: قوانين الاستراتيجية ومبادئها، والقواعد والمتطلبات والنصائح المتعلقة بشتى أمور ونواحي الصراع المسلح. وإن معرفة القوانين العامة للصراع المسلح تساعد القيادة السياسية والعسكرية على توقع طابع الحرب المقبلة، واستخدام هذه القوانين بنجاح عند قيادة الحرب، وتوجيه نشاط القوات المسلحة بشكل مدركٍ وواعٍ.
تشمل نظريات الاستراتيجية العسكرية دراسة طابع الحرب المقبلة، وعلى ضوء الاستنتاجات التي تضعها هذه النظريات، وانطلاقاً من الشروط الراهنة الفعلية للموقف السياسي والاستراتيجي، ومع اعتبار الإمكانات الفعلية (الحقيقية)، تقوم القيادة السياسة العسكرية، والقيادة العسكرية العليا والأركانات العليا، بالتخطيط العملي لإعداد البلاد للحرب وتوجيه القوات المسلحة والسكان للحرب. وبناء على هذه الاستنتاجات عن الحرب المقبلة والخبرة التاريخية أيضاً تحدد مكان ودور جميع أنواع القوات المسلحة Armed Forces، وأسس استخدامها الاستراتيجي في الحرب القادمة. والأساليب المتوقعة لخوض مثل هذه الحرب، وأسس قيادة القوات المسلحة عموماً.
وفي ضوء معطيات النظريات الحربية Military Theories تقوم القيادة العسكرية السياسية، والقيادة الاستراتيجية في البلاد ببناء أنواع القوات المسلحة عملياً، ووضع الأنظمة والمراجع التي تلقي ضوءاً على أساليب الصراع المسلح، ودور أنواع القوات المسلحة وصنوف القوات في الصراع المسلح، وتحقق القيادة الفعلية للقوات المسلحة في أثناء الحرب.
• الجانب العملي (التطبيقي) للاستراتيجية العسكرية
يتجلى هذا الجانب العملي من الاستراتيجية العسكرية في مجال آخر من نشاط القيادة السياسية، والقيادة العليا والأركانات العليا وهو: فن إعداد البلاد والقوات المسلحة للحرب (أي إعداد الدولة عسكرياً للحرب) وخوض الصراع المسلح في شروط زمنية راهنة. وننوه هنا أن تطبيقات الاستراتيجية العسكرية على الرغم من أنها تدخل في حساباتها جميع الاستنتاجات النظرية، إلا أنها قد لا تستخدمها جميعاً أو دائماً لأنها على علاقة مباشرة (وواقعية) بالحرب الراهنة، وبقوات مسلحة معينة ووسائط صراع مسلح محدد، وعلى علاقة أيضاً بالقادة (والمسؤولين) العاملين في مجال السياسة والحرب، فلهؤلاء خصائص وقدرات ومعارف استراتيجية مفيدة وخبرات عملية استراتيجية مختلفة، وهنا يتجلى كنه وماهية الاستراتيجية العسكرية.
إن الطبيعة المزدوجة للاستراتيجية العسكرية النظرية والعملية تحدد بيئتها للعلم العسكري، وفن الحرب، حيث أن الأسس العلمية لنظريات الاستراتيجية العسكرية في كشف قوانين الصراع المسلح تجعل منها أي (من الاستراتيجية العسكرية) جزءاً أساسياً من العلم العسكري (Military Seince)، كما أن الحلول العملية للمشاكل الاستراتيجية هي مجال من مجالات فن الحرب (War Art) لذا تحتل الاستراتيجية العسكرية مكان الصدارة في كل من العلم العسكري وفن الحرب بآن واحد، فهي التي تحدد مهام الصراع المسلح ووسائطه الحربية لفن العمليات (Operations Art) وهذا الأخير أي فن العمليات يُحدد بدوره مهام التكتيك (Tactical Missions) ووسائطه القتالية، والتكتيك كما نعرف يهتم بنظريات تحضير المعركة وتطبيقاته معاً.
نستدل مما سبق آنفاً أن نظريات الاستراتيجية العسكرية عبارة عن الجزء الرئيسي من العلم العسكري (علم الحرب)، وهي تبحث في القوانين المميزة للصراع المسلح الحديث، أما التنفيذ العملي للمهام الاستراتيجية في ضوء قواعد نظريات الاستراتيجية العسكرية ونصائحها فينتمي إلى فن الحرب، ولهذا تعتبر الاستراتيجية العسكرية أيضاً أحد الأقسام الأساسية لفن الحرب. وعلى هذا يقسم فن الحرب الحديث إلى ثلاثة أقسام رئيسية هي: الفن الاستراتيجي، الفن العملياتي، فن التكتيك (أو ما يطلق عليه اصطلاح "تعبئة").
وكل قسم من أقسام فن الحرب يرتبط بالقسم الأعلى مستوى منه بصورة عضوية ويؤثر في مساره.
هنا لا بد من التنويه أن ظهور الأسلحة الصاروخية والنووية أدى إلى حدوث تغيير جذري على التصورات السابقة عن طبيعة الحرب، لأن الحرب الصاروخية النووية الحديثة استناداً إلى قدرتها التدميرية (التخريبية) الفائقة ومجالاتها الواسعة وحركيتها المميزة، لا يمكن أن تقارن مطلقاً مع أية حرب سابقة. فقد ازدادت رقعة الحرب الحديثة اتساعاً. كما أن المدى في وسائط إيصال القذائف النووية غير المحدود تقريباً، يعطي الحرب المعاصرة اتساعاً غير محدود أيضاً بحيث يلغي جميع الحدود The Borders بين الجبهات (جبهات القتال) والمؤخرات (المناطق الإدارية) ويبدل مفهوم مسرح الأعمال الحربية.
إن الاستراتيجية العسكرية في شروط الحرب العالمية (الكونية) الحديثة International War هي استراتيجية الضربات (The Strikes) الصاروخية النووية العميقة المشتركة مع إعمال جميع أنواع القوات المسلحة بغية التأثير على العدو بآن واحد (انظر نظرية العملية الجوية البرية لعام 1982م) وكذلك النظرية الأطلسية (الصراع ضد الأنساق والاحتياطات المعادية لعام 1984م) وعلى مقدراته الاقتصادية وقواته المسلحة وتدميرها في كامل عمق أراضيه من أجل تحقيق غايات (أهداف) الحرب Targets of war في مهل قصيرة. ومن كل ما ذكر آنفاً يمكن القول أن الاستراتيجية العسكرية من حيث محتواها هي أعلى مجال من مجالات النشاط العسكري (Military Activity). وهي تعبير الجهاز العلمي لوجهتي النظر (النظرية والعملية) في بناء القوات المسلحة للدولة، واستخدامها الاستراتيجي في الحرب، وكذلك في مجال نشاط القيادة العسكرية العليا عند تنفيذ المهمات الاستراتيجية Strategic Missions)) في الصراع المسلح الحديث من أجل النصر على العدو.

المذاهب العسكرية الحالية السائدة
على ضوء معطيات نظريات الاستراتيجية العسكرية من طبيعة الحرب المقبلة وأساليب خوض الصراع المسلح تتبنى القيادة السياسية للدولة، المذهب العسكري Militarty Doctrine)) حيث يعتبر المذهب العسكري تعبيراً للأفكار ووجهات النظر والقواعد المتعلقة بمسائل التقدير السياسي للحرب المقبلة، ونظرة الدولة للحرب، وتحديد طبيعة الحرب المقبلة، وإعداد البلاد للحرب من النواحي الاقتصادية والمعنوية، والمتعلقة بمسائل بناء القوات المسلحة وتحضيرها وأساليب خوض الحرب التي تتبناها الدولة. وعلى ضوء هذا المذهب العسكري يضع منظرو الاستراتيجية العسكرية، القواعد الأساسية الاستراتيجية العسكرية لدولة ما، أي أن الاستراتيجية هي وليدة (ابنة) المذهب العسكري.
وإن لكل مذهب عسكري وجهان مترابطان: الأول (سياسي اجتماعي) من أجل تحقيق أهداف الحرب المقبلة، والثاني (عسكري تقني) من أجل خوض هذه الحرب. وتحمل المذاهب العسكرية في الوقت الحاضر كما في الماضي في طياتها اختلافات في الأيديولوجية والمبادئ الإنسانية للإعداد السياسي والمعنوي والنفسي وأحياناً الإعداد الروحي (الديني). كما تحمل طابع الحرب المقبلة ومسائل بناء القوات المسلحة، وتحسين تجهيزاتها التكنولوجية بالإضافة إلى أساليب التطوير اللاحق لفن الحرب وطرق خوض الحرب. كما ترتبط المذاهب العسكرية ارتباطاً وثيقاً بالنظام السياسي للدولة أو للحركة الثورية وبالأعباء الملقاة على عاتقها في قطاع السياسة الخارجية والداخلية، وبالحالة الاقتصادية والسياسية والثقافية للبلاد، وتحدد المبادئ الأساسية للمذهب العسكري في دولة ما من قبل القيادة السياسية للدولة ولذلك فإن المذهب العسكري هو سمة من سمات الدولة أو الحركة الثورية.
نستنتج مما سبق ذكره أن لكل دولة من دول العالم المعاصر "حالياً" مذهباً عسكرياً خاصاً يستجيب للأهداف القومية والسياسية ويتلاءم مع إمكانيات هذه الدولة المادية والمعنوية، ولهذا نرى الآن مذهباً عسكرياً أمريكياً، ومذهباً عسكرياً روسياً، ومذهباً عسكرياً بريطانياً، ومذهباً عسكرياً إسرائيلياً. وقد لا يتسع معنا المجال لشرح كل مذهب على حده، بل سنكتفي بإلقاء الضوء على المذاهب العسكرية الغربية، والمذاهب العسكرية الشرقية، والمذهب العسكري الإسرائيلي الذي يسير على هداه الكيان الصهيوني المصطنع.
• المذاهب العسكرية الغربية
تقوم وجهة النظر العامة للمدرسة العسكرية الغربية على أن الحرب ليست قتالاً بين العقائد أو المذاهب بقدر ما هي قتال من أجل تحقيق أهداف تخضع لظروف واتجاهات معينة. أي أن معتنقي هذه النظرية الغربية يضعون المصالح الحيوية للغرب فوق المبادئ الأخرى، ولو أنهم يلمحون في بعض الأحيان إلى فكرة الدفاع عن الحضارة الغربية والديمقراطيات المعاصرة المطعمة بالأفكار والأخلاقيات المسيحية، وينادون حالياً بشعارات الدفاع عن حقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب وفرض سياسة النظام العالمي الجديد. وباختصار يمكن القول أن المذاهب العسكرية الغربية تجمع على مسألة تأمين مصالح الغرب في العالم.
ومن يدرس المذهب العسكري الأمريكي وتطوره، يدرك كيف انتقلت الإدارة الأمريكية من سياسة "من مواقع القوة" والتصدي للشيوعية سابقاً، و"التوازن على حافة الحرب" إلى اعتماد استراتيجية "الانتقام الجماعي" بعد امتلاك الأسلحة النووية، ثم انتقلت إلى استراتيجية "التجاوب المرن" عام 1961م بعد نجاح السوفيت آنذاك في تطوير الأسلحة الصاروخية والنووية، وبعد ذلك (الرد المرن) ثم الترويج لإستراتيجية "الردع الحقيقي" عام 1971م، ومن ثم استراتيجية "القوة الوحيدة" عام 1991م إثر انتهاء حرب تحرير الكويت.
على الرغم من وجود اختلاف ظاهري للنظريات الاستراتيجية الغربية حول المذاهب العسكرية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، إلا أن جوهرها بقي ثابتاً من غير تبديل جوهري لأنها اعتمدت جميعها على القوة النووية في بناء وتنظيم القوات المسلحة الحديثة، وفرضها على البنية التنظيمية للقوات المسلحة، المتبدلة وفقاً للأفكار "التصورات الاستراتيجية" الغربية، وبناءً على تطور وسائط الصراع المسلح بحيث تكون هذه القوات في ذاك الحين قادرة على خوض الحروب النووية وغير النووية "التقليدية" الشاملة والمحلية. وأن تضم في تشكيلاتها قوات ضاربة (قوات التدخل السريع) متحركة وجاهزة للزج في أية منطقة في الكرة الأرضية.
ب المذاهب العسكرية الشرقية
كان السوفييت (قبل سقوط الاتحاد السوفييتي عام 1991م) يشترطون للمذهب العسكري الشرقي من وجهة نظرهم أن يُجيب على الأسئلة التالية:
@ من هو العدو الذي ستحاربه الدولة أو الحركة الثورية في الحرب المقبلة؟
@ ما هي طبيعة الحرب التي ستشترك فيها البلاد والقوات المسلحة؟ وما هي أهدافهما ومشكلاتهما في هذه الحرب؟.
@ ما هي القوات المسلحة الضرورية لحل المشاكل المطروحة؟
@ كيف يمكن أن يتم الإعداد للحرب؟
@ وبأية وسيلة سوف تُدار (تُقاد) هذه الحرب؟
• المذهب العسكري الإسرائيلي
يتميز المذهب العسكري الإسرائيلي عن غيره من المذاهب العسكرية الأخرى بتبنيه لتعاليم الدين اليهودي فيما يتعلق بشئون القتال والأمور المعنوية، ويلقن أفراد الجيش الإسرائيلي المعادي دروس التاريخ العسكري لليهود جنباً إلى جنب مع الدروس الحربية المستقاة من التاريخ العسكري العالمي الجديد والقديم. كما يدرس اليهود باهتمام بالغ استراتيجيات الحرب العالمية الأولى والثانية والحروب العربية الإسرائيلية أعوام 1948م، و1956م، و 1967م، 1973م، و1982م. ومعاركها والدروس العسكرية المستفادة منها.
وقد لا يتسع المجال هنا لذكر الأغراض الاستراتيجية الواجب تحقيقها والواردة في المذهب العسكري الإسرائيلي وكيف تطورت هذه الأهداف منذ عام 1948م إلى يومنا هذا، ولكن لا بأس من ذكر المفاهيم الاستراتيجية التي بنت عليها إسرائيل استراتيجيتها العسكرية وهي: العنف، والأمن الذي تحرص عليه بالدفاع عن الأراضي المحتلة (وعدم التخلي عنها)، ونقل الحرب إلى أرض الخصم، وحتمية الحرب، لأن الحرب في نظر إسرائيل مهما كان لون الحزب الحاكم فيها هي الحالة الطبيعية، والسلم بنظرها هو فترة مؤقتة تستثمر من أجل التحضير لعدوان جديد والاستعداد للحرب. فهي تعتبر السلم وسيلة وليس غاية كما يعتبره العرب في مرحلة العملية السلمية الراهنة.
أقامت إسرائيل استراتيجيتها العسكرية على الأسس الاستراتيجية التالية:
1. الحرب الوقائية
واستباق الضربة والمبادأة في القتال للقضاء على الخصم قبل أن يبدأ في القتال.
2. الردع
وذلك بمنع العرب من مباشرة القتال بأساليب مختلفة وتوسعت دائرة الردع الآن لتشمل الدول الإسلامية. وترفع الآن العصا النووية لتحقيق سياسة الردع والتخويف.
3. التفوق الاستراتيجي
ونقل المعركة إلى أرض الخصم وفرض سياسة الأمر الواقع وذلك بتحويل المكسب العسكري إلى أمر واقع مع مرور الزمن واستغلال الوضع الدولي وباشرت الآن الصناعة الصاروخية وغزو الفضاء والمساهمة في مشروع حرب النجوم المعروف.

وتخضع الإدارة الإستراتيجية للجبهة أو للحركة الثورية للمفهوم العام لعمليات التحول المنظم والتي يتم فيها الموائمة بين المزايا والإستراتيجية للجبهة وتحديات بيئة عملها التي تواجهها ، وأحد أهداف التخطيط الإستراتيجي هو الوصول بالجبهة إلى مكان تستطيع من خلاله من تحقيق رسالتها بفعالية وكفاءة .
من هذا المنطلق فإن الإهتمام بالإستراتيجية الإدارية للجبهة يشكل دافعاً مهماً فيها ، وذلك لمواجهة التعقيدات التي تواجهها وإعادة تحديد أفق التحدي للنظام الأسدي عن طريق التحالفات الممكنة ضده ، وتشكيل كيفية تطور الخطط في الأزمنة اللاحقة من خلال التجدد المستمر للخطط واعتماد التكنولوجيا المتقدمة لخدمة الثوار والمناصرين على الأرض وفي الخارج وذلك بمعدلات سريعة ، كما أنها أصبحت تخطط وتنظم أنشطتها باستخدام طرق وأساليب وعمليات عمل سريعة في ظل هيمنة الأنترنت
من خلال ما سبق لابد عند دراستنا للقيادة الإستراتيجية وخصائصها وأهدافها وطرق عملها أن نميز بين عدة مفاهيم تحدث لغطاً كبيراً فيما بينها لما لها من ترابط مع بعضها البعض .
وتتضمن الإستراتيجية المتحدية، ضرورة اكتشاف الفرض الجديدة ، وتفادي التهديدات المحتملة ، والتغلب على حالات الضعف القائمة ، واستمرار حالات القوة المكتسبة ، وتطبيقها في الحالات الجديدة
وثمة تعريف آخر للإستراتيجية وهي : تلك الأنشطة والخطط التي تقدمها على المدى البعيد بما يضمن التقاء أهداف الحركات أو الجبهة الثورية مع رسالتها ، والتقاء رسالة الجبهة مع البيئة المحيطة بها بطريقة فعالة ، وذات كفاءة عالية في نفس الوقت
أما التخطيط الإستراتيجي : فهو تخطيط يحدد المسارات المستقبلية والموارد المطلوبة للوصول إلى الأهداف التي ينبغي الوصول إليها وهو جزء في عملية الإدارة الإستراتيجية ، وعنصر مهم من عناصرها.
ويرى آخرون أن التخطيط الإستراتيجي هو عبارة عن التبصر بالشكل المثالي للجبهة الثورية في المستقبل وتحقيق هذا الشكل فهو يعني مايلي :
• كشف حجب المستقبل الخاص بالجبهة الثورية أو الحركة العسكرية
• التبصر بملامح الحركة أو الجبهة في المستقبل
• تصور توجهات ومسار الجبهة أو الحركة في المستقبل
• رؤية رسالة وأهداف الحركة أو الجبهة مستقبلاً

ويهتم التخطيط الإستراتيجي أيضاً بتحديد المسارات الجديدة من الأنشطة والعمليات النوعية وتحديد مزاياها النسبية وتقدير ما يرتبط بها من فرص وتهديدات ، ويتطلب معلومات ذات طبيعة إستراتيجية عن العوامل الداخلية والخارجية لهذه الحركات الثورية .
وعلى هذا الأساس فإن دراسة التخطيط الإستراتيجي هو جزء من دراسة القيادة الإستراتيجية ، وعليه لابد من تحديد خطوات وسمات التخطيط الإستراتيجي ، وشروط تطبيقه ، وأهميته ، وفوائده ، على اعتبار أن الإدارة الإستراتيجية هي العملية التي بموجبها يستطيع القائد تحليل عوامل البيئة الداخلية والخارجية ومختلف الاعتبارات الإنسانية والسياسية إلى قرارات تنتج إستراتيجيات وأهداف وخطط لتحقيقها وتساعد الحركة أو الجبهة على بلوغ مستقبلها من خلال عدة أمور هي:
• تحليل جاذبية العمليات النوعية والخاصة لدى الشعب والحركات الأخرى والبيئة الإقليمية والدولية
• تحليل إستراتيجية كل وحدة في الحركة أو الجبهة
• صياغة إستراتيجية الحركة أو الجبهة
• تنفيذ تلك الإستراتيجية
وعليه فالإدارة الإستراتيجية تشمل التخطيط الإستراتيجي وتنفيذ الإستراتيجية ، حيث أن التخطيط الإستراتيجي هو العمود الفقري للإدارة الإستراتيجية ، وهو يمثل مرحلة أساسية في تطبيقها ، حيث يقوم بصياغة الإستراتيجية ، وتعمل الإدارة الإستراتيجية على تطبيقها .
وعليه فالتخطيط الإستراتيجي يعد عنصر حيوي في الثورات كونه يحدد كفاءتها وفعاليتها في نجاح الخطط وتحقيق أهدافها بدرجة كبيرة ، فهو يمثل مرحلة دراسة وتفكير سابقة لمرحلة التنفيذ ، من خلال المعرفة المنظمة للوصول إلى التفكير المسبق في الطرق البديلة التي يمكن من خلالها تحقيق الأهداف .
وتمر عملية التخطيط الإستراتيجي بمراحل متعددة تبدأ بتحديد الأهداف ووضع البدائل اللازمة ومن ثم اختيار أحد البدائل وأخيراً تحديد البديل وتقويمه ، لكن يقتضي تبني وتطبيق التخطيط الإستراتيجي وجود متطلبات أساسية يجب توفرها في الثورات قبل وأثناء عملية التطبيق أهمها متعلق بمهارات وقدرات الكادر في الحركات والجبهات الثورية التي يشجع ويهتم بالأفكار الابتكارية ويوفر نظام حوافز جديدة.
خطوات التخطيط الإستراتيجي :
1. تحديد رسالة وأهداف الحركة
2. تحديد السمات والخصائص العامة للحركة
3. تحديد البيئة الخارجية الحالية
4. إعداد التنبؤات بشأن البيئة المستقبلية
5. تنمية الإستراتيجيات البديلة ، والتكتيكات والتصرفات الأخرى
6. تقييم واختيار الإستراتيجيات
7. إعداد الخطط الموقفية (تتبع الموقف الآني ) أو البديلة .
سمات التخطيط الإستراتيجي:
1. يقوم على تكامل وترابط جميع وظائف الجبهة
2. يقوم على المخاطرة المحسوبة فهو يعمل في ظروف عدم التأكد أو عدم اليقين
3. يقوم على توقع ردود فعل المنافسة والاحتياط ضدها
4. يعمل على التكيف مع الظروف البيئية التي يعمل فيها
5. يعمل على توفير عدد من البدائل التي تستهدف التأثير على الآخرين بطريقة تجعل تحركاتهم وتصرفاتهم تتفق مع مصالح الحركة أو الجبهة الثورية
6. يقوم على رسم أساليب الحركة على شكل حلقات متتابعة تحقق في النهاية رسالة الجبهة وأهدافها .
7. يركز على البعد الزمني للتطور ، وتحديد أفق زمني مناسب .
8. يركز على المخرجات المطلوب تحقيقها والرسالة والأهداف أكثر من تركيزه على المدخلات .
9. يتأثر كثيراً بالقيم الشخصية وطموح القادة .
10. يشكل أحد المهام الرئيسية للقيادة العليا
11. يقوم على ضرورة توفير التغذية المرتدة بالمعلومات (الإرجاع)
12. يتعامل بصفة أساسية مع المشكلات والأمور الأساسية والجوهرية التي تمس مصالح الجبهة ومستقبلها .
13. يتسم بالمرونة وفق متطلبات الموقف ويمكن تعديله .
14. يحدد ويعرف ويوضح المسؤوليات
15. يحدد مدى الانتصارات المادية للجبهة وفق مقاييس معينة
16. يمثل عملية مستمرة ولا تتوقف عند إعداد الخطة الراهنة
شروط تطبيق نظام التخطيط الإستراتيجي:
1. وجود مناخ مشجع للقيام بالتخطيط الإستراتيجي قبل توفر قادة متخصصين في مجال التخطيط ، ونظم المعلومات والإتصالات ، بحيث تتوفر معلومات كاملة عن البيئة الداخلية والخارجية للجبهة إلى جانب توفر الإستعداد الكامل للجهاز القيادي لإنفاق وقت إضافي للتخطيط الإستراتيجي .
2. ضرورة مشاركة كل الأطراف المؤثرة في الجبهة مثل الدول الداعمة والمنظمات الأهلية المؤيدة ، والحاضنة الشعبية وغيرها
3. مراعاة توجيهات القيادة وفلسفتها ، وشخصية القيادة العليا من حيث مهاراتهم ومستواهم التعليمي وأسلوب عملهم وأعمارهم ، وقدراتهم الإبتكارية والابداعية .
4. وضع آلية تطبيق نظام التخطيط للجبهة من أجل إعداد الخطة الإستراتيجية ، مثل تحديد أعضاء يشرفون على الخطة ويحددون اختصاصاتهم ، وتوزيع الأدوار عليهم .
5. ضرورة توفير المعلومات التي يتطلبها نظام التخطيط للتنفيذ .
6. توفير الأدوات والوسائل للحصول على معلومات تفيد في إعداد الخطة الإستراتيجية ، وكيفية الإستفادة من هذه المعلومات ومتابعتها
7. دراسة رسالة وأهداف الخطط، حيث أن الأهداف العامة للخطط ، تحدد شكلها المستقبلي ، وتحدد الوضع المرغوب تحقيقه ، لأن ذلك يرشد القادة إلى تلك الإستراتيجيات التي يمكن أن تساعد الخطط على تحقيق أهدافها .
8. اعتماد الجبهة على خبراء ومستشارين متخصصين في تصميم التخطيط الإستراتيجي في أي مجال ترغبه الجبهة .
9. الاستمرارية في التفكير الإستراتيجي ، بحيث لا تقتصر تصورات ومفاهيم واهتمامات أعضاء القيادة العليا على إعداد الخطة الإستراتيجية ، بل تتعمق لتصبح مفاهيم أساسية مستقرة ومنهج للتفكير والإلتزام المستمر .
10. الحرص على الانضباط من قبل القيادة العليا على تحمل الأعباء وتكلفة ومخاطر عملية التخطيط وقدرتها على تخصيص الوقت اللازم للتخطيط الاستراتيجي .

أهمية التخطيط الإستراتيجي :
1. يزود الحركات الثورية بالفكر الرئيسي لها ،ذلك الفكر الذي يكوِّن ويقيِّم كل الأهداف والخطط والسياسات .
2. يساعد على توقع بعض القضايا التي يمكن أن تحدث في البيئة الداخلية والخارجية ووضع الخطط للتفاعل معها .
3. يساهم في إعداد كوادر القيادة العليا من خلال التدريب والمشاركة في التفكير وحل المشاكل التي تخص الجبهة .
4. يسهم في تدريب كوادر مستقبلية وينمي قدرات القيادة في الجبهة ، بما يسهم في جعلهم قادة للجبهة .
5. ملاحظة عوامل التغيير المستقبلية من خلال استقراء المستقبل ، وذلك بالاعتماد على التجارب السابقة في صنع استراتيجيات مستقبلية للجبهة .
6. تحديد وتسهيل عملية الرقابة من خلال مقارنة ما تم تحديده وعمله وما تم إنجازه فعلاً ، وهذا ما تكشفه الرقابة .
7. يعتبر من القنوات المهمة للاتصال بين الجنود في الجبهة
8. يضمن النجاح للجبهة واستمراريتها .
9. يعمل على تخفيض الفائض من الموارد العسكرية حيث يساعد على توقع التكلفة والانتصار.

فوائد التخطيط الاستراتيجي للجبهة أو الحركة الثورية:
1. إن الخطة وعملياتها تعتبر خارطة طريق لتحقيق النجاح من خلال تحديد الرؤية والاتجاه الشمولي للجبهة
2. تعمل على تبني مجموعات عمل متكاملة تحدد إطار العمل والتحدي للجبهة
3. توجه عمليات توزيع المسؤوليات وعمليات التفويض للقرارات .
4. تعطي إطاراً لتخصيص الموارد المالية والبشرية والمعلوماتية والمعرفية للجبهة.
5. تعمل على إيجاد بيئة عمل للجميع ليصبحوا ملتزمين ومشاركين في تحقيق الأهداف .
6. تحدد الأهداف الفرعية والأهداف التشغيلية .
7. تعتمد على معايير معينة تتحدد وفقها النتائج .

عناصر التخطيط الإستراتيجي :
تتضمن عملية التخطيط الإستراتيجي في الجبهة مجموعة من الأنشطة التي تتم وفق تسلسل معين أو وفق نموذج معين وهذه الرؤية هي :

1. صياغة الرسالة والرؤية الإستراتيجية : حيث تمثل رسالة الجبهة الإطار الذي يميزها عن غيرها من الحركات الأخرى ، من حيث نشاطها وعملياتها ومؤيدوها وأماكن عملياتها ، وسبب وجودها ، وهويتها ، ونوعيات عملياتها ، وأشكال ممارستها ، من هذا المنطلق فإن على الجبهة في المرحلة الأولى لصنع إستراتيجيتها أن ترسم المسار المستقبلي الذي يحدد الوجهة التي ترغب الجبهة في الوصول إليها ، والهدف الذي تنوي تحقيقه ونوعية القدرات والإمكانيات التي تخطط لتنميتها وهذا ما يعرف بالرؤية الإسراتيجية .
2. تحديد الأهداف الإسراتيجية : حيث تساعد الأهداف في تحويل الرؤية الإستراتيجية ورسالة الجبهة إلى مستويات مرغوبة الأداء ، فالأهداف هي النتائج النهائية المرغوبة من ممارسات الأنشطة المخططة أو اتباع الإستراتيجيات المطبقة ، والتي تحدد ما الذي يجب انجازه ومتى ؟ ، ويتم التعبير عنها في صورة كمية .
3. تطوير الإستراتيجيات : وهي وضع الإستراتيجيات المناسبة في ضوء تحليل البيئة الداخلية والخارجية للجبهة الثورية بما يتانسب مع تحقيق الأهداف التي تم تحديدها مسبقاً .
4. تحديد سياسة الجبهة : حيث تعرف سياسة الجبهة بأنها الخطوط العامة لعملية اتخاذ القرار والتي تربط ما بين مرحلة صياغة أو بناء القرار والتي تربط ما بين مرحلة صياغة أو بناء الإستراتيجية ، ومرحلة تنفيذها ، وتستخدم الحركات الثورية سياسة معينة لتتأكد من خلالها من أن جميع الجنود يتخذون القرارات السلمية ويقومون بكافة الأنشطة التي تدعم رسالة الجبهة وتترجمها لتنفيذ الإستراتيجيات المعتمدة التي تم وضعها لتطوير الجبهة ، وإكسابها ميزة متحدية تحقق لها النجاح وتساعدها في تحديد خطتها المرتقبة .
5. مرحلة تنفيذ الإستراتيجية : من خلال وضع عملية السياسات والخطط التي تم صياغتها في المراحل السابقة قيد التنفيذ ، ويكون ذلك من خلال ما يلي :
• إعداد البرامج والموازنات الحالية اللازمة للوصول للاختيار الإستراتيجي الأمثل
• العمل على تخصيص الموارد المختلفة التي تضمن تحقيق الخيار الإستراتيجي ليتم بعد ذلك عملية تنفيذ الإستراتيجيات .
• المراقبة عليها للحصول على المعلومات المرتدة عن أي انحراف محتمل ليتم تعديله
• التأكيد على خطوات التنفيذ الصحية وتعزيزها .

فعملية تطيق الإستراتيجية تستدعي وجود المرونة الإستراتيجية التي تسمح بتكييف الخطط مع أي مستجدات قد تحدث أثناء عملية التنفيذ ، كما يستدعي وجود الإلتزام الكامل لأفراد الجبهة من مختلف مستوياتها القيادية لإنجاح عملية التنفيذ ، واتخاذ كافة الإجراءآت التي تسهل من عملية التنفيذ .
6. مرحلة المراقبة والتقييم : ففي هذه المرحلة تخضع كل الإستراتيجيات لعملية تقييم لمعرفة مدى تناسبها مع التغيرات التي تحدث في البيئة الداخلية والخارجية ، ولتقييم مدى دقة التنبؤات التي تحتويها الخطط ، ويتطلب ذلك مقارنة النتائج الفعلية بالأهداف المتوقعة من تطبيق الإستراتيجية ، واكتشاف الانحرافات التي قد تكون قد حصلت في مرحلة تصميم الإستراتيجية أو في مرحلة تطبيقها ، وعليه تحتاج الجبهة إلى جمع بيانات من البيئة الداخلية والخارجية حتى تتمكن من الحكم على مدى نجاح الإستراتيجيات في تحقيق أهدافها ، وبعد ذلك يتم اتخاذ الخطوات التصحيحية في الإستراتيجيات أو تغيير بعض الأنظمة وهياكل العمل التي كانت السبب في عدم تحقيق الأهداف التي استهدفتها الإستراتيجيات .

أنواع التخطيط الإستراتيجي :
بما أن التخطيط الإستراتيجي هو أهم وظائف القيادة في الجبهة بسبب أنه يبعدها عن العشوائية والارتجال في تحقيق أهدافها كي لا تتعرض للمفاجئآت والخسائر مما يجعلها عاجزة عن التصرف ، ويتهدد مستقبلها ووجودها ، وعليه فالتخطيط الإستراتيجي هو عملية تستند على فهم واقعي وعميق لما يدور في بيئة الجبهة الداخلية والخارجية ، ومحاولة التعرف على نقاط القوة والضعف فيها ، وفهم البيئة الخارجية للجبهة ، ومحاولة التعرف على الفرص والمخاطر التي تنطوي عليها.
وعلى هذا الأساس لابد أن يكون للتخطيط الإستراتيجي عدة أنواع ليستطيع تحقيق إستراتيجية الجبهة، وأهم أنواعه هي :
1. التخطيط الوظيفي : ويشمل الخطط لجميع أنشطة الجبهة الوظيفية كالدعم والبحوث و والشؤون الإدارية
2. التخطيط التنظيمي : ويشمل خطة عامة للجبهة ككل وخطط للفروع والإدارات وللعمليات الخاصة .
3. تخطيط العناصر : ويشمل رسالة الجبهة والأهداف والإستراتيجيات السياسية ، والبرامج والميزانيات والإجراءآت .
4. التخطيط الزمني : ويشمل الخطط طويلة الأمد أو متوسطة الأمد ، أو قصيرة الأمد .
5. تخطيط الخصائص : ويشمل خطط اقتصادية ومكلفة ورشيدة وغير رشيدة ، ورسمية وغير رسمية ، وسهلة التنفيذ ، وصعبة التنفيذ ، وكمية ، ونوعية .

معوقات التخطيط الإستراتيجي :
1. عدم رغبة أعضاء القيادة أو ترددهم في استخدم هذه الإستراتيجية أو اعتراضهم على الآلية التي تنفذ فيها هذه الإستراتيجية بسبب :
• اعتقادهم بعدم توفر الوقت الكافي للتخطيط الإستراتيجي
• اعتقادهم بأنها ليست من مسؤولياتهم
• اعتقادهم بعدم كفاءتهم في عملية التخطيط الإستراتيجي
2. ضعف الموارد المتاحة : مثل السلاح أو نقص القدرات الإدارية ، حيث أن التخطيط الإستراتيجي يحتاج إلى جهد ووقت طويل ، وقدرات بشرية متخصصة .
3. أسباب تتعلق بمرحلة الإعداد للتخطيط مثل :
• عدم اقتناع القيادة العليا بأهمية التخطيط .
• افتراضهم أن الطرق والأساليب الإدارية الحالية والتسهيلات والإمكانيات المادية والبشرية المتوفرة حققت النجاح فيما مضى ، وهي قادرة على الإستمرار في نجاحها في المستقبل ، وعدم تفهم أهمية التخطيط الإستراتيجي وتغيير الروتين الذي تسير عليه الجبهة .
4. أسباب ترجع لشيوع افتراضات خاطئة حول التخطيط الإستراتيجي مثل :
• افتراض أن إستراتيجية الجبهة هي مجموعة إستراتيجيات ووحدات أعمالها
• افتراض أن رسالة الجبهة هي مجموع رسائل جميع وحدات الكتائب الثورية ، بالرغم من أنه قد تكون بعض وحدات الكتائب الثورية الإستراتيجية خارج رسالة الجبهة أو على هامشها ، وبالتالي تفقد مسارها الصحيح .

مستويات التخطيط الإستراتيجي :
ثمة ثلاث مستويات للتخطيط الإستراتيجي هي:
1. مستوى التخطيط الإستراتيجي : ويتضمن تحديد رؤية للجبهة وقيمها ورسالتها ، وعوامل نجاحها والأهداف الإستراتيجية لها ، وهو من اختصاص القيادة العليا للمنظمة والجهات المساندة لها لكونه ذو أهمية كبيرة للجبهة ولنجاحها .
2. مستوى التخطيط التكتيكي : ويمثل إدارة النتائج والأداء التي تتضمن الرقابة ، وتحرير الخطط للوصول إلى النتائج المرغوبة ، وهو من اختصاص القيادة الإشرافية الدنيا للجبهة.
3. مستوى التخطيط الميداني : ويشمل الأهداف الميدانية وخطط التنفيذ والسياسات والبرامج اللازمة للوصول إلى الأهداف ، وهو من اختصاص الإدارة التنفيذية للجبهة .

مستويات الإدارة المسؤولة عن وضع إستراتيجية الجبهة :
من المعلوم أن القرار الإستراتيجي تشترك في وضعه عدة مستويات من إدارة الجبهة، وهي القيادة العليا ، والقيادات الأخرى في الجبهة ، وعليه سنوضح مسؤوليات كل مستوى من القيادات فيما يخص تخطيط الإستراتيجية وتنفيذها :
1. إستراتيجية القيادة العليا : حيث توضع بواسطة مجلس القيادة ويتأثر التخطيط كله بها .
2. إستراتيجية القيادة المتوسطة : وتظهر عندما يكون هناك وحدات أساسية لها استقلالية في الموارد والأهداف ، أو يمكن محاسبتها عن نتائجها من تكاليف وإيرادات ، وبصورة مستقلة عن باقي الوحدات ، ويطلق على هذه الوحدات ما يسمى الوحدات الميدانية الإستراتيجية ، وفي هذه الحالة يمكن لكل وحدة أن تتخذ الإستراتيجية المناسبة لظروفها
3. الإستراتيجية الوظيفية : توضع في المجالات الوظيفية للجبهة وتشمل الدعم والتمويل والموارد البشرية ، وعلى كل قائد مسؤول عن إحدى هذه المجالات أن يحدد مساهمة المجال الذي يعمل فيه في تحقيق الإستراتيجية ، وعلى هذا الأساس يضع القادة كل مجال نصب عينيهم الإستراتيجية الكلية
4. الإستراتيجية الميدانية : وتظهر عند وجود مشاكل طارئة أو فرص سانحة ولا تتحمل التأخير ، ومثال على ذلك :
الاستراتيجية الخاصة بمواجهة تهديدات معينة عند دخول عدو جديد أو مواجهة حملة دعائية لأحد الأعداء أو هلاك جزء كبير من المعدات .

ولابد للتخطيط الإستراتيجي من كادر قيادي إستراتيجي يقوم بصنع عملية التخطيط الإستراتيجي ، ويتسم أفراد هذا الكادر بالتفكير الإستراتيجي ، فماهو التفكير الإستراتيجي والقيادة الإستراتيجية ؟

التفكير الإستراتيجي :
هو أساس صياغة الإستراتيجية والتخطيط الإستراتيجي من أجل تحقيق أهداف الجبهة، مما يجعلها مستمرة وقائمة ، ومن أهم خصائص الأفراد ذوي التفكير الإستراتيجي مايلي :
1. مواكبة عولمة الفكر القيادي
2. مهارة تحليل البيانات وتفسيرها
3. مهارة الاختيار الإستراتيجي
4. مهارة تحديد الموارد والإمكانات المتاحة واستخدامها بكفاءة
5. القدرة على اتخاذ القرارات الإستراتيجية

القيادة الإستراتيجية :
هي تلك الكوادر التي تحدد التوجه والرؤية الإستراتيجية ، وإيصال هذه الرؤية إلى الجهات ذات العلاقة والقوة اللازمة لإدراك هذه الرؤية وتحقيقها وإلهام الآخرين للتوجه نحو الاتجاه الصحيح.

ولابد للتخطيط الإستراتيجي من بيانات يعتمد عليها لصياغة إستراتيجية الجبهة، وتكمن أهمية هذه البيانات فيما يلي:
1. للوقوف على جوانب القوة والضعف التنظيمي
2. تحديد ملامح الفرص والمخاطر المتاحة أمام الجبهة
3. تمد الإدارة الإستراتيجية بصورة الموقف الإستراتيجي
4. تدعم جهود القادة في وضع الأهداف وصياغة الإستراتيجيات
5. مهمة لتطبيق الإستراتيجية ومراجعتها والرقابة عليها
6. تمد الجبهة بالمدخلات المعلوماتية المطلوبة لاتخاذ القرارات الإستراتيجية ، فدقة المعلومات تؤدي إلى فعالية القرار الإستراتيجي
7. تزود الإدارة بالمعلومات الضرورية لعمليات التخطيط والسيطرة واتخاذ القرارات
8. تؤدي إلى تحقيق قيمة مضافة للجبهة ، وتكوين ميزة تحدي إستراتيجية للجبهة .

كما أنه لابد للتخطيط الإستراتيجي من قرار تنفذ فيه الإستراتيجية ، حيث توجد سمات خاصة للقرار الإستراتيجي يجب أن يتسم بها وهي:
1. يؤثر على العديد من مجالات النشاط والعمليات في الجبهة ، ويستلزم تدخل القيادة العليا للجبهة عند اتخاذه ، بسبب أنها تملك القدرة على فهم وإدراك الدلالات الواسعة للقرارات الإستراتيجية ، كما أنها تملك السلطة اللازمة لتخصيص الموارد المطلوبة .
2. تضمن القرارات الإسترتيجية استخدام وتوظيف كميات هائلة من الموارد المالية والأصول المادية والموارد البشرية .
3. تؤثر القرارات الإستراتيجية على رفاهية الجبهة وازدهار قوتها خلال فترة زمنية محددة ، فتَّبني القرارات الإستراتيجية من قبل الجبهة ، يؤثر على صورتها الذهنية ووضعها المتحدي ، وحجم أنشطتها ، ، وقدرتها على النمو والتوسع والإزدهار .
4. تتطلب القرارات الإستراتيجية أخذ متغيرات البيئة الخارجية في الإعتبار حيث أن الحركات تتأثر بالظروف والأحداث الخارجية التي تقع خارج نطاق سيطرتها ، لذلك فإن تحقيق المكانة الملائمة يتطلب من القادة النظر إلى ما هو أبعد من أنشطة وعمليات الجبهة الداخلية ، وذلك لتحليل وتفسير سلوكيات العدو

وإحدى مراحل التخطيط الإستراتيجي هو المراجعة الإستراتيجية لنتائج الإستراتيجيات التي تم تنفيذها ، فما أهمية هذه المراجعة في التخطيط الإستراتيجي ؟ .
المراجعة الإستراتيجية :
هي أداة معاونة لمخططين إستراتيجيين ، حيث تساعدهم على تفسير المشكلات في أنشطة الجبهة التي تؤثر سلباً على الأداء الكلي للجبهة ، كما تساعدهم على تنمية الحلول البديلة الملائمة لمعالجة هذه المشكلات ، والتطبيق الفعال للمراجعة الإستراتيجية يتطلب تصميم دليل واضح وشامل يمكن اتباعه عند القيام بهذه المراجعة الإستراتيجية ويشمل ما يلي :
1. الأداء الحالي : بالإجابة عما يلي : كيف كان أداء الجبهة في الماضي ؟ وما عوائد التخطيط النوعي ؟ ومدى القدرة على حصد أكبر خسائر ضد العدو ؟ .
2. الوضع الإستراتيجي : ويشمل رسالة الجبهة وأهدافها وإستراتيجيتها وسياسات الجبهة الحالية
3. القيادة العليا : بالإجابة عما يلي : من هم الأفراد والجماعات التي تشكل القيادة العليا ؟ وما هي الخصائص الرئيسية للقيادة العليا من حيث المعرفة والمهارات والخبرة والنمط القيادي ؟ وفي حالة وجود نشاط للجبهة على المستوى الدولي ، هل تتوافر للقيادة العليا الخبرة في القيادة الدولية ؟ وهل أعضاء القيادة العليا لديهم المهارات الكافية للتعامل مع التحديات المستقبلية المختلفة ؟ وكذلك يشمل البيئة ، وهيكل الجبهة ، وثقافة الجبهة ، وموارد الجبهة والتمويل

أثر تناغم أطراف الجبهة في تدعيم إستراتيجيتها

من المهم أن يضمن القادة الأكفاء في الجبهة أن كل الأطراف في الجبهة الثورية يتناغمون معاً لتدعيم الإستراتيجية ، بحيث يكونوا كلهم صفاً واحداً لتحقيق نجاح الإستراتيجية ، والتناغم يكون من خلال ما يلي :

1. يجب أن تكون الجبهة وكوادرها على مستوى المهمة .
2. يجب أن تكون معامل البحوث والتطوير تعمل على الخطط الصحيحة التي يجب أن تطور انتصارات مجدية وتحسن عمليات الانتصار على الأرض .
3. يصنع الانتصار الرسالة الأفضل للوصول إلى المؤيدين .
4. تزويد المؤيدين للجبهة بانتصارات تتوافق مع توقعاتهم .
5. الأداء الفعال لأنشطة الجبهة الثورية .
6. تخفيض التكاليف من خلال دمج أنشطة معينة من الكتائب المختلفة /في الكتائب ذات الأنشطة المختلفة / .
7. توفر الموارد الملائمة لأداء الأنشطة اللازمة لخلق وتسليم اقتراح القيمة الصادرة عن الجبهة .
8. مدى استفادة الجبهة من شركائها وتوافق إستراتيجيتهم مع إستراتيجيتها ومدى قدرتها على الإستفادة من خبرات الدول والجبهات الأخرى .
9. مدى قدرة الأفراد في الجبهة على انجاز إستراتيجيتها ومدى قدرتها على تعيين الأفراد الأكفاء وتنمية قدراتهم .
10. مدى قدرة الجبهة على مكافئة الأفراد الكفوئيين على جهودهم وتشجيعم على ذلك .
11. مدى توفر الاتصالات بين أفراد الجبهة وفهمهم للإستراتيجية ، وقدرة الجبهة على الإتصال مع العملاء وتحقيق المقدرة الكبرى في تعلم الاحتياجات الأنسب .

أثر الوعي بالعولمة وتوازن القوى الدولي ومصالح الدول المؤثرة على إستراتيجية الجبهة

يحتاج قادة الجبهة إلى الوعي بالتطورات العالمية في عدة مجالات مثل السياسة والدبلوماسية والتنافس الدولي على المصالح لذلك يجب على الجبهة أن تكون يقظة لاحتياجات الدول الكبرى المتنافسة على موارد دول العالم المتخلفة

والتهديد الأبرز حول أعمال الجبهة خارج حدودها هو وجود ممارسات قد لا تكون مألوفة مثل استخدام الرشوة للحصول على معلومات عن الجبهة أو الأفكار والخطط أو الإستراتيجيات ومحاكاة الجبهة لحكومات الدول الموجودة فيها ، وعدم الوعي الثقافي للجبهة مع ثقافة البلدان الموجودة فيها وأفرادها


أيضاً التكنولوجيا المتطورة تنتج ميزة تنافسية إلى الحد الذي تكون الجبهة فيه قادة على رفع قوتها بطريقة متميزة ، بسبب انتشار الأنترنت ، حيث تقوم الجبهة بتحويل عملياتها وممونيها والطريقة التي تتفاعل بها مع مؤيديها وداعميها

أثر أصحاب المصلحة على إستراتيجية المنظمة :

لكي يستطيع القادة في القيادة العليا لقيادة الجبهة يجب أن يكونوا أخلاقيين ، ومتحمسين ، وملتزمين تجاه الجبهة ، كما يجب عليهم دراسة مهاراتهم وخبراتهم الشخصية ووضعها والإستفادة منها في صياغة إستراتيجيتهم ، حتى يمكنهم من الشعور بالالتزام بالمسار الذي تنتهجه الجبهة ، وقبل أن يحققوا احتياجاتهم الذاتية ، يجب أن يحققوا حاجات الداعمين والمؤيدين للجبهة وأهمهم الشعب والثوار والدول الديمقراطية ، عند تقييم ووضع الإستراتيجيات التي تؤثر على قيم الجبهة ، كما يجب أن يأخذوا في اعتبارهم حاجات أصحاب المصلحة عند اتخاذ القرارات الإستراتيجية مثل الداعمون والمؤيدون والعاملون وأفراد المجتمع الذي تعمل فيه الجبهة

1. المساهون الذين يوفرون رأس المال المملوك لتمويل عمليات الجبهة ، فلهم مصلحة محورية وكلمة مؤثرة في انتصاراتها ، رغم أن معظمهم مهتمون بتحقيق عائد على استثماراتهم ، لكن بعضهم يهتم بالمزايا المباشرة وآخرون بالانتصارات طويلة الأمد ، والبعض يفضل مخاطر محدودة ، وآخرون يفضلون مخاطر أكبر من أجل رفع مستوى فوائدهم ، وعلى هذا الأساس يجب على القيادة العليا للجبهة اختيار منهج يعكس الأهمية النسبية التي يضعها المساهمون على اعتبار أن القادة هم وكلاء للمساهمين الذين هم من يعينهم في الجبهة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة .

2. المؤيدون : تتضمن الإستراتيجية تلبية حاجات المؤيدون من أمن وسلام وتحقيق انتصارات على العدو ، وفشل الجبهة في تحقيق ذلك يعرضها للتقوقع أو إلى إلتزامات مكلفة ، قد تؤدي إلى انهيارها الكامل ، وعليه على القادة المخططين أن يضعوا مسؤولياتهم الواسعة تجاه المؤيدون واختياراتهم عند اتخاذ القرارات الإستراتيجية .

المقاتلون : يجب على القادة أن يأخذوا في اعتبارهم تعويضات القادة وعدالة مكاسبهم ومزاياهم ، وضماناتهم واعتراف بالانجاز ، وفرص ترقية ، ومكافئآت وحوافز ، حيث يؤدي الإهتمام بهذه الأمور إلى نتائج إيجابية في تحقيق إستراتيجية الجبهة
الجماعات أو المجتمعات المتأثرة : يجب على القادة في الجبهة عندما يصوغوا إستراتيجيتهم أن يراعوا المصالح الحيوية للمجتمع من ضرائب ، وتدعيم الجمعيات الخيرية والمدنية ، وتلوث البيئة ...إلخ ، لأن المجتمعات تتمتع بسلطة تشريعية وبالتالي فإنها تكون في مركز قوة لغرض رغباتها ، لذلك غالباً ما يكون هناك اجتماعات بين الجبهة والمجالس المحلية للمدن لمناقشة الموضوعات الاقتصادية والاجتماعية المهمة التي تؤثر على حاجات الناس في المجتمع الأكبر المحيط بالجبهة


أثر أعضاء القيادة العليا في وضع الإستراتيجيات :
بعمل أعضاء القيادة العليا في الجبهة بإعداد الإستراتيجيات المستقبلية للجبهة بما يحقق أهدافها واستمراريتها وينقسمون إلى نوعين هما:

1. قادة الوحدات التنظيمية الأساسية : وهم المسؤولون عن دوائر الأعمال الفردية داخل الجبهة مثل المواصلات أو نظم المعلومات أو ننظم التشبيك أو نظم التخزين أو الاستشارات ، هذا بالنسبة للمنظمات ذات الأعمال المتنوعة ، أما في الجبهات ذات الأعمال الفردية فيطلق عليهم ألقاب مثل قائد عام أو قائد كتيبة أو قائد وحدة أعمال إستراتيجية ....إلخ .

2. قادة على مستوى الجبهة : فهم مسؤولون عن المحافظ المالية في الجبهة فيشرف كل واحد منهم على مجموعة فرعية من إجمالي الحوافظ المالية
وعليه يقوم كل من قادة الوحدات التنظيمية الأساسية والقادة على مستوى الجبهة بأدوار محورية في عملية الإدارة الإستراتيجية فهم يمثلون مستويات السلطة داخل الجبهة ، وهم محور عملية الإدارة الإستراتيجية ، كما أنهم يمارسون تأثيراً كبيراً على نفقات ومشتريات الجبهة ، ويحددون اتجاه مستقبل نمو الجبهة وانتصاراتها ، ويتحدثون باسم الجبهة مع وسائل الإعلام ويشرفون على دعايات الجبهة ، والرد علىدعاية العدو ، وعليه فالقيادة العليا تتحمل أعلى مسؤولية عن إستراتيجيات وأعمال الجبهة وأدوارها متعددة على أعلى مستوى في الجبهة .

من هذا المنطلق يجب أن يلتزم القادة بما يصدر عن العملية الإستراتيجية من نفقات وحملات دعائية ، وقد تكون هذه النفقات خسارة للجبهة إذا لم توفق في استثماراتها خلال فترة معينة ، حيث لكل إستراتيجية مدى زمني معين لتنفيذ عملياتها ، وينخرط أعضاء القيادة العليا في القرارات الإستراتيجية لتفادي الأخطاء المكلفة رغم أنه لا يوجد ما يضمن نجاحهم المؤكد ، لذلك فعليهم نقض أي قرارات أو تعديلها أو تبديلها أو إلغائها أو تأجيلها فيما لو ثبت أنها تضر الجبهة .

كما أنه قد يحدث تعارض أو جدال بين القيادة العليا للجبهة والجنود فيها وذلك حول قرارات معينة ، كما قد يحدث عدم توافق في القرارات الإستراتيجية بين حاجات أصحاب المصلحة من الداعمين والمجتمع ، وعليه يجب على القادة في وضعهم لأي إستراتيجية أن يتقيدوا بثلاث معايير وذلك عند تقييم الحقوق المتصارعة لأصحاب المصلحة وهذه المعايير هي :

1. الإلتزامات القانونية : حيث يجب أن تراعي الإستراتيجية حدود القانون ، والفشل في القيام بهذا يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة مثل الهزائم والخسائر المادية والبشرية

توقعات المجتمع : فيجب أن تراعي الإستراتيجية الأخطاء التي قد تنتج من تحركات الجبهة في المعركة حتى لا تتعرض للانتقادات
2. المعايير الشخصية : مثل التنشئة الأسرية للقادة ومعتقداتهم الدينية ، والقيم وتوقعات الحياة الشخصية ، إضافة إلى الراحة النفسية من خلال إلتزام الجبهة بالمعايير القانونية وتوقعات المجتمع ، كل هذه الأمور يجب أن تؤخذ في عين الإعتبار عند وضع القرارات الإستراتيجية .

كما يجب على أعضاء القيادة العليا أن يأخذوا بعين الإعتبار تقديرات القادة في المستويات الدنيا الذين يكونوا على معرفة أقرب وأكبر في تخصصاتهم ، كما أن فهم هؤلاء لإستراتيجية الجبهة سوف يساعدهم ويساعد الجنود الذين يشرفون عليهم على انجاز الإستراتيجية بشكل أكثر فعالية ، فكل القادة في المستويات الدنيا والجنود مسؤولون عن تطبيق إستراتيجية الجبهة داخل مناطق النشاط الخاص بهم ، وخاصة في حالات الطوارئ .

أثر البيئة في تحقيق إستراتيجية الجبهة

تعرف البيئة بأنها مجموعة العوامل أو المتغيرات الداخلية والخارجية والتي تقع داخل حدود الجبهة أو خارجها ، والمؤثرة أو التي يمكن أن تؤثر على فعالية وكفاءة الأداء التنظيمي ، والتي تم إدراكها بواسطة القيادة أو لم يتم إداركها على أنها تمثل فرصاً أو قيوداً .

وعليه يجب على أي إستراتيجية أن تراعي ظروف البيئة الخارجية (ذات النطاق الكبير) ، والداخلية (ذات البيئة التنافسية في مجال محدود) ، فما أهمية هذه الظروف على إستراتيجية الجبهة ؟ :

A. البيئة ذات النطاق الكبير (الخارجية) :

وتشمل عدة مستويات هي :

1. البيئة الديموغرافية : مثل المجتمعات المحافظة التي ترفض عمل المرأة في العمل العسكري أو الثوري
البيئة الاجتماعية والثقافية : مثل الأعراق المختلفة في بلد ما والتي قد تكون مغايرة لأكثرية أعراق أعضاء الجبهة

مما سبق نجد أن الإدارة الإستراتيجية هي عملية متفرعة ، ومتكاملة لجميع أنشطة الجنود داخل الجبهة ، وإن كانت قيادتها هي القيادة العليا ، إلا أنها تكون أكثر فعالية عندنا تتوائم قوتها وكفائتها الداخلية ، مع قدرة القيادة العليا على تحليل البيئة الداخلية والخارجية ، واستغلال الفرص المتاحة والقدرة عن النأي عن المخاطر المحتملة ، والتعديل المستمر للإستراتيجية بما يتناسب مع الظروف المحيطة ، حتى تحقق الجبهة أعلى درجات القوة وتحافظ على مركزها ، وتطورها بما يسهم في استمرارها ومواكبة جميع التطورات .

استراتيجيات من التراث الصيني:
• التسلل خلسة في الظلال في محاولة منك لإخفاء نواياك هو دعوة صريحة لأعدائك كي يلاحظوك ويحتاطوا لك.
لكي تخدع عدوك فيقلل من درجةحيطته، اجعل تحركاتك كلها في ضوء الشمس مع إخفاء نواياك الحقيقية، حتىيأتي الوقت الذي فيه تضرب
• عانى ساموراي من فأر حاذق قرر استيطان بيت الساموراي، فما كان من الأخير إلا أن أخذ بنصيحة حكيم القرية الذي أعطاه قطاً سمينًا بدا وكأنه مَلِك الكسل. لساعات كان القط يجلس دون حركة، ما جعل الفأر يتشجع ويتخلى عن حذره، حتى بلغ به الغرور أن بدأ يسيربالقرب من القط السمين الكسول. في يوم زاد الفأر من غروره واقترب غيرمكترث من القط، فما كان من الأخير إلا أن غرس حافره في جثة الفأر المغدور
• عندما يكون العدو من القوة والمنعة بحيث يتعذر الهجوم عليه مباشرة، هاجم شيئاً عزيزًا عليه.
لا يمكن للعدو أن يكون متفوقاً في كل شيء وكل جهة، فحتمًا هناك نقطة ضعف يمكنك أن تهاجمها عوضاً عن مقابلته.
• يعود سبب هذه التسمية إلى حصار فرضه ملك وي على مدينة زاهو، فما كان من ملك زاهو إلا طلب الغوث من حليفه ملك كي، لكن وزيره أشار عليه بالصبر قائلاً إن الوقوف بين جيشين متحاربين مثل الوقوف في وجه الطوفان لتحويل مسار المياه. بعد مرور سنة رأى الملك أن الوقت حان لنجدة حليفه، إذ أن الحصار أنهك الجميع، من خارج الأسوار ومن داخلها. مرة أخرى أشار الوزير بعدم الهجوم على الجيش فَارِض الحصار، بل على عاصمته وي، ما سيجعله يفك حصاره ويعود على أدراجه مسابقاً الريح لنجدة العاصمة، وبالفعل قرر ملك كي قسمة الجيش نصفين، نصف ذهب ليحاصر، والآخر كمن في طريق عودة الجيش، والنتيجة كانت في صالح الجيش المستعد، وفي غير صالح ذاك المجهد من طول فترة الحصار
• عندما تعوزك وسيلة الهجوم مباشرة على العدو، هاجمه مستخدمًا قوة الغير. اخدع حليفًا كي يهاجمه، قدم رشوة لوزير كي ينقلب على الملك، أو استخدم قوة العدو ذاتها ضده.
• عندما انشق شانغ تو وفر إلى العدو بأسرار المملكة، أراد الملك قتله بأي وسيلة مهما كانت. أشار الوزير بإنفاق 30 قطعة ذهبية لا أكثر، وأرسل رجلاً إلى شانغ تو ومعه الذهب ورسالة كتب فيها: "هذه الرسالة تذكرة لشانغ تو حتى ينفذ المطلوب منه قبل اكتشاف أمره مع مرور الوقت". في ذات الوقت، أرسل الوزير رجلاً آخر لحراس حدود العدو يخبرهم بأن جاسوسًا سيعبر الحدود ومعه رسالة غاية في الأهمية. لم يمر وقت قصير حتى تم إعدام شانغ تو
• . اختيار الوقت ومكان المعركة يعطيك مزايا لصالحك، لذا استنزف قوى العدو واجعله يذهب في اتجاهات لا فائدة منها، بينما توفر أنت ىطاقتك وقواك. عند نفاد طاقات العدو، وتخبطه في الأمور، اهجم عليه بكل قوة
• عندما تحدق ببلد ما الصراعات الداخلية، وعندما تفترس المجاعات والأوبئة الشعب، عند سيادة الفساد والواسطة والجريمة، عندها يصبح هذا البلد غير قادر على الوقوف ضد أي خطر خارجي. هذا هو الوقت الأمثل للهجوم
• عنصر المفاجأة يبقى فعالاً ويخدم كميزة ساحقة تعطيك الأفضلية، حتى عندما تقف وجهًا لوجه مقابلاً للعدو. يمكن تطبيق عنصر المفاجأة بالهجوم على العدو في المكان الذي لا يتوقعه، ومن أجل تحقيق ذلك عليك أن تبني اعتقادًا خاطئًا عنك لدى العدو، عبر استخدام المكر والخديعة
• ستستخدم الخدعة ذاتها مرتين، بطريقة تجعل العدو يتفاعل معها ويأخذ استعداده كاملاً لمواجهة خدعتك، وأما في المرة الثالثة فسيتكاسل العدو ويدب في أوصاله الملل والسأم من تكرارك لمحاولاتك المخادعة، وعندها ستضرب بكل قوة وتشن هجومك بينما العدو متقاعس عن الاستعداد لك
• عند حصار قوات تشاو لقوات تانج المتحصنة خلف أسوار المدينة، كانت نسبة الجنود 20 إلى واحد لصالح قوات تشاو. بسبب طول المناوشات، نفدت الأسهم من الرماة خلف الأسوار، فما كان من قائدهم إلا وأمرهم بصنع دمى وأدلوها من أسوار المدينة في الظلام، مع إحداث ضوضاء وضجيج يقارب ذلك للجيوش المحاربة
ما إن رأى قائد قوات الحصار ذلك حتى أمر الرماة بصب جام السهام على الأسوار. بعد فترة امتلأت الدمى بالسهام التي أصابتها، فقامت قوات تانج بسحب هذه الدمى واستخلاص الأسهم منها واستخدمتها عوضاً عن سهامها التي نفدت. اشتاط قائد الحصار بعدما فطن للخديعة، لذا في المساء التالي حيت كررت قوات تانج ذات الخديعة، أمر القائد قواته بعدم إطلاق سهم واحد عندها هبط الأسوار أكثر من 500 من أفضل قوات تانج وهاجموا عدوهم الغافل بسرعة البرق، وبسبب وقع المفاجأة عليهم فر الجنود وانتهى الحصار
• اهجم على العدو بجيشين، يسير الأول علانية في الاتجاه المباشر المتوقع له والمنتظر منه، والذي سيستعد العدو لمقابلته فيه. الجيش الثاني سيسلك الطريق غير المباشر، ويستعين بالحيلة والخديعة ليختفي عن الأنظار، ثم في الوقت المناسب يضرب العدو ليشتت قوته ويلحق به الفوضى والدمار
• في 1560 في اليابان، سارت قوات إيماجاوا يوشيموتو لملاقاة القائد المغمورأودا نوبو ناجا وحدث أن أصر هذا الأخير على الخروج لملاقاة إيماجاوا على رأس ألفين مقاتل. عندما عاد العسس بمكان معسكر قوات إيماجاوا، قرر نوبو ناجا ضرب معسكره على مقربة منه، ثم رفع الأعلام الكثيرة، ونصب الدمى على شكل الجنود، ثم أمر بدق الطبول وإصدار ضوضاء تشابه تلك للقوات الكثيرة، كل هذا بينما أكثر من نصف قوات نوبو ناجا تلتف من الطريق البعيد حول إيماجا والتهجم عليه من الخلف. كانت السيول من الكرم بحيث ساندت خطة نوبو ناجا فهطلت بشدة، فهجمت قوات نوبو ناجا كالصاعقة من الخلف، وما هي إلا دقائق حتى فقد إيماجاوا رأسه وتفرق جنوده بعد موته، ولمع اسم نوبو ناجا حتى صار أشهر القادة العسكريين اليابانيين.
• اعمد لتأخير دخولك ساحة المعركة حتى يصيب الإرهاق والتعب بقية اللاعبين نتيجة قتالهم بعضهم البعض، ثم اهجم بكل قوة والتقط القطع المتناثرة
• في 1583 في اليابان وقف تويوتومي بقواته أمام أكيشي استعدادًا للمعركة التي حملت اسم يامازاكي. بعدما بدأ القتال بقليل، وصل تسيتسوي(حليف أكيشي إلى ساحة المعركة لكنه رفض المشاركة فيها بسبب تفوق قوات تويوتومي ووقف يتفرج ويتابع، من ممر اسمه هورا-جا-توجي سمح له برؤية أفضل لسير العمليات. ما أن وضح انتصار تويوتومي حتى خان تسيتسوي حليفه أكيشي وأرسل قواته لتنضم إلى جانب المنتصر تويوتومي وصار ذلك مضرب المثل
يبدو هذا المبدأ غاية في الخسة والنذالة، لكن المرء يضطر أحياناً للعمل به، لحقن الدماء وتوفير الأرواح، ولعل هذا يعطينا فكرة أفضل لفهم أحداث تاريخية كثيرة
• تملق عدوك حتى تكون لك الحظوة عنده، وما إن يعطيك الأمان حتى تتحرك ضده في الخفاء
• تروي القصص الشعبية كيف أن الملك تشو جاءته هدية من ملك وي عبارة عن جارية آية في الحسن والجمال، جعلته يهيم بها ويفرط في الغرام، على أن زوجته أحسنت إلى هذه الجارية وعاملتها خير المعاملة، ما دفع زوجها الملك للتساؤل عن سر هذا الانسجام، بينما المتوقع كان الهجر والخصام، لكنه كان من قلة الخبرة بأمور النساء حتى أنه صدق أن زوجته قبلت الأمر. في يوم انفردت الملكة بالجارية المحظية، وأخبرتها أن الملك يهواها كلها لولا أنفها، وأنها إذا كانت تريد النصيحة
الخالصة، فعليها في المرة القادمة التي تدخل على الملك أن تخفي أنفها بيدها. كانت الجارية من السذاجة بحيث نفذت النصيحة، وكان الملك من الطيبة بحيث شكا لزوجته من أمر الجارية. أكدت الملكة أنها تعرف السبب، إلا أنها تخجل من ذكره، ولولا إلحاح زوجها لما باحت بأن الجارية إنما تفعل ذلك لسوء رائحة الملك، فما كان من الأخير إلا أمر بقطع أنف الجارية التي كانت جميلة
• هناك مواقف تستوجب التضحية بالأهداف قصيرة المدى في مقابل الحصول على أهداف بعيدة المدى، وهذه سياسة التضحية حيث يعاني فرد من العواقب في مقابل سلامة الآخرين
• بينما تقوم بتنفيذ خططك، كن مرنًا بدرجة تسمح بانتهاز أي فرصة تلوح لك، مهما كانت صغيرة، واغنم أي ربح كان، ولو كان صغيرًا.



#عزو_محمد_عبد_القادر_ناجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحقيق من أجل إيقاف انتهاكات حقوق الإنسان في عالمنا العربي
- من أجل إنشاء مركز تدريب وتأهيل للخرجين من أجل اكتساب الخبرات ...
- رؤية ورسالة وأهداف الأقسام العلمية في الجامعات
- آلية عمل الإدارة الإستراتيجية
- السياسة التعليمية التي يجب أن تتقيد بها الجامعات العربية
- مناهج وأسالبيب البحث العلمي
- -آفاق التنمية البشرية في ليبيا الجديدة- تحت شعار -التحول من ...
- محاضرات في القانون المدني
- محاضرات في القانون التجاري
- عامر يا شهيد الأمة
- الشهيد القائد عامر محمد ناجي ثائر من أجل الحق والعدل
- رأي الشهيد القائد عامر محمد ناجي في الحياة والموت والشهادة و ...
- المدى الزمني لسقوط الأسد ونظامه الإرهابي
- سيناريوهات الثورة السورية حسب المعطيات الداخلية والظروف الدو ...
- استراتيجية شهيد الثورة السورية الشهيد البطل عامر محمد ناجي ل ...
- الشهيد البطل عامر محمد ناجي شهيد مدينة دوما الأبية
- من أجل إنشاء مركز للدراسات الاستراتيجية والمستقيلية
- الشباب أمل الأمة في تقدمها
- ملاحظات حول مشروع دستور الجمهورية الليبية
- الإعلام النازي الأسدي في سوريا


المزيد.....




- وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
- مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
- -تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3 ...
- ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
- السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزو محمد عبد القادر ناجي - عناصر وأبعاد الاستراتيجية الثورية