خزعبلات الرأس مالية

مجدي مشعل

الحوار المتمدن-العدد: 4010 - 2013 / 2 / 21 - 08:51
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

هنالك تصورات شائعة خصوصا في الشرق والعالم الثالث حول وجود قوى خفية ونخبة شيطانية تدير كل الاحداث في العالم وتقرر مصير الحكام والشعوب.
تشعل الحروب وتنهيها ولا يحدث شيئا في العالم بدون موافقتها او بقرار منها
ويذهب البعض الى سرد حكايات اسطورية حول هؤلاء الشيطانيون
ويعيدون جذورهم احيانا الى الفراعنة بينما يضفي عليهم البعض صفات خرافية خيالية
ويحاولون قراءة رموز هندسية مختلفة لربطها بهذه القوى الخارقة الفوق طبيعية التي تدير وتسيطر على البشر
ويبدو ان هنالك ميول غريبة لدى البشر على الاقل في عصرنا هذا نحو تصديق الخرافات
والخزعبلات الفكرية المليئة بالغموض هذه وغيرها على غرار الصحون الطائرة
والجمهوريه الضائعة في قاع مثلث برمودا الخ. لاسباب عديدة سنتجنب الدخول في تفاصيلها لتركها لعلماء النفس والاجتماع
وسنكتفي بالحديث عن هذه الظاهرة الخيالية من جانبها الواقعي

ان اليات النظام الراسمالي تبني الهرمية القائمة اصلا على مقدار الثروات التي تملكها الشركات والاسر والافراد
والتي تحدد بالتالي نفوذ هؤلاء في المجتمع. هذه الظاهرة لا علاقة لها بشياطين وقوى ما فوق بشرية بل باليات النظام الاجتماعي نفسه.
هنالك نخبة من الشركات والاسر والافراد الذين يمتلكون تقريبا معظم الثروات على سطح الكوكب وهم متنفذون بالتاكيد
ولكنهم يلعبون ضمن اليات اقتصاد السوق وهم يعملون ما في وسعهم لابقاء البشر في جهلهم للمحافظة على نظامهم الاجتماع
ي وذلك ليس لانهم اشرار بطبيعتهم بل لانهم لا يعرفون طريقة اخرى لتنظيم المجتمع غير الراسمالية.
فاذا كان لا بد للبشرية ان تعيش في ظل هذا النظام الاجتماعي فان ما يفعلونه صحيحا ضمن قوانين اللعبة الراسمالية
والتي تتطلب خنوع المجتمع لتلك القوانين،
واستسلامهم للعبة وذلك لتجنب الدخول في حالة انهيار اجتماعي لا يعرفون عواقبه،
ان هذه النخبة الموجودة في اعلى الهرم لا يعرفون طريقة اخرى للحياة وليس في مصلحتهم تغيير الامور
لانهم ليس هم المتضررين من هذا النظام وهم لذلك يحاولون بكل جهدهم للمحافظة عليه من الانهيار،
ولكي ينجحوا في عملهم على ال 99% من البشر أن يكونوا عبيد مهذبين منشغلين عن معرفة الحقيقة ،
لا توجد قوى خرافية بل توجد قوى تريد المحافظة على نظام اجتماعي يتهاوى,
والمؤامرات التي ينفذونها في الخفاء تهدف احيانا الى جمع الثروات واحيانا الى اغراق المجتمعات في الجهل
لتسهيل مهمة السيطرة عليهم و ادارة نظامهم الفاسد .

#مجدي_مشعل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات