أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - عودة إلى قصة الدب والجب......














المزيد.....


عودة إلى قصة الدب والجب......


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4007 - 2013 / 2 / 18 - 19:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عــودة إلى قصة الدب والجب........
في بداية الأحداث السورية المريرة, بدأ السوريون داخل البلد وخارجها, يختارون صفوفهم.. وأنا بقيت شاهدا متألما.. على حياد ظاهر. وكلمة حياد في هذا المجال, ليست في مكانها الكارتيزي. لأنني كنت وما أزال رافضا كليا للطرفين المتنازعين. ولقد كتبت عدة مرات في هذا المجال وعلى صفحات هذا الموقع وغيره : أننا سوف نهرب من الدب.. حتى نقع في الـجـب... ولا بد أن أبسط القراء قد لاحظ أن الدب افترسنا من زمان.. وأن أشلاءنا وجثثنا وضحايانا مرمية في الجب.. مـنـسـيـة!!!.
بعد سنتين من مآس بلا حدود وأنهار دمـاء, وجرائم ضد الإنسانية, لا يمكنني على الإطلاق تـأيـيـد أي من هذه الأطراف التي تتقاتل بشراسة جاهلية بدائية على الأرض السورية. السلطة الحالية, بماضيها وما زرعت من فساد واحتكار الأفكار وحرمانات وغياب عدالة, خلال الخمسين سنة الأخيرة.. وهذه المعارضات الكراكوزية, ومقاتلوها الذين يحاربون تحت شعار تكبير.. تكبير.. وبـاســم إلـه ــ ديـكـور, لا علاقة له بكل ما فعلوا ويفعلون من جرائم ضد الإنسانية... لا يمكن لعقل إنساني سليم أن يؤيدهم بأي شكل من الأشكال... لذلك, وبعد سنتين من حرب داخلية لا اسم لها, وبعد أكثر من مائة ألف قتيل, وملايين المهجرين, ما زلنا بين الدب الذي يريد افتراسنا, والجب الذي نرمى فيه إلى الأبد... حسب المثل العامي : نهرب من الدب.. حتى نقع في الجب!!!.....
قصة الهروب من الـدب, للوقوع في الــجــب, معروفة في مشرقنا. ولا حاجة للدخول في تفاصيلها وتشبيهاتها وتمثيلاتها التاريخية والدينية والسياسية... وما يجري على ارضنا السورية اليوم, صور تكرارية مفصلة من تطبيقات هاذا المثل العامي ــ القصة.
حتى هذه الساعة, لا يمكنني على الإطلاق تأييد أي من هذه الأطراف, رغم ما يبدي الطرف الثوري ــ الديني من وسائل إعلام ودعايات ضخمة لها, سخرت لها مليارات الدولارات النفطية. كانت تصلح لبناء أضخم الجامعات العلمية والمستشفيات ومعالجة أسباب الفقر الحقيقي, لشعوب هذه البلاد التي تدعي نــشــر ــ ألف مرة دجلا وكذبا ــ نسمات الربيع العربي. وأن كل ما تعرضه السلطة الحالية من خطابات حوار مع الطرف الآخر, يبقى في حدود الخطاب الرسمي, بعيدا كل البعد عن فتح أية طاقة بسيطة, نحو حوار جدي مستقبلي منتج. حتى أنني بدأت أفهم وأتساءل فيما يهمهمه بعض البسطاء في بلدي, بأن الطرفين متفقان على تقسيم الكعكة من زمن طويل!!!...
*******
من مظاهر الجب الرهيب الذي وقعنا في جوفه المعتم, بلا رجعة, منظر مسجل على اليوتوب هذا اليوم, لإعدام مواطن سوري مدني موال للسلطة, حسب قرار الاتهام الذي قرأه أحد الجهاديين, مستقى من سورة البقرة, وكان وجه المتهم المقيد اليدين مغطى بقميص أو كنزة أو سروال, يرتجف خوفا وهو يستمع حكم إعدامه, ثم لعلع الرصاص مرافقا صراخات تكبير.. تكبير.. كالعادة... وسقط هذا الإنسان السوري البريء, دون أن يفهم لماذا يعدمونه, كــحــشــرة.. لا كإنسان!!!.......
مسطرة من البديل الذي يعرض علينا اليوم, في أسواق الثورة والحرية والحوار... محاكمات يقررها فرد واحد ملتح, حسب شريعته الإسلامية التي يفسرها حسب مزاجه, وحسب تفسيراته.. ولا قرار سوى قراره.. وكل من لا يفكر مثله كافر زنديق شبيح ابن قردة!!!............
مساطر.. مساطر من هنا وهناك... ابتلينا بهم.. حكام أم ( ثوار )... والبلد يـئـن ويـئـن ألما ويأسا ودروبا مسدودة...كأننا غرقنا إلى الوراء في جور العتمة, خمسة عشر قرنا, بدلا من التطلع إلى العالم.. إلى مستقبل بلدنا وأولادنا...
هذا اليوم.. وأكثر من أي يوم آخـر, بعد رؤيتي لهذه الفيديو التي تدوم دقيقتين على اليوتوب... وساعات هلع للمحكوم البريء... لم أعد أرى أي أمل لأي حوار معقول, من قبل هذه الأطراف التي تريد تقرير مصير حياتنا ومستقبلنا, وإعادة بناء هذا البلد الحزين المهدم.
*********
في نقاش دار مع أحد المواطنين السوريين, الذي يشغل منصبا (جامعيا) مرموقا في فرنسا, منذ ثلاتين, والذي يمضي غالب وقته في جامع المدينة أكثر مما يمضي في جامعته أو كليته أو طلابه. وهو من أنصار المعارضة الإسلامية المسلحة.. صرح في إحدى نقاشاته الطنانة, إثر اعتراضي على الصبغة الدينية التي اتخذتها (الثورة) وطابع العنف الذي اتخذته.. جاءني جوابه العجيب الغريب آنــيــا, وهو الآكاديمي الجامعي, بأن الثورة الفرنسية أخذت أكثر من مائة سنة, حتى اتخذت مجراها الطبيعي, وظهور أولى بوادر نتائجها, رغم ما سببت في بداية بداياتها من ضحايا وتخريب.
هنا كدت أنفجر... ولكنني لم اتمكن من كبت جواب : يا أستاذي الكريم.. لا تشبه ما لا يشبه... بالإضافة أن الثورة الفرنسية.. هي أول من نشر مبادئ العلمانية في فرنسا.. وفي العالم كله... وهذه كانت أولى حسناتها.. بالإضافة إلى شعار : حــريــة.. مــســاواة.. تـــآخــي... وثورتكم تعدم الأبرياء.. تحكيما لــســورة الــبــقــرة!!!...وهذا هو جــبــكــم الموعود لشعبنا وســوريــانــا.. مدى الحياة الأبدية... والحوار مع هذا النوع من الأنظمة.. بعدما رأينا ما حدث في العراق و تونس وليبيا ومصر والسودان وغيرها والعديد من الدول التي التحفت ثوراتها وحروبها وخطاباتها الأولية برداء ــ ما سمي ألف ألف مرة خطأ الربيع العربي ــ وسرعان ما طبقت الشريعة الإسلامية, كما كانت من خمسة عشر قرن... شــاهرة سيوفها المدماة ضد الحريات الحقيقية وأمل بداية الديمقراطية والعلمانية, التي كانت شعوبنا بحاجة مــاســة إليها من سنين مريرة حزينة.
بــــالانــــتــــظــــار....
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي ومحبتي وصداقتي واحترامي.. وأصدق تحية مهذبة.. حــزيــنــة.
غـسـان صــابــور ــ ليون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنغير الموضوع....
- رسالة إلى صديقتي نيللي
- كلمات من دفتري
- أجوبة على تساؤلات
- تحية إلى البابا بينيديكتوس السادس عشر
- الأزهر.. ومؤتمر القمة الإسلامية...
- مفاوضات و حوار؟؟؟!!!...
- خواطر إلى وعن بلدي
- دفاعا عن الشعب السوري
- اللي بياخد أمي.. بسميه عمي... يا للعار.
- عودة إلى صديقي الكاهن
- جاري لديه مسدس...
- ما بين جنيف وباريس!...
- صور على الفيسبوك أو كلمات صريحة غير منقحة
- جرائد عربية...تحية إلى نزار قباني
- غوبلز.. مدام كلينتون.. ومساعد وزير الإعلام السوري
- مقال مفيد ضروري
- 2 + 2 = 5
- سياسات عجيبة غريبة
- رد و مشاركة


المزيد.....




- مكتب نتنياهو يتهم -حماس- بممارسة -الحرب النفسية- بشأن الرهائ ...
- بيت لاهيا.. صناعة الخبز فوق الأنقاض
- لبنان.. مطالب بالضغط على إسرائيل
- تركيا وروسيا.. توسيع التعاون في الطاقة
- الجزائر.. أزمة تبذير الخبز بالشهر الكريم
- تونس.. عادات أصيلة في رمضان المبارك
- ترامب: المحتال جو بايدن أدخلنا في فوضى كبيرة مع روسيا
- روته: انضمام أوكرانيا إلى حلف -الناتو- لم يعد قيد الدراسة
- لوكاشينكو: بوتين تلقى اتصالا من أوكرانيا
- مصر.. اكتشاف مقبرة ملكية من عصر الانتقال الثاني


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - عودة إلى قصة الدب والجب......