شريف الغرينى
الحوار المتمدن-العدد: 4011 - 2013 / 2 / 22 - 08:22
المحور:
الادب والفن
يستيقظ كل يوم مبكرا ، يتحرك من فراشة واضعا قدميه على الأرض، ينهض متساقلا ولكنه يعود نشيطا من الحمام بعد أن يغتسل بسحر الماء الساخن، يعود لغرفته، يضىء الأنوار التى تعلو المرآة ، يخلع "روب" الإستحمام بصورة استعراضية تماما مثل راقصات الإستربتيز ، ينظر متفرساً إلى تفاصيل جسده فى المرآة ، يبستيم إبتسامه لا يعرف أحد معناها سواه، يرى خلفه فى نفس المرأة فاتنة سمراء عارية تقف على اليمين وأخرى شقراء تميل عليه من اليسار، يضع سرواله الداخلى ، ثم يلتقط علبة مساحيق وزيوت يضعها على شعره ووجهه ، ويتعطر ويمشط شعره، فتزداد النساء الفاتنات حوله ، يضع بنطلونه وقبل أن ينتهى من تثبيت ازاره يرى أمه بشفاة مزمومة ووجه متجهم تقف خلفه مباشرة ، يرتدى فانلة داخلية بيضاء فيرى خلفه صفا به كل أخواته وعماته وخالاتة العجائز ، يرتدى قميصه ومع أخر الأزرار يرى وجه سائس الكراج والبواب و بائعة الجرجير والخس ومجموعة من وجوه لأطفال الشوارع المشردة ، وعنما يرتدى سترته تظهر فى المراة وجوه عدة أطفال أيتام و معاقين ، وعندما ينتهى من ربط عنقه برابطتة القرمزية ، يرى زوجته لتنضم فى النهاية بوجهها الحزين فى نفس المرآة التى جمعت كل تلك الشخصيات ، يلتقط حقيبته ويدس حافظته ومفاتيح سيارته فى جيوبه وينطلق تصاحبه كل هذه الوجوه، و تتعلق على زجاج سيارته الأمامي ، وعندما يتحرك تتطاير كل تلك الوجوه، الوجه تلو الأخر، بنفس ترتيب ظهورها فى المراة
#شريف_الغرينى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟