أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - سوريا، لا تخافي من الإسلاميين














المزيد.....

سوريا، لا تخافي من الإسلاميين


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4014 - 2013 / 2 / 25 - 18:08
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


نحن في مصر الذين اخترعنا وربينا، بدعم سعودي-خليجي منذ السبعينات، محدثة الإسلام السياسي بكلا جناحيه المعتدل والمتطرف. جماعة الإخوان المسلمين قد نشأت من التربة السياسية-الدينية-الاجتماعية المصرية، ثم استنسخت منها فيما بعد نسخاً متفاوتة الأحجام والألوان عبر بقية الدول العربية. في كل أنحاء العالم، كانت ولا تزال مرجعية جميع الجماعات الإسلامية الجهادية العنيفة هي الإسلام السياسي، الذي هو في الأصل براءة اختراع حصرية تقريباً طوال العصر الحديث لجماعة الإخوان المسلمين المصرية. في قول أكثر بساطة واستقامة، حركة الإخوان المسلمين كما أسسها حسن البنا في 1924 كانت ولا تزال المنظرة والحاضنة الأم لنظريات وتطبيقات الإسلام السياسي منذ ذلك التاريخ، وهي أيضاً التي أفرخت من رحمها الديني المسيس هذا أغلب جماعات وتنظيمات وحركات الإسلام السياسي الأخرى، سواء الدعوية المعتدلة أو أخواتها وبنات عمومتها الجهادية المتطرفة. حسن البنا، سيد قطب، أيمن الظواهري، عمر عبد الرحمن، يوسف القرضاوي، من كثيرين، هؤلاء جميعاً مصريون؛ ولم تشهد المنطقة العربية كلها قدر كثافاتهم العددية وقاماتهم الفقهية/التنظيرية، سلماً أو عنفاً، مثل مصر. نحن المصريون، حقيقة وبلا فخر أو منازع، الآباء الروحيون والمؤسسون لظاهرة الإسلام السياسي بجناحيه المسالم والمسلح؛ بالنتيجة، نحن في موقع أفضل من غيرنا لنعرف ونقيس بدقة ومصداقية أكبر حجمهم الحقيقي، ومقدار نفعهم وضررهم، أو الخطر منهم.

قد بدأت المواجهة الفعلية بين الساسة المدنيين من جهة والساسة الإسلاميين في المقابل أواخر العهد الملكي، وتوجت بمقتل الإمام حسن البنا نفسه وحل الجماعة. وبعد شهر عسل قصير مع ضباط 23 يوليو 1952، عادت المواجهة لتشتعل من جديد عقب حادث المنشية يوم 26 أكتوبر 1954 حين حاول الإخوان المسلمون اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر، وأسفرت مرة ثانية عن إطلاق حملة تعذيب وملاحقة شرسة ضد فصائل الإسلام السياسي التي تشتت أتباعها بين المنفى بالخارج والسجن والكمون بالداخل. ثم حصل الإسلام السياسي على فرصة جديدة ربما هي الأكبر خلال عهد الرئيس المؤمن، بطل الحرب والسلام، محمد أنور السادات انتهت كالعادة بصدام على إثر توقيع مصر معاهدة سلام مع إسرائيل في 1979 واغتياله بعدها بقليل في 6 أكتوبر 1981. وقد أسفر ذلك الحادث الإرهابي، كما جرت العادة مراراً من قبل، عن حملة ملاحقة أمنية جديدة دشنها هذه المرة الرئيس الجديد محمد حسني مبارك، الذي تمت الإطاحة به في 25 يناير 2011 فيما يعرف بثورات الربيع العربي. منذ ظهورهم في المشهد السياسي قبل نحو مئة عام وحتى هبت رياح هذا الربيع الثوري من تونس على سائر المنطقة العربية، قد ظلت مساهمة الساسة الإسلاميين، سواء المعتدلين أو المتطرفين، ضعيفة وهامشية تكاد لا تذكر في مجريات التواريخ والأحداث الكبرى؛ هم لم يكونوا يوماً صناع القرار أو الحدث، أو مؤثرين فيه بشكل محوري، في أي من البلدان العربية، وبالأخص مصر الملكية أو الجمهورية.

مثل الحادث في سوريا هذه الأيام، قد ظل الرئيس السابق حسني مبارك يخوفنا بالإسلاميين، إخوان ومتطرفين، على أمل أن نرتضي باستبداده من منطق "أهو (المستبد) اللي تعرفه أحسن من اللي ماتعرفوش". لم نخف، رغم أننا كنا نعرف أن تخويفه وتوقعه هذا صحيح. كنا، ولا نزال، أكثر ثقة في أنفسنا من خوفنا من الإسلاميين، أو غيرهم. ثم بعد مبارك، ظهر علينا المجلس الأعلى للقوات المسلحة يخوفنا بالبعبع نفسه لكي نسلم ونرضخ لاستبداده. لم نسلم ولم نرضخ. أطحنا به غير نادمين، ليصل بنا الطريق الثوري الآن وجهاً لوجه أمام البعبع لأول مرة. وها نحن الآن نعيش مع البعبع ويعيش معنا في مناكفة ومناطحة متواصلة منذ شهور، عازمين إما أن نحولهم لأحزاب سياسية ديمقراطية مدنية ومتحضرة حتى لو كانت العملية طويلة وشاقة، أو أن نتحول لبعبع أشد منهم قوة وشراسة. في كلا الحالتين، الشيء المؤكد هو أن لا خوف بعد الربيع العربي من الاستبداد، ذو الغطاء العسكري أو الديني.

سوريا، لا تسمعي لمن يخيفك بالإسلاميين حتى تواصلي العيش برضاك في ذل الاستبداد. في جميع الأحوال، الإسلام السياسي أقل شأناً وأضعف كثيراً من أن يعطل لوقت طويل مسيرة دول حضارية عريقة مثل مصر أو سوريا. سوريا، لا تجعلي خوفك من ألم بضع ساعات صداع نصفي محتمل يثني عزيمتك عن اجتياز عملية جراحية ملحة لاستئصال الاستبداد. سوريا، اجعلي ثقتك في نسفك وأكملي ثورتك.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صلح السنة والشيعة
- أخطاء قاتلة في التجربة الإسلامية في الحكم
- موضوع في خدمة مشروع سياسي
- يعني إيه ثورة
- حرية الارتباط والزواج قبل الديمقراطية
- جبهة الإنقاذ وضرورة العمل المتعدد المسارات
- حول المشكلة الإسلامية (4- الصنمية)
- المرشد العيرة والتقليد الفاشل
- التحول الثوري الثالث
- الثورة تقتل أبيها، لكن لا تفنيه
- ثورة خرجت من بيتها
- حول المشكلة الإسلامية (3)
- حول المشكلة الإسلامية (2)
- حول المشكلة الإسلامية (1)
- احترام الأديان من احترام الإنسان
- الله في أبهى ثوب
- أنا موجود إذاً الله موجود
- أنا موجود، الله موجود؟
- والله لا يتكلم
- المعنى بين النص والواقع


المزيد.....




- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - سوريا، لا تخافي من الإسلاميين