عبد السلام الزغيبي
الحوار المتمدن-العدد: 4012 - 2013 / 2 / 23 - 13:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اذا كان المقصود بالعزل السياسي استبعاد حزب بعينه او أشخاص معينين من الحياة السياسية بمعنى منعهم من ترشيح أنفسهم لمواقع نيابية أو تولى مناصب سياسية لمجرد اعتناقهم أو تبنيهم لمقولات لا تتفق مع أفكار الغالبية . فإن ذلك لا يختلف كثيرا عن الإقصاء السياسي أو الديني أو الاثني من النشاط الاجتماعي السياسي ،وهي عقلية تمثل احد أوجه الحكم الشمولي الذي يقصي الأفكار والمعتقدات التي لا تتفق معه ويجبر الناس على تبني العقيدة الوحيدة التي يرتئيها لهم.
إذا كان غرض البعض من المطالبة اليوم بتمرير قانون العزل السياسي، هو إقصاء خصومهم السياسيين وغيرهم ، فان هذا يندرج في إطار تصفية حسابات جهوية وإيديولوجية وحزبية ضيقة.
ولسنا في حاجة للقول بأن ما تسعى اليه جماعة بعينها لفرض مفاهيمها ووجهة نظرها على الجميع، سيقود بالضرورة إلى ردات فعل من الآخرين وحالة من الشقاق والتناحر في وقت نحن احوج ما نكون فيه إلى الوئام والتوافق.
صحيح أن مبدأ العزل السياسي في مرحلة الانتقال من نظام شمولي إلى نظام ديمقراطي يمكن اعتماده إذا كان الأشخاص المراد عزلهم يشكلون خطرا حقيقيا على النظام الجديد.
وفي كافة الحالات لا بد من الاحتكام إلى القضاء ، وضمان محاكمات عادلة لكل من ارتكب جرما ضد الشعب الليبي، سياسيا أم ماليا، فترة توليه منصبا حساسا في النظام السابق.
#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟