أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام الاعرجي - الصحافة اليسارية في العراق ,,, وثيقة وايحاءات















المزيد.....


الصحافة اليسارية في العراق ,,, وثيقة وايحاءات


سلام الاعرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4007 - 2013 / 2 / 18 - 07:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اشارة : الصحافة اليسارية في العراق( 1924 - 2002 ) كتاب منشور لمؤلفه الدكتور ذياب فهد الطائي * وهو واحد من اكثر الابحاث والدراسات العلمية اهمية في مجال الصحافة , وياتي هذا المنجز الابداعي الثالث في سلسلة ابحاث الطائي ** في مجال الاعلام والصحافة العراقية , الا ان فضاء البحث في الصحافة الشيوعية العراقية كان قد توفر على سمة المهيمن في متن البحث لذلك ستاتي مقارباتنا القرائية معنية في هذاالفصل لأهميته من وجهة نظرنا , لذلك وجب التنويه .
تقدمة : لم يكن الدكتور الطائي اول من بحث في هذا المجال كما انه لن يكون الاخير , الا ان تفرده ياتي في اطار انتاجه ( لببليوجرافيا ) نسقية متخصصة ونوعية حيث تجاوز مفهوم الفهرسة والارشفة والتقوقع تحت المسميات المتعارف عليها في هذا المضمار كادراج المعلومات تحت عنوانات لاتقدم للمتلقي ايما فائدة ترتجى - تحديد اسم المطبوع , تاريخ صدوره , المؤلف , صاحب الامتياز - مالم تعضد بالمزيد من المعلومات الساندة . ان الاطلاع على (الببليوجرافيا ) النوعية للصحافة الشيوعية - مثلا - والتي انتجها الطائي تجعلنا في مواجهة تاريخ الحركة الشيوعية العراقية , قياداتها , منجزها السياسي والاجتماعي , نضالاتها , ادبياتها , وايغالا منه في تحديد ماهية وسمات المطبوع وتوجهاته شيوعية كانت او يسارية كان ذهب الى التعريف بالمطبوع من خلال المشتغلين عليه وما يطرح من دلالات معنياتية .
اشتغالات الطائي :
اولا : في مقدمة مكثفة جدا حاول الطائي انتاج معياره النظري لمفهوم اليسار ذلك المعيار المباعد مابين المفهومين الشيوعية واليسار وكان قد نحت لليسار اصطلاحا اجرائيا ينسجم مع ميكانزمات انتاج البحث - المتن - واهدافه معتمدا على العديد من القراءات لمفهوم اليسار منها قراءة ( قوجمان , ورياض صويا , وجميل هلال ) وخلص قائلا ( في تقديري ان اليسار , ابعد من مساحة الحزب الشيوعي وانصاره واضيق مساحة من ان يظم القوى الدينية والقومية ) 1 , وكان قارب المفكر الفرنسي ( جان فرانسوا ريفيل ) في تعريفه لليسار : ( اليساري هو من يريد التقدم والتغيير الديمقراطي والعدالة الاجتماعية وذلك بصرف النظر عن العناوين التقليدية والاوصاف المتعارف عليها ) 2 , وكان الطائي الزم نفسه بالاشتغال على المنجز الصحافي وانتمائه في سياقه التاريخي وذلك ما جعلنا نتماهى معه حينا ونباعده في حين أخر !! كيف ؟ لقد نسب الباحث العديد من الصحف والمجلات الى الشيوعي العراقي ونجدها على وفق توصيفه يسارية وليست شيوعية فالشرعية دائما وابدا كانت ولاتزال ملازمة لنهج الرفيق الخالد ( فهد) والرفيق الخالد ( سلام عادل ) بمعنى انها مع المعيار التنظيمي الذي انتجته المؤتمرات الوطنية للشيوعي العراقي من المؤتمر الاول حتى التاسع اي اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي بهيكلها التنظيمي . وكان الانتماء من عدمه والتواجد داخل المنظومة الشيوعية العراقية من عدمه يميزه اشتراطات العمل التي اعتمدها الرفيق فهد والرفيق سلام عادل وقيادات اللجان المركزية المتعاقبة وما توفر عليه النظام الداخلي للحزب ومن اهمها ان تقوم الذات او الكتلة المشتغلة خارج الاطار التنظيمي بانتقاد سلوكها والاعتذار الى قواعد الحزب وقياداته اولا , ومن ثم تتقدم بطلب اعادة الصلة بالتنظيم وعلى وفق فردي ثانيا , وهذا ما حصل مع مجموعة القريني و كتلة راية الشغيلة وجماعة وحدة النضال وجماعة الى الامام التي تصدرها ( ذو النون ايوب ) والتي اعلنت برائتها من جماعة الى الامام باعلانها ( ان الاستمرار في اصدار صحف معارضة لن يكون الا تاثيرا مهلك على الشيوعيين المخلصين , ولن يكون اقل من تدمير مقصود ) 3 . ان هذا البيان يؤشر ما ذهبنا اليه من ان ايما سلوك انفصالي داخل الحزب يؤشر بذاته لذاته خروجه على الشرعية الحزبية وانفصامه عن الشيوعي العراقي لذلك أجدني منسجما مع الاراء التي ترى ان ايما مطبوع او منشور يخالف المرجعية الشيوعية انما يؤشر انتماءه المخالف ان لم نقل المناهض في اقل تقدير للاعراف والتقاليد الحزبية والمنظومة الفكرية والقيمية التي اقرها النظام الداخلي واجراءات المؤتمرات الوطنية للحزب الشيوعي العراقي التسعة .
ثانيا : - خلص الطائي الى تكثيف وتكييف معيار نظري وصفي وتحليلي لمفهوم اليسار استبعد فيه الحركات المنسوبة الى اليسار كالحركات القومية المتطرفة والدينية وطهر مفهوم اليسار من شبهة انتماء حزب البعث الى مسمياته حين قال ( ان مصطلح اليسار , بعيدا عن الاستعراض التاريخي , يعكس معيارين اساسيين هما : اولا – المعيار القيمي والاجتماعي الذي يتضمنه البرنامج السياسي لأية حركة او حزب او تجمع . ثانيا - طبيعة الرؤية المنهجية لحركة التاريخ والمجتمع باعتباره العنصر الفاعل في تلك الحركة في الصراع مع الراسمالية وما تولده من استلاب لفرص التنمية والافقار والبطالة )4, وبقدر اتفاق الدكتور الطائي مع ( حسين هلال ) في هذه القراءة لمفهوم اليسار , نحن ايضا نتفق معه وللاسباب الآتية :
1 – اليسار مصطلح واسع جدا ومتشعب ,فهو قد يشير الى الاشتراكية واليبرالية الاجتماعية او الديمقراطية الاشتراكية او الثورية حتى , واذا كانت اليبرالية الاجتماعية تؤكد على الحريات , والديمقراطية الاشتراكية تؤكد على التداول السلمي للسلطة والتزام النهج الديمقراطي في كل جوانب الحياة , فاليسار الثوري لايؤمن بالملكية الشخصية ولا بالملكية الخاصة لوسائل الانتاج ولعل ابرز ما يميز توجهات اليسار على مختلف منطلقاته النظرية ومنظوماته الفكرية معارضته هيمنة فئة او شريحة اجتماعية على السلطة والثروة والسعي الحثيث للقضاء على اللامساوات الاجتماعية ومناهضة التمييز العنصري على مختلف اشكاله وكان اليسار على أختلاف توجهاته تبنى كافة قضايا الطبقة العاملة, وتاسيسا على ماتقدم فان حزب البعث لايمكن ان يكون من الاحزاب اليسارية , فهو حزب عرقي عنصري لايؤمن بالقوميات الشريكة في الوطن الذي نادى بوحدته , ومارس كافة انواع الاضطهاد والعسف والتصفيات الجسدية تجاه كافة الحركات الوطنية في العراق وسوريا على حد سواء , وكان حارب المعتقدات الدينينة والفكرية , وتوفر على السلطة في سوريا والعراق بعيد انقلابات دموية , وقام بدك المدن المعارضة لسلطته بالصواريخ والمدفعية الثقيلة بل حتى بالاسلحة الكيمياوية المحرم استعمالها دوليا ضد الجيوش المعادية وليس ضد الشعوب المسالمة , فيما خاضت عصابة البعث في العراق ثلاثة حروب عبثية تدميرية وفي عقد واحد من الزمن فقط , جدير بالذكر ان حكومة البعث في العراق همشت الطبقة العاملة تماما واقصتها من اداء ايما دور تاريخي لها بهيمنتها على نقاباتها وجعل كافة العاملين في الدولة والقطاع العام موظفين حكوميين فانا يكون البعث الشوفيني حركة يسارية ؟ .
2 – لم ولن يكن حزب البعث يساريا على وفق المعايير التي اشرنا اليها فيما تقدم وكان النسخة التوأم لحركة القمصان البنية الفصيل الاعتى والاشرس في الحركة النازية . ولكن متى توفر البعث على بعض المفاهيم النظرية ذات التوجه الماركسي ؟ نعتقد ان ذلك هو السؤال الاهم !! والذي تجيب عليه ما يسمى وثائق ألمؤتمر القومي السادس لحزب البعث حيث كلف ياسين الحافظ بكتابة بعض المنطلقات النظرية التي شكلت انقلابا في البنية الفكرية للبعث وكان كلف من قبل قادة انقلاب الثامن من آذار عام 1963 في سوريا وكان ابرزهم حافظ الاسد ونوري الدين الاتاسي , وصلاح جديد وحمود الشوفي وجورج طرابيشي الذي انظم لاحقا , وياسين الحافظ هذا الذي اعد الورقة ألفكرية لحزب البعث السوري كان اطلع على الفكر الماركسي والشيوعي واوغل فيه ايمانا من خلال مرافقته للمناضل الشيوعي الياس مرقص ,وفي غمرة اعداد البعث السوري للمؤتمر السابع اكتشف ياسين الحافظ مراده في عبد الله العروي وتحول المؤتمر من السابع للبعث الى ألمؤتمر الاول لحزب العمال الثوري العربي وكان صلاح السعدي ومجموعة من قيادات الشيوعي السوري وبعض الاسماء واردة الذكر وراء ولادة ذلك الحزب الذي سرعان ما لفض انفاسه , جدير بالذكر ان من ابرز المناهضين لولادة هذا التوجه هم ميشيل عفلق , صلاح الدين البيطار , امين الحافظ و محمد عمران ,اي , مجموعة مايسمى القيادة القومية . جدير بالذكر أيضا ان عفلق وفي مقابلة صحفية له في آذار عام 1959 كان اكد أن البعث لاهدف له سوى تصفية الشيوعيين اينما تواجدوا في الوطن العربي وكان بيان الابادة في شباط 63 / العراق نسخة طبق الاصل عن هذا المسعى النازي المدفوع الثمن سلفا من القوى المناصرة له متمثلة في الامبريالية العالمية والراسمالية المتوحشة والدوائر الصهيونية و سقط المتاع من اقطاع ورجعية.


ثالثا : كان الطائي وبحنكة الباحث المحترف أخضع الخطاب الاعلامي الشيوعي الى مستويين قرائيين : الطاقة الاتصالية والوعي الاتصالي أي أليات انتاج الخطاب اللغوية والمشتركات المعرفية بين المرسل والمستقبل , في محاولة منه للكشف عن عمق التفاعل بين المرسل والمتلقي , ان ( الطائي ) لم يقدم للمتلقي عينة من ذلك الخطاب المتعدد الاثر قرائيا والمتفاعل في انتاج اثره على اساس وعي القراءة الا انه قذف به الى الفضاءات المؤسسة لذلك الخطاب والمناخات المصاحبة وما انتجته من حراك , ففي معرض حديثه عن مجلة ( الصحيفة 1924) ذلك الخطاب الاعلامي الذي اعده البعض من الباحثين منشورا ماركسيا صرفا كان الطائي اكد شيوعيته , كيف ؟ ذلك ما سنجيب عليه لاحقا !! ولكن لماذا باعد الطائي بين المفهومين الماركسية والشيوعية ؟ , باختصار , ان الماركسية نظرية علمية اقتصادية اجتماعية عنيت بدراسة وتحليل الصراع الطبقي على اساس المادية التاريخية والمادية الديالكتيكية وكانت اكدت ان ثمة تطورا حتميا حصل وسيحصل في علاقات الانتاج والتوزيع والملكية , وان البنى الفوقية للمجتمعات انعكاس حتمي لطبيعة التفاعل داخل البنى التحتية , وهذا يعني ان الوجود الاجتماعي هو الذي يحدد الوعي , والماركسية في اطار تحديدها لماهية العلائق الانتاجية والتوزيع اكدت ان القادم بعد الحداثة التي تفوقت في انتاج الدولة القومية هو ما بعد الحداثة تلك المرحلة التي ستوقع شهادة وفاة الدولة القومية تلك الدولة التي لم تعد قادرة لوحدها على صنع قدرها وستتجاوز شكل الحدود الجغرافية والعرقيات والاثنيات وستحث الخطى صوب الكوزموس وستكون تلك المرحلة المدخل الحتمي الى النظام ( الكوزموبوليتي ) - الاتحاد الاوربي , الكتلة الاقتصادية شرق آسيوية , مجلس التعاون الخليجي الذي سيفضي الى اتحاد دول الخليج حتما - واحد اهم مؤشراتها السلوك الاحتكاري وتحول الربح التنافسي الى الربح الاحتكاري الذي سيقصي قوة العمل بعد ان يقوضها في مواقعها ***, هذا المفهوم اشتغل عليه ( متنبي ) الاطروحة الراسمالية ( فوكوياما ) الذي بشر بولادة العولمة ونهاية العالم دون الاشارة الى قراءة ماركس وانجلز لحركة التاريخ الحتمية , تلك القراءة التي اكدت ان عصر العولمة هو العصر السابق حتما للاشتراكية والشيوعية . اما الشيوعية فهي المرحلة التي تلي الاشتراكية حتما , والشيوعي هو المتبني للنظرية الماركسية في قراءة الظواهر وتحليلها الا انه يعمل على وفق برنامج ثوري يحدد آلياته وميكانزماته التنظيمه الاممية الطابع , وكان ذلك من اجتهادات ( ألفلاديمير لينين ) الخلاقة , كما ان هذا الانتماء لايفرض على المنتمي للشيوعية التخلي عن قوميته وديانته . واذا كانت الماركسية واحدة فالشيوعية مناهج وبرامج - لأنها احزاب – تعتنق النظرية الماركسية وتختلف بالاجراءات والآليات والاساليب. وتاسيسا على ما تقدم يمكننا القول ان الدكتور الطائي كان نجح في التمييز بين مفهومين على صعيد الخطاب الاعلامي , الخطاب اليساري ومفهوم اليسار والخطاب الشيوعي ومفهوم الشيوعية وبموضوعية الباحث المحترف والمحايد والمتمكن من ادواته جعلنا في مواجهة اعلام قصدي الدلالات يحلل الضواهر الاجتماعية والاقتصادية والبيئية , حتى , على اساس القوانين الماركسية الا انه يجترح ويستنتج حلوله لتلك الظواهر والمظاهر عبر البرنامج الشيوعي ! ولكن كيف ؟ في معرض حديثه عن مجلة الصحيفة , اشر قضيتين غاية في الاهمية وهما موضوع الخطاب اولا حيث يقول في معرض حديثه عن مجلة الصحيفة ( كانت معظم مفاهيمها ماخوذة من مجلة الشهرية العمالية وعن مقالات مترجمة من صحيفة اللومانيتيه الناطقة باسم الحزب الشيوعي الفرنسي )4, ثانيا ان الرفيق الخالد ( فهد ) كان المشرف و المسؤول عن انتقاء الموضوع الجاد والمنتج والواجب النشر, بمعنى انه يوثق للقادم الاهم من خلال استنتاجه ان السكرتير الاول للجنة المركزية للشيوعي العراقي (فهد ) كان من المشرفين عليها ان لم يكن من محرريها واذا كان ذلك ما تحفظ عليه ( زكي وسعاد خيري ) في كتابهما تاريخ الحزب الشيوعي العراقي المجلد الاول بقولهما ( الصحيفة كانت اول منشور من نوعه في العراق ومجهودا بطوليا صنعه مثقفون قلائل دون حركة منظمة تدعمها وواجهت كل القوى السوداء )5 , فان الطائي يؤكد وجود الرفيق ( فهد ) في مجموعة التحرير مستندا الى مقدمة كتاب عن الشهيد الخالد ( حسين الشبيبي ) لزكي خيري حيث يقول الفقيد ( خيري ) في تلك التقدمة (ان فهد كان يشرف عليها في هذه المرحلة )6 , اننا لانلتمس العذر للفقيد (زكي خيري ) في اغفاله لهذه المعلومة المهمة في كتابه الموسوم تاريخ الحزب الشيوعي العراقي الا اننا نؤكد ان العديد ممن عني في التوثيق لتلك المرحلة قد يذهب الى ما ذهب اليه( خيري ), حيث كان الرفيق الخالد ( فهد ) وفي العقدين الثاني والثالث من القرن الماضي كثير التنقل بين مدن العراق وخارجه , لدواعي تنظيمية وامنية وفكرية وانشطة جماهيرية وفعاليات مطلبية وكان من شروط استلامه لجريدة الشرارة ( ان يستقر في بغداد ويخفف من فترات غيابه ) 7 وذلك ما جعل خيري - وغيره من الباحثين - متحفظا اول الامر في الأشارة الى تلك المعلومة , ولكن لماذا اجهد الطائي نفسه في تاصيل هوية بواكير الاعلام اليساري العراقي على انها هوية شيوعية ؟ ذلك هو السؤال الاهم ! نعتقد ان الدكتور الطائي اراد اماطة اللثام عن خطاب انتج بيئة وطنية خالصة تماهى فيها الخطاب الذاتي بكل انتماءاته العرقية والقومية والعقائدية في كينونة موضوعية كانت من نتاج منظومة فكرية متسامية قننت وقعدت لمفهوم المواطنة والوطنية والحقوق والحريات : حق العيش المشترك والعمل وتكافؤ الفرص والتعليم و حرية المعتقد والفكر والراي والتعبير وتاكيد الذات وتاصيل الهوية الثقافية للمكون او المسمى المجتمعي بعد اخراجها من بؤرة الايمان المطلق والانتماء المتعصب والانغلاق النرجسي وجعلتها مسمى تعريفي مجرد من دعاماته السلبية وصار يشكل كيانا عضويا حيا ومنتجا في الكيان الام بقوة تفاعله , وكانت اشاراته الاهم في استعراضه السريع لذلك الخطاب وتصويبه للقراءة التاويلية للآخر والمشتغلة تحديدا على الموقف الشيوعي من الدين والطقوس الدينية , تلك التهمة الفرية التي طبل وهلل لها اعداء الشيوعية بدوافع ذاتية مريضة فتوافرت على مساحات اشتغالها في ابواق الاعلام الاستعماري الامبريالي الراسمالي تلك الابواق التي تصرخ بمناسبة وبغير مناسبة ان الشيوعية حركة مناهظة للدين حتى ان البعض من مسيسي الدين – للاسف الشديد - صرح ان ( الشيوعية كفر والحاد ) , ونحن اذ نوجه عناية القارىء الكريم الى ماذهب اليه الدكتور الطائي من ان جريدة الشرارة التي أشرف على تحريرها , وكتب بها , اعضاء اول لجنة مركزية للحزب الشيوعي العراقي وهم ( يوسف سلمان يوسف ( فهد ) , عبد الله مسعود القريني , وديع طلبه , جورج يوسف ستو , نعيم طوق وغيرهم من نخبة الوعي ) كانت في بعض اعدادها ( تضع على صفحتها الاولى بعضا من آيات القرأن الكريم )8. ان ايحاءات الطائي الحيادية كانت بالنسبة لي ايحاءات موجهة فاحالتني الى النداء الذي وجهه ( لينين ) في 24 نوفمبر من عام 1917 بعيد انتصار ثورة اكتوبر بايام معدودات ( يا أيها المسلمين الذين هدموا القياصرة مساجدهم وعبث الطغاة بمعتقداتهم وعاداتهم وتقاليدهم , ان معتقداتكم وعاداتكم ومؤسساتكم القومية والثقافية اصبحت اليوم حرة مقدسة )9, وكان اعقب النداء فورا اصدار قانون ( التمييز المضاد ) او ( الكورنيسيا تيسيا ) وكان من اهم بنوده ترحيل المواطنين الروس الذين اسكنتهم الحكومة القيصرية في مواطن القوميات الاخرى وأرجاع تلك القوميات الى مواطنها طواعية , ايقاف هيمنة الديانة الارثودكسية وتسلطها على الديانات الاخرى , ايقاف العمل فورا بقانون التعليم والتخاطب القسريين باللغة الروسية ذلك القانون الذي فرضته الكنيسة الارثوذكسية والحكومة القيصرية , اعتبار يوم الجمعة يوما للاحتفال الديني لكافة المسلمين في روسيا وآسيا الوسطى من كل اسبوع واعتباره عطلة رسمية ايضا , اعادة كافة الآثار والمقتنيات والكتب الاسلامية المقدسة الى ذويها , جدير بالذكر ان نسخة القرآن الكريم ( العثمانية ) التي صادرتها الكنيسة الآرثوذكسية الروسية القيصيرية قد تم اعادتها الى المجلس الاسلامي في مدينة ( بيترو جراد ) استجابة للنداء الذي وجهه (لنيين ) وكان ذلك في 25 نوفمبر اي بعد يوم من النداء في احتفال جماهيري مهيب , جدير بالذكر ايضا ان عشرات الالوف من المسلمين و العديد من الديانات والقوميات التي اضطهدتها الكنيسة والحكومة القيصرية في روسيا انخرطت في العمل الثوري لتساهم في أنتاج السوفيتات ومستقبلها المنشود .
الهوامش ........................................... .
* الدكتور ذياب فهد الطائي / عميدكلية الصحافة / جامعة لاهاي العالمية للصحافة والاعلام ... من مواليد ا واسط . يقيم في هولندا مذ عام 1996. له العديد من المؤلفات في مجال الاقتصاد والادب والاعلام .
** اصدر الطائي سلسلة من الابحاث في مجال الاعلام منها ( تاريخ الصحافة في البصرة 1889 – 2009) و( التضليل الاعلامي من صناعة الخبر الى صناعة السينما ) وكتاب الصحافة اليسارية في العراق .
*** – للمزيد , ينظر البيان الشيوعي , كارل ماركس / فردريك انجلز
1 – الدكتور ذياب فهد الطائي , الصحافة اليسارية في العراق ( دمشق : امل الجديدة , 2011 ) , ص22
2 – المصدرالسابق نفسه , ص 24.
3 – المصدر السابق نفسه , ص 63.

4: المصدر السابق نفسه, ص 36.
5: زكي خيري وسعاد خيري , تاريخ الحزب الشيوعي العراقي مج1 , ( اليوبيل الذهبي , ط1 , 1984 ) ص 28.
6: الطائي , المصدر السابق نفسه, ص 59 .
7 : الطائي , المصدر نفسه , ص 36
8: الطائي , المصدر نفسه , ص 61
9 : ديف كراوتش , اوراق اشتراكية , ترجمة نادية عبد القادر ( مركز الدراسات الاشتراكية , العدد 110 مجلة انترناشونال سوشياليزم , ربيع 2006 ) .



#سلام_الاعرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اردوغان حلم الامبراطورية وعقدة العمال الكوردستاني
- القومية الكوردية وسيف المنتظر !!!
- جريدة طريق الشعب وشقاوات دولة القانون
- البيت العراقي في لاهاي ... يوم للتسامح العراقي
- الكتابة و مفهوم التناص
- حول دور القوى اليسارية في الربيع العربي
- ج2 -2 عدنان الصائغ .. سيروان ياملكي .. نادين عامر وملتقى الا ...
- عدنان الصائغ ... سيروان ياملكي ... ونادين عامر وملتقى الابدا ...
- ثورات العرب ... بين الشك واليقين
- من هبات الثورات ... تعددية الزيجات !!!
- ربيع العرب الدامي ومفهوم الثورة
- النخيب الجريمة والاثر ... قراءة شوارعية
- مفاهيم وآراء ... على هامش امسية الكاتب صباح عطوان
- اردوكان ... سليل عثمان خطيبا على العربان
- الكتابة ومفهوم الادب
- الدراما ومستويات النص الدرامي
- التيار الصدري والموقف الامني ,, تصريحات غير مسؤلة
- الكويتيون الجدد .. من الزهايمر الى النرجسية
- ثلاثة مواقف واقعية .. الاطلاع عليها واجبا شرعيا !!!
- الهروب من نفق مضيء بين واقعية الرؤيا وأزمة القراءة


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام الاعرجي - الصحافة اليسارية في العراق ,,, وثيقة وايحاءات