نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..
(Nedal Naisseh)
الحوار المتمدن-العدد: 4011 - 2013 / 2 / 22 - 11:09
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
كنا ندرك، ونحن نعيش في قلب الحدث، ونتابع دقائقه وتفاصيله، يوماً بيوم، ولحظة بلحظة، وبعيداً عن انتصارات ومعارك العربية والجزيرة الطوباوية والدونكيشوتية الواهمة، ونسمع الأخبار عن البطولات الفذة والنادرة التي يسطـّرها أبطال جيشنا الوطني الباسل البطل في ساح الشرف وميادين القتال ضد قطعان وشراذم المرتزقة والعصابات الوهابية المنوية النجسة المتوحشة، وكيف كانت تتهاطل حمم النار المباركة عليهم كالشهب النازلة من كل حدب وصوب، ولا تترك لهم فسحة للهرب والفرار، وكانت تحصد رؤوسهم الفارغة إلا من التبن والعلف الوهابي الفاسد وشبق الشذوذ والحرمان والكبت والمرض الجنسي لمعاشرة عاهرات خرافية في السماء إلى جانبها غلمان مخلدين لا يكبرون ولا يشيبون، أقول كنا ندرك تماماً الحرج الكبير، والمأزق الفظيع، والإذلال المهين الذي أصيب به هؤلاء، والصدمة التي اعترتهم وهم يرون أباطيلهم تنهار وتذوب أمامهم كقطعة ثلج أمام نار الحق الوهاجة، مع من يقف خلف إجرامهم وانحرافهم وجنونهم في عواصم الشر والإفك والإثم والضلال والعدوان، وكيف أن مشروعهم الإجرامي الدموي يتهاوى كـ"عـِشّ من القـِش"، وتجرعوا على مضض كأس السم مترعة التي سقاهم إياهم جيش الوطن الباسل، وقبلوا وأذعنوا واستسلموا لما كانوا يعتبرونها يقينيات مقدسة وتابوهات "ثورجية" لا يجوز الاقتراب منها، ولا يمسها إلا المطهرون من أبناء برنار هنري، ولا يجوز تأويلها وتفسيرها إلا وفق فقههم "الثورجي" المأفون.
كانت رؤوسهم الصدئة محشوة بأوهام الخرافات المقدسة، ومترعة بأساطير الانتصارات في أفغانستان على "الكفار" السوفييت، وأن نصرهم كان من السماء، وأن كل معركة سيخوضونها، فسترسل لهم القوى الغيبية، إيـّاها، جنودها كي تسعفهم وتلبي نداءهم المقدس الذي لا يرد، فاستفاقوا على هدير وصوت أقدام رجال الحق البواسل. ألم يقل مسخهم الوهابي المنوي محمد العريفي، ومرشدهم ومفتيهم في استباحة واستحلال الدم السوري، بأنه رأى "ملائكة" ترتدي الأثواب، وتمتشق السيوف البيضاء، وتمتطي الأحصنة البيضاء، في شوارع "بابا عمرو"، وكر التجسس والإسناد والإجرام الأطلسي والموسادي الأردوغاني، الأكبر في العالم، وأنها ستنصر تلكم البهائم والشراذم المنوية البربرية المتوحشة؟ ملائكة غزلتها، وجنـّدتها آلهة الصحراء لتقاتل إلى جانب عبيد ومرتزقة الأطلسي والموساد وبني إسرائيل، وفق منطق آل وهاب؟ ألم يقل المسخ الوهابي المنوي المسطول والمصروع والمهبول المعتوه الآخر، وكبيرهم الذي علـمهم، وسوّق لهم الدجل الحلال، عبد الناتو الذليل، يوسف "الكر" عاوي، بأنه لو كان محمد موجوداً لوضع يده بيد الناتو ضد العرب والمسلمين، أي كما فعل هو نفسه بالذات، مفترياً على نبي الإسلام ليبرر كل إجرامه، وموظـّفاً، إياه، في واحدة من الموبقات والضلالات الكبرى، مع رسالته الدينية، في خدمة الصهاينة ومشروع كوندوليزا رايس للفوضى "الغراقة" التي أغرقت بلدان "الصقيع العربي" بالموت والدمار، والعار والشنار، وحوّلت معظم دولها وكياناتها إلى دول فاشلة لا قانون ولا سلطات ولا دولة فيها.
لقد أتت الانتصارات الأسطورية للجيش الوطني السوري الباسل البطل لتنسف كل هذا العك والهراء و"العلاك" الصدئ المقدس والخبث الأسطوري العربيد الماجن الكاذب دفعة واحدة، وترمي به في الزبالات وفي لحى ووجوه هذه السنافر المتكلسة المتأبلسة المهووسة بالعهر والنكاح ووطء الصغار من الغلمان والإماء، وتسفـّه تلك البطولات الخارقة تخاريف "عهرة" النصرة عن قداسة الحرب التي يخوضون وتفكك بعدها الخرافي الخزعبلاتي الصحراوي الزائف. وكان تتار العصر من السلاجقة، والانكشاريوون الوهابيون الجدد واللصوص القتلة الزناة السباة الذين نهبوا حتى حبة القمح من درة النجاح والصعود الصناعي السوري الخارق "حلبنا" الأبية الشهباء، يندحرون ويفرون كالأرانب المسعورة والجرذان المتراكضة للنجاة بجلودها النجسة أمام الضربات الموجعة للجيش البطل الذي سطـّر أروع ملاحم الإباء في تاريخ الحروب وهو يخوض حرباً شرسة، وعلى جبهات عدة، دفعة واحدة، وينتزع الانتصارات التي رصدت لها المليارات، وجيوش المرتزقة، وماكينات وإمبراطوريات الإعلام والتزييف والتلفيق ، وجهود دبلوماسية لـ150 دولة "صديقة" لم يعد لها من شغل و"مشغلة" سوى استجلاب ديمقراطية الدم اليانكية لسوريا، التي فشلت، جميعها، في زعزعة ثقة شرفاء السوريين والنيل من حبهم ووفائهم لوطنهم وجيشهم زتراب سوريا الغالي العزيز.
كان الجبناء يستغيثون ويستنجدون ويولولون ويصرخون في كل منازلة يواجهون بها رجال الحق الميامين، وفي كل أرض كانت تطأهم وتدوسهم الأقدام المقدسة لحماة الديار والوطن وتسحق جباههم المعفرة بالوحل ورائحة "السخام" والمجارير حيث كانوا يخرجون رافعين أيديهم مستلمين طائعين خائرين، كانوا يئنون ويبكون ويطلبون العون، ولكن لا مغيث ولا من معين، لا من الناتو ولا من جيوش الموساد وبني كوهين، الذين زجوا بهم في أتون هذا الصراع الخاسر المهين. فشلوا في تحقيق أي انتصار أمام جنود الحق، اندحروا في حلب، في معارك دمشق الأولى والثانية والسابعة عشرة، التي باتت محارق جماعية لفلول الوهابية، سحقوا في داريا، معقل النصرة، و"بابا عمرو" الموسادية في الشام، حيث قـُبض على كتائب كاملة من عناصر الموساد الصهاينة المستعربين، فشلوا أمام أسيادهم، ومشغـّليهم وأولياء نعمتهم، أحرجتهم بسالة وتفاني وبطولات الجيش البطل، سقط خطابهم، وانهارت معنوياتهم، ويئست قلوبهم، وماتت أرواحهم، وتشتت شملهم، وخارت هممهم، ووهن عضدهم، وفـُضحت أكاذيبهم، واستسلمت إرادتهم لحقيقة ناصعة ساطعة أن لا مجال لتحقيق أي تقدم وانتصار سوى على المدنين الآمنين والعزّل الأبرياء، وجـُن جنونهم وطار صوابهم وأصيبوا بنوبات الكـَلـَب والهيجان والسعار، فتوجهوا نحو المدن المسالمة حيث يقضي الناس حياتهم الطبيعية بكل أمن وأمان، وحيث الأطفال الصغار الذاهبون إلى مدارسهم، الحالمون بمستقبل وادع مشرق جميل، وصبوا جام حقدهم الأسود العين على الآباء المساكين الذين خرجوا لتأمين قوت واحتياجات أولئك الأطفال، وقرروا "المرجلة" على نساء عفيفات ضعيفات و"ضلوع قاصرة"، لا حول لهن ولا قوة، وقد خرجن يستبضعن ما تيسر لسد تلك الأفواه الصغيرة الحالمة بالحلوى والشوكولا, وإعمار البيوت الصغيرة العامرة بالحب والدفء والحياة، هذه هي الأهداف "الشرعية" والمشروعة للناتو، وجبهة الخسة و"العهرة" والموساد و"ثوار" آخر الزمان من بلاك ووتر وأرباب القتل والإجرام "الحلال" المستباح في برنامج "الشريعة والوفاة"، وبعدما فشلوا من النيل من الرجال، توجـّهوا نحو الأطفال، بعدما اندحروا في ميادين الوغى وساح القتال، هرعوا للانتقام من نساء مستضعفات وإظهار مراجلهم وعنترياتهم وفحولتهم الموؤودة في ساح الوغي ومطارح الرجال، وفردوا بطولاتهم المفقودة والمسفوحة والضائعة في الميدان، على "شوية" أطفال مدارس صغار.
هؤلاء هم جرذان الناتو الجبناء الذين فجـّروا حقدهم وغـِلـّهم وكيدهم الأسود، يوم أمس، الخميس الأسود، في شارع الثورة، في قلب ورئة دمشق الفيحاء، بين المدنيين العزل الأبرياء لتتطاير الأشلاء الطرية الغضة وتستقر على الجدران. إنها أعمال وبطولات الجبناء، كعادة الإجرام الوهابي المنوي الحاقد الأسود، وهذه هي بصمة "دونما" آل قرود الخاسئين الخائبين الجبناء من كهنة الهيكل وعبيد وخدّام وسدنة المعبد الإخواني الماسوني الصهيو-وهابي، في كل مكان، وما هي إلا دليل يأس وعجز وإفلاس واندحار، أي وأيم الله.
#نضال_نعيسة (هاشتاغ)
Nedal_Naisseh#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟