شعوب محمود علي
الحوار المتمدن-العدد: 4005 - 2013 / 2 / 16 - 16:39
المحور:
الادب والفن
العودة من الصحراء
1
همساً حاورني البحر ،
وأكد أن خرائطه الممتدة مثل جذور القلب
لن يسمح فيها لمن لا يحمل تصريحاً بدخول الماء ،
خرائطه الممتدة ،مثل بيوت الطين على أرض الكحلاء ،
ومثل منائر سامراء ،
علامات قد تصدم ممن اُوفد للتخريب ،
ومن بالأمس استحصل (صك ) العمرة دون محج البيت
وقام بفتح النار على الجيران ،
وجاء ببدعته النكراء
يخطّ حروفاً للقران ،
فكان دم يتلفع برد الكفر
فأنشأ جيلاً للتعريب ،
ألغى السعف ، ورأس النخل
سمعتُ البصرة تنعى النخل ،
وتبكي النخل ،
وكل النخل بكى شهداء النخل
والماء يفيض بأسراب السمك الطينيّ ،
وتبقى الأرض معراة من ثوب الماء ،
فيالله ، لفعلة هذا الوحش الصابئ
في صمت الغابة ، والضوضاء
2
قلعوا عينيكَ ، وخاطوا فمي
قد تولغ وسط إناء دمي
قطط وكلاب
3
دقت أجراس الفرحة قمنا
خلّفنا رداء النوم ، فيا زرقاء ...
في ليلة عرس دم ، في ليلة حفل
4
رحت أنقّب كل تواريخي المنسوخة ،
قبل فرار الطير ،
وهجرة أسماكي النهرية للصحراء
يوجعني العود لذكر ليالٍ سود ،
لرائحة البارود ،
لأهدابٍ نزعت عن جفن النسوة
لأظافر تقلع
ولسان يقطع
في قبو الحزن يوزع عند ليالي العرس
مثل هدايا العرس .
5
آهٍ من ذاك الداء ،
ومن غطرسة الوحش بقمصان الحكماء
الليلة أخشى عبور الحلم ، عبور اليقظة
أتتبع ما في صحف العصر ، أفيق من الحلم الكابوس
أتجمد مثل عمود الصخر ببابل ،
أسمع أنّات الطاغوت ، وحشرجة التمثال
في الحفرة ،
يا للهول سماوات تتصدع
وأراضٍ فيها الهدهد يقبع
6
أديت صلاة الحمد
وطقوس الشكر
من بعد رجوع الطير ،وعودة أسماكي النهرية تحت الماء
شعوب محمود
#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟