بلال سمير الصدّر
الحوار المتمدن-العدد: 4018 - 2013 / 3 / 1 - 12:40
المحور:
الادب والفن
نوتوريوس(سيء السمعة 1964)الفريد هيتشكوك:حبكة بوليسية مقدمتها قصة حب
يبدو فيلم نوتوريوس أو سيء السمعة من أفضل الأفلام التي حققها هيتشكوك خلال مشواره الفني الغني والطويل،وان كان يحتوى على نفس العناصر...
فهناك السيناريو الذي كتبه هيتشكوك،وهناك حبكة بوليسية جعل المخرج مقدمتها قصة اخرى من الممكن أن تدعى ببساطة وفقا إلى التأويل الميلودرامي (قصة حب).
ومن الجدير ذكره أن المشاهد سيعجب بقصة الحب هذه وسوف ينسى الحبكة الهيتشكوكية المعهودة،ولا أعرف إن كان هيتشكوك قد قصد فعلا ذلك ولكنه شيء غير مألوف بالنسبة لهذا المخرج...
الممثلة السويدية الأصل(انغريد بيرغمان) تقوم بدور البطولة في الفيلم،وأحد السير الذاتية التي كتبت عن هذه الممثلة سميت بنفس هذا الاسم(نوتوريوس) وربما قد يبرز المكانة التي حققها هذا الفيلم للممثلة،ولكن وضمن أي نظرة كانت لا يمكن أن يعتبر هذا الفيلم بأفضل أفلام هذه الممثلة على الاطلاق...
العميل ديفلن(كاري غرانت) يعمل في سلك الجاسوسية وهو بحاجة إليها للقيام بمهمة خاصة تجسسية لصالح الولايات المتحدة مستغلا غطاء والدها المحكوم 20 عاما بسبب الخيانة العظمى لصالح الألمان،وهناك في ريو ديجانيرو ألمان أرستقراطيين كانوا يدفعون لوالدها،بالإضافة إلى أصل اليسا الألماني....
نوتوريوس يختلف عن كل أفلام هيتشكوك من خلال وجود علاقة حب مشبعة بالشهوانية بين كاري غرانت واليسا،وإن كان هيتشكوك هو مخرج الواقعية النفسية في عصره،فهو هنا يستفيد من اللكنة الرومانسية الحاضرة بقوة في الأفلام التي كانت سائدة في عصره،لأن القالب البوليسي أو التجسسي يبدو ضعيفا هامشيا أمام هذه العلاقة وتطور الأحداث يشير إلى ذلك...
التكرار في الحبكة يفرض أن يقع الحب بينهما...امرأة عصبية وسطحية ورجل عميق التفكير لا ينطق سوى بالكلام المهم.
في الخقيقة فإن كانت القبلة لابد أن تقع في مثل هذه الأفلام على الأقل في أوسط الفيلم،فالقبلة وقعت بينهما قبل بداية المهمة...
حين تنشأ علاقة حب بينهما ،فالعلاقة بينهما هي أجمل ما في الفيلم...أجمل من شيء اسمه الجاسوسية أو حتى جريمة غير مكتملة أو حتى اضطراب نفسي أو اثارة أو أي شيء من مميزات السردية الهيتشكوكية...بالنسبة لنتوريوس فالفيلم هيتشكوكي جميل ولكنه ليس أصيل ومن الصعب جدا الاعجاب به لأن هيتشكوك لم يبرع أبدا في سرد قصة حب ولا حتى قصة عن الجاسوسية،ولكن وبأي حال من الأحوال يبقى نوتوريوس أفضل من فيلم ريبيكا الذي تحدثنا عنه في مكان آخر،وحتى النهاية المفتوحة التي يضعها المخرج كخاتمة لهذا الفيلم من كان من السهل جدا التنبؤ بها.
ديفلن سوف يخطف أليسا من عقر بيت سباستيان الذي كان يدس لها سما بطيء المفعول وسباستيان ينظر له ولا يستطيع أن يفعل أي شيء،لأن أعوانه ينظرون إليه مستغربين وهو لايستطيع أن يبوح لهم بأنه متزوج من عميلة أمريكية...
ولكن يبدو أن القصة برمتها سوف تنكشف للحضور عندما يرفض ديفلن أن يقله معه للسيارة إلى المستشفى لمعالجة أليسا...الأحداث ليست في حاجة إلى جزء ثاني من سيء السمعة.
25/2/2011
#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟