أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلف علي الخلف - إعلان توبة وطلب غفران














المزيد.....

إعلان توبة وطلب غفران


خلف علي الخلف

الحوار المتمدن-العدد: 1155 - 2005 / 4 / 2 - 12:14
المحور: الادب والفن
    


سيدي الرقيب
اعلم ان رتبتك صغيرة ولا يجوز وفق صيغ وقواعد المخاطبة اسباغ لقب السيادة عليك فانت بموجب هذه القواعد حضرة ياسيدي ولكن لعلو شأنك عندي ساخاطبك هكذا : سيدي الرقيب
انت الذي تسكن داخلي منذ ولادتي لا بل عند لقاح النطفة والبويضة التي تخص والديّ في ليل اغبر كانت هناك نطفة وبويضة للرقيب الذي يسكن والدي والرقيب/ة التي تسكن والدتي وامتزجنا انا وانت قبل الولادة لنولد معا ياسيدي انت الواحد المتعدد الموجود في ما لم يوجد
وكبرنا معا ياسيدي , ونحن نكبر معا اصبحت تضع لي الخطوط الحمر وتحذرني من الاقتراب منها لان ذلك يثير غضب الاسياد , وكلما كبرنا معا ( انا وانت ياسيدي) تزيد خطوطك تلك، لا بل اصبحت تحبسني داخل دوائر ضيقة ... ضيقة من خطوطك وثقول لي ان مجرد محاولة الاقتراب منها يثير غضب الاسياد ( اسيادي واسيادك فانت لم تات من العدم ياسيدي) وتذكرني دائما ياسيدي ان غضبهم ليس هكذا هباءا بل انه يعني السجون والمعتقلات والتعذيب وهكذا كنت تسحب الصوت من لساني كي لا يتفوه بما يمكن (ويمكن هي احتمال غير اكيد ) ان يثير غضبهم
غير اني احيانا(وهي قليلة جدا ياسيدي) تساورني هواجس الجرأة واقول ليكن ....ليكن السجن ثمن ان اتصالح مع ضميري واشير( مجرد اشارة ياسيدي) الى الاخطاء التي تُرتكب . غير انك ياسيدي تذكرني بوسائل التعذيب بدءا بالشتم مرورا بالوسائل البدائية كالضرب بالكبل الرباعي او الشبح على السلم او الدولاب او الكرسي النازي ( كما اسماه فرج بيرقدار الذي حلت به لعنتهم) او اطفاء اعقاب السجائر( الاجنبية طبعا لانها اكثر توهجا ليس إلا) على جسدي او على عضوي الذكري ( اذا كنت ُذكرا!)...الخ, وانتهاء بالوسائل الحديثة التي لم تذكر لي منها سوى الكرسي الكهربائي او الصعق بالكهرباء وتركت الاخرى سرية حفاظا على قوة ارهابها, عندها ياسيدي تنهار جرأتي والجم لساني وانيّم ضميري في القبر الذي اسكن فيه
غير اني ياسيدي بشر( والبشر خطاؤن كما تعلم ) له قدرة على الصمت فيطفح بي كيل الصمت احيانا وانا ارى الدوائر الحمر تلتف على رقبتي لتخنقني واصرخ ( لم يسمع صرختي غيرك على اية حال) ليكن ...ليكن ...ان جسدي يحتمل كل هذا وان لم يحتمل فليذهب الى قبر لا يختلف عن القبر الذي احيا فيه . غير انك ياسيدي تذكرني باطفالي , وحين اشيح بوجهي عنك متمتما لم يمت احد من الجوع في بلادنا تذكرني بزوجتي وامي واختي وما سيفعله الاسياد بهن( واعذرني ياسيدي ان لم اكشف ما قلته لان الجميع يعرف ما سيفعلونه) عندها يا سيدي اهمد وتهمد انفاسي التي تحصيها علي واستكين لخطوطك وقبورك ودوائرك وحبائلك وحبالك التي تكبل بها حياتي يا سيدي
وذات مرة شاورت نفسي ان في الارض منأى للكريم عن الاذى فقلت لي : الى اين ستذهب ؟ فبلاد العرب كلها اسياد, وفي بلاد الغرب سيدركك الاسياد ولو كنت في بروج مشيدة او لو اختبأت في بطن حوت وحين تترامى الشواهد في ذاكرتي ادرك صدق كلامك واستكين
غير اني ذات مرة( وهي مرة واحدة ياسيدي ولن تتكرر) انتابتني جراة مفاجئة وانا اقرأ عن الرجل الذي اطعمه الاسياد فأرا ميتا وطالبوه ان يزلطه زلطا( وروى ذلك الضال الملعون فرج بيرقدار"ملعون من الاسياد طبعا") فصرخ لساني ( لساني ياسيدي وليس انا ) عار ان اصمت وهذا حدث ويحدث في بلاد انتسب اليها, ومطالب بالدفاع عنها اذا جاء الغزاة , غير انك ياسيدي كنت حازما يوها وقلت: حاذر حاذر سيسحلونك انت واطفالك وامك وابيك( مع انك تعرف انه قد رحمه الله فخمنت حينها انهم سينبشوا قبره ويسحلون عظامه) وعائلتك وكل من يمت اليك بصلة حتى عشيرتك ( مع انهم علمانيون اي اسيادنا ) وسيطرد من عمله كل من التقى بك ذات يوم صدفة على طريق سفر او جلس على طاولة مجاورة لك في مقهى ( اذا لم يكن يسنده احد منهم اي اسيادنا) ومن يبقى منهم طليقا سيمنع من السفر والترحال ويضيق عليه الرزق في ارضهم ....عندها استكين ليس لاني جبان فقط بل لان خطيّة هؤلاء ستصبح في رقبتي ايضا , واسجد عند قدميك مسبحا بحمدك انت واسيادنا( اسيادي واسيادك) الذين ارسلوك هاديا ونذيرا لي من الضلال
سيدي الرقيب
اعف عن عبدك ان ساورته الهواجس وهم بالصراخ ولا تشي بي عندهم فتحل بي لعنتهم الى الابد فكما ترى انا لم اسمهم علما اني اعرفهم كما تعرفهم انت , وجعلت الاخطاء ( ولم اقل الجرائم ياسيدي) تُرتكب وهو كما تعلم فعل مبني للمجهول مع ان الفاعل معلوم لاني يا سيدي مهما واتتني الجرأة والجنون فلن ابلغ الطور الذي اسميهم فيه لان الارض ستزلزل زلزالها وتقوم قيامتي وسيفعلون بي وبمن ذكرت ما يعجز عنه حتى الله ياسيدي
فارحمني ياسيدي انت الواحد المتعدد من بيده القول والصمت تعز من تشاء وتذل من تشاء هذا انت فكيف هم؟

اغفرلعبدك المستكين التائب الضارع لشفاعتك له عند اسيادنا واعلم ياسيدي اني لم اتجرأ على اخفاء اسمي لان الاسياد علمهم فوق كل ذي علم عليم وهم سيعرفون سلالتي الى ادم دون ان اذكر اسمي



#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا سبب هزائم الامة العربية
- أمريكا والذهنية العربية الجهادية
- نجلا بح والقرضاوي: وجهان لعملة واحدة
- القبر التاسع : ليكن للقتلة
- سوريا ولبنان امام استحقاقات اغتيال الحريري
- مذبحة في عيد الحب و تساؤلات محيرة
- احتلال الدول المتخلفة هل هو الطريق الوحيد للخلاص
- أيها اللبنانيون كفوا عن إيذائنا
- جَمَل غــيدا
- الفردوس اليباب ليلى الجهني : تحت الحصار
- لمن لايعلم: الامة بخير ولنردد الشعار
- العنصرية العربية البينية : التجلي الاجتماعي لفكرة القومية ال ...
- الملعون
- من آشور إلى إشبيليا
- الجسد ..........سؤال اليابسة
- رسالة جوابية من بوش الابن الى الرئيس علي عقلة عرسان
- المؤسسة العامة(السورية ) للاتصالات : او حكم قراقوش
- مــــــــــــــرّوا
- سدو الغياب
- في سيرة المكان دون اهله


المزيد.....




- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلف علي الخلف - إعلان توبة وطلب غفران