|
رسائل من منظمة فاشية تهدد باعدام شخصيات سياسية واعلامية عربية
نبيل عودة
كاتب وباحث
(Nabeel Oudeh)
الحوار المتمدن-العدد: 4007 - 2013 / 2 / 18 - 18:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رسائل من منظمة فاشية تهدد باعدام شخصيات سياسية واعلامية عربية
إسرائيل 2013: من أزمة سياسة إلى أزمة أخلاق وزعت جمعية يهودية فاشية تحمل اسم "همتسيلا" ( أي المنقذة) رسائل تهديد بالقتل ( او حكما بالاعدام حسب لسان الرسالة) شملت رسائلهم الأولى عضوا الكنيست من التجمع د. جمال زحالقة ود. باسل غطاس واذاعة الشمس ومديرها سهيل كرام. لا نستهتر بالفاشيين في اسرائيل، وهم نتاج سياسة عنصرية لم تحاول في الكنيست الأخيرة التي انتهت ولايتها، ان تتستر حتى بورق التين، فكنا امام كنيست وحكومة اعطوا ضوءا أخضر لليمين الفاشي، ليس في المناطق المحتلة فقط ،ضد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، انما داخل اسرائيل أيضا ضد الجماهير العربية. فطرحت عشرات القوانين العنصرية المعادية للجماهير العربية وحقوقها، من اكثرها بدعا قانون النكبة الذي يمنع الشعب المنكوب من البكاء على تاريخه ومصادرة وطنه وتشريد أكثرية شعبه. لا اكتب دفاعا عن مواقف زحالقة او غطاس او سهيل كرام وراديو الشمس ، انما اكتب من منطلق رؤيتي ان ما حذر منه عقلاء اليهود بدا يتجسم بقوة غير مسبوقة في تطرفها. الأدباء والفنانون ومحاضرو الجامعات اليهود وشخصيات اجتماعية وسياسية مختلفة، راوا منذ وقت مبكر مخاطر الاحتلال وقمع الشعب الفلسطيني، على اخلاق المجتمع اليهودي، دعوا الى تحرير اسرائيل وشعبها من الاحتلال، تماما كما هو تحرير للشعب الفلسطيني من الاحتلال الاسرائيلي. يمكنني استعراض اسماء الكثير من الجمعيات اليهودية النشطة من اجل حقوق الانسان من رؤية ان قمع ابناء الشعب اليهودي لأبناء الشعب الفلسطيني سيعود بالويلات على المجتمع الإسرائيلي نفسه. منظمة "بتسيلم" فضحت جرائم حرب ترتكب، منظمة "أطباء من اجل حقوق الانسان" قامت بدور هام ضد حرمان ابناء الشعب الفلسطيني من العلاج والدواء ، منظمة "جنود يكسرون الصمت"، فضحت التصرفات المشينة التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني من الجيش "الأكثر أخلاقية" ، منظمة "يش دين" لاحقت الاحتلال ومخالفاته القانونية ضد الشعب الفلسطيني. كلها مؤسسات يهودية.. وهناك الكثير غيرها.. التي حاول اليمين العنصري في الكنيست السابقة ان يحرمها من التمويل ليشل عملها ويتصرف حسب اهواء سوائب المستوطنين. لا يمكن نسيان الموقف المشرف والضميري لل 53 فنانا يهوديا من ابرز الأسماء الفنية في اسرائيل ، برفضهم تقديم عروضا مسرحية في نادي ثقافي بني في مستوطنة على أراض فلسطينية احتلت بالقوة العسكرية معتبرين الاحتلال وبناء المستوطنات مناقضاً للقانون الدولي، ومنافيا لحقوق مئات الآلاف من ابناء الشعب الفلسطيني. وقد انبرى العديد من الأدباء اليهود البارزين والمحاضرين الأكاديميين الى الدفاع عن الفنانين ، وقال احد المحاضرين من الجامعة العبرية:" ان الفنون والعلوم هي رموز انسانية عالمية تتطور فقط في ثقافة مبنية على الحرية والنقد ، ولا يمكن ان تندمج مع نظام قمع واحتلال". النتيجة نراها في رسائل الحكم بالاعدام التي بدأت تصل لشخصيات ومؤسسات عربية من فاشيين هم نتاج سياسات المؤسسة الحاكمة في اسرائيل. والشيء بالشيء يذكر، جرت محاولة اعدام شخصية اكاديمية يهودية مرموقة بسبب نشاطه من اجل حقوق الانسان وتحرير الشعب الفلسطيني من احتلال اسرائيل وتحرير شعب اسرائيل من احتلال الشعب الفلسطيني. في 28-12-2008 زرع متطرف يهودي قنبلة في مدخل بيت البروفسور زئيف شطرنهل، التي انفجرت واصابته بساقه، وهو محاضر مرموق في الأكاديميا للفنون، ونشيط سياسي وكتب مئات المقالات خاصة في صحيفة "هآرتس" واثارت مقالاته ضد الاحتلال وسياسة حكومات اسرائيل ردود فعل واسعة جدا، كتب في احد مقالاته، فقط من يصل مستوطنة "عفرا" على ظهر دبابة، يستطع ان يوقف المد الفاشي الذي يهدد الديمقراطية الاسرائيلية" وكان واضحا تحذيره من مخاطر الاحتلال على المجتمع في اسرائيل. شخصية سياسية أخرى مرموقة، رئيس الكنيست الأسبق ابراهام بورغ كتب قبل فترة قصيرة يقول:" أن الصهيوني الحقيقي هو المستوطن الفاشي" وطالب بالتخلص من تلك الصهيونية غير الانسانية والعودة الى صهيونية شالوم عليخم الانسانية، الذي رفض منذ البداية، التوجهات المعادية لمواطني البلاد العرب. واصدر قبل سنوات عدة كتابا أثار عاصفة سياسية وثقافية وفكرية، اطلق على كتابه اسما رمزيا "لننتصر على هتلر" ويعني اؤلئك الفاشيين المنفلتين، أمثال أصحاب الرسالة الأخيرة. كتب : " اسرائيل ،الثورية الفتية المليئة بالحياة ، تحولت الى متحدثة باسم الأموات ،دولة تتحدث باسم كل اؤلئك غير الموجودين ، أكثر مما تتحدث باسم كل اؤلئك الموجودين". وكتب أيضا:" الحرب حولتنا ، بدون ارادتنا من ظاهرة شاذة لنصبح قاعدة الشواذ نفسه . طريقة حياتنا قتالية مع الجميع ، مع الأصدقاء ومع الأعداء ، قتال مع الخارج وقتال مع الداخل ، يمكن القول ، ليس بتوسع أو بشكل مجازي ، انما بحزن وثقة ، ان الاسرائيلي يفهم فقط ... القوة . هذا الوضع بدأ كحالة استعلائية اسرائيلية امام عجز العرب من التغلب علينا في ساحات الحرب واستمر كأثبات للكثير جدا من التصرفات والقناعات السياسية التي لايمكن قبولها في عالم سوي. كل دولة تحتاج الى قوة بدرجة معقولة. الى جانب القوة تحتاج كل دولة ايضا الى سياسة وقدرة نفسية على لجم القوة. لنا توجد قوة ، الكثير من القوة وفقط قوة ، لا يوجد لنا أي بديل للقوة ، ولا نملك أي فهم أو ارادة عدا ان نجعل القوة تتكلم (....) ان الدولة التي تعيش على حرابها والتي تسجد لأمواتها ، نهايتها كما يبدو ، ان تعيش بحالة طوارئ دائمة". هذا الكلام لم يقله العرب. ولكنه كلام ذهب مع الريح في ظل مؤسسة حكومية ما زالت واهمة ان الشعب الفلسطيني سيركع لإحتلال قمعي ويرفع يديه وان العرب المواطنين في وطنهم وارضهم رغم انف اليمين الفاشي، يناضلون من اجل حقوقهم الوطنية واليومية، حقوق شعبهم بكنس الاحتلال واقامة دولته المستقلة، وحقوقهم بالمساواة الكاملة كمواطنين . اجل هذا ما يرعب الفاشيين ، وهم نتاج الاحتلال والعربدة العسكرية، واخلاقيات التنكر لحقوق المواطنين العرب. بالصدفة بدأت عملا محدودا في راديو الشمس، من معرفتي لبدايات الراديو اقول بدون تردد ان الراديو انجز طريقا اعلامية هامة، قد انتقد الكثير من الطروحات، او البرامج، ولكني اكون بلا منطق اذا لم اسجل ان هناك قفزة اعلامية كبيرة، وضعت راديو الشمس في طليعة الاعلام العربي المحلي، وهي الإذاعة الوحيدة في اسرائيل التي تستضيف يهودا وعربا من جميع الأطياف السياسية في المجتمع الاسرائيلي والوسط العربي ويتحدث كل منهم بلغته ويطرح رؤيته ومواقفه بحرية تامة. لهذا السبب استحقت رسالة تهديد تحمل حسب لسان كاتب الرسالة "حكما بالاعدام" العنوان لمثل هذه الرسائل ليس مجهولا ، انهم اؤلئك الفاشيين، نتاج مجتمع مأزوم وسياسة مازومة واخلاق مأزومة. حان الوقت لقلع هذه النباتات الضارة، اليوم ينفلتون ويهددون بقتل شخصيات عربية وغدا ينفلتون على اليهود أيضا.. وقد كنا في مثل هذا الفلم منذ مقتل اميل غرنتسوغ قبل 31 سنة!!
نبيل عودة - كاتب ، ناقد واعلامي – الناصرة [email protected]
#نبيل_عودة (هاشتاغ)
Nabeel_Oudeh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشاعر الفلسطيني النصراوي جمال قعوار في ال (83) من عمره
-
انتهت الانتخابات، ماذا بعدها؟ا
-
فهد ابو خضرة وعودة الى الورد
-
ذكرى 25 سنة على انتفاضة الحجارة الفلسطينية
-
-الربيع الإسلامي- يواصل التطبيع
-
اسرائيل: إنتخابات محسومة سلفا
-
غزة وراءنا والإنتخابات للكنيست تعود للصدارة
-
مهرجان جنرالات اسرائيل
-
صواريخ ابو مازن وصواريخ حماس
-
مع الشاعر د.فهد أبو خضرة في ديوانه: -مسارات عبر الزوايا الحا
...
-
Big Bang - اسرائيلي
-
انتخابات اسرائيل:لا بديل اجتماعي بدون بديل سياسي..!!
-
مرة ملكة .. دائما ملكة!!
-
أحزاب عربية وانتخابات اسرائيلية
-
خمم الديوك أوطاني منَ الشّامِ لبغدان
-
يموت بحسرته...
-
كلمة حق وحكاية في وداع رجل الثقافة موفق خوري*
-
عن الندوات الثقافية .. عن تفككنا الثقافي
-
مجمع اللغة العربية في اسرائيل بين الضرورة والسياسة
-
المغامرة ضد ايران: لانقاذ نتنياهو من السقوط السياسي!!
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|