تحالف اليسار يحصد ثلثي مقاعد البرلمان - بعد فوز مرشحه برئاسة البلاد للمرة الثالثة / الإكوادور

رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 4016 - 2013 / 2 / 27 - 00:01
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

حصد تحالف اليسار الذي يقوده الرئيس الإكوادوري روفاييل كوريا، والذي أعيد انتخابه نهاية الأسبوع الماضي للمرة الثالثة رئيسا للبلاد، (انظر "طريق الشعب" 128، في19 شباط) حصد ثلثي مقاعد البرلمان. وتشير النتائج الأولية إلى إمكانية حصول تحالف "اليانزا باييس" (تحالف البلاد)، في الأقل، على 91 مقعدا من أصل 137 مقعداً في الجمعية، ولكن يجب انتظار الإعلان عن الأرقام الدقيقة لان الحصول على أكثرية الثلثين يتطلب حصول التحالف على 92 مقعدا.وحصل حزب مرشح اليمين المصرفي السابق غييرمو لاسو على 10 مقاعد فقط وبذلك ضمن بقاءه ممثلا في البرلمان، الذي سيعقد جلسته الأولى بتركيبة الجديدة في أيار المقبل.
كما حصلت منظمة الهنود الحمر (الحركة الديمقراطية الشعبية) المتحالفة مع حزب صغير ماركسي- ماوي على 5 مقاعد. فيما لم يحصل حلفاؤها الماويون على أي مقعد، وبذلك أصبحوا خارج البرلمان.
وفي مؤتمر صحفي مع وسائل الإعلام العالمية، عد الرئيس الذي أعيد انتخابه مكافحة الظروف الاقتصادية غير المتكافئة واحدة من أولويات حكومته في المجلس التشريعي الجديد.
وقال كوريا في المؤتمر الصحفي الذي جرى نقل وقائعه مباشرة: "انظروا إلى المعاهدات الدولية والنظام التجاري، وسوف ترون أن بلدان الجنوب تعاني الحرمان بشكل منهجي"، وأضاف ان "القواعد المعمول بها في المنظمات المالية والتجارية العالمية مبنية على أساس منطق الاستعمار الجديد، لأنها تضع بلدان الجنوب في الموقف الضعيف". ويورد الرئيس الإكوادوري على سبيل المثال، الدعوى القضائية التي أقامتها حكومته ضد شركة شيفرون النفطية الامريكية، لاتهامها حكومته باتخاذ إجراءات مدمره للبيئة: "في هذه الحالة كان علينا توظيف كل الوسائل القانونية الممكنة لتحقيق شيء ما، في حين مراكز القرار الفاعلة في البلدان الصناعية تحصل على حقوقها في نزاعات مماثلة بسرعة ويسر". ولهذا فان تعاون بلدان أمريكا اللاتينية مع بلدان الجنوب الأخرى مهم جدا لتحقيق فرص للمساواة على الصعيد الدولي.
وجاءت النتائج النهائية لانتخابات الرئاسة لتؤكد الانتصار الساحق للزعيم اليساري. ووفقا للنتائج التي أعلنها مجلس الانتخابية الوطنية فقد فاز كوريا في جميع محافظات البلاد الـ 24. وحقق الرئيس أعظم انتصاراته في المدن الكبيرة وفي جزر غالاباغوس، في غواياس، التي يقطنها 2 مليون نسمة، اذ حصد 63 في المائة، في حين حصل منافسه اليميني على 22 في المائة. وجاءت النتائج التي حصل عليها الرئيس القديم الجديد في محافظات الجنوبية اقل من المتوسط، ولكنه حافظ على احتلاله الموقع الأول بين المتنافسين أيضا.
ويعود الفضل بين امور أخرى في الانتصار الشامل لليسار، الى النظام الانتخابي الجديد، وهو نظام انتخابي مشترك، الذي يجمع بين الأصوات المتحققة على الصعيد المحلي، وتلك التي تحصل عليها القوائم المتنافسة على الصعيد الوطني. وتقسم بموجبه مقاعد الجمعية الوطنية البالغة 137 مقعدا إلى 13 مقعدا للقوائم الوطنية، و118 مقعدا للقوائم المحلية، و6 مقاعد لناخبي الخارج. ويتيح النظام الانتخابي للقوائم في المحافظات، وعلى أساس عدد السكان، ترشيح 2 - 5 مرشحين. وبهذا يمتلك الناخب أصواتاً متعددة يمكنه اعطاءها لمرشحين من قوائم مختلفة. وقد تم إقرار هذا النظام الانتخابي من قبل الجمعية الوطنية، ولم تعترض عليه القوى الممثلة في البرلمان.
واعتبر بعض المراقبين الانتصار المزدوج والشامل لتحالف اليسار مفاجأة، ولم يتوقع الكثيرون هذا الاكتساح الانتخابي، وإذا أكدت النتائج النهائية حصول اليسار على أكثرية الثلثين، سوف لا تحتاج الحكومة لأصوات المعارضة البرلمانية عندما تقدم على إجراء تعديل للدستور.وفي تعليق له في جريدة التلغراف، قال فاندر فالكوني العائد لأحضان تحالف اليسار. لقد اعترف نقاد اليسار انه نجح في تقديم الأفضل في الدورة السابقة، وخاض الانتخابات على أساس برامج مفهومة. وقدمت المتحدثة باسم 320 مراقباً ساهموا في الرقابة على مجريات العملية الانتخابية ، تقريرها في اليوم الذي تلي يوم الاقتراع، وكذلك فعل ممثلو منظمة البلدان الأمريكية التي تتمتع الولايات المتحدة بعضويتها، وقد اتفق الجميع على ان الانتخابات كانت ديمقراطية وتمتعت بشفافية عالية. وامتدح الكثير من المراقبين بعض الآليات التي اتبعت في تنظيمها، والتي ينبغي على البلدان الأخرى الأخذ بها.

#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات