ثورة العصيان المدنى

ميشيل نجيب
كاتب نقدى
(Michael Nagib)

الحوار المتمدن-العدد: 4008 - 2013 / 2 / 19 - 23:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

إن المجتمع المصرى يغلى على سطح صفيح ساخن جداً وإعلان الحركات والقوى الثورية الشعبية العصيان المدنى بمدن القناة وسيناء يدل على صرخة المظلوم المخدوع المسلوب حقوقه بل وحقه الكريم فى الحياة مثل بقية الأحياء الأحرار، العصيان الشعبى ضد قلة إحترام النظام لشعبه
ولمطالبهم العادلة ولن يسكت عن المطالبة بها، وكما هى العادة من مرسى وحكومته فإنهم كانوا كرماء جداً لدرجة السخاء والتبذير فى إعلان الوعود بتحقيق مطالبهم وإنهاء مشاكلهم، لكن المواطنين أكتشفوا أنهم وقعوا فى حبائل الجماعة المحظورة والخداع عقيدتهم الأبدية، لقد أنهار الجدار الذى حاولت المحظورة بناءه حولها وحول وعودها الكاذبة والتعتيم الإعلامى على جرائمها اليومية ضد الشعب.

لقد سقطت شرعية نظام مرسى وجماعته عندما بدأ فى عدم الألتزام بالقوانين المصرية وأنتهك حياة المصريين بالقتل والبلطجة والإرهاب، قتل وتعذيب وأغتصاب أبناء مصر يُسقط فوراً أى شرعية لحكم مرسى المسئول عن كل ما وقع من جرائم، العصيان المدنى خطوة ثورية جريئة تحتاج من باقى محافظات ومدن مصر التضامن معها لتتيقن قوى ومليشيات الجماعة المحظورة أن الشعب فى بورسعيد وسيناء هو نفس الشعب فى الأقصر وأسوان وصعيد مصر، العصيان هو قرار ثورى لتحقيق مطالب الثورة والشعب الحقيقية والمشروعة التى تجاهلها مرسى ونظامه يوماً بعد يوم، حتى أدرك الشعب أن نظام حكام الصناديق الديموقراطية المزورة هو نظام باطل وأثبتت الأيام والشهور أنه لم يكن قراراً حكيماً تجربة تنظيم دينى يشتهى حكم الناس وإخضاعهم لتنفيذ ما يعتقدون أنه الحل الأمثل لحكم البشر.

إذا كانت توجد بالفعل معارضة مهما كان أسمها فالواجب الكبير عليها أن تنزل إلى الشارع لتتضامن مع العصيان الشعبى دون خوف من الدكتاتوريين وأستبدادهم الذىن يعملون على أنهيار دولة كبرى من حقها أن تكون فى مصاف الدول الكبرى المتقدمة، وأستمرار العصيان الشعبى لليوم الثالث على التوالى فى بورسعيد وأمتداده لباقى مدن القناة وسيناء، يجعلنا ننتظر أمتداده لباقى مدن مصر وأن يكون هناك وعى من الشعب أن مصر فوق الجميع، وأن يكونوا يداً واحدة تعمل من أجل مصلحة مصر وشعبها وليس من أجل مصلجة الجماعة المحظورة وأعضاءها الذين يزرعون مبادئهم بالقوة والعنف وهى كلها أفعال مرفوضة من الجماهير التى تحب مصر.
قام مرسى بفرض حالة الطوارئ ثم تراجع عنها وأعطى المحافظين حق تطبيق حظر التجول حسب الحالة الأمنية، وتراجعت الحكومة وفشلت فى فرض حظر التجول على شعب مدن القناة الذين يثبتون لبقية الشعب المصرى أنهم قادرون على أستلهام روح ثورية جديدة تقود وتدفع بالثورة إلى الأمام، ورغم ذلك فإن رجال الجماعة المحظورة لا يستوعبون خطورة ما سيحدث فى الأيام القادمة وعليهم أن لا يستهينون بما أرتكبوه ويرتكبونه يومياً من أخطاء فى حق مصر وشعبها، وعليهم أن لا يتجاهلوا الأعتصامات والمظاهرات والأحتجاجات الغاضبة الرافضة للظلم والأستبداد، لكن أستمرار مرسى ونظامه فى التجاهل للواقع الشعبى يثبت أنهم يريدون نشر الفوضى فى مصر وليسوا صادقين فى إحتواء الأزمات التى أنتجها نظامهم الإنتهازى الفاشل والذى لم يقتنع بعد بفشل أساليبه فحاول رشوة أهالى بورسعيد، الذين رفضوا تلك الرشاوى المكشوفة والتى وصفوها بالرشوة المقنعة التى قدمها مرسى لهم، وأعلنوا أستمرارهم فى العصيان الشعبى حتى تتحقق المطالب الجماهيرية.

العصيان الشعبى أطلق رسالة صريحة لكل مهتم بمصر الحضارة، رسالة تقول أن الديموقراطية ليست هى الحل وإنما الإنسان هو الحل، الإنسان الذى يؤمن بالمواطنة وبهويته المصرية الإنسان هو الذى يصنع الديموقراطية وسط قضاء عادل لا يخضع لجماعات دينية أو سياسية، بل قضاء يقف على الحياد يراقب الفساد والتزوير يرفض الإعلانات الدستورية والقرارات الرئاسية الباطلة التى تخدم النظام وتخدع وتضلل واقع ومستقبل شعب بأكمله.

هل ستكون بورسعيد الشمعة التى تنير لبقية مدن مصر ليبصروا طريق المقاومة الجديد لأسترداد الثورة الشعبية؟
أكرر مرة أخرى: الإنسان هو الحل!!!!

#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات