أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ثقافة الاعتذار














المزيد.....

ثقافة الاعتذار


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4008 - 2013 / 2 / 19 - 18:11
المحور: الادب والفن
    



لايمكن النظرإلى الفعل الثقافي إلا كبنية متكاملة، وإن كان مفهوم الثقافة يعد الحاضنة الأكبرللنشاط البشري المنظم، ليكون الفكروالفلسفة والإبداع والنقد وحتى السياسة من ضمن مفردات هذه الحاضنة. ولعلنا-في المقام نفسه-لا يمكن أن ننظر إلى الممارسة اليومية للكائن البشري-بشكل عام- وللمثقف-بشكل خاص، إلا كتجسيد لواقع ثقافته، لنكون أمام تمظهرات هائلة، لاحصر لها، للثقافة، يمكن الإشارة إلى بعض ملامحها، بدءاً بالعلاقة الناظمة في البيت، ومروراً بكيفية التفاعل مع الآخرين، سواء أكان في الشارع، أو المدرسة، أو مكان العمل، ناهيك عن أن لعاملي التربية و التجربة، وهكذا بالنسبة إلى العادات والتقاليد بل والبيئة، في حياة الفرد، الدور الكبير في تشكيل بنيته الثقافية.

ولعل الثقافة، على ضوء مثل هذه المكونات-وهي جزء مهم منها فحسب- تجعلنا ندرك أن الفعل الثقافي يرافق المرء، منذ أن يفتح عينيه على النور، ليستمر ذلك طوال حياته، إذ يمكن النظر إلى أية ممارسة سلوكية من لدنه، على أنها-في التالي- تجليات ثقافية، تتبدى عبر رموز وإشارات وحركات وأفعال، تسهل من عملية استقراء أثره، في كل محطة يمر بها، سواء أكانت موقفاً، أوإنتاجاً، ضمن المحددات الزمنية، اللحظية، والعامة.

ومادامت تفاصيل الفعل الثقافي، تمتد على مساحة واسعة في حياة المثقف، كما سواه، فإن مُهمةَ الثقافة تغدو بهذا المفهوم جدَّ مهمةٍ، إذ يمكننا اعتبار كل ما يبدرعن المرء إنما هو ترجمة ثقافية خاصة، من لدنه، عن كل ما يتناوله، صغيراً كان أم كبيراً، مادام أن هناك نواظم، ومعايير، تتأسس ضمن محوري الخيروالشر، الجمال والقبح، وغيرهما من الثنائيات الأخرى التي تكاد تكون واحدة، أولاً وأخيراً.

وبدهي، أن المرء خلال تواصله الحياتي مع الآخرين، يصدر مواقف مستمرة، تنوس بين طريقة معاملة الآخرين، وكيفية التفاعل مع سلوكياتهم وأفكارهم، سلباً أو إيجاباً، وهي قد تكون مواقف ناضجة، دقيقة، صائبة، أو سريعة، خاطئة، حيث أن كل الاحتمالات واردة، تبعاً لقراءة اللحظة المعيشة من قبل قارىء الحدث المتناول.

وقد أكدت التجربة الحياتية، أن من شأن عامل الزمن، أن يستجلي الأمور على حقيقتها، لإزالة أي التباس يكتنف الحدث الذي تتباين وجهات النظرفي تقويمه، ولعل بعض أصحاب وجهات النظر قد يقعون في أخطاء فادحة، نتيجة عدم استبيان الآفاق أمام نواظرهم، ولكن بعد فوات الأوان.

ومن هنا، فإن من اللزام على المثقف، أثناء اكتشاف أيِّ خطل في وجهة نظره الشخصية، المبادرة للإعلان عن ذلك، دونما أي تردد، لأن في ذلك ما يعزز من حضوره، ومصداقية خطابه، و ينم عن شجاعة ثقافية، مادام قيام المثقف بإعادة النظر في أي موقف أبداه، إنما يخدم سيرورة وجدوى خطابه، ودليل سعة أفق وروح سامية، تليق بالمثقف العضوي الغيورعلى رؤيته واسمه، بل وعلى الخطاب الثقافي، والمحيط العام من حوله.

أجل،إن ثقافة الاعتذار، وفق هذا المفهوم تنم عن نضج معرفي، وثقة بالذات، وإخلاص مع النفس، والعالم، ومع الثقافة، والفكر، ومتلقي الخطاب الذي لا أهمية لأي خطاب من دونه، كما أنها حاجة كبرى لدى أي صاحب خطاب ذي خصوصية، ولابد من تعميمها، كي تكون جزءاً من بنية ثقافتنا العامة.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين لغتي السرد والشعر
- أسئلة اللحظة2
- رأس أبي العلاء المعري
- العصرالذهبي للشعر
- سري كانيي: من بوابة الثورة إلى بوابة الفتنة- ومفرقعات منع رف ...
- أنا والآخر
- خصوصية الرؤية
- سري كانيي/رأس العين غموض الجليِّ وجلوُّ الغموض
- غموض النص الشعري
- نداء عاجل إلى الأخوة في حزب العمال الكردستانيpkk:
- كتابة في دفاتر-سري كانيي/رأس العين-2-3
- كتابة في دفاتر-سري كانيي/رأس العين
- سري كانيي امتحان الوطنية الأكبر..!
- الأُسرة الأكبر
- لعبة التماثيل:
- سوريا الآن: صورة فوتوكوبي بالأسود والأبيض
- بشارالأسد: كذاب سوريا الأول
- الكاتب بين الرؤية والممارسة
- أربع بوستات
- آليات تلقي النص الشعري


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ثقافة الاعتذار