مراد سليمان علو
شاعر وكاتب
(Murad Hakrash)
الحوار المتمدن-العدد: 4007 - 2013 / 2 / 18 - 15:35
المحور:
الادب والفن
رئيس الملائكة
عندما ولدت ونزلت إلى الوادي المقدس ألبسوني خرقة وبينما كنت أتنقل بين كهوفه أتاني صوت حلو كأنه نابع من زمزم يقول : (لا تقلق ستسمع صوتي هنا كل يوم ليس على الجبل وإنما هنا في الوادي) ، فلم أجب ، وأنقطع الصوت عن مسمعي ،
وكذلك في اليومين التاليين سمعت نفس الصوت ، وكنت أحسبه صدى تراتيل ناسك يناجي ربّه .
وفي اليوم الرابع وعندما رفعت البريات السبع بألوانها الزاهية في مزارات وقبب وكهوف الوادي المقدس تناهى إلى سمعي نفس الصوت العذب ولم أستطيع التكلم هذه المرّة أيضا .
وفي اليوم الخامس ذبح ثور عظيم وأطلقت العيارات النارية وجاءني صوت أقوى من خوار الثور وأعلى من الطلقات النارية ، ولكني لم أتكلم وكأن حنجرتي ختمت للتو بالرصاص .
وفي اليوم السادس قدم إلينا لحم الثور فأكلتُ مع الحجاج والنساك والدراويش والقائمين على خدمة الوادي المقدس وبعد أن تم تكريم الجميع . هممت بالرحيل فجاءني الصوت الساحر من جديد وهو يقول : لا ترحل فغدا هو العيد ، وفي نفس الوقت من كل سنة ستسمع صوتي في هذا الوادي . قم بإيقاد ثلاثمائة وست وستون فتيلة مزيته كل ليلة ، وسأزورك كل ألف سنة وعندها حّلت عقدة لساني فقلت له ومن أنت أيها الصوت الجميل ؟ هل أنت الربّ نفسه ؟
فلم يجبني الصوت ولم أحسّ به عندما اجتازني .
وبعد ألف سنة ذهبت للحج ثانية وسمعت ذلك الصوت الرقيق يناديني ويرحبّ بي قائلا : أنا البير رئيس الملائكة والله هو ربّي وربّك .!
#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)
Murad_Hakrash#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟