أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الواثق - اعمدة داكنة ..قراءة متواضعة














المزيد.....


اعمدة داكنة ..قراءة متواضعة


واثق الواثق

الحوار المتمدن-العدد: 4008 - 2013 / 2 / 19 - 00:15
المحور: الادب والفن
    


أعمدة داكنة ...قراءة متواضعة..
باستعاراته الواثق منها وانتقاءاته المعهودة طّل علينا الشاعر المتفائل بالغد المشرق والحياة ,رغم معاناته من الم مستديم ,وبابتسامته الفاترة المعهودة .ليضع نياشينه الخضراء على خد الورق الأبيض مستنطقا إياه .
فكانت بدايته الاشارية مواكبة لمسلسل الأحداث الداكنة في تلك القصة الاستعارية الوصفية الموجزة التي آلفها العراقيون منذ عقود وعقود ولا زالوا يتجرعون زق ّسمومها .
وكأنها عودة على بدء...فيقول :
هذا الواقف بين المفتاح وثقب الباب
لا يحسن التصفيق
يهز برأس فارغ من الحكايا
كأنه يتحدث عن شيخ عجوز هرم وبأسلوب قصصي طغى على القصيدة النثرية ,التي استباح الشاعر فيها حرمات القواعد الكلاسيكية التقليدية ,ليصل إلى الضفة الأخرى تحت ضغوط الإيقاع المتمرد والموزع هنا وهناك ,مزاوجا بين المتضادات التي سد بها ثغرات الفراغات بنسج المحترف, ويؤصد الأبواب مقدما .
فجاءت أساليبه البيانية الوصفية الثائرة على الواقع الداكن رسالة لمن يريد القفز على الزمن والواقع وعلى حساب الآخرين برأسه الفارغ المتدلي من شرفة الانتهازية وكأنه يذكرنا بقول الشاعر :
مليء السنابل تنحني بتواضع والشامخات رؤوسهن شوامخ
فكان المشهد الأول على مسرح القصيدة الداكنه ,بمثابة حلقة الوصل في عقده المنضود لننزلق معه في مسبحته القصصية بذكاء وقدرة المحترف ونعيش الأجواء كما هي وهو يقول :
كثيرون اللذين لا يحسنون الوقوف
بلا ملامح
أعمدة ظلام
تدار أعينهم بلا أمر
وتحيطهم السلالم دون صعود
فيأتون أبوابا للأقبية
فكانت كناياته عن أشباه او أشباح ينزون على واقع الحياة ,ليضعوا بصماتهم المشوهة على هذا الواقع.
فكانت اختصاراته الحادة ,وتوصيفاته المتواضعة قد حافظت على إيقاعية وتنظيمية القصيدة دون الإخلال بهما .( الوقوف بلا ملامح , أعمدة ظلام ,أبواب للأقبية ).
ذاك المبتسم قصيرة شفاهه
أسنانه كعاقولة برّ
لا حلم
لا ولادة كلمة
حراشف لسانه تمطر المفردات
كغار لاشيء سوى الصدى
يغمره الغبار كلما اجل الرحيل
وبغض النظر عن الأسلوب الحكائي او العامي المتواضع الذي انتهجه الشاعر الظالمي في هذا المقطع او المشهد الذي ربما نعتبره بيت القصيد , لا ان البساطة المتواضعة والتوليدات الإيحائية نقلتنا بأجواء القصيدة الى زمن كنا نتوق اليه .زمن اللهجة والبيئة والعامية المحكية المستوحات من الواقع الاجتماعي السماوي .
فطريقة المزاوجة بين الفقرات او المفردات المتضادة في المقطع مثلت أسلوبا فنيا لتوفيق الشاعر فيه.
وبدا الشاعر في المقطع الرابع بإطلالة مغايرة للمقطع السابق باستعارات موجزة ودقيقة يكاد يقحم نفسه في فلسفة انتقائية ضيقة ,لولا سيطرته عليها من خلال التلوين والتنويع البياني الموظف بشكل مدروس في استعاراته (الرقيب السائر تحمله الخطوات ,متشحا بعنجهية فارسي, تقلب الريح أذنيه , داكن اللفظ ).
فجاءت استعاراته الزاحفة على ايقاعية القصيدة ,متنقلة بين المحسوس واللا محسوسو منطقة الأشياء الجامدة

آما في المقطع الخامس فو صف الشاعر الظالمي ذاك المتطفل على الآخرين واصفا إياه بالغول الذي ينطق حروفا من سكاكين وينهش أجساد الأحلام ويعترض الناس في نومهم كالفزاعة في استعارة عن الغفلة .
وينقلنا الشاعر من خلال ومضة المقطع السادس التي نعدّها في غاية الروعة الى مناخات روحانية طقوسية قدسية تسلق إليها الأمل رغم أسوار اليأس الشابحة وأعمدة الدخان الداكنة ,فثمة امل .يحدودب بتعفف القارىء الجليل الذي جعله بطل الأمل والعفة في أجمل استعارات ( دمعت أوراقه خالية من الجمل )
واختصر الشاعر الظالميّ عيّال في المقطع السابع والأخير رحلته المريرة في قصيدته الداكنّه ليستفيق من كابوسه الذي حاول فيه اختراق ازمنته ,فاخترقته كالرصاص في أجمل وأروع مفارقات متضادة .
وقد يبدو للقارئ الكريم أننا تطاولنا بالمبالغة في قراءتنا المتواضعة والسريعة والمفاجئة هذه ,لكننا وإيمانا منا بمبد الإنصاف والوقوف على مسافة واحدة ضمن مسطرة القراءة المتواضعة والقياس المفتوح وجدنا ما يستحق منا أكثر من ذلك ومن الله التوفيق.



#واثق_الواثق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشكالية اللغة واللهجة
- اشكالية خروج قوات الاحتلال من العراق
- اشكالية الصراع السياسي والمذهبي في العراق
- اشكالية النصب التذكارية في العراق
- اسلوب الرفض في شاهدة قبر يحيى السماوي ..واثق الواثق . بحث اك ...
- النخلة والعصافير في شاهدة قبر يحيى السماوي..واثق الواثق
- رقصة السامري والدحة في بادية المثنى ..
- انا عراقي ...
- اشكالية عمالة الاطفال ...وقفة مع المسؤول ..
- الوطن في شاهدة قبر يحيى السماوي...
- اشكالية المصطلح البلاغي
- ااشكالية الرفض في شاهدة قبر يحيى السماوي..
- ماجدة غضبان ..هواجس امرأة شرقية في قصائد ممطرة ...
- اشكالية الصراع العقلي في العراق
- اسلوب الرفض في شاهدة قبر يحيى السماوي
- اشكالية التلوث في العراق والعالم ...
- اشكالية الصحفي الحكومي
- اشكالية التعليم في العراق..
- اشكالية النظام القبلي
- اشكالية الثقافة والثقة ..


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الواثق - اعمدة داكنة ..قراءة متواضعة