عماد البابلي
الحوار المتمدن-العدد: 4006 - 2013 / 2 / 17 - 19:33
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
سألتهم : أين أضع سيجارتي
- هنا
- ولكنها جمجمة !
- ضحكوا ..
ضحكو ا طويلا
- لتكن منفضة
الشاعر العراقي جمال جاسم أمين
في هذه البلاد المتكئة عسرا وقسرا على كتف من خلقها ، يرزخ العباد تحت تلال من القمامة بحيث لا تستطيع أن تفرق بين البشر وبين القمامة ، تحدث أشياء معقدة هنا وهناك ، أشياء عصية الفهم حتى اللوغوس الكوني الذي تورط كثيرا بخلقنا ، اللوغوس المفتت في القطيع والمنتحر في الفردية ، نختار من ذاكرة العدسة هذا المشهد لعلكم تستطيعون شرحه لي :
في زحمة العمل ، رن هاتفي برنة أغنية فيروز ( يا رايح على كفر حالا ) ، وهذه الأغنية تمثل لي أكثر مما تمثله لمطربتها ربما ..
( نرجع للهاتف ) : أمي لويزا كانت عند وكيل المواد الغذائية أليخاندرو ، وطالبها بالأوراق الأصلية لكل عائلة ، ( طبعا عائلتي منفصلة عن عائلة أهلي في حصة الشعير من الحظيرة ) ، المهم هنا اكتشفت لويزا بأن أسم زوجتي غوادولوبي مكرر في الحصتين ، عام وهي تستلم دون أن أعرف شخصيا بالموضوع ، راحت لويزا أمي الحبيبة تشرح لي كيف أن الله يحاسب وكيف أن الله لا يقبل بأن نأخذ حق غيرنا ، جعلت من عيوني تدمع وهي تثبت لي بأن من يعمل مثقال خير يره ومن يعمل مثقال شر يره ، لويزا طوال عام كامل بالاشتراك مع السيد أليخاندرو يعطلون تلك الأحكام المقدسة ولكن حين طالبتهم الوزارة ببعض من التدقيق ، قفز الله من الثلاجة نحو الفرن في درجة حرارة عالية حرجة صارخا بالتقوى والورع المفاجئ .. مخافة الله تصلح في مكان ولا تصلح في مكان أخر ، تصلح في لحظة ولا تصلح في لحظة أخرى ، عقيمة في السرير ومتناسلة في المعبد .. مالذي يتحكم في عقلية العرب ، أي مزاج برتقالي وأي نرجسية دينية تسكن فيهم ، كم هي غريبة عندنا قداسة العقيدة تلك السطوة السرية التي تجعلنا نسكن الهاوية دائما في غروب شمس دائم ، غروب خائن في تلك القبائل المنقسمة بين حالة البداوة الرعوية وشبه الرعوية ، حرارة شمس الصحراء سحرت أدمغتهم نحو حالة تفهمها مخلوقات العصر الجوارسي أكثر مني ..
( المقدس ليس أبدا علويا – في أحيانا كثيرة – بل أنه مخلوق منتج من واقع صراعتنا وحاجتنا الأجتماعية ، المقدس ليس كيانا كليا مكتفيا بذاته وصانها لنفسه ، وأنما هو جزء من عملية مادية .. تتعقد بها العلاقات التبادلية بين مجالات الفعل المختلفة ، وبرغم تعقيدها يفهمها الإنسان دون إحالتها )
عبد الهادي رحمن – عرش المقدس صفحة 12
#عماد_البابلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟