عمر سالم الدليمي
الحوار المتمدن-العدد: 4007 - 2013 / 2 / 18 - 09:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حين قررنا المشاركة في انتفاضة 1991م
بتنا الليلة الأخيرة في بيت علي شمخي
قررت أمه صناعة أرقى عشاء لنا نحن المجانين الستة
كنا يافعين جدا أشياء غامضة تحركنا غير مفهومة
كان علي شمخي قد تعلم استخدام الدوشكا خلال أسبوعين
تحمس كثيرا بسبب ذلك وكأنها لعبة جديدة
في الأسبوع الثالث جاء الجيش العراقي
وأحرقته السمتية على الدوشكا بصاروخ حتى تفحم
عشرون عاما فقط لا تكفي للموت ولا للحياة يا علي شمخي
لم أكن مستعدا للموت مثله
كنت كأي جبان يعشق المغامرة ولا يريد دفع ثمنها
هربنا من هذا الجيش المخيف لكنني لم أتوقف عن مراقبة البشر
الثورة تظهر فيها شخصيات بطولية ملائكية ك علي شمخي
وهناك أيضاً الثوار الذين هم مجرد مجرمين عاديين
استعدادهم للجريمة يجعل منهم قادة للثورات
دخلنا إيران ببنادق بعناها قبل خطوات من المحمرة
وصار عندنا ما يكفي لتدخين السگائر الإيرانية
كانت هناك معسكرات للمنتفضين فيها معلبات إيرانية لذيذة حقاً
بعد أسبوع وضعونا في سيارات كشف
وطلبوا منا الجهاد ضد الفيلق العراقي
على الجانب الآخر كان المتطوعون المتحمسون بالمآت
الدهشة حفرت وجهي برصاص الحقيقة
يقتربون من قوات الفيلق العراقي المدرب بسيارات كشف
يُقتل معظمهم وقد تعود السيارة المحملة بعشرين شاب عراقي
بثلاثة شباب أحياء فقط يبكون لأن الله لم يرزقهم الشهادة
هذا المشهد أصابني بالرعب
ثم عرفت بأن الإيرانيين أرادوا توفير المعلبات اللذيذة
كل شاب منا كان يقضي على خمس علب منها يوميا
هل كنا نموت لأجل المعلبات أم لأجل أن تحتلنا إيران ؟؟
لأجل أن تأتي عصابة عملاء و تسرق بلادنا ؟؟
يبدو لي أنه لم يكن بيدنا شيء
كنا نقوم بأشياء سخيفة لأنه لا يوجد حقاً شيء حقيقي نقوم به
فلا الدكتاتور يرحم ولا أمريكا ترحم ولا إيران ترحم
إن الآيديولوجيا تعني ارتكاب خيانات كثيرة للحقيقة
هذه الخيانات ضرورية لكتابة نصوص حماسية
نعم نحن نرتكب أخطاء كثيرة حين نكتب
لأننا نكتب دائماً تحت ضغط الأزمات الحية
#عمر_سالم_الدليمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟