جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4006 - 2013 / 2 / 17 - 18:23
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
ازمة التفكير البؤري Focusing
ملاحظة: موضوع هذا المقال هو حصيلة خبرة شخصية من ثقافة شرقية متعددة الاتجاهات الى ثقافة اوربية غربية متعددة الاتجاهات ايضا و نتيجة بحث و دراسة شخصية لفهم مشكلة التركيز عند الانسان او ما اسميه هنا بالتفكير البؤري Focusing. كنت اعلم ان الانسان هو ضحية التركيز السلبي و لكن المعرفة لا تعني بالضرورة المقدرة على التغلب على المشاكل و الامراض و لا تعني فهم ازمة التركيز السلبي من جميع جوانبها.
هناك وجهان لعملية التركيز السلبي او التفكير البؤري يقع الانسان فيها كما يقع في البئر لا يستطيع الخروج منها الا عندما يستطيع كسر حلقاتها الدائرية الشريرة vicious circles:
اولا التركيز الداخلي و هنا يركز الانسان على نفسه اي يحكم قبضته على نفسه Self-consciuosness و يركز جميع طاقاته على ترك انطباع جيد عند الاخرين لخوفه من التقييم و (عيون الاخرين) فهو لا يترك نفسه او ينساها و لا ثانية واحدة لتتنفس و تتحرر مما يؤدي الى شد عضلات جسمه و يشعر بعدم ارتياح و تعاسة لا متناهية. فالانسان هنا سجين نفسه و افكاره لا يستطيع التركيز على ما تقوله الناس لانه يبذل كل طاقته للتركيز على نفسه. لا يخلص الانسان من سجنه هذا الا اذا استطاع ان ينسى نفسه و يطور قابلية الاصغاء للاخرين listening skills او بعبارة اخرى يحول التركيز من نفسه الى التركيز على الاخرين.
ثانيا التركيز الخارجي و هنا يقع الانسان في اسر ما يدور حوله (خارج نفسه) و يطور هاجس ضد شخص معين او حالة معينة لا يرتاح الا بالتخلص من محيطه و (دكتاتورية عيونه) و لكن المشكلة هي انه لا يستطيع ترك بيته و عمله و يبقى اسيرا للهواجس الخارجية الا اذا استطاع نسيانها او عدم الاهتمام بها او تمكن ايجاد طرق التعايش معها modus vivendi قبل تدمير صحته او يغير اتجاه تركيزه من الخارج الى الداخل على الاقل وقتيا. قد يدل التركيز على الصحة العقليه و النفسية عند الانسان و لكنه قد يحفر له حفرة عميقة لا يستطيع الخروج منها بنفسه و يبقى اسيرا لتفكيره البؤري الداخلي و الخارجي مدى حياته.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟