أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشرى البستاني - وأرى نخلاً جنوبيا يعدو














المزيد.....

وأرى نخلاً جنوبيا يعدو


بشرى البستاني

الحوار المتمدن-العدد: 4016 - 2013 / 2 / 27 - 19:14
المحور: الادب والفن
    


**
بعيدا عن الدلالات المرنة
بعيدا عن تشتيت ما بعد الحداثة
بعيدا عن تهميش المراكز والضياع في متاهات الهامش
قلتَ لي ..
لكنهم حولونا لـ " قلعة مصائرَ متقاطعة "
عالمٌ متخيل ، حقيقي ، دمويّ ، مشتبكٌ ، مفتوح
لتظل الكتابة ناقصة
كلُّ شيء يحدث مكشوفاً ، بألفة ويُسر
وبتلعابٍ لعوب:

الموتُ والنفيُ والتضليلُ وتقطيع الأوصالْ ،
النسفُ والجوع ، والعريُ والعمى ،
فحاولي النسيان ، حاولي
داخل القصيدة وخارجها
داخل الفتنة وبعيدا عنها

قلتُ .. نسيانكَ أم نسيانَ القلعة
لم تجبْ ، وظلت الأسئلة تترى
كنتُ أسعى ما بين النفور والرغبة
بين الثبوت والحركة
وبنور الحدس الذاهب نحو الحقيقة
كنت أرمم الطريق إلى الحرية
لأدخل شباك نورك الأزلي
تلك هي أوريكا أرخميدس اليقينية
التي ما جفت مياهها قط
مُذْ صرخ ... وجدتها ، وحتى النضوب
.....................
وما بين الموجودات والجوهر يكمن يقيني
وبين الحدس والبرهان يتجلى الشكُّ في عينيك
نبيا يدحض الحقيقة بالاحتمال
وهل من حقيقة قط ...!
شكٌّ يأخذني إليه دوما
لأتعلم كيف أطوي سلاسلي
واصعد على المحنة
هكذا قال القديس أوغسطين
لتطويَنا مدارجُ شوقٍ يضرى
حيث يتلقى خصرَك ساعدايْ
ومن راحتيك أشربُ عبير الصباح
...............................
في الطريق إلى الذرى
كان وجهك يسابقني ..
لمرايا العشب الأخضر
لزجاج الأبواب قبل أن افتحها
للنوافذ التي أُطلُّ على ما وراءَها لأنساك
وعلى الصخور الجبلية السمر
أبصرُ نخلا جنوبيا يعدو
وأرى أناملك الذهبية تقطفُ لي من العناقيد أقصاها
وتنتقي لي من السعف وشاحا لصدري
وشاحاً يكسِّر سواعد الفتنة
ويحمل في نجومِه الأنهارَ والأشجار والرُّقى
فأنسى النسيانَ ، وأفتحُ ذراعيَّ ... تعالْ.
............................
وأنت تسابقني نحو الضباب المزدان بشجر قامتك
وبالشجى الذي يُغري جذوعَ السنديان بالنشوة ..
على أعطاف الريح الجبلية الباردة
في حفيفها المتكسِّر بين الذرى والوديان
في المياه المتوهجة أسمع صوتك
رائقا ، يطوّق جنون الريح
ويأخذني للينابيع ..
وحدنا .. أنا وأنت .
وحدنا نربكُ الزمنَ ونكسِّرُ القطاراتِ التي دهستنا
وحدنا ، نصفعُ قوانين الغوغاءِ
ونشتتُ الأمكنة والمنطقَ ،
وما خطَّته الأصابعُ اليابسة
وحدنا ، نقتحم السجونَ ومعسكراتِ الاعتقال
ودوائرَ الأمن غيرِ الآمنْ
وبأكفنا البيضاء نحرثُ الأرض مرة أخرى
وبالسفينة ذاتها ،
نحملُ من كل زوجين اثنين
لينهضَ الطوفانُ ثانية
كي أتوجك ملكاً على الخليقة من جديد .
فالربيعُ القادم سيقيمُ أبدا
الربيعُ القادمُ منهمكٌ بالنرجس وعناقيد الضياء
الربيع القادم يتفجرُ زعتراً بريّاً وبلابلَ وحوريات
تنتظرُ وقع خطاك إذ تجيءُ إليْ

وأنت منهمكٌ باكتمال البهجة
تطرز بلآلئ الحزن ثوبا شفافا لقصيدتي الجديدة
فأنت مثلي ،
لا تصدقُ من قال لك .. لا تكن حزينا
الحزنُ صديقٌ سري
أمينٌ كحبٍّ صامت
ورصينٌ كزجاجة عطر ثمين
.....................

في الظلام تنفتح قمةُ الجبل عن كوة يبزغ وجهكَ فيها
تهمسُ القمةُ .. سيأتي إليَّ يوما
صوتك يقولُ .. كان النصلُ موجعاً يا أبا الطيب
وتواصلُ ... كان في النهاية يائسا
لم يعطِ السجانَ معصمَهْ
بل أعطى صدرَه لمُغتاليهْ ..
فامنحي النسيانَ للقطاف
وعلقي على أعمدته الزوارقَ الغرقى
علَّ الشواطئ الغائمة تستفيق ..
قلتُ : دع النسيان لآخر المطاف ، وتعالْ .
...........................
حبك يبعثر الحبكة ويدخل الفيزياءَ في مأزق
حبك يعلمني هشاشة العقل ولا حتمية الاندثار
ويعلمني قبل ذلك أن الصوابَ كامنٌ في صميم الخطايا
تلك التي ترتقي بنا نحو اكتمالها
لتكونَ الخلاصَ من عقم الوضوح لغموض الدهشة
نفتح أدراج القلب كنا
وحدنا نفتح محنة الشتاء ونكسِّر أقفاصها
نرتاب بالصحف الأولى
إلا صحيفةً مقدسة تنكشّفُ عن دوحة
حينها لن تقول لي : ماذا فعل الزمنُ بنا
وكيف لعبتْ علينا الحروب
حينها ... لن أسألك لمَ لمْ نلتقِ قُبيل الكسوف
وقبل أن تغادر الكؤوسُ اشتعالها لكرسيِّ الحكمة
إذ صارت الدمعة لا تحرقُ وجنتي
والأرضُ تفتح لرقصتي ساعديها
لترفعها إلى السماء جذلى
وتطير بالنشوة الفصول

وحينها ... لن تسألني لمَ كذبوا علينا
يوم أخفوا عنا ما حمل آدمُ من دمار في جلدهِ
وهو هابطٌ من جنة المأوى
انتقاما من رائحة التفاح التي علقت بعريه هناك
لن تسألني .. كم حذاءً غريبا داسنا
وفي القرن الحادي والعشرين علّق على الأعواد أمانينا
فالأسئلة قنديلٌ أسود
وجرحي لا يُضاء إلا بوجهك
ووجهك يخاف البرق وحنوَّ الفراديس
وكطفلٍ مرهفٍ يظل أسير ليلٍ يراودنا
وأرائكَ مرَّغها دمُ سفرجل بريء
وحزنُ امرأةٍ تضيءُ في زنزانة

لا تسلني ..
فالألواح تكسَّرت بين الرسول وأخيه
وظلَّ الكهف فارغاً إلا من تينةٍ يبست
وكرومٍ خاوية ظلتْ معرِّشة على الصخور
فالنبوءاتُ أقفلت نوافذها
وتركت النجومَ يابسةً ،
وغارقةً في الديجور
بينما المياه تشتعل في الينابيع ..



#بشرى_البستاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعر معد الجبوري ، عنفوان التجربة وتوهج الصحارى
- شعر طالب عبد العزيز ، واللعبة الماهرة
- الحب وإشكالية الوجود ..
- قراءات
- ضحايا غزة ... وحقوق الإنسان
- واقع الثقافة العراقية ، إلى أين ..؟؟
- كارثة الإبداع العراقي ، ومنافيه ... إلى متى ..؟
- شعرية الأنوثة وقصيدة الجسد
- الإشارات
- بهاء الحب وإشكالية الغياب في مجموعة - قصائد حب على جدار آشور ...
- نقوش الحب والجسد ، قراءة في مجموعة - أبشرك بي - لانتصار سليم ...
- قصيدة القدس
- في الغياب أتعثر بأنوارك
- فتنة
- رجاءات
- وفي كفيك ترقد النجوم
- جماليات الذاكرة وجدلية الحضور،قراءة في عينية الصمة القشيري
- زمنية التشكيل الشعري .. مقاربة في ديوان خليل حاوي
- انسجامات
- تحليل النص


المزيد.....




- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشرى البستاني - وأرى نخلاً جنوبيا يعدو