أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - اثنان يخافون من النائم:اللص والحاكم














المزيد.....

اثنان يخافون من النائم:اللص والحاكم


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4009 - 2013 / 2 / 20 - 22:57
المحور: كتابات ساخرة
    


لا أحد يحسب للنائم حسابا إلا إذا كان ذلك الشخص لصا أو حاكما يخافُ من حركات النائم التي من الممكن أن تتحول حركته وهو نائم إلى يقظة بالكامل,أما أولئك الشرفاء فإنهم على الأغلب لا يخافون من النائم مطلقا لأن كل شيءٍ لديهم على بينة,ويقال:اثنان بالتمام وبالكمال يخافون من النائم, وهما: اللص والحاكم,وشعبنا العربي نائم بالتمام وبالكامل ولا أحد من الحكام العرب وأعوانهم من اللصوص يعرفون متى يستيقظ هذا الشعب النائم لذلك يحسبون للنائم مليون حساب لأنهم يعملون بطريقة خاطئة وإذا ما استيقظ النائم ورآهم فإن هنالك على الأغلب فضيحة كبيرة ستحدث للحاكم وللحرامي,وسيحلف الحاكم بشرفه وسيحلف اللص على دينه أو على أولاده بأنه ما جاء للسرقة بل للتنزه ليلا تحت جنح الظلام في بيتٍ صغير معظم سكانه نائمون وغارقون في الحلم السابع.

وأغلبية اللصوص الذين يسرقون قوتنا هم والحكام يخافون من صحوتنا إذا استيقظ أحدنا يوما على أصوات خطوات اللص ألحرامي الذي يحاول فتح باب الدار بطريقة بطيئة ومملة حتى للص نفسه, أو القفز من فوق السور لكي يخفي أثره وأثر أزيز باب الدار,وكل حركة صغيرة كانت أو بطيئة يخاف منها اللص أو الحاكم,فإن دخل منزلك لصا وسمع صوت هرة فإنه سرعان ما يهرب من البيت خوفا من(مواء) الهرة,حتى أصوات الصراصير تخيف الحرامي وتخيف الحاكم, لذلك يحاول اللصوص والحكام معا تكميم كل الأفواه كلما هبوا لسرقتنا,وأيضا صوت أو أصوات الرياح مرعبة ومثيرة للحاكم وللص فربما يستيقظ النائم على أزيز الباب حين يتحرك من مكانه بفعل قوة الريح وسرعتها,وكل حركة مخيفة للص وللحاكم حتى دبيب النملة بالنسبة للص تدوي بأذنه وكأنها صوت قنبلة قد انفجرت,وكذلك الحاكم تبقى عينه على النائم ليلا ونهارا لكي يهرب إذا ما استيقظ هذا الشعب النائم,وبالمناسبة النائم لا يخاف لا من الحاكم ولا من اللص لأنه لا يشتغل تحت جنح الظلام ولا يحمل بيده سكينا أو ذراعا حديدية يفتح فيها كل الخزائن المغلقة,إن الحاكم يضع الجواسيس ويدربهم على تنويم الشعب مغناطيسيا أو بوضع المخدر لهم من خلال الأماني والوعود التي يطلقها ويوعد من خلالها الناس بالمستقبل الواعد والمشرق وبظهور المخلص الذي سيخلص العالم من الأشرار,واللص يبقى بعينيه يرقب النائم وهو يرتجف منه إذا تحرك يمينا أو يسارا.

ولا يوجد إنسان على وجه الأرض أجبن من الحاكم أو اللص,فهؤلاء لا يخاف منهم إلا الأطفال الصغار الذين عودهم أهاليهم على الخوف من ألحرامي وكنا ونحن أطفال يقول لنا أهلنا:ناموا قبل ما يجي(يأتي) ألحرامي,لذلك كنا ننام ونقفل عيوننا على غيمة كبيرة من الخوف ولكن تبين لنا بعد أن تعدينا سن الخوف بأن ألحرامي يخاف من حركة يد النائم وهو نائم وبإمكان أحدكم أن يجرب ذلك أو لا بد بأن أحدكم قد مر بهذه التجربة حين يستيقظ على صوت خطوات اللص فإن اللص يهربُ بسرعة بمجرد ما يشعر بأي حفيف أو بأي حركة من النائم,ولا يوجد منظر في الدنيا مثيرٌ للسخرية مثل منظر الحاكم وهو يراقب بحركات النائم وتقلبه على فراشه يمنةً ويسرةً, والاثنان يخافون من النائم والنائم لا يخاف منهما,حتى أن الميت يخاف منه بعض الناس وأولهم:اللص والحاكم.

ولا أحد يراقب النائم إلا من لديه نية في السرقة, فما دام اللص يراقب بالنائم فهذا معناه أنه ينوي السرقة أو القتل تحت جُنح الظلام,ولا أحد يراقب بالنائم إلا الحاكم نفسه الذي ينتظر بالصاحي أن ينام قليلا أو كثيرا من شدة التعب لكي يشتغل شغله في إطلاق أيد اللصوص الذين يسرقون الناس وهم غائبون عن الوعي بالكامل.

ومن هذا المنطلق نحن فعلا شعوبٌ عربية نائمة يخاف منها الحكام واللصوص لذلك يضعون الرقابة علينا وعلى كل ما نكتبه أو نقرأه ويمدون ببصرهم بعيدا تحسبا بأن يستيقظ أحد النائمين ويلقي بالقبض على اللص أو على الحاكم نفسه,وتخيلوا معي منظر اللص الذي يستيقظ عليه النائم وهو يحاول سرقته,وتخيلوا معي منظر الحاكم حين يستيقظ عليه ملايين المواطنين وهو يحاول غشهم وخداعهم بشتى الوسائل والإجراءات.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشهر جملة العالم
- لماذا لا يسمي الغرب أبناءهم على أسمائنا كعرب مسلمين؟
- صورتي2
- عاري
- أنا إنسان فاشل
- إبرة مخدر
- هذه هي حياتنا
- هل تريد أن تحكم مصر؟
- أنا مثل إسرائيل
- اللعب مع الكلمة
- جهاد في عالم الضياع
- اليوم الذي كنت خائفا منه
- الكل مشهور
- ألم الحرمان
- الأصدقاء المزيفون
- رحلة العذاب
- الإنسان مخلوقٌ فوضوي
- مساعدة الفقراء تؤجل الثورة
- كيف يختار الله الرسل والحكام وكبار رجال الأعمال
- العبور من ديانة إلى ديانةٍ أخرى


المزيد.....




- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - اثنان يخافون من النائم:اللص والحاكم