أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - المريزق المصطفى - اغتيال شكري بلعيد...كلنا معنيون














المزيد.....

اغتيال شكري بلعيد...كلنا معنيون


المريزق المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 4010 - 2013 / 2 / 21 - 20:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد أحدثت و لادة الحركة الاسلامية، منذ بداية القرن الماضي، انعطافا جديدا في تاريخ الجدل الثلاثي الدائر بين "الدين/العنف/السياسة" خاصة في العقود الاخيرة من زمننا الماضي القريب، و الذي تميز فيه العديد من الدول العربية بممارسات ارهابية و عنف شديد. حيث تحولت أحلام و طموحات الشعوب من حلم الاستقلال و الديمقراطية و الحرية و المساوات الى كابوس يغديه التعصب القبلى و الديني.
ومن دون الرجوع الى الاصول الفكرية و التوجهات "الهيجلية" و "الماركسية" ومن دون استحضار روح نصوص ابن رشد و كانط و فيورباخ و برونو و غيرهم، للتذكير بالمراحل التي قطعتها الظاهرة الدينية في سياق علاقات اجتماعية و تاريخية مختلفة، فان البحث في العلاقة الجدلية بين الدين و السياسة تبقى الى يومنا هذا ضرورة تاريخية لفهم مسارات التصادم و التعايش بينهما.
ان ما حدث و يحدث اليوم في العالم العربي و الاسلامي من عنف في حق فئات و شرائح اجتماعية مختلفة، و ضد شخصيات قادمة من حضارات و مرجعيات فكرية او ثقافية او ايديولوجية أخرى، يبين بالملموس أن فكرة التساكن و التعايش بين الدين و السياسة تبدو ابوابها مهددة بالإغلاق و اضاعة المفاتيح، و ما اغتيال المناضل التونسي شكري بلعيد الا برهانا ساطعا جديدا على هذا.
لكن ما يدعو للقلق أكثر هو ان العقل السياسي الديني المتورط في الارهاب و العنف المنظم و التصفية الجسدية للمعارضين و الاحرار،يبعث اليوم برسائل جديدة وواضحة لكل من يهمهم الأمر، لكبح و لجم و عرقلة الطريق الشاق و المعقد نحو الحداثة و الديمقراطية في البلدان التي اختارت شعوبها مقاومة الاستبداد و الظلم و الظلام و اعتناق الحرية الجماعية و الفردية و العدل و الكرامة.
ان الاغتيال السياسي الذي ذهب ضحيته الراحل شكري بلعيد يذكرنا جميعا بالاغتيالات المشابهة و السابقة في مصر و لبنان و فلسطين وسوريا و الاردن و المغرب،الخ، و ما تبع ذلك من مماؤسة انواع العنف المادي و المعنوي في حق المفكرين و المناضلين و المناهضين للنكوص و الرجعية.
وإذا كانت القوى الظلامية المتسترة بلبوس الاسلام كشفت في السنين الاخيرة عن وجها الحقيقي، و عن عدائها المطلق للتقدم و الحداثة و الديمقراطية، فان ما يجري اليوم من حولنا يجعلنا معنيون كنخب ديمقراطية وعلمانية وحداثية للعمل على خلق جبهة وطنية حقيقية لمواجهة الظلامية من دون تردد أو حيادية، كما ان العنف اللفظي الذي اصبح اليوم في المغرب جزءا لا يتجزأ من ممارسة و خطاب الحركات الاسلامية في كل المواقع التي تحتلها، قد يتحول في كل لحظة الى عنف السلاح و هدر و سفك دماء الاحرار المغاربة.
ان تقوية التيارات الديمقراطية بتعددها و تنوعها باتت ضرورة ملحة من أجل بلورة عرض سياسي مناهض للفكر الشمولى، الرجعي و الظلامي، نظرا لحجم الرهانات التي تنتظر كل الديمقراطيين و التقدميين المغاربة من اجل تحصين المكتسبات و تفعيل اليات العدالة الاجتماعية حتى لا يتم الركوب على ضحايا الفقر و التهميش و الهشاشة و الاستبعاد الاجتماعي من اجل تجنيدهم ضد العلم و ارادة المعرفة و ارادة التغيير، و توريطهم في جرائم العنف و التصفية الجسدية.
هناك الكثير من الممارسات السلبية نعيشها اليوم جماعة،نريد ان نثبت لبعضنا البعض من هو التقدمي الحقيقي و من هو الوطني الفعلي و من هو الديمقراطي الصحيح، بل نبحث احيانا حتى على من ينقط و يؤشر على ممارساتنا النضالية، في حين ما يهم الطرف الاخر هو حشد الدعم و ممارسة الاستقطاب في صفوف الضعفاء و الفقراء و المحتاجين عن طريق تقديم بعض الخدمات الاجتماعية البئيسة او عن طريق تمويل "مشاريع" مذرة للربح، الخ. وكأننا في العهد العباسي الذي كان يعفي من الجزية معتنقي الاسلام.
لقد لعب التيار الديمقراطي الحداثي دورا طلائعيا في مسيرة التحرر و الانعتاق منذ بداية الاستقلال رغم ما تعرض له من جمر و رصاص، و هو ما يجب أن لا ننساه. لكن، ما تمليه المرحلة من نضال مدني و سياسي ضد من يخوض الحرب ضد القيم الكونية و الحريات الفردية من أجل الاستبداد الديني المتطرف، يسائلنا جميعا و يجعلنا نختار المستقبل للمواجهة المباشرة مع كل من يعتبر الديمقراطية بدعة.
ان السطو على ثورة اليسامين و قتل شرفائها و تعنيف قيادتها و ترهيب المساندين و المتعاطفين معها، أمر يستحق منا اكثر من المساندة و التضامن و الحزن، و ان التضامن الحقيقي مع الشهيد شكري بلعيد هو العمل الجماعي من اجل حماية المجتمع المغربي من خطر الاسلام السلفي على النمط الوهابي المستورد و غيره من الممارسات المذكية للصراع و المهددة للسلم الاجتماعي و السلام الجهوي و العالمي.



#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايمن لم يمت...
- من قتل محمد؟
- رسالة مقتوحة الى السيد رئيس الحكومة
- بنكيران أفيون الشعب


المزيد.....




- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - المريزق المصطفى - اغتيال شكري بلعيد...كلنا معنيون