اجتمع آلاف المتظاهرين يوم الثاني عشر من تشرين الأول في
باريس وفي سائر أنحاء فرنسا تلبية لنداء الحزب الشيوعي الفرنسي خصوصاً ليقولوا "لا
للحرب ضد العراق والعدالة والسلام في الشرق الأوسط". يعبر الحزب الشيوعي الفرنسي عن
ارتياحه لهذه التعبئة المتنامية من اجل منع الحرب لا نتلمس شرعيتها ولا
حتميتها. سواء حظيت بموافقة الأمم المتحدة أم بدونها، يجب ألاّ تحدث هذه الحرب.
ينخرط الشيوعيون بالعمل بنشاط من أجل أن تكتسب هذه الحركة زخماً أكبر ومن اجل تحقيق
توافق أوسع للأعمال المناهضة للحرب على النطاق الدولي مع القوى التقدمية الأخرى
– وخصوصاً مع المظاهر الكبرى التي ستقام في مدينة فرنسا الإيطالية يوم
التاسع من تشرين الثاني.
قبلت
السلطات العراقية أخيراً عودة مفتشي الأمم المتحدة : وهذه بمثابة كوة فتحت من اجل
ايجاد تسوية للأزمة. في واقع الحال، لا توجد تفسيرات أخرى ذات صدقية
للحرب التي يريدها الرئيس الأمريكي غير قوة جذب النفط ، والتعطش للهيمنة على
هذه المنطقة من العالم، إلى جانب رغبة واشنطن في أن تقرر بشكل منفرد بدلاً عن
المجتمع الدولي بمجموعه.
على
أن التطورات الأخيرة تبين على أن بوش يمكن أن يقرر المرور عبر مجلس الأمن.
لذا من الممكن التأثير على القادة الأمريكيين وحملهم على مراجعة مواقفهم المتشددة.
وهذا ما يؤكد بأننا نستطيع أن نقول لا وانه من المفيد العمل لمنع هذه الحرب
وفرض حلول أخرى.
حتى الآن لا
تقبل فرنسا وبلدان أخرى، وبشكل خاص من الاتحاد الأوروبي، بداية الموقف
الأمريكي ، وهذه نقطة ارتكاز جيدة. وكما أكّد في مرات عديدة روبير هيو وماري جورج
بوفيه، يجب ان يؤكد هذا الموقف وان تجري ترجمته إلى أفعال قوية وصولاً إلى استخدام
حق النقض في الهيئات الدولية. يجب ان لا تخضع أو تتراجع فرنسا عن موقفها، ويتطلب
ذلك نشاطات تعبئة رأي عام أخرى اكثر أهمية.
وبالنسبة لنا ، شيوعيي فرنسا، فأن رفض هذه الحرب لا
ينفصل عن إعادة عراق ديمقراطي مسالم ومستقر إلى الأسرة الدولية. ويقتضي ذلك بذل جهد
سياسي وديبلوماسي ثابت نحو المطالبة بتطبيق قرارات الأمم المتحدة – وبشكل خاص تلك
المتعلقة باحترام حقوق الإنسان – وتقديم دعم نشيط للمعارضة الديمقراطية العراقية
ورفع نهائي للحصار. ينبغي منح الأمل والكرامة مجدداً للشعب العراقي والمساهمة
في ايجاد إمكانية ان يولد أفق سياسي ديمقراطي له. لذلك يقترح الحزب الشيوعي الفرنسي
عقد مؤتمر إقليمي تحت رعاية الأمم المتحدة تشارك فيه جميع قوى المعارضة
الديمقراطية.
وبنفس هذه
الروحية والمنطلق ومن أجل إعادة فتح أبواب المستقبل والأمل، يجب السير بأسرع ما
يمكن نحو حل سياسي للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني : فلا يمكن في ظل هذه الأزمة طرح
مسألة المستقبل السياسي للدولة العراقية دون طرح في الوقت نفسه الوجود غير القابل
للإلغاء أو الالتفاف لدولة فلسطينية وضمان أمن جميع الدول في المنطقة برمتها
بما في ذلك نزع السلاح عنها.
14 تشرين الأول 2002