أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - روبير البشعلاني - اليسار إبن تركيبته الإجتماعية














المزيد.....


اليسار إبن تركيبته الإجتماعية


روبير البشعلاني

الحوار المتمدن-العدد: 4008 - 2013 / 2 / 19 - 14:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعليقا على مقالة ناهض حتر في -الأخبار-
كل حزب, شاء أم أبى, يمثل قوى إجتماعية محددة في المجتمع العامل فيه. تركيب الأحزاب اليسارية في لبنان غلب عليه تاريخياً فئة المعلمين عامة الابتدائيين والتكميليين على نحو جارف. وطلابهم طبعاً وتلاميذهم.
لا يغير الأمر تلك الحركات "الطفولية" التي تركبت من طلاب الجامعات الغربية الذين "أكثروا" من قراءة الماركسية ومن الجعجعة الثورية والذين نجد أغلبهم اليوم في قيادة الحركات الطائفية المرتبطة بنواطير النفط.
وهذا ما تعكسه التحركات التي جرت في فترة "الصعود المطلبي" في بداية السبعينات من القرن الماضي.
وهذا ما تعكسه برامج الأحزاب اليسارية وليبراليتها وبعدها عن الهم الوطني والتوحيدي العربي و"لبننتها".
وهذا ما يعكسه سلوكها التابعي لقوى طائفية لبنانية كانت تسعى الى ثأر طائفي تاريخي.
وهذا ما يعكسه تركيب قياداتها الطائفي "المدروس" رغم نفيه باستمرار.
وهذا ما سهل انزلاق الكثير من قياداته بعد انهيار الاتحاد السوفياتي, اي انهيار خط المصالح السوفياتي, الى تحالفات وقناعات يمينية واضحة مع قوى رجعية عربية على رأسها قوى قبائل الخليج الحاكمة.
القوى الاجتماعية المتذبذبة بسبب وضعيتها الوسطى في الهرم الاجتماعي يجعلها ومن الناحية الموضوعية عرضة للإنتهاز ونزعات السلطة السريعة. وعندما تكون هذه القوى بالذات هي القاعدة الاساس للأحزاب اليسارية فلا نتعجبن من النتائج الحالية.

هذه القوى الوسطى في المجتمع ذات النزعة الطبيعية والطموح الى "الصعود" لا تساعد على طرح وفهم حقائق المجتمع الملموسة خصوصا عندما تكون قرابية فتسود الخطابات "العامة" والطبقية الأوروبية.
القوى الوسطى في المجتمع لا تأخذ مصالح الناس "تحت" ولا "برا"( الخارج). أي لا تدافع عن مصالح الطبقات الشعبية غير الممثلة في احزاب اليسار ولا مصالح القوى الشبابية المهمشة غير الداخلة في المجتمع بعد, الصعاليك العاطلين من العمل, ولا عن مصالح العمال "الأجانب" ( أي العرب ).
القوى الوسطى "الطموحة" تميل باتجاه "الهواء" وتقبله كمعطى طبيعي. من هنا قبول هذه الأحزاب بنتائج التقسيم الامبريالي للمنطقة والعمل بعكس الامبريالية ذاتها وبعكس القوى العربية الحاكمة على قاعدة الدول "النهائية". بينما كانت الامبريالية من جهتها تعمل على مستوى المنطقة ككل .
القوى الوسطى "المثقفة" لا مصلحة لها في قراءة المجتمع كما هو, أي مجتمع قرابي رحمي وديني, مجتمع العائلات الروحية وروح العائلات, من هنا كان نفيها بالمطلق لوجود الطوائف واعتبار ذلك نفخا اصطناعيا من قبل بورجوازية كومبرادورية.
القوى الوسطى لا مصلحة لها بالراديكالية وبالتالي لا مصلحة لديها في فتح الصراع مع منظومة الهيمنة الاستعمارية في المنطقة لأن مثل هذا الصراع بحاجة الى قوى جذرية لها مصلحة في فتح صراع شامل مع الناهب الدولي وجميع أدواته المحلية, نواطير النفط, ومع المخفر الوظيفي الاسرائيلي للغرب الرأسمالي الناهب.
دراسة أزمة الأحزاب اليسارية في العالم العربي غير ممكنة بدون التطرق للتركيب الإجتماعي لهذه الأحزاب وتمثيليتها الإجتماعية. الجانب الثقافي والإدعاءات الطبقية حسب "الكتب السميكة" وحدها لا تكفي.
من هنا فإن الخروج من المأزق يحتاج الى التوجه الى قوى المجتمع صاحبة المصلحة في قيادة التغيير وفي قيادة قلب منظومة النهب من بابها الرئيس , من الخليج حيث احتكار الموارد العربية من قبل أقلية سكانية وحيث ينحصر النهب الدولي بصورته الأساس.
الخروج من المأزق وحدوي بالضرورة( اشكاله قد تكون عديدة وتصاعدية) وصناعي بالضرورة واسترجاع الموارد والتحكم بها من قبل شعوب المنطقة بالضرورة واسترجاع الأرض والفلسطينية على راسها.
الخروج من المأزق هو بالتوجه الى قوى الصعاليك والعاملين بلا أمل لكي يقودوا هذه العملية التاريخية لأنها مهمتهم, وليست من مهمات النخب "المعلمة" التي عليها في جانبها التقدمي ان تلتحق بمعركة أصحاب المصلحة.
على أي حال هذا ما بينته حتى الآن تجارب تونس البلعيدية التغييرية وتجارب الحركة التغييرية في ميادين مصر حالياً.
الخروج من المأزق لا يمكن أن يكون عبر مشاريع قطرية أيا كانت شعاراتها ومحتواها. فكل تغيير محلي يغرقه في تفتت وتشظي النسيج الإجتماعي القرابي وتقود الى تأبيد منظومة هيمنة الناهب الدولي. فديمقراطية العراق مثلا ليس فقط لم تقد الى الديمقراطية بل الى التفتيت وتشظي الدولة وخصوصا الى تعزيز وتأبيد تقنية الهيمنة على الموارد من قبل الاميركي



#روبير_البشعلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسوية -علم- الرغبات
- صعلوكيات / -إعلان دمشق- وجبهة النصرة : زواج العقل ؟
- فلسطين ,كرسي القش و-سفريات ابو عساف-
- الثورة الخرساء في سوريا ليست من اجل الحرية
- الطائفة مقولة فلسفية أم جسم اجتماعي قرابي حديث ؟
- اليسار شلح السوري يخوِن اليسار الفرنسي
- الاستبداد والحرية اوهام العمران البشري
- صعلوكيات / بيان من أجل الدولة العربية
- صعلوكيات/ الرأسمال الشكلي الطائفة و-الواسطة-
- صعلوكيات / نقطة على فاصلة جهاد بزي
- صعلوكيات/ يتحدثون بلغة السماء ويأخذوننا الى الجحيم
- صعلوكيات/ الربيع العربي : ثورة الصعاليك
- صعلوكيات: النخب الشبابية بين مطرقة الطموحات وسندان الاجتماع ...
- صعلوكيات : لماذا يريد الاميريكيون الديمقراطية في الشرق الاوس ...
- الطائفة : مشروع ديني ام سياسي ؟
- صعلوكيات : الدولة بين الطائفة والراسمال الشكلي. رد على سياسو ...


المزيد.....




- سوريا تطالب بانسحاب إسرائيل من مناطق سيطرت عليها بعد سقوط بش ...
- الخارجية السلوفاكية تستدعي السفير الأوكراني وتسلمه -احتجاجا ...
- لقاء مرتقب بين مبعوث ترامب ونتنياهو والجيش الإسرائيلي يسقط م ...
- بسبب اكتظاظ السجون.. السويد تدرس ترحيل المدانين لقضاء عقوبات ...
- السيسي ردا على ترامب: -لا يمكن أن نشارك- في تهجير الفلسطينيي ...
- السويد تدرس إمكانية استئجار -سجون- في دول أخرى!
- كانت في طريقها من دبي لموسكو.. طائرة -بوبيدا- الروسية ترسل إ ...
- تقرير عبري يثير تساؤلات حول غياب سلاح الجو خلال الساعات الأو ...
- أنباء عن مقتل ثمانية من أبرز قادة الدعم السريع في السودان
- نائب روسي: الضغط على موسكو بخصوص أوكرانيا أسطورة من تأليف زي ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - روبير البشعلاني - اليسار إبن تركيبته الإجتماعية