نهله آسيا
الحوار المتمدن-العدد: 4016 - 2013 / 2 / 27 - 09:53
المحور:
الادب والفن
إلى روح الشهيدة سناء جميل التي استشهدت في رام الله في الانتفاضة الفلسطينية الأولى وهي تحاول طعن جندي صهيوني محتل بتاريخ 10 نيسان
1987 وإلى كل شهداء فلسطين ... ولأنها أم لأطفال ثمانية كان الألم أكبر.
المعتصم .... في مثواه الأخير
(1)
رداؤك سناء ما أجمله
بخيوط الخليل أراه محتاك
ووشاحك الأبيض ما أبهاه
بك شامخا حتى وهو يسقط
خبزك ... نشتم رائحة النار
ما أطيبه
إذا لامسته يداك
عبق الطحين نشتهيه
ورغم المسافات نتنسمه
مع صغارك الثمانية
(2)
سألناك :
لأي شئ نالت منه يداك
لعار جسدي
لثأر قبلي
علمنا النبأ
فلكل الأسباب
أجزت قتله
(3)
أمهلي لنا خطوتك
أليس لقصتك بداية
أنسجي لنا الحكاية
كيفما تشائين
من النهاية
وأهازيجك أطلقيها
وليتبعك كل الشرفاء
وكل من أقام الصلاة
في المسجد
والمحراب
حسنا قالت:
(4)
في هجعة الليل
الضمير يقظ
يجادل
يرفض جزه
فأنا إمراة لست بعهد معتصم
ليجيز لي عورة صوتي
في نداه
ولكن بشريعة السماء
فعلت
وأجزت نحره
(5)
أطفالي الشوارع يجوبون
في كل الوجوه
عن وجه أبيهم يبحثون
وعلى دموعهم
ينامون
يحلمون
يقولون :اماه
ما أشد الظلام
أقيمي لنا
صلاة المسيح
والسلام
وإذا الديك الريفي
صاح
بليلة القدر
إصنعي خبز الصباح
لنبحث في كل الوجوه
وجه فجر ..ضاع
(6)
الشمس تشرق
وخطواتهم متعبة
يسألوني
كما أنتم الآن تسألون
ماذا أقول !!
حين أراه عاريا يصلب
وحين صياح الديك يبدأ
(7)
هدوءا يأتيني
ونوح نسوة باكيات
ومن سكرة الخبر
شاحبات
يرتدين سود الثياب
توقفت العبرات كنار تحرقني
ومثل سيف نصله يلمع
فالنداء ما عاد يسمع
أيقنت الخبر
المعتصم قد مات
(8 )
على الرحيل مرغمة
لكل زمن وشارع
أشد قافلتي
أقبل أطفالي
وإليه أرحل
بعض الآيات
بعض الصور
واناشيد
رددتها قبل أن ارحل
(9)
جال صداها
مشرق الأرض ومغربها
رداؤها البهي
بكل الدماء تلون
تهرول
إلى أين لا تدري
ولكن يا سناء
منك علمنا الخبر
فلا معتصم فينا
لبى نداك
فالمعتصم قد مات
#نهله_آسيا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟