ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم
(Majid Alhydar)
الحوار المتمدن-العدد: 4012 - 2013 / 2 / 23 - 22:34
المحور:
الادب والفن
من الشعر الكوردي المعاصر
كل عام.. مع العشبِ نورق
شعر: حسن سليفاني
ترجمة: ماجد الحيدر
وما زال الحنين..
يشدّني إليك
وهدير القطارات التي مرّت من فوقنا..
يدوي بسمعي..
..
تُرى.. تلكم الوردة الراجفة
لَمّا تزل هناك؟
أم أن الريح.. صفعتها؟!
..
لا تُعيدي ذا السؤال..
خادَعَني أحمرُ شفاهك
أم أنني كنت أعرف!؟
بفمكِ ما قلتِ لي أحبّك
لكن عينيك
هدّتا دنيايَ
لكثر ما صرّحتا:
أحبك.. أحبك!
لمَ إذن أردتِ لي
أن لا أعيدها عليكِ:
أحبك.. أحبك؟
..
ذلك الباب الصغير
الذي أبصرنا فيه صورتينا
وأحنى لنا رأسه
وتبسّمَ في حبور..
بأية معجزةٍ صار ينطقُ..
يسائلنا:
هيه.. أنتما..
كم تليقان ببعض؟!
وهل رأيتِ بأي وهجٍ
تضرّمت أنوار السقف
حين جلسنا هناك؟
..
وإذ سألتك:
علام انفجرت ضاحكةً
حين طار من يدي
مضربُ المنضدة؟
وكانت القادمة من أرض فيروز
تطلق صوتها
كما تشاء:
"كتبنا وما كتبنا
ويا خسارة ما كتبنا
كتبنا ميّة مكتوب
ولهَلاّ ما جاوبنا"
ونشرتِ شعرك الساحر
في الهواء
وهِجتِ فؤادك من جديد
..
حين وصلتني رسالتك
ونحن في محنة الفراق،
كم كانت تضوعُ
بعطر أنملاتك!
وحين بلغت سطورك:
"وحدنا.. أنا وإياك..
أنا بباب المعظم
وأنت.. لا أعرف أين.
أبحث عن آثار قدميك
في الشوارع الميتة الباردة
علَّ أقدامي تقع عليها
في الأزقة المتداعية الباهتة
في أيام جنوني
لتمتص شيئا فشيئا
غربتي وشوقي اليك
وتجدد الروح مني
وتهز كلماتك أقراطي
وأحس بك من جديد
وأنت تهمس لي:
آآآآآآآآآآآآآآه.. لكم أحبك!"
...
اليومَ طاب لي
أن أثقب صندوق الذكريات
وأخرِجَ منه.. حفنة من صور
أغسل بها حَرَّ هذه الهاجرة.
هل تذكرين "الرزازة"
وصمتنا الذي لا قرار له
إذ ننصت لثرثرات عيدان الشجر
أمامنا.. فوق الرمال؟!
لكنني أعرف: ستقولين لي
أمجنونٌ أنت.. كيف لي أن أنسى!؟
أجائزٌ هذا.. في قاموس العاشقين!؟
..
قولي لي لمَ كانت أصابعي
ترتجف حين أغرسها
في شعرك النديّ؟
وتغني أقدامي؟
ويرقص الرمل والموج؟
أهذه ثمالة العشق.. عشقنا؟
...
قل لها..
لتلك التي شبعت من رؤية الدنيا
لكنها لم تعطِ بغداد
حقها من النظر:
ذلك الجبل الذي،
قبل خمس وعشرين،
توجّسَت من أن تراني فيه
وبندقيتي على الأكتاف،
قد ارتقيناه
وأوشكنا أن نَرْكُزَ فوق ذراه
في احتفالات الورود
راية النرجس
ونرقص ثملين.. بالحرية!
..
حلمٌ هي الدنيا
وأنا وأنتِ
حلمٌ جميل
وفي كل عام
أنا وأنتِ
نخضَرُّ مع العشبِ..
من جديد!
#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)
Majid_Alhydar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟