أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال شاكر - تحت.. راية الطائفة.. والعشيرة..السنة.. هيأوا مرجعيتهم ..؟















المزيد.....

تحت.. راية الطائفة.. والعشيرة..السنة.. هيأوا مرجعيتهم ..؟


طلال شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 4012 - 2013 / 2 / 23 - 19:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    






تحت.. راية الطائفة.. والعشيرة..السنة.. هيأوا مرجعيتهم ..؟

من منطوق هذا البيت من الشعر الشعبي العراقي أبدأ مقالتي
أخ منَ ذكرچ ‍ يابلاد الحزن والهم.... تصيح جروح گ‍لبي وينزف الدم
خطاب طائفي يترسخ..
لايلوح بالافق مايشير الى تصافي وطني بين العراقيين ولو بحدوده
الدنيا.فالحل يتحول في الغالب الى مشكلة تستدعي حلاً غير موجود، والخلاف يتواصل كعنوان دائم يوجز مديات التأمر والتسقيط السياسي في احط صوره بين مختلف الكتل المشاركة في السلطة المتخندقة خلف متاريس الطائفية السياسية والقومانية المتطرفة كخيار مريح وفعال لها، وصراع وجدل الهويات لم يجد من يخوضه برؤية عقلانية بعد. ولايبدو الحديث من جانب (النخب) السياسية عن الوطنية الانفاقاً وخداعاً رخيصاً. المشهد العراقي بدا وكأنه صراعاً دينياً حول التنزيل والتأويل ، فالذي يتصدر مثلاً لاحصراً مظاهرات الانبار وغيرها هم رجال الدين.
فكل خطبة وتجمع ومظاهرة يكون قائدها رجل دين بزيه النمطي يقف بجانبه شيخ عشيرة بعقاله وعباءته المطرزة بخيوط ذهبية، وجل الدعوات تهيب بالناس لاقامة الصلاة، والجمعة هي اليوم المفضل لاقامةهذه الصلاة ، و بدت تجمعات رجال الدين وحشودهم بالوانهم وأشكالهم وهم يلقون خطبهم النارية التحريضية ممارسة عادية ومهما قيل عن دور ايجابي ومعتدل لبعضهم فذلك لايضيف مؤثراً محسوساً على قوة المد الجماهيري الطائفي . أن هذا المشهد ألمأساوي يشير بلا لبس الى تهاوي الوعي المدني والوطني والحقوقي لصالح حالة تديين بلون طائفي متخلفة ومريضة وظلامية تحشر الدين والطائفة والايمان في مزالق السياسة حشراً وتنتزع منه منحناً طائفياً ملتوياً كتوظيف يتعدى المطالب التي ينادي بها المتظاهرون نحو غاية اكبر.. وهم يكررون ذات المنحى الطائفي الظلامي الذي تقوده قوى جاهلة ومتعصبة من الشيعة..؟ لم يتعامل السياسيون السنة بمسؤولية مع عواقب هذا النهج الخطيرعلى ماتبقى من عناصر الهوية الوطنية العراقية الواهنة والمشتتة بل والطرق الوعرة الذي ارغموا الجموع الغفيرة السير فيها. من الممكن القول ان هنالك تهميشاً للسنة وتغلغلاً بلون شيعي طائفي في بنيان السلطة القائمة بدرجات مختلفة وهنالك شعور نفسي عميق عند غالبية السنة بأنهم مضطهدون ويكابدون تمييزاً في أوضاعهم ويعاملون بحذر وريبة فائقتين عندما يتعلق الامر بالامن والمركز الوظيفي والمسؤولية من قبل سلطات نافذة ذات انتماء طائفي شيعي مستفزة ومتطيرة في رؤيتها وسلوكها تحت ظل اجواء اقليمية ضاغطة ومضطربة وصراعات دموية وصعود اسلاموي متخبط ومفلس في المنطقة، هذه الحصيلة وهذا التشابك وأتساع انعدام الثقة بين الطرفين قد ولد شعوراً مريراً وكرهاً ورفضاً بين ابناء السنة تفجر كمظاهرات واحتجاجات عارمة اثارتها عوارض تبدو غير اساسية لكنها في الحقيقة عبرت عن تراكمات صنعتها عوامل مختلفة هيأت لهذا الغضب والتمرد الذي اجتاح المناطق السنية امام عجز المتحكم بالسلطة من فهمها وتلبية ماهوعادل ومشروع في مطالبها ليس الان بل قبل ذلك بسنوات. الجانب الاخطر من المشهد هو ذلك الفرز الذي وضع رجال الدين السنة في مقدمة الصفوف ممهداً الطريق لبناء مشهد عراقي جديد يصطفي مرجعية سنية هرمية كماهو متأصل عند الطائفة الشيعية لتكون رديفاً اومظلة لاي تحرك سياسي في الحاضر والمستقبل لخلق توازن اجتماعي وسياسي يقود السنة يوجههم، سياقه واجنداته لبث الحيوية في الروح الطائفية وتأطيرها بتأجيج وأحياء منظم لثقافة الطقوس وزيارة المقامات وتفعيل المناسبات من خلال اليات تضئ السبيل امام مثل هذه التوجهات المدروسة، ولعل الخطب والاهابات الحماسية والدعوة لزيارة مقام ابي حنيفة والصلاة الجماعية في بغداد كلها توجز مضمون ذلك التحول القادم وتمهد له... والارجح عندي ان السنة سيختارون مرجعاً دينياً يستأثر بطاعتهم كرمز ديني وامام قائد في مقابل الطائفة الاخرى.. في الرؤية الاخرى ربما سيصطدم مثل هذا التوجه برفض متفاوت من مختلف شيوخ العشائر والزعامات القبلية والسياسيون المغامرون الذين اعتادو على بيع ولاءهم لكل سلطة تضمن لهم امتيازات ومواقع في البناء السلطوي ضمن صفقات مناسبة... أولئك الذين لم يعتادوا على بناء مركزي هرمي ديني يلعب دوراً مؤثراً في النفوذ والسياسة يتجاوز تأثيرهم ومكانتهم، وتجربة الحزب الاسلامي وتضاءل نفوذه في تلك المناطق معروفة وكيف حورب من قبل رؤساء العشائر. السنة في المحصلة كتلة مذهبية كبيرة غير متجانسة، لكن من الممكن الحديث عن جذور وروح مدنية تشابكت وملامح علمانية محدودة في اطار ثقافة المنطقة والعشيرة ذات اساس تاريخي عندما كان السنة يحكمون، والسؤال هل ستكون مثل هذه المرتكزات لاجماً بوجه هذا الانعطاف النوعي الذي احدسه...؟ الى حد الان يبدو مثل هذا الراي بحاجة الى برهان بعد استفحال الوعي الطائفي واستقواء الساسة به في الصراع الدائر، مع ذلك فمثل هذه الخطوة ستفرض نفسها بتجليات مختلفة، ومن هنا سيأخذ الصراع السياسي في البلاد طابعاً منظماً وهو يستند الى مرجعيات دينية بروح طائفية مؤثرة. في هذا المنعطف الخطير تبدو فكرة الدولة الوطنية عصية المنال بعد ان حل عملياً مفهوم ( المواطنة الطائفية والقومانية) مكان فكرة المواطنة العراقية واصبحت الدولة المدنية الدستورية المنشود حلماً سحقه نزق الطائفية المستشري. لقد دخل العراق المجزأ في مضمار الطائفية بسياق اخر وبرؤية مختلفة وهو مثقل بتحديات متنامية بعد أن تخلت الاحزاب والقوى المختلفة من السنة والشيعة عن فكرة المواطنة تماماً وهي تراهن في صراعها على الهوية الطائفية للبقاء في دائرةالنفوذ والتأثيرفي السلطة أوخارجها.. السنة عموماً لم يطو ملف( الماضي البعثي) بل استعاروا الكثير من رمزيته وسايكلوجيته وخطابه وأدواته لتوظيفها في الصراع الطائفي الجاري رغم استفزازيته وافتقاره الى المبررات وقدرة التغيير، وتداخلت ايضاً في المواجهة مع السلطة عناصر مدمرة تتحرك وتنشط في بيئة سنية متساهلة ستكون بلا شك محبطة لقيمة المطالب المشروعة التي ينادون بها... ومع كل ذلك فأني لم افقد الامل في امكانية ايجاد حل وسط تاريخي مهما كان المخاض عسيراًوالتضحيات جسام، فالسنة والشيعة في النهاية سترغمهم المصالح والتاريخ والجغرافية على التفاهم وليس امامهم الا حلاً تاريخياً واحداً يتمثل ببناء دولة المواطنة بهوية عراقية انسانية تسع كل العراقيين، فالطريق الطائفي سيقود الجميع الى الجحيم والتخلف والضياع اكثر مما هم عليه وفيه.. مراهنتي وأملي تقوم على أمكانية نهوض قوى تغيير حية في المجتمع رغم ظهورها سيستغرق وقتاً ليس بالقصير وسيكون ملئياً بالآلام والتضحيات ...
طلال شاكر كاتب عراقي



#طلال_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يتهاوى الموقف الى حضيض العار...؟
- الصراع العربي.. الكردي.. في العراق الى أين...؟
- الرئيس احمدي نجاد.. يبشر بالمهدي المنتظر...؟
- عمر بن الخطاب : تفكيك شفرة العدالة..؟
- التجمع العربي لنصرة القضية الكردية.. وصناعة الاوهام..
- الاحزاب الشيوعية وازمة التعاقب القيادي ..؟
- العراق. والعراقيون. أزمة القيم والتكوين..؟
- خارطة طريق طائفية : وراء موقف المالكي من الانتفاضة السورية.. ...
- القادة الأكراد يستغفلون شعبهم...؟
- صدر الدين القبانچي.. بين أزمة المنطوق الديني ولسان التضليل . ...
- تباً لبرلمان نائبه حسن العلوي.. وسحقاً لجمهورية رئيسها جلال ...
- المالكي.. أما خروج متحضر..أو أمارة حجارة
- دروس من مظاهرات25 شباط ومغزى رعب المالكي منها...؟
- مستعمرة العبيد في الناصرية...؟!
- المالكي...وثمن كرسي الوزارة..؟
- شهر رمضان..بين سطحية الفهم... وغلو الاعتقاد..؟
- رمضان: شهراً للتبذير. والاسراف. والتخلف..؟
- مناقشة لبحث الدكتور عبد الخالق حسين عن دور الطائفية في تاريخ ...
- سكان معسكر أشرف: بين المقايضة السياسية.. والحل الانساني العا ...
- فدائيي صدام: وغرائب الموت في معسكر بسمايا..شهادة طبيب..؟


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال شاكر - تحت.. راية الطائفة.. والعشيرة..السنة.. هيأوا مرجعيتهم ..؟