أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لؤي الخليفة - اي قائد يحتاجه العراق اليوم ؟














المزيد.....

اي قائد يحتاجه العراق اليوم ؟


لؤي الخليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4006 - 2013 / 2 / 17 - 21:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يدر في خلد هاري ترومان نائب الرئيس الامريكي انذاك ولا من المقربين منه انه سيصير رئيسا للولايات المتحدة الامريكية , غير ان الموت المفاجيء للرئيس روزفلت دفع بنائبه الى دفة الحكم رغم عدم قناعة الاوساط المطلعة على شؤون البيت الابيض بامكانيات ترومان التي اقل ما يقال عنها انها كانت متواضعة ولا تؤهله قيادة بلد اصبح قطبا رئيسيا في العالم ... الا ان تلك القناعات سرعان ما تبدلت , ذلك ان الرجل مالبث وبعد وقت قصير ان استيقضت فيه قدرات ومواهب ادهشت كل المحيطين به وليكون واحدا من الرؤساء الذين يشار اليهم في التاريخ الامريكي .
والحالة هذه او شبيها لها تكررت في فرنسا عقب الحرب العالمية الثانية وخصوصا بعد الهزائم والخسائر الهائلة التي منيت بها والفوضى التي عمت البلاد بسبب فقدانها للقائد الذي يستطيع ان يعيد الى الامة وحدتها ... غير ان ذاك التيه لم يدم طويلا , فألازمات والفوصى عادة ما تكون الباعث لظهور قائد او مجموعة منهم او تكتلا او حزبا لينتشل البلاد وبقودها صوب الاستقرار والامان , ومن خلال ذاك الخضم ظهر الجنرال شارل ديغول الذي وجد نفسه المسؤول عن وحدة الوطن وسلامة ارضه بعد السقوط المريع للدولة ... وحقا كان اهلا لهذه المسؤولية الشاقة واستطاع بدعم من شركائه ان يحافط على فرنسا موحدة قوية مزدهرة لها مكانتها بين الامم .
العراق اليوم يمر بظروف شبيهة بتلك التي عاشتها فرنسا في اعقاب الحرب , والقياس مع الفارق , فثمة من كان بطالب باستقلال مقاطعته واخر ينادي بتقسيم البلاد ... لكن ديغول يصبره وحكمته وحزمه استطاع ان يوصد الابواب امام كل تلك الدعوات ويعيد اللحمة للمجتمع ويوحد البلاد الفرنسية ... وبكل تأكيد فأن العراق لم يخلو عبر تاريخه من شخصيات مؤثرة ومتزنة ولا اريد ان اقول شبيهة او قريبة من ديغول او نيلسون مانديلا او المهاتما غاندي الا انها استطاعت ان تترك بصماتها رغم انها لم تجد الفرصة المؤاتية لاحداث التغيير المطلوب كما ان البعض منهم لم يعطى الوقت الكافي لذلك ... والمتتبع لاحداث قرن مضى يجد ان اية محاولة للنهوض بواقع البلد كانت تقمع بالحال وتعيد البلاد عشرات السنين الى الوراء ... ولنا ان نستعرض وكمثال لا غير , ما فعله حزب البعث من خلال انقلابين احمقين والى اي مستنقع جرالبلاد الذي مازال وسيظل يعاني لسنين مقبلات جراء سياساته وممارساته غير السوية ...
عقب الغزو الامريكي وما سببه من فوضى شاملة , تولى دفة السلطة تحت مسمى مجلس الحكم عدد من المسؤولين جلهم لم يكن اهلا لها, اذ لم يستطيعوا ان يقدموا اي شيء او يحدثوا اية مفاجئة رغم ان ضغط التجربة كان هائلا , وهنا اقصد كلتا المرحلتين قبل الغزو وبعده , فالخراب الذي خلفه النظام السابق كان مروعا والفوضى التي حلت بالبلاد بعد الاحتلال كانت هي الاخرى مدوية , هذه التجربة المرة لم تكن حافزا لاغلبية المسؤولين ان يحدثوا تغييرا , رغم محاولة القلة منهم , تجنب البلاد ما تمر به اليوم ... فبعضهم لم يكن نزيها او صادقا واخر كان يبحث عن معجزة تأتيه من السماء , وغيرهم عاجزا ... في ظل هذا المشهد المؤلم انهى مجلس الحكم فترته لننتقل الى واقع اخر اكثر قتامة من سابقه , اذ ان الساحة السياسية المثقلة بالاشكاليات والضبابية وعدم وضوح الرؤيا فرضت حالة جديدة لم يستطع القادة الجدد ان يتعاملوا معها بصورة صحيحة وموضوعية فيما ساهمت الانتخابات في زيادة المشهد قتامة ليكون اغلب من تولى السلطة فرديين ينحازون الى مصالحهم وفئاتهم وتمترس فريق منهم خلف سواتره الطائفية واخر قومية ليتركوا المواطن هدفا لاعمال العنف والمفخخات ... وتوقفت عجلة التنمية وهدرت الاموال وعمت ثقافة الجهل والغيبيات وغذيت روح الحقد والكراهية .
صحيح ان الحكومة الحالية التي استحوذت على الفترة الاطول من العقد الذي تلا الاحتلال استطاعت انقاذ البلد من حرب اهلية وبسط الامن وفرض القانون , وان كان بنسب مختلفة , والوقوف بوجه العصابات الاجرامية والارهابية ... الا انها بالمقابل ارتكبت اخطاء قاتلة كانت نتائجها كارثية وهاهي الان باتت تلوح في الافق ... وقد كان بالامكان تجاوز ذلك فيما لو اسندت المسؤوايات لاناس اكفاء ومن ذوي الاختصاص غير مفروضين فرضا على الحكومة ومنهم من لم يكن صادقا او امينا لا مع نفسه ولا مع غيره وكان دوره السلبي واضحا لافشال الاداء الحكومي التي باتت تنهال عليها الضربات من كل حدب وصوب , واشدها ايلاما كانت تلك التي جاءت بسب خيانة الصديق وطعنات الرفيق وثرثرة المنافقين ... وهكذا صارت البلاد تعيش شللا تاما امتد الى شتى مناحي الحياة واستفحلت ادارة الازمة وصار التحدي عنوانها ووسائل الاعلام ساحتها بعيدا عن روح الحوار والمكاشفة ودون ان يرف للبعض جفن عما لحق بالوطن وبمواطنيه ...
ان بلدنا وبعد عقد من الانتكاسات وعقود من التسلط الفردي احوج ما يكون اليوم الى توافق سياسي ووطني يجنبه النزاعات الفئوية التي ستؤدي الى تجزأته او جره الى حرب اهلية ثانية ... ويكاد يتفق الجميع على ان المسألة الاساسية التي تستدعي علاجا فوريا هو الدستور وتعديله بشكل يضمن الطموحات الشعبية ويكفل لجميع المكونات حقوقها وواجباتها , وحسبي ان اقول لمن يقف حجرة عثرة في طريق التعديل , ان هذا الاجراء ليس بدعة , فكثير من دول الديمقرطيات الحقة اعادت النظر في دساتيرها لتلائم التوجهات الانسانية وحالات التجدد والتطور , اضف الى ذلك ان البرلمان اصبحت حاجته الى المعارضة غاية في الضرورة لمراقبة الاداء الحكومي والاشارة الى الخلل ومحاسبة المقصر , اما ان يكون الجميع شركاء وعلى خلاف دائم في الوقت نفسه فهو امر غير مقبول ومرفوض ... وازاء ذلك هل سنرى ديغولا عراقيا ينقذ الوطن من ازماته التي تبدو لا نهاية لها .



#لؤي_الخليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متظاهروا الانبار ... هلا اعدتم حسابات شهر مضى ؟
- رفقا بالعراق فهو اسمى من زجه في نعراتكم الضيقة !!
- صواريخ غزة اوصدت الابواب امام التهديدات الاسرائيلية لايران
- (( صناعة العدو )) سياسة امريكية باتت بموازاة الصناعات الاخرى ...
- هل حقا ثمة ما يخيف في قانون البنى التحتية ؟
- وما فائدة التغيير السياسي اذا لم يصاحبه تغييرا ثقافيا ؟
- عدم الاستقرار في العراق سيستمر طالما وجد ساسة مأجورين
- قادة قطر وحكاية الضفدع الذي اراد ان يصير ثورا !!
- حلم الكرد الموعود والخطاب غير المتزن
- كي لا يتوهوا ان العراق رقما سهلا في المعادلة
- حكومة بغداد .. كفى تهافتا وضعفا ولا توغلي اكثر
- تخبط وسوداوية القائمة العراقية ستودي الى حتفها
- اية ثمار تلك التي جناها العرب من ربيعهم ؟
- العراق .. خطوات الى الوراء واستبعاد العودة للشراكة الوطنية
- من يقف وراء التفجيرات وقتل العراقيين ؟
- بدعة الاقلمة ودورها في تأجيج الخلافات السياسية
- هل نجح النظام السوري في دفع الجامعة العربية الى المكان الخطأ ...
- الامتناع العراقي و (( مفاتيح الارهاب )) التي لم تزل بيد النظ ...
- هل ستوقد (( الفدراليات )) شرارة حكم شمولي جديد في العراق ؟
- لكي لا نجعل من الفدراليات بوابة لتقسيم العراق !!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لؤي الخليفة - اي قائد يحتاجه العراق اليوم ؟