وطن حزين كاد أن يضيع

عبدالله صقر

الحوار المتمدن-العدد: 4007 - 2013 / 2 / 18 - 14:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

وطن يعشعش بين أرجائه الحزن والوجوم, يحاول لملمة جراحه دون فائدة , الكل يحاول أن ينهش فى لحمه , الكل منقسم , علامات البؤس مرسومة على الآطفال والشباب والنساء والرجال والشيوخ , هذا الوطن الذى تربينا فيه سنينا طوال أصبح كارها لنا بفعل تصرفاتنا الهوجاء وأفعالنا , هذا الآنقسام لم يحدث على مدى الدهر , إلا فى زمن الآخوان المسلمين , وما يحدث فيه الآن من أنشقاق لهو دلالة على قتامة الموقف والسلوك , نتيجة الآهواء الشخصية .

صرت أكره الثورة , وصرت ألعن يوم ما فكرنا فيها , لآنها أقحمتنا فى أتون حرب .... وقتل أولادنا بأيدى أبناء الوطن , ثورة حولت الآمال إلى ألام , وعلا رائحة الموت فى أرجاء الوطن , وصرنا نخاف من المجهول والقادم علينا , وصرنا ننام وأعيننا مفتوحة , ليس هناك أمان , أنت معك سلاح إذن أنت تعيش أمن مطمئن , يحاولون تنحية جهاز الشرطة الذى يحمينا , حتى يشيع الخوف فى قلوب الجميع , وحتى تكون فوضى , وهى فعلا شبه فوضى , الكل متضرر والكل خائف من المجهول , والكل ينتظر الموت من أى بلطجى , رائحة الموت عالقة فى أنوفنا كل يوم .

لم يعد للعقل مكان بيننا , إنها المكيدة التىى رسمها القدر لشعب كان يعيش فى فقر لكن كنا نستشعر الآمن والآمان , كنا نستشغر الهدوء والسكينة لم نعرف العنف يوما , أصبح الوطن به فرقاء , كل فريق له أهواء , فريق يدعى الدين وهو يستحل قتل المتظاهرين , وفريق يريد كرسى الحكم , وفريق يدعى الجهاد على العباد المسلمين , وفريق يشاهد ما يحدث على الساحة وإنها الكوارث التى يرسمها كل فريق , يزرعون الشوك فى الآفواه , والناس على شفا مجاعة , كل شئ فيه أزمة , نحن الذين رسمنا لآنفسنا الظريق المؤدى للهاوية , لآننا كرهنا أنفسنا وهانت علينا , فهان علينا الوطن , هم ينظرون لمصلحتهم الدنيوية ونسوا أو نتاسوا مصلحة الوطن العليا , فتدنت نفوسهم ولم تجد من يردعها لطريق الصواب , الكل أصبح أثم , وسوف يلعننا الزمن إذا لم نحافظ على مكتسبات الوطن .

كلنا أثمين وسوف نوصم بالعار إذا لم ننقذ الوطن من براثم الجهل والتخلف المتمثل فى الآستحواز على الوطن , يجب علينا أن نغلب مصلحة مصر , يجب علينا أن نلحق بما تبقى من امال وننقذ الوطن قبل أن يهوى فى غياهب الظلمات ونقضى على بعضنا بعضا , فلا نلوم إلا أنفسنا .... نعم الوطن يهان أشد أهانة .... فهل من عقلاء يحفظون هذا الوطن قبل السقوظ فى الخاوية وقبل أن يحل الخراب علينا , يومها لم ينفع الندم , أم نستدعى مبارك والعادلى من جديد كى يحافظوا لنا على كيان الوطن ؟ !

#عبدالله_صقر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات