أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ماجد ديُوب - المسألة السورية















المزيد.....

المسألة السورية


محمد ماجد ديُوب

الحوار المتمدن-العدد: 4019 - 2013 / 3 / 2 - 14:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقدماً أن أكتب مقالاً في السياسة كما تمارس في الواقع وليس مقالاً شعاراتياً فقط للعلم

المسألة السورية

قد يعيب البعض عليٌ هذه التسمية ولكن لابأس ربما يكونون عىل حق ولكن أرى أن سوريا وبإعتبارها تحتل في العالم موقعاً فريداً فقد كانت عبر التاريخ تحت رحمة هذا الموقع الجيوستراتيجي الهام الذي جعل منها نقطة إنطلاقٍ لكل إمبراطوريةٍ في طور القوة والرغبة في السيطرة على ما أمكن من العالم القديم فكان لابد من إحتلالها أولاً وهنا لن أدخل في إستعراضٍ تاريخي ٍ لتلك الفترة من التاريخ لتاريخ هذه البقعة الهامة من العالم فهذا متاحُُ لمن يريد عبر المراجع التاريخية والتي تؤكد كلها صحة ما ذهبنا إليه .
سوريا في التاريخ الحديث وبعد الإستقلال مباشرة ً دخلت في مرحلة التجاذبات بين الغرب والغرب (فرنسا _أمريكا بريطانيا )وبين الغرب والشرق (الكتلة السوفياتية ) عبر الإعملياتٍ مستمرة ٍ من الإنقلابات و الإنقلابات المضادة التي أدخلت العسكر بقوة ٍ لاترحم إلى عمق الحياة السياسية في سوريا
كان أهمها على الإطلاق ماسمي بثورة 8 آذار التي بدأت مائعةً غير محددة الملامح سوى أنها كانت رداً على الإنفصال الذي قادته البورجواية التجارية السورية الدمشقية بمساعدة حلفائها التاريخيين آل سعود
وبعد مرور مايلامس الثلاثة أعوام تم حسم الصراع والخروج من حالة المياعة السياسة بما سمي في حينها حركة 23 شباط التي حسمت الأمر لصالح العسكر المتطرفين يسارياً بزعامة المرحوم صلاح جديد حيث يمت تنحية وتصفية اليمين البعثي والتيار الناصري والحيادي بين الأعضاء الذين شاركوا في إنقلاب آذار
لكن مالبث أن إنجر الصراع مجدداً بين البورجوازية الدمشقية وأبطال هذه المرحلة (إضراب تجار سوق الحميدية الشهير )والذي طوره أبطال هذه المرحلة من خلال القفز إلى الجوار الإقليمي بتدخلهم الشهير في الأردن في أثناء أحداث إيلول الأسود وقد كان هذا القشة التي قصمت ظهير البعير حيث تسارعت الدول الكبرى في محاولةٍ منها للإمساك باللجام السياسي لتلك المرحلة خشية أن تتفجر المنطقة والعالم يعيش حالة من التعايش السلمي كما سمي في
حينها بين الشرق والغرب فبادر السوفييت يومها وساعدوا في حسم الصراع الذي بدأ منذ العام 1968 بين جناحي السلطة في حينها (صلاح جديد وأنصاره _ووزير الدفاع ورئيس أركانه)لصالح الآخرَين فكانت ماسمي في حنيها الحركة التصحيحية التي أفرزت حافظ الأسد رئيساً لسوريا
مايهمي في هذا المقام هو أن ما أقوله عن حافظ هنا ليس من باب النقد أو التقريظ لك كمقدمة تستدعي المقارنة بينه وبين خلفه ربما نصل مع هذه المقارنة لمعرفة الأسباب الحقيقية لما نحن فيه الآن
تميٌز حافظ الأسد بأنه كان رجلاً بعيد النظر, إستراتيجياته على صعيدي الداخل والمنطقة سريةُُ جداً لكن تكتيكاته كلها كانت تصب في خانة المصلحة العميقة لرؤيته الإستراتيجة وبما أنه في العلوم العسكرية كما هو معلوم أكثر مايتعب الخصم هو تكتيكاته إن كان غامض الإهداف الإستراتيجية لذلك حار الكثيرون في فهم مايريد الأسد لكن الميزة الأكثر عظمة في سلوكياته السايسية كانت أنه لم يتخذ يوماً قراراً على صعيد ما تكن لديه المعلومات شبه الكاملة عن موضوع القرار (دخول لبنان مثلاً عام 76 مثلاً _قراره الكبيرفي حسم الصراع مع الإخوان المسلمين بعد مناورات ٍ منه أرهقت الجميع .....)
والأهم كانت ثوابته الداخلية ( مجانية الصحة مجانية التعليم والدعم للمواد الأساسية في حياة المواطنين )حيث لم يسمح يوماً لأيً كان أن يمس هذه الثوابت ثم أنه أتم مصالحة ً تاريخية بين البعث وتجار دمشق عبر رجال الدين الأكراد (كفتاروا _شيخو_ البوطي )على دعمهم غير المحدود غبر غرفة تجار وصناعة دمشق التي كان يقودها الداهية بدر الدين الشلاح وكان حريصاً على أن يبقي خلافاته مع آل سعود الأشد كرهاً له من سواهم في المنطقة تحت الطاولة بحيث يترك لهم ولنفسه خطوط الرجعة بعد كل خلاف (زيارة عبدالله بن عبد العزيز وكان يومها ولياً للعهد إلى دمشق في العام 96 بعد قطيعةٍ إستمرت من يوم ماسمي أزمة رفعت الأسد 84_85وحصارٍ جائرٍ خلاها مارسه الخليجيون على سوريا كنا في أثنائها نحصل على علبة المحارم بالواسطة ) ,
كان حافظ الأسد يعتمد في قيام سلطته ولو من الناحية الشكلية على أبناء الريف ورفع الكثيرين منهم من القاع إلى أعلى المراتب كما وأنه جعل دمشق مدينةً لكل السوريين ( هذا ذكره صادق جلال العظم في إحدى لقاءاته التلفزيونية وقد إعتبره في يومها إنجازاً يحسب لحافظ الأسد)
إستطاع حافظ الأسد وبمهارة قلٌ نظيرها إيجاد خلق عملية توازن دقيقة بين مكوٌنات الشغب السوري وجعل كلاً منها يرى فيه ملجأ آمناً في وقت الحاجة
لم ينحي مصر جانباً إلى في فترة السادات ورأينا كيف أنه سارع إلى مصالحة مصر مبارك الذي لايقل سوءاً عن السادات لكن حافظ الأسد كان يعرف في العمق أن الخلاف مع مصر ليس في مصلحة سوريا أولاً والعرب ثتانياً كما وأنه إستطاع أن يكون حكماً من لطراز الرفيع بين الخليجيين وإيران على الرغم من وقوفه لإيران في حرب العراق عليها وقد إستنكر حتى سوريون كثر ذلك لكن الرجل كان يدرك الفرق الدقيق بين أن تكون صديقاً حليفاً مستقلاً وأن تتماهى مع هذا الحليف كما أنه لم يقطع شعرة معاوية مع الغرب الحانق عليه والكاره له (لحافظ الأسد )ولم يستدر نحوه تلك الإستارة التي قام بها كل دول ماسمي جبهة الصمود والتصدي وبقي على علاقات طيبة حتى مع الإتحاد الروسي الذي خلف الإتحاد السوفياتي
يبقى السؤال الخطير والملح هل ما تلا مرحلة حافظ الأسد كان على مستوى الإرث السياسي بكل المقاييس لهذا الرجل العظيم ؟
التدقيق البسيط في كل ماتلى حقبة حافظ الأسد يمكنه أن يصل بكم إلى الجواب المطلوب
بعد أن جعل حافظ الأسد سوريا دولةً فاعلةً على صعيد المنطقة والعالم هل أصبحت سوريا مسألةً يقوم الجميع بمحاولة المشاركة في حلها
آمل أن نلتقط اللحظة التاريخية المتوفرة الآن لنعيد سوريا من مسألة ٍعلى الجميع المساهمة في حلها إلى رقمٍ صعب الجميع يحسب له ألف حساب
هل علينا بوجود كيري أن نغير إتجاه فوهة بندقيتنا ونحرج العالم بأكمله ؟أم أن هناك من يريد أن تبقى سوريا مسالةً وهو يستفيد من ذلك ؟
ليتني أدري لكني لست أدري



#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبثية السؤال والفرض الخاطىء
- المسلمون والمعرفة العلمية
- كلاب بافلوف
- العلاقة الجدلية بين الفكر والمادة
- أنا مدين للحوار المتمدن بالشكر
- بالعقل عُرف الله أم بالعقل إنتفى؟
- لغة الرياضيات ولغة السياسة
- أمام الله وجهاً لوجه
- هل علينا تفسير العالم أم فهمه والعمل على تغيير؟
- همسة لأجل المرأة في عيد الأم
- الإيمان ب(الله) :حقيقة موضوعية أم وهم ضروري؟ إهداء إلى الكات ...
- المعرفة واليأس
- هل تبوح لنا الطبيعة بسرها؟
- الوجود صوت وصورة وعلاقات تعبر عن مضامينهما
- شكراً عدنان عرور شكراً برهان غليون
- لذة وألم أم رياضيات وفيزياء ؟
- إنه عالم اللذة المتجددة
- هل هو عالم اللذة المتجددة؟
- إله الرعاة
- بحث عن ملكوت الله أم بحث عن مأزق الوجود؟


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ماجد ديُوب - المسألة السورية