أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم عبدالمعطي متولي - النشَّال الدولي يسرق قوت المصريين














المزيد.....

النشَّال الدولي يسرق قوت المصريين


إبراهيم عبدالمعطي متولي

الحوار المتمدن-العدد: 4015 - 2013 / 2 / 26 - 01:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بنى المصريون آمالا كبيرة على ثورة يناير، بعد أن ضاقت صدورهم بما وصلت إليه أحوالهم من سوء، فرحوا فرحا شديدا بالثورة، انتظارا لجني الثمار، لكن آخرين اختطفوها على حين غفلة عندما انشغل الثوار بتكوين الائتلافات وزيادة أعدادها حتى وصلت إلى العشرات في مزاد ظل مستمرا لفترة طويلة، وما زالوا غافلين عن أن الآخرين استطاعوا الوصول إلى الكرسي عن طريق التواصل مع البسطاء الذين لا يقتنعون إلا بمن يعيش بينهم عن قرب، ولا يعيرون اهتماما لأصحاب النضال التليفزيوني.
لم تتحسن أحوال المصريين مع انتخاب رئيس جديد ووصول حكومة تنتمي إلى الجماعة التي كانت تعمل تحت الأرض انتظارا لاقتناص اللحظة المناسبة التي جاءتهم على طبق من ذهب، وزاحمت الجماعة الرئيس في السلطة، ونسي الرئيس أنه رئيس لكل المصريين وليس رئيسا لجماعته فحسب.
الحصيلة بعد أشهر قليلة من اعتلاء الرئيس عرش مصر، هي غلاء الأسعار ووصولها إلى درجة جعلت قطاعا جديدا من المصريين ينضم إلى فئة "الجوعى" الذين لا تكفيهم الأجور التي يحصلون عليها في إطعام أطفالهم، واشتكت السيدات من عدم قدرتهن على إعداد وجبة غير دسمة تصنع من نوع واحد من الخضراوات مع الطماطم والبصل، لأن التكلفة تتعدى العشرة جنيهات، أي ثلاثمائة جنيه في الشهر، وبعض المواطنين لا لا يملك هذا المبلغ، وهذا بند واحد فقط من بنود الحياة اليومية، فهناك أجرة السكن والمواصلات والكهرباء والمياه وغير ذلك، ليدخل المواطن في إرهاق عصبي وذهني نتيجة جنون الأسعار الذي لا يتوقف.
ما يعانيه المصريون نتيجة طبيعية لاستجابة الحكومة لصندوق النقد الدولي، ولو تفكرنا جيدا في الأمر لأمكننا أن نصفه بـ "النشال الدولي"، يسرق ما في جيوبنا في وقت لا يستطيع فيه المواطنون الاحتمال، والحكومة لا ترد له طلبا، تسمح له بالتحكم في أحوال فقراء مصر، لترتفع الأسعار، وتلسع نارها كل مواطن.
هذه هي مهمة صندوق النقد الدولي؛ أن يزداد الفقراء فقرا، وإن لم تصدقوا اقرأوا كتاب "عولمة الفقر" لعالم الاقتصاد الكندي ميشيل تشوسودوفيسكي بترجمة محمد مستجير مصطفى، إذ يصف المؤلف كيف ينهب الصندوق أموال الشعوب بشروطه التي يتفق عليها مع الحكومات، في غياب الشعوب. وإذا تعرفنا على هذه الشروط وآثارها سنلاحظ أنها مطابقة لما يحدث في مصر الآن. تحت عنوان "وصفة صندوق النقد الدولي" يشير المؤلف إلى أن هذه الوصفة طبقت في أكثر من مائة من البلدان المدينة، وتشمل: التقشف في الميزانية، وتخفيض سعر العملة، وتحرير التجارة، والخصخصة، وفقدان السيادة الاقتصادية، والسيطرة على السياسة المالية والنقدية، وإعادة تنظيم البنك المركزي ووزارة المالية (غالبا بتواطؤ البيروقراطيات المحلية)، وتعاقب البلدان بوضعها في القائمة السوداء إذا لم تتوافق مع "أهداف الأداء" التي يطرحها الصندوق.
لا يكفي هذا، وإنما يشترك الصندوق مع الحكومة في خداع الناس بـ"ديمقراطية وهمية"، ويطلب من الحكومة تعزيز جهاز الأمن الداخلي ودعم القمع السياسي والتصدي لأي تمرد يناهض برامج القرض من الصندوق، وإجراء انتخابات متعددة الأحزاب لكن لا تمثل الديمقراطية الحقيقية، ويلخص المؤلف هذا الهدف بقوله إن الصندوق يشجع "وجود مؤسسات كاذبة وديمقراطية برلمانية زائفة، تدعم بدورها إعادة الهيكلة الاقتصادية"، أليس هذا هو ما يفعله النظام الجديد في مصر من أجل عيون قرض الصندوق؟!.
دفع الشعب ثمن الاقتراض من المؤسسات الدولية خلال العقود الماضية، وانتظر اللحظة التي يتخلص فيها من هذه التبعية التي تمثل قيدا يعوق التنمية الذاتية القائمة على الموارد البشرية والطبيعية في مصر، لكن النظام الجديد لا يرى سوى السير على خطى النظام القديم في التبعية للخارج وزيادة الفقر لدى المواطنين بعد أن اتجه الجنيه المصري إلى الانخفاض وقد يصل إلى انعدام القيمة، والثمن الذي يدفعه الشعب لإرضاء الصندوق غالٍ جدا، وهذا ما ألمح إليه المؤلف عندما ذكر أن "الآثار الاجتماعية لتخفيض سعر العملة الذي يرعاه صندوق النقد الدولي قاسية وعاجلة: فالأسعار المحلية للمواد الغذائية الرئيسية والعقاقير الأساسية والوقود والخدمات العامة تزيد بين يوم وليلة". ولنا الله نحن أهل مصر، تركنا السيئ لننتقل إلى الأسوأ، لكن الفجر قريب.



#إبراهيم_عبدالمعطي_متولي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية كارثية للمتاجرين بالدين
- فكروا قبل أن تقرروا .. ولا تتعجلوا
- -الباشوات- في الهواء الطلق
- العبث باسم -دار الكتب المصرية-
- كراهية العلم والثورة
- الخلاف والاختلاف
- التعصُّب من سمات التخلف
- -الشاطر والمشطور- والافتراء على المجمع!
- التعصُّب نوعان
- التعصب .. نار تحرق الإنسان


المزيد.....




- بعد غضب ترامب من بوتين.. أول مسؤول روسي يزور أمريكا منذ بدء ...
- حقيقة الفيديو المتداول لمقاتلات أمريكية تحلق على ارتفاع منخف ...
- مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون: نستعد لضربة كبيرة على إيران قر ...
- الحرس الثوري: تداعيات الرد الإيراني ستفتح فصلا جديدا في معاد ...
- ترند -لا أريد أن أكون فرنسيا- يغزو التيك توك.. فكيف رد الفرن ...
- فرنسا: المواجهة العسكرية تبدو حتمية إذا لم يتم التوصل لاتفاق ...
- من أوكرانيا لإيران.. سياسة ترامب المربكة
- طلاب جامعة موسكو يختتمون تدريبهم في العراق
- -بوليتكو-: ترامب أبلغ دائرة المقربين منه بأن ماسك سيغادر قري ...
- مصر.. مقتل شرطي في اشتباكات مع عناصر إجرامية شديدة الخطورة


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم عبدالمعطي متولي - النشَّال الدولي يسرق قوت المصريين